بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا آتنا بفضلك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين
قال التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني :
(( أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً ))
ما رأيك يا أختي أن ندخل في تلك القافلة؟.. أولا تحبي مجاورة حبيبك المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ومزاحمتهم عليه؟؟
سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أصحابه يوما : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر أنا، قال : من اتبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبوبكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبوبكر : أنا، فقال الرسول– صلى الله عليه وسلم – :"
ما اجتمعن في امريء إلا دخل الجنة ".
لله درك يا أبا بكر .. ولعل الصحابة بعدها عادوا وكل منهم يعزم أن يدرك ما أدرك أبو بكر.
والآن يا اختي لنعزم عزما أكيدا على دخول هذا السباق ، وليكن قلبكي حرا طليقا لا تأسره المادة أو الشهوات، ولقد سبقنا عثمان بن عفان-رضي الله عنه- وانطلق يسابق الريح حين اشترى الجنة من النبي– صلى الله عليه وسلم – مرتين ، حين حفر بئر رومة، وحين جهز جيش العسرة، فإذا برسول الله يتوجه وسام: "عثمان في الجنة" رواه ابن عساكر.
وليكن قلبكي يقظا فإن أخطأ هب فزعا مستغفرا نادما لا يتلذذ بالمعصية، ولا يطمئن بالطاعة واثقا في جنة الله .. فرب طاعة أورثت عزا واستكبارا، ورب معصية أورثت ذلا واستغفارا.
تلك اليقظة التي تجعل همتك متعلقة بالآخرة وميزان الآخرة هو ميزان الربح والخسارة.
وحتى يكون قلبكي أسرع القلوب، اجعلي ذكر الموت نصب عينيك، وتذكري آخر ميت ودعته من معارفك.. واسألي نفسك أين ستلقيه غدا؟
ومما يعينكي في هذا السباق أنك لست بمفردك،
فالطريق مليء.. والمتساقطون كثر ،
فاتخذي لك من إخواتك معينا، فيد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.
ولا تنسي من حولك .. إذا كنت تحبيهم فخذهيم معكي.. وثبتيهم على الطريق وضاعفي حسناتكي بهم.. فالدال على الخير كفاعله.