تقول السيده عائشه :ثم دخلت فاطمه بنت النبي، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلماجاءت إليه ..
فقالالنبي:(ادنو مني يافاطمه )
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت
قال لها النبي:(أدنو مني يا فاطمه)
فحدثها مره أخري فياذنها ، فضحكت .....
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي
فقالت :قال لي في المره الأولي : ( يا فاطمه ،إني ميت الليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكيقال : ( يا فاطمه ، أنتي أول أهليلحاقا بي ) فضحكت .
تقول السيده عائشه :ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي فيالبيت ) وقال : ( ادنو مني يا عائشه)
فنام النبيعلي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء
ويقول : ( بل الرفيقالأعلي، بل الرفيق الأعلي ) ...
تقول السيده عائشه:فعرفت أنه يخير.
دخل سيدنا جبريل علي النبي
وقال :يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد منقبلك ..
فقال النبي :( ائذن له يا جبريل)
فدخل ملك الموت علي النبي
وقال :السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني اللهأخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي :( بلالرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
ووقف ملك الموت عند رأس النبي
وقال :أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوانورب راض غير غضبان ...
تقول السيده عائشه:فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدريما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل علي الرجالفي المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
تقول:فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذاعثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنيويسري وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهبللقاء ربه كما ذهبموسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات. أماأثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه
وقال : وآآآخليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي
وقال:طبتحيا وطبت ميتا يا رسول الله.
ثم خرج يقول :من كان يعبد محمد فإن محمدا قدمات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول:فعرفت أنهقد مات...ويقول:فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيهوحدي لأبكي وحدي....
ودفن النبي
والسيده فاطمه تقول :أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ..... ووقفت تنعيالنبي
وتقول:يا أبتاه ،أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الي جبريل ننعاه .
تري، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايارسول الله صلي الله عليه وسلم لك في آخر كلمات له ؟؟
لا أدري ماذا ستفعلكي تصبر على ابتلاءاتالدنيا..
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- -----
اللهم اجعلني من ورثة جنة النعيم
الفتوي
القصة أُدْخِل فيها ما ليس منها ، وما لم يَرِد أصلا في قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
كما أنها سِيقت بألفاظ تغلب عليها العامية !
فقوله : (ثم بدأ يدعي لهم ويقول اخر دعوات قبل الوفاة : "اراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله ايدكم الله حفظكم الله" واخر كلمة قبل ان ينزل عن المنبر موجه للأمه من على منبره "ايها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من امتي إلى يوم القيامة" وحُمل مرة اخرى إلى بيته)كل هذا لا يصحّ عنه عليه الصلاة والسلام .
وحديث : ما الفقر أخشى عليكم ... إلى آخره .. لم يكن في آخر حياته عليه الصلاة والسلام ، ولا عند وفاته ، بل كان حينما عاد أبو عبيدة ومعه مال من البحرين . كما في الصحيحين .
ولم تكن عائشة رضي الله عنها تمسح عرق النبي صلى الله عليه وسلم بيدِه ، بل كانت تقرأ وتنفث بيده عليه الصلاة والسلام ثم تمسح جسده بيده رجاء بركة يده عليه الصلاة والسلام .
روى الإمام البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ، ومسح عنه بيده ، فلما اشتكى وَجَعه الذي توفي فيه طفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث ، وأمسح بِيَدِ النبي صلى الله عليه وسلم عنه .
وفي رواية الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ على نفسه المعوذات وينفث . قالت عائشة : فلما اشتكى صلى الله عليه وسلم جعلتُ اقرأ عليه وامسحه بِكَفِّه ، رَجَاء بَرَكة يَدِه .
واستئذان ملك الموت ، رواه البيهقي في " دلائل النبوة " ، وهو ضعيف شديد الضعف .
ومُحاولة النبي صلى الله عليه وسلم القيام حتى يُغمى عليه ليس لأن الناس كانوا يخافون عليه ، بل لحرصه عليه الصلاة والسلام على الصلاة ، فإنه عليه الصلاة والسلام سأل : أصلّى الناس ؟
قالت عائشة رضي الله عنها : قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله . قال : ضَعُوا لي ماء في المخضب . قالت : فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأُغْمِي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصَلَّى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأُغْمي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصَلَّى الناس ؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي عليه السلام لصلاة العشاء الآخرة ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يُصَلِّي بالناس . رواه البخاري ومسلم .
وقولهم في آخر الكلام :
(فلكل من سمع هذه القصة ووجد حب للنبي، فعليه أربع حاجات لحب النبي)فليست تلك بِواجِبَة حتى يُقال ( عليه ) ! إلا وُجوب اتِّبَاع سُنّتِه صلى الله عليه وسلم .
وعلى من أحب النبي صلى الله عليه وسلم حُـبًّا صادقا أن لا ينسب إليه ما لم يقُلْه ، وأن لا يتكلّم في سيرته ولا في سُنّته إلا بِعِلْم ، فإما أن يتكلَّم الإنسان بِعلْم ، وإلاَّ يَسْكُت بِحَزْم .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم