رد: إنها ملكة .. د : محمد آ‘لعرٍيفي
إنها ملكة .. د : محمد آ‘لعرٍيفي
في .. موٍسكوٍ ...
أصرت علي رأيها فسافرنا إلي موسكو .. واستأجرنا غرفة وسكناها .. ومن الغد ذهبنا إلي إدارة الجوازات .. دخلنا علي الموظف الأول
فالثاني فالثالث .. وفي نهاية المطاف .. اضطرنا للتوجه إلي المدير الأصلي ..دخلنا عليه .. وكان من أشد الناس خبثاً .! عندما رأي الجواز
أخذ يقلب الصور .. ثم رفع رأسه إلي زوجتي وقال : من يثبت أنك صاحبة هذه الصور .؟؟ يريدها أن تكشف وجهها ليراها..فقالت له : قل
لأحد الموظفات عندك ..أو السكرتيرات .. تأتي فأكشف وجهي لها ..وتطابق الصور..أما أنت فلن تطابق الصور .. ولن أكشف لك وجهي ..
فغضب الرجل ..وأخذ الجواز القديم والصور .. وبقية الأوراق وضم بعضها إلي بعض .. وألقاها في درج مكتبه الخاص ..
قال لها : ليس لك جواز قديم .. ولا جديد إلا بعد أن تأتين إلي بالصور المطابقة تماماً ونطابقها عليك ..
أخذت زوجتي تتكلم معه .. تحاول إقناعه .. ويتكلمون بالروسية وأنا أنظر إليهما .. لا أفهم شيئاً لكني غضبت ..ولا أستطيع أن أفعل شيئاً
وهو يردد : لا بد من إحضار الصور علي شروطنا حاولت المسكينة إقناعه .. ولكن لا فائدة ..! فسكت وظلت واقفة .. التفت إليها..وأخذت
أعيد عليها وأكرر : ياعزيزتي لايكلف الله نفساً إلا وسعها .. ونحن في ضرورة ..إلي متي نتجول في مكاتب الجوازات ..فقالت لي : ومن يتق
الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اشتد النقاش بيني وبينها .. فغضب مدير الجوازات وطردنا من المكتب .. خرجنا نجر خطانا
وأنا بين رحمة بها ..وغضب عليها .. ذهبنا لتدارس الأمر في غرفتنا ..أنا أحاول أقناعها وهي تحاول إقناعي .. إلي أن أظلم اليل ..فصلينا العشاء
وأنا مشغول البال علي هذه المصيبة ..ثم أكلنا ماتيسر .. وضعت رأسي لأنام ..
كيف تنام ...
فلما رأتني كذلك تغير وجهها ثم التفت إلي وقالت : خالد .. تنام .!! ..قلت : نعم ..أما تحسين بالتعب .!! ..قالت : سبحان الله ..في هذا الموقف العصيب تنام
نحن نعيش موقفاً يحتاج منا إلي لجوء إلي الله ..قم الجأ إلي الله هذا وقت الجوء..فقمت..وصليت شاء الله لي أن أصلي ..ثم نمت..أما هي فقامت تصلي وتصلي
وكلما استيقظت نظرت إليها فرأيتها إما راكعة أو ساجدة أو قائمة أو داعية أو باكية إلي أن أطلع الفجر ثم أيقظتني وقالت : دخل وقت الفجر ..فهلم نصلي سوياً
فقمت وتوضأت وصلينا ثم نامت قليلاً ..
وبعدما طلعت الشمس .. استيقظت وقالت : هيا لنذهب إلي الجوازات .!!
فقلت لها : نذهب إلي الجوازات .!! بأي حجة.؟! أين الصور .؟! ليس معنا صور .؟ ..قالت : لنذهب ونحاول .. لا تيأس من روح الله ..فذهبنا .. والله ما أن
وطأت أقدامنا أول مكتب من مكاتب الجوازات .. ورأوا زوجتي وقد عرفوا شكلها من حجابها .. وإذا بأحد الموظفين ينادي أنت فلانة .؟ قالت : نعم .! قال : خذي
جوازك فإذا هو مكتمل تماماً بصورها المحجبة فاستبشرت والتفت إلي وقالت ألم أقل لك : " وَمَن يَتَّقِ الَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " ... سورة الطلاق : 2 ...
فلما أردنا الخروج قال الموظف :لابد من أن تعودوا إليل مدينتكم التي جئتم منها وتختموا الجواز منها فرجعنا إلي المدينة الأولي وأنا أقول في نفسي هذه فرصة
لنزور أهلها قبل سفرنا من روسيا ..وصلنا إلي مدينة أهلها .. استأجرنا غرفة وختمنا الجواز ..
رٍحلة آ‘لعذاب ...
ثم ذهبنا لزيارة أهلها .. وطرقنا الباب كان بيتهم قديماً متواضعاً يبدو الفقر علي سكانه ظاهراً فتح الباب أخوها الأكبر ..كان شاباً مفتول العضلات فرحت المسكينة
بأخيها وكشفت وجهها وابتسمت ورحبت أما هو فأول مارآها تقلب وجهه بين فرح برجوعها سالمة .. واستغرب من لباسها الإسود الذي يغطي كل شئ .. دخلت زوجتي
وهي تبتسم .. وتعانق أخاها ودخلت وراءها وجلست في صالة المنزل .. جلست وحيداً ..
أما هي فدخلت داخل البيت اسمعها تتكلم معهد باللغة الروسية لم أفهم شيئاً لكني لاحظت أن تبرات الصوت بدأت تزداد حدة .!! واللهجة تتغير !! والصراخ يعلو وإذا
كلهم يصرخون بها وهي تدافع هذا ..وترد علي ذاك فأحست أن الأمر فيه شراً .!! ولكني لا أستطيع أن أجزم بشئ لأني لم أفهم من كلامهم شئ ..
فجأة بدأت الأصوات تقترب من الغرفة التي أنا فيها وإذا بثلاثة من الشباب يتقدمهم رجل كهل يدخلون علي توقعت في البداية أنهم سيرحبون بزوج إبنتهم .! وإذا بهم
يهجمون علي كالوحوش وإذا بالترحيب ينقلب إلي لكمات ..وضربات وصفعات .!!أخذت أدافعهم عن نفسي وأصرخ وأستغيث حتي خارت قواي وشعرت أن نهايتي
في هذا البيت إزدادوا لكماً وركلاً وأنا ألتفت حولي أحاول أن أتذكر أين الباب الذي دخلت منه لأهرب منه ..فلما رأيت الباب ..قمت سريعاً وفتحت الباب وهربت وهم ورائي
فدخلت في زحمة الناس حتي غبت عنهم ثم اتجهت إلي غرفتي وكانت ليست بعيدة عن المنزل وقفت أغسل الدماء عن وجهي وفمي نظرت إلي نفسي وإذا
بالضربات والصفعات قد أثرت في جبهتي وخدي وأنفي وإذا بالدم يسيل من فمي وثيابي مزقة حمداً لله أن أنقذني من أولئك الوحوش لكني قلت : أنا نجوت لكن ما حال زوجتي .؟
أخذت صورتها تلوح أمام ناظري هل يمكن أن تتعرض هي أيضاً لمثل هذه الكمات والضربات أنا رجل وما كدت أتحمل وهي إمرأه فهل ستحمل .!! أخشي أن تنهار المسكينه
هل حان آ‘لفرٍاق ...؟
بدأ الشيطان يعمل عمله ويقول لي : سترتد عن دينها ستعود نصرانية .. وتعود إلي بلدك وحدك وبقيت حائراً ماذا أفعل .؟ في هذه البلاد أين أذهب كيف أتصرف .؟
النفس في هذه البلد رخيصة يمكنك أن تستأجر رجلاً لقتل آخر بعشر دولارات ..أو كيف لو عذبوها فدلتهم علي مكاني فأرسلوا أحداً لقتلي في ظلمة اليل أقفلت علي غرفتي
وبقيت فيها فزعاً خائفاً حتي الصباح ثم غيرت ملابسي وذهبت أتجس الأخبار أنظر إلي بيتهم عن بعد أرقبه وأتابع كل مايحصل فيه لكن الباب مغلق ظلت أنتظر وفجأه فتح الباب
وخرج منه ثلاثة من الشباب وكهل وهؤلاء الشباب هم الذين ضربوني يبدوا من هيئتهم أنهم ذاهبون إلي أعمالهم أغلق الباب وأقفل وبقيت أرقب وأترقب وأنظر وأتمني أن أري
وجه زوجتي ولكن لا فائدة ظلت علي هذا الحال ساعات وإذا بالرجال يقدمون من عملهم ويدخلون البيت تعبت فذهبت إلي غرفتي وفي اليوم التاني ذهبت أترقب ولم أر زوجتي
وفي اليوم الثالث كذلك يئست من حياتي توقعت انها مات من شدة العذاب أو قتلت !! ولكن لو كانت مات فعلي الأقل سيكون هناك حركة في البيت يكون هناك من يأتي للعزاء أو
الزيارة لكن عندما لم أر شيئاً غريباً أخذت أقنع نفسي أنها حية وأن القاء سيكون قريباً ....
آ‘للقاء ...
وفي اليوم الرابع لم أصبر علي الجلوس في غرفتي فذهبت أرقب بيتهم من بعيد فلما ذهب الشباب مع أبيهم إلي أعمالهم كالعادة وأنا أنظر وأتمني فإذا بالباب يفتح فجأة و
إذا بوجه زوجتي يطل من ورائة وإذا بها تلتفت يمنة ويسرة نظرت إلي وجهها فإذا به دوائر حمراء ولكمات زرقاء من كثرة الصفعات والكدمات وإذا لباسها مخضب بالدماء
فزعت من منظرها ورحمتها اقتربت منها مسرعاً نظرت إليها أكثر فإذا بالدماء تسيل من جروح في وجهها وإذا بيدها وقدماها تسيل الدماء ...
وإذا بثيابها مزقة لم يبقي منها إلي خرقة بسيطة تسترها وإذا بأقدامها مربوطة بسلسلة وإذا بيديها مربوطة بسلسلة خلف ظهرها لما رأيتها بكيت ولم أستطع أن أتمالك نفسي
ناديتها من بعيد ...
|