عاش قدامى المصريين على ضفاف النيل وامتطوا متن هذا النهر العظيم ناقلين بواسطته سلعهم شمالا وجنوبا, وزرعوا القمح وغيره في أراضيهم الغنية بالطمي المترسب من جراء فيضان النيل السنوي. ومع الأيام نشأت القرى على طول ضفاف النهر. وقد اتخذت الحضارة المصرية طابعا متميزا لم يتغير طوال 2500 عام تقريبا, فشيد المصريون المعابد الحجرية الضخمة , وبنوا الأهرام التي عدها القدماء إحدى عجائب الدنيا السبع. ولقد آمن المصريون بالبعث والحياة بعد الموت, ومن أجل ذلك أنفقوا الأموال بسخاء أسطوري على مقابرهم وعملوا على حفظ جثث موتاهم سليمة من طريق التحنيط. ومن أهم مآثرهم الحضارية إسهامهم في ابتكار الأبجدية, واستحداثهم أدوات للكتابة من حبر وورق وأقلام وما إليها. وقد عني المصريون, إلى هذا كله, بعلم الفلك, فقادهم ذلك الى اختراع التقويم السنوي, كما عنوا بالحساب والطب والجراحة, وبالأدب والرسم والنحت أيضاً .