ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > السيدات و سوالف حريم > فلسطين
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
فلسطين يوميات اسير فلسطيني يوجد هنا يوميات اسير فلسطيني دعم قضية فلسطين و النقاش حول إمكانية صمود الشعب الفلسطيني ضد العدوان الغاشم

فساتين العيد


 
قديم   #1

الاسيرة.

:: كاتبة نشيطة ::

الملف الشخصي
رقم العضوية: 97442
تاريخ التسجيـل: Jan 2010
مجموع المشاركات: 90 
رصيد النقاط : 0

قمر يملع يوميات اسير فلسطيني


يوميات اسير فلسطيني

يوميات أسير فلسطيني .. الجزء الثاني - هكذا يعيش الأسرى وراء الشمس
يوميات أسير فلسطيني .. مشاهد من وراء القضبان
(عبد الناصر فروانة) (*)
مسيرة يوم
تعمد إدارة السجون إلى إجراء العدد ثلاث مرات، ويبدأ الساعة السادسة صباحاً، وبذلك تُجبرنا الإدارة على الصحو مبكراً. وبعد انتهاء العدد؛ نشرع بتجهيز أنفسنا والاستعداد لاستقبال وجبة الإفطار، ومن ثم يبدأ البرنامج الثقافي من خلال المطالعة الذاتية. وفي التاسعة والنصف يجتمع من في الغرفة ومن التنظيم الواحد ذاته في جلسة ثقافية وفقاً لبرنامج مُعدّ منذ بداية الشهر. وتستمر الجلسة ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، تتناول موضوعاً سياسياً أو وطنياً أو ملفاً ساخناً أو آخر الأخبار، أو موضوعاً أمنياً ونضالياً، وأحياناً تعلّم اللغات.
ومن ثم ينتقل الجميع للقراءة الذاتية، ومع الظهيرة يُغلَق ملف المطالعة، ويشرع الجميع بالاستعداد لتناول الغذاء. ومن ثم يأتي العدد الثاني، وبعدها الراحة أو القيلولة قليلاً، ثم يخرج جميع من في القسم الى "الفورة"، وهي عبارة عن مساحة ليست بالكبيرة، ويعلوها سقف من الأسلاك والقضبان الحديدية لمدة ما بين ساعة الى ساعتين حسب ظروف السجن والعلاقة مع الإدارة. وتُخصّص هذه الفترة للتفاعل الوطني وللاستمتاع بأشعة الشمس، وأحياناً تجرى أثنائها ندوات مشتركة حول قضايا وطنية عامة، أو الاحتفال بمناسبة ما أو لتعزية أحد الأسرى ..إلخ.
وبعد العودة للغرف تُستَقبَل وجبة العشاء ويتم إبقائها في الغرفة حتى موعد العشاء. وخلال هذه الفترة يُسمَح بفتح التلفاز من قبل لجنة الأسرى الداخلية ومشاهدة بعض البرامج، وبعدها تبدأ لجنة الطعام بإعداد وجبة العشاء. ومن ثم يُستكمَل البرنامج الثقافي بجلسة مسائية ثانية أو أمسية ثقافية أو ترفيهية أو متابعة برنامج محدّد مفيد يُعرَض على التلفاز، وفي بعض الأيام يُسمَح من قبل قيادة الغرفة بمشاهدة برامج ترفيهية تُعرَض عبر التلفاز. وفي العاشرة مساءً تطفئ الإدارة الأنوار، ويبقى التلفاز حسب القرارات التنظيمية الداخلية، ويخلد بعدها الجميع للنوم.

البرامج الثقافية
وأود التأكيد هنا أنّ المعتقلين أدركوا منذ بدايات الاحتلال والسجون خطورة استهداف الاحتلال لثقافتهم وتراثهم، فانكبّوا على تعبئة أنفسهم وتناقل الخبرات والتجارب فيما بينهم ثقافياً وفكرياً، عن طريق القراءة الذاتية، وعن طريق الجلسات المتنوِّعة، واستفادوا أيضاً مما هو مسموح بإدخاله لهم من كتب وصحف ومجلات عبرية وإنجليزية. ولهذا فالكثيرين منهم أجادوا اللغة العبرية والإنجليزية، ومنهم من أجاد الاثنتين وأكثر.
وبالمناسبة هناك جلسات خاصة لتعلّم فنّ الكتابة؛ كتابة التقارير والقصص والمقالات والرسائل، وهي معارف ومعلومات يتم تدويرها فيما بين الأسرى. وهناك أيضاً جلسات إجبارية لمحو الأمية، ولم أتصوّر أنّ أحداً دخل السجن وخرج منه كما دخل دون أن يطوِّر قدراته.
نعم لقد نجح الأسرى في تحويل محن السجون، إلى منح يُستفاد منها. فتحوّلت تلك الأمكنة المظلمة إلى مدارس وجامعات مشرقة، خرجّت آلاف القادة والمبدعين والكتاب والمثقفين وحفظة القرآن .. إلخ، والذين حققوا نجاحات باهرة أينما حلّوا وأينما عملوا وفي كل المواقع التي تبوّؤوها.

اختلاف البرامج
بالطبع فإنّ البرامج مختلفة من تنظيم إلى آخر، ولكن مع الوقت والتكيّف والاندماج في العمل التنظيمي والثقافي والحياة الاعتقالية داخل الأسر؛ تشعر أحياناً أنك مضغوط وليس لديك وقت للخروج إلى "الفورة"، أو أن تُجبّر على السهر لبضع ساعات لإنجاز مهامك أو برنامجك الخاص. ووالله .. أحياناً تمنيت أن تكون ساعات اليوم أكثر من 24 ساعة حتى ننجز المطلوب.
هذا باختصار شديد يوم من الأيام داخل السجن، ولكن أحياناً ما تكون الفورة صباحاً، ولكنّ البرنامج العام لا يخرج عن هذا الإطار.

إبداعات فنية
هناك بعض الساعات خلال النهار يُعتبر خلالها الأسير محرّراً من الأنظمة والبرامج الداخلية ومن الجلسات الثقافية، فيلجأ الكثيرون للإبداع والفن التشكيلي والعمل اليدوي وإنجاز مجسّمات مختلفة أو لوحات فنية من خلال الإمكانيات البسيطة المتوفرة، وهناك إنتاجات رائعة في هذا المجال.
هذا إذا مرّ اليوم طبيعياً؛ بمعنى أن لا يتخلّله اجراء عدد رابع، أو إعلان طوارئ، أو "قمعة"، أو احتجاج من قبل الأسرى، أو حدث مفاجئ أدّى للتصادم مع الإدارة، أو تفتيش ليلي مفاجئ، أو تنقلات فيما بين الأقسام أو ما بين السجون .. إلخ من الإجراءات القمعية التي تهدف إلى عدم الاستقرار فيما بين صفوف الأسرى.
وبالمناسبة؛ هناك بعض السجون والمعتقلات تمنحك رقماً منذ اللحظة الأولى لوصولك، بدلاً من اسمك، وتتعامل معك وفقاً للرقم حتى لحظة تحرّرك، وهذه الألية متبعة حتى الآن في المعتقلات كالنقب وعوفر ومجدو.

دروس الأسر
علمتني التجربة الكثير من السمات الإيجابية، وهي التي صقلت شخصيتي وأثّرت عليّ في العديد من الجوانب، وعلّمتنا الصبر والقدرة العالية على التحمّل واحترام الآخرين. علّمنا السجن الأمانة وتعزيز الثقة بالنفس وعدم الانهيار تحت أية ظروف، والعيش بكرامة وعزة في أحلك اللحظات. علّمتنا التجربة أنّ الإنسان يمتلك طاقة هائلة من الصمود والتحمّل إذا كان متسلِّحاً بعقيدة ومبادئ وبإيمان راسخ بعدالة قضيّته ومتسلِّحاً بأمل الانتصار. علمتنا كيف نثقِّف أنفسنا ونُطوِّر ونثقِّف بعضنا بعضاً. علمتنا الأخلاق الحميدة والسلوك الطيب والحياة الجماعية والإيثارية وحبّ الآخرين والوحدة الوطنية في أروع صورها.
وأعتقد أنّ تحرّرنا واستمرارنا في عطائنا ونضالنا، ونجاح كثير من الأسرى السابقين في مجالات عملهم؛ يدلّ بما لا يدع مجالاً للشك على فشل الاحتلال في تحقيق غاياته من وراء السجن؛ المتمثلة بإفراغ الأسير من محتواه الوطني والثوري، واعتبار السجن المحطّة الأخيرة لكل أسير فلسطيني.

(نهاية الجزء الثاني، يتبع الجزء الثالث والأخير)
(*) الأستاذ عبد الناصر فروانة هو خبير فلسطيني في شؤون الأسرى، وهو أسير سابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 05:21 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0