 |
  |
|
|
|
|
#1 |
|
:: كاتبة مقتدره :: |
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ اعْلَمُوا أَنَّ الَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين فجعل ينظر بعضنا إلى بعض ويقول : ما أحدثنا ؟! " قال الحسن : " استبطأهم وهم أحب خلقه إليه " وروي أن المزاح والضحك كثر في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ترفهوا بالمدينة فنزلت الآية . ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يستبطئكم بالخشوع , فقالوا عند ذلك : خشعنا وهذا شأنهم رضي الله عنهم في سرعة الاستجابة والفيئة , وكذلك لما قيل لهم فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ قالوا انتهينا ربنا , انتهينا ربنا . قال ابن عباس رضي الله عنهما : " إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على راس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن " , وقيل نزلت في المنافقين , وقيل أيضا : هذا الخطاب لمن آمن بموسى وعيسى ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليهم وسلم لأنه قال عقيب هذا : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالَّهِ وَرُسُلِهِ أي ألم يأن للذين آمنوا بالتوراة والإنجيل أن تلين قلوبهم للقرآن , وألا يكونوا كمتقدمي قوم موسى وعيسى , إذ طال عليهم الأمد بينهم وبين نبيهم فقست قلوبهم , وفي الآيات نهي عن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى , وزجر عن الكفر والمعاصي وكل أسباب قسوة القلوب وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ قال محمد ابن كعب : " كانت الصحابة بمكة مجدبين , فلما هاجروا أصابوا الريف والنعمة , فتروا عما كانوا فيه , فقست قلوبهم , فوعظهم الله فأفاقوا " وقال مالك : " بلغني أن عيسى عليه السلام قال لقومه : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم , ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا فيها أو قال في ذنوبكم كأنكم عبيد , فإنما الناس رجلان معافى ومبتلى , فارحموا أهل البلاء , واحمدوا الله على العافية " وقد جعل الله كتابه شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤني وقال سبحانه : لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ الَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فإذا شكوت يوما قسوة قلبك فلذ بالذكر , واطلع في القبور , واشهد الموتى, وأكثر من ذكر هاذم الذات , واعلم أن الله قادر على إحياء قلبك بعد مواته , وقد فتح أمامك أبواب الرجاء فقال سبحانه : اعْلَمُوا أَنَّ الَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا فاضرع إليه سبحانه , وتذكر أن هذه الآيات كانت سبا في توبة الفضيل ابن عياض وعبد الله ابن المبارك رحمهما الله , فإن عبد الله ابن المبارك لما سئل عن بدء زهده قال : " كنت يوما مع إخواني في بستان لنا , وذلك حين حملت الثمار من ألوان الفاكهة , فأكلنا وشربنا حتى اليل فنمنا , وكنت مولعا بضرب العود والطنبور فقمت في بعض اليل فضربت بصوت يقال له راشين السحر , وأراد سنان يغني وطائر يصيح فوق راسي على شجرة , والعود بيدي لا يجيبني على ما أريد , وإذا به ينطق كما ينطق الإنسان ويقول : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ قلت بلى والله , وكسرت العود , وصرفت من كان عندي , فكان هذا أول زهدي وتشميري " ذكره القرطبي وأما الفضيل ابن عياض فكان سب توبته أنه عشق جارية فواعدته ليلا ,فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع قارئا يقرأ : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ فرجع القهقرى وهو يقول : قد آن , فآواه اليل إلى خربة وفيها جماعة من السائلة وبعضهم يقول لبعض : إن فضيلا يقطع الطريق , فقال الفضيل : أواه , أراني باليل أسعى في معاصي الله وقوم من المسلمين يخافوني , اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي جوار بيتك الحرام " عباد الله : آن للقلوب أن تخشع , ولعيون أن تدمع , اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك . المصدر: موقع طريق القرآن |
|
|
#2 |
|
|
رد: آن للقلب أن يخشع ولعين أن تدمع
يسلمو
|
|
|
#3 |
|
|
رد: آن للقلب أن يخشع ولعين أن تدمع
اشكرك اختى على مرورك سلمك الله واعاننا على طاعه الرحمن |
|
|
#4 |
|
|
رد: آن للقلب أن يخشع ولعين أن تدمع
كلام رائع
تقشعر له الابدان اللهم ردنا اليك ردا جميلا |
|
|
#5 |
|
|
رد: آن للقلب أن يخشع ولعين أن تدمع
جزاك الله الجنة وجعله في ميزان حسناتك
|
آن للقلب أن يخشع ولعين أن تدمع