رد: معاني أسماء الله الحسنى
معاني أسماء الله الحسنى
( الشاكر، الشكور)
قال الله تعالى: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ الّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }البقرة158
وقال تعالى:
{إِن تُقْرِضُوا الَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }التغابن17
{وَكَانَ الّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147
من اسمائه تعالى(الشاكر الشكور) الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه اضعافا مضاعفة ، فإن الله لا يضيع اجر من احسن عملا ، وقد اخبر في كتابه وسنة نبيه بمضاعفة الحسنات الواحدة بعشر الى سبعمائة الى اضعاف كثيرة ، وذلك من شكره لعباده ، وهو الذي وفق المؤمنين لمرضاته ثم شكرهم على ذلك واعطاهم من كراماته مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر وكل هذا ليس حقا واجبا عليه ، وإنما هو الذي أوجبه على نفسه جودا منه وكرما.
(الصمد)
قال الله تعالى:{قُلْ هُوَ الَّهُ أَحَدٌ *الله الصمد }
هو الصمد الذي تصمد إليه جميع المخلوقات بالذل والحاجة والافتقار، ويفزع إليه إليه العالم بأسره ، وهو الذي قد كمل في علمه ، وحكمته ، وحلمه، وقدرته ، وعظمته ، ورحمته، وسائر أوصافه فالصمد هو كامل الصفات ، ,وهو الذي تقصده المخلوقات في كل الحاجات.
( القاهر ، القهَّار)
قال الله تعالى: {قُلِ الّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16
وقال تعالى:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام18
وهو الذي قهر جميع الكائنات ، وذلت له جميع المخلوقات ، ودانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي، فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وجميع الخلق فقراء الى الله عاجزون ، لا يملكون لانفسهم نفعا، ولا ضرا ، ولا خيرا، ولا شرا.
(الجبَّار)
قال الله تعالى:{هُوَ الَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر23 للجبار من اسمائه الحسنى ثلاثة معان كلها داخلة باسمه (الجبار)
1- فهو الذي يجبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله ، فيجبر الكسير ، ويغني الفقير ، ويسر على المعسر كل عسير، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات والصبر ويُعوضه على مصابه اعظم الاجر اذا قام بواجبها، ويجبر جبرا خاصا قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله ، وقلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته واصناف المعارف والاحوال الايمانية .
2-المعنى الثاني أنه القهار لكل شيء ، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء.
3- المعنى الثالث: أنه العلي على كل شيء.
فصار الجبار متضمنا لمعنى الرؤوف ، القهار، العليّ.
4- وقد يُرادُ به معنى رابع وهو المتكبر عن كل سوء ونقص ، وعن ماثلة أحد، وعن أن يكون له كفؤ أو ضد أوسمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.
(الحسيب)
قال تعالى: {وَكَفَى بِالّهِ حَسِيباً }النساء6
وقال سبحانه:{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى الّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }الأنعام62
1- هو الكافي للعباد جميع ما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم من حصول المنافع ودفع المضار.
2- الحسيب بالمعنى الأخص هو الكافي لعبده المتّقي المتوكل عليه كفاية خاصة يصلح بها دينه ودنياه.
3- والحسيب أيضا هو الذي يحفظ أعمال عباده من خير وشر ويحاسبهم ،إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ الّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الأنفال64
أي كافيك وكافي أتباعك. فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً وقيامه بعبودية الله تعالى.
(الهادي)
قال الله تعالى:}وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }الفرقان31
وقال تعالى:}وَإِنَّ الَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54
الهادي:الذي يهدي ويرشد عباده إلى جميع المنافع ، والى دفع المضار، ويعلمهم مالا يعلمون، ويهديهم لهداية التوفيق والتسديد، ويلهمهم التقوى ، ويجعل قلوبهم منيبة إليه، منقادة لأمره.
والهداية: هي دلالة بلطف وهداية الله تعالى للإنسا على أربعة وجوه.
الأول: الهداية التي عم بجنسها كل مكلف من العقل ، والفطنة ،والمعارف الضرورية التي اعمّ منها كل شيء بقدر فيه حسب احتماله كما
قال تعالى:{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }طه50
الثاني:الهداية التي جعل للناس بدعائه إياهم على السنة الأنبياء وإنزال القرآن.
الثالث: التوفيق الذي يختص به من اهتدى وهو المعني
بقوله تعالى:}والذين اهتدوا زادهم هدى}
الرابع : الهداية في الآخرة إلى الجنة .
وهذه الهدايات الأربع مترتبة فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية بل لا يصح تكليفه ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة والرابعة ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث التي قبلها ومن حصل الثالث فقد حصل له الذان قبله . ثم ينعكس فقد تحصل الأولى ولا يحصل له الثاني ولا يحصل الثالث والإنسان لا يقدر أن يهدي أحدا إلا بالدعاء.
(الحكم)
قال الله تعالى:{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ الّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }الأعراف87
وقال تعالى:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115
{إِنَّ الّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}النحل90
والله سبحانه وتعالى هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة ، ولا يحمل أحد وزر احد ، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ، وهو العدل في تدبيره وتقديره وهو سبحانه موصوف بالعدل في فعله ،وأفعاله كلها جارية على سن العدل والاستقامة ، وهو سبحانه ( الحكم) بالعدل في وصفه وفي فعله وفي قوله وفي حكمه بالقسط
وهذا معنى قوله تعالى:{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى الّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }هود56
فإن أقواله صدق ، وأفعاله دائرة بين العدل والفضل، فهي كلها أفعال رشيدة وحكمه بين عباده فيما اختلفوا فيه أحكام عادلة لا ظلم فيها بوجه من الوجوه وكذلك أحكام الجزاء والثواب والعقاب.
(القدوس، السلام)
قال تعالى:{هُوَ الَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } الحشر23
(القدوس، السلام)معناهما متقاربان، فإن القدوس مأخوذ من قدّس بمعنى:نزّهه وأبعده عن السوء مع الإجلال، والتعظيم . والسلام مأخوذ من السلامة , فهو سبحانه السالم من ماثلة أحد من خلقه ، ومن النقص ومن كل ما ينافي كماله.
فهو المقدس المعظم المنزه عن كل سوء ، السالم من ماثلة احد من خلقه ومن النقصان ومن كل ما ينافي كماله.
وإذا قال العبد مثنيا على ربه"سبحان الله" أو "تقدس الله " أو " تعالى الله"ونحوهما كان مثنيا على الله بالسلامة من نقص واثبات الكمال له.
( الفتاح)
قال الله تعالى:{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ }سبأ26
الفاتح : الحاكم ، والفتاح من أبنية المبالغة.
فالفتاح هو الحكم المحسن الجواد ، وفتحه تعالى قسمان :
1- احدهما : فتحه بحكمه الديني ، وبحكمه الجزائي.
2- الثاني:الفاتح بحكمه القدري.
فتحه بحكمه الديني هو شرعه على السنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون ، ويستقيمون به على الصراط المستقيم. وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء وأتباعهم ونجاتهم ، وباهانة أعدائهم وعقوباتهم وكذلك فتحه يوم القيامة وحكمه بين الخلائق حين يوفى كل عامل ما عمله .
وأما فتحه القدري فهو ما يقدر على عباده من خير وشر ونفع وضر وعطاء ومنع ، فالرب تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه ، ويفتح على أعدائه ضد ذلك ، ,ذلك بفضله وعدله.
|