فى سبع دقائق .. بر والدك ووالدتك تنعم بحياتك

"موقف في سبع دقائق" برنامج فريد على قناة الرسالة يقدمه مريد الكّلاب من خلاله يأخذنا لمعايشة مواقف قد تحدث للكثير منا ثم يقدم رؤيته من خلال تلك المواقف في الحياة وسبل تنمية الذات وتحقيق النجاح ومواجهة المشكلات وتقديم الحلول والبدائل المناسبة لها ، وفى احدى الحلقات سرد هذه الواقعة :
أعزائي المشاهدين أتذكر في عام 1416هـ ذهبت إلى الحج وفي ذلك العام شب حريق فى منى توفي فيه المئات من الناس واعتقدت أنه حريق صغير فاتجهت إلى المخيم وكان معي صاحبي وكل من صاحبي أحضر والدته وهي كبيرة في السن، أما أنا لم يكن معي أحد لكن والدي ووالدتي قد حجا في تلك السنة وكانوا في حملة أخرى لا أعرف أين مكانها بالتحديد لأني ذهبت إلى مكة منذ وقت مبكر، في أول أيام الحج.
وبدأت أستمع للناس يقولون منى تحترق يوجد حريق كلمات تتطاير هنا وهناك، وأنا أقرأ في كتاب وأزعم أنني حليم وصبور وقوي، بينما أنا كذلك وإذا بالكلمات تجاوزت إلى الأرجل بدأ الناس يتحركون، وإذا بصديقي يأتي ويقول الناس خرجوا منى تحترق أنت ماذا تفعل فقلت صحيح الكلام يعني، قال نعم صحيح، فوضعت كتابي وحاولت، أن ألتقط ما ألتقطه من أغراضي المهمة وبعض أوراقي والحقيبة كانت فيها مجموعة من الكتيبات كنت أنوي توزيعها لو أبقاني الله حيا، خرجت فإذا بصاحبي وكل واحد منهم خلفه والدته وعمرها قريب من الستين سنة.
خرجنا نمشي في طريق صغير لا يتجاوز خمسة عشر مترا، حتى انتصفنا في منتصف الطريق فقال صاحبي نسيت "جوالي" موبايلى في الخيمة، قال أرجوك اذهب وأحضر الجوال، انطلقت إلى الخيمة سريعا ومضوا هم إلى حال سبيلهم، انطلقت إلى الخيمة أبحث عن الجوال طال البحث شممت رائحة الدخان خرجت سريعا بالمخيم وإذا بالنار تلتهم المخيم المقابل خرجت من باب المخيم لم أتجاوز خطوات حتى انفجرت دبات الغاز الموجودة في مخيمنا والنار بدأت تلتهم المخيم خلال ثلاث دقائق نجاني الله من تلك النار.
ويضيف مقدم البرنامج: لكني الآن بدأت أرقد والنار ترقد خلفي، وكنت أهرب والناس ترقد من أمامي ومن خلفي ومن حوالي كنت أشاهد صورة واحدة بينما كنت أرقد كنت أشاهد والدي والدتي كانوا في منى، في ذلك الوقت كانوا حاجين ووالدتي عمرها السبعين سنة، ووالدي نحو الثمانين وهم في منى في ذلك الوقت كنت لا أرى إلا صورة والدي ووالدتي، وكنت أعرف اسم الحملة التي كانوا فيها فكنت أرقد إلى أي اتجاه يقودني إلى تلك الحملة، فكان الناس يسألون أين المفر من النار وكنت أسأل أين الطريق إلى حملة والدي ووالدتي، قضيت حوالي ساعتين ولا أكاد أتجاوز مخيم إلا ويحترق حتى وصلت إلى قمة التعب والاجهاد وآويت إلى جبل بعيد عن أقرب مخيم يبتعد عنه ثلاثين متر، وتوجد في أسفل الجبل مجموعة من الخيام الصغيرة, وجموع كبيرة من الناس مجتمعين، كنت أدرك أن والدي ووالدتي ليسوا في هذا المكان لكني كنت أبحث وكنت موجود في هذا الجبل أسأل الله الفرج، فجأة انفجر المخيم القريب وكنت أنظر إلى كبار السن الذين لا يستطيعون الهروب وصعود الجبل يحترقون وصورة والدي هي التي تملأ عيني وتملأ عقلي صعدت الجبل إلى رأسه، ونجوت ولكني لا زلت أتساءل أين والدتي أين والدي .
السؤال الذي بقي عالقا إلى ذهني كم هو الشعور بالمحبة، كم هو الشعور بالدفء وقوة العلاقة وحميمية الوصال نحو والدي ووالدتي في تلك اللحظة قلت في نفسي يا لا الروعة يا لا الجمال لو استمر ذلك الشعور على مدى سنين حياتي، تلك اللحظة لو استطعت أن أعممها على باقي حياتي في علاقتي مع والدي كم ستكون تلك العلاقة رائعة أتوقع أن كل منكم لا يحتاج أن يكون في ذلك الموقف المخيف حتى يشعر بحافز بره ورحمته وحبه لوالديه، لكن تكفيكم هذه القصة ويكفيكم موقفي نريد أن تعمم تلك اللحظات حتى يبقى الحب ويبقى البر ويبقى الشوق والمودة ما حيينا.

	#2
اميرة وتاج راسنا	رد: فى سبع دقائق .. بر والدك ووالدتك تنعم بحياتك فى سبع دقائق .. بر والدك ووالدتك تنعم بحياتك