|
#3
|
|
السعادة
الذكريات
حلم الماضى الجميل
لكن الماضى مش كله أفراح و ليالى ملاح
أكيد كان فيها ما يؤلم النفس
هل ننساه ؟
لا طبعا لأننا لو نسينا مش هنتعلم
طيب نعمل إيه علشان لما نفتكره ما يؤلمناش ؟
ننظفه
إزاى ؟
نحوله لمهارة نبنى بيها المستقبل
فأى مشكلة بتقابل الإنسان مش ممكن تسيبه فى مكانه
يا إما بتخليه أحسن من الأول أو أوحش من الأول
و دة بيكون حسب تركيزه عليها
و هنا محتاجين نرجع للقرآن الكريم :
ربنا بيقول لنا
" و ما أصابك من حسنة فمن الله , و ما أصابك من سيئة فمن نفسك "
(النساء79)
و لذلك فحكاية أن ربنا بيصيب المؤمن ببلاء ليختبر مدى إيمانه دى أنا مش مؤمنة بيها
لأن الله هو الرحمن الرحيم
و نعلم أنه أنزل جزء من 100 جزء من رحمته على الأرض
فإذا تصورنا أن رحمة الأم بوليدها جزء من هذا الجزء
فهل لنا أن نتصور مدى رحمة الله بنا ؟
فهل يعقل أن هذا الرحمن ممكن يصيب عبده بأذى لمجرد أن يختبره و هو العليم الخبير؟
مستحيل
أكيد الأذى كان نتاج عمل الإنسان نفسه
و على هذا الأساس بأقول :
إن مر الإنسان بتجربة مؤلمة فعليه أن يواجه نفسه أولا , و يشوف دوره فيها كان إيه
99% هيلاقى إنه هو اللى وقّع نفسه فيما أصابه و لو بقدر ضئيل
فمثلا :
كثير من الزوجات بيشكوا نفس الشكوى :
أنا إتجوزت جوزى و هو فى أول الطريق , وقفت جنبه , حرمت نفسى من كل حاجة علشان أوفر له , بعت صيغتى علشان أساعده , حبيته و أخلصت له , صنت ماله و عرضه , أطعته , ربيت ولاده أحسن تربية , خدمت أهله .......... و فى الآخر مش طايقنى , و بيبخل علىّ حتى بالكلمة الحلوة , مش مقدر تضحياتى و بينكر علىّ كل حقوقى.........
بتبدو الزوجة مالهاش أى يد فيما أصابها من إبتلاء
أبلت بلاءً حسناً , و مانالتش إلا الغدر و نكران الجميل
و عندنا مثل مشهور :
" إتقى شر من أحسنت إليه "
مما يعطينا معنى = الخير جزاءه الشر
و الحقيقة .. دة واقع فعلا
لكن مش بالصورة اللى موجودة فى خيالنا دى
و لازم قبل ما نفكر التفكير دة نسأل نفسنا الأول ,
ربنا قال :
" إنا لا نُضيع أجر من أحسن عملا "
(الكهف30)
فهل ربنا بيكدب ؟( أستغفر الله العلى العظيم )
مستحيل
أومال تركب إزاى دى ؟
بيكون فيه غلطة إرتكبها الإنسان فى حق نفسه من غير ما يدرى
فإذا رجعنا لمثل الزوجة الصالحة اللى غدر زوجها بيها هنلاقى إن المشكلة كانت لسبب من 3 :
- إما أنها خنقته بحبها و حرصها عليه
- إما هى ما أحسنتش الإختيار و حبها له عماها عن عيوبه
- إما إنها أنكرت على نفسها حقوقها , و لما جاء الوقت - من وجهة نظرها - لتطالب بها لخبطت له حساباته و خلته يستغرب .. من إمتى كان لك حقوق؟ .. و بالتالى بتكون هى ظلمت نفسها قبل ما هو يظلمها
لما الإنسان بيعرف إنه غلط أو إنه السبب فيما أصابه من بلاء , بيكسب 3 حاجات :
1- بتصبح مصيبته هيّنة و سهلة
2- بيتحول ألمه لخبرة تحميه من الوقوع فى أزمات مماثلة
3- بيقدر يسامح المسئ إليه و ينساه تماما , فتصفو نفسه
لكن يفضل ولو 1% بيكون الإنسان برئ و مالوش أى يد فيما أصابه من بلاء
و هنا نرجع تانى للكلام اللى قلناه عن رحمة ربنا بعباده ..
و حسن ظننا بالله و إيماننا برحمته علينا بيخلينا نَيقن أن البلاء دة ما هو إلا خير لم يدركه عقلنا فى الوقت الحاضر
و الكلام دة بيوضحه لنا القرآن الكريم فى حكاية لقاء سيدنا موسى بالرجل الصالح ( الخضر )
فقد تراءى لسيدنا موسى إن إتلاف السفينة و قتل الغلام و إصلاح الحائط فيهم بلاء للناس
و لكن الحقيقة كانت : حماية من مصيبة , و تبديل الطالح بالصالح , و تأجيل الخير لوقت مناسب علشان ينتفع به و ما يتسرقش
" أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردتُ أن أعيبَها و كان وراءهم ملكٌ يأخذ كل سفينةٍ غصباً # و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا و كفرا # فأردنا أن يُبدلهما ربهما خيرا منه زكاةً و أقرب رُحما # و أما الجدار فكان لغلامين يتيمَين فى المدينة و كان تحته كنزا لهما و كان أبوهما صالحا فأرد ربك أن يبلُغا أشُدهُما و يستخرجا كنزهما رحمةً من ربك ..."
(الكهف79-80-81-82)
تفكيرنا فى رحمة ربنا بينا بالشكل دة , بيجعل الصبر هيّن و سهل
و لما بتتضح لنا الأمور ما بيفضلش عندنا غير الذكريات السعيدة
أما الذكريات الأليمة فبتذوب و تتحول لمهارة لبناء مستقبل أفضل
و دى نصيحة لجلب السعادة بالذكريات :
لازم الإنسان يحتفظ بحاجات صغيرة تفكره بذكرياته الجميلة
فأنا مثلا عندى دولاب صغير محتفظة فيه بكل حاجة ممكن تفكرنى بفرحة فرحتها
حتى قصاقيص من أغلفة الهدايا اللى جاتلى
و كروت المعايدة و التهنئة و الدعوات و الشكر على العزومات .....
و بالطبع ألبومات صور و شرايط فيديو فيها أفراح العيلة و رحلاتنا و مناسبتنا الحلوة
لما بأقعد أمام الدولاب دة و أتفقد محتوياته بأفوق ألاقى فاتت ساعات و أنا فى سعادة غامرة
و بتظل هذه السعادة تغمرنى لأيام و أسابيع بعد ذلك ....
و فى نفس الوقت لما بأتدايق من حد و أشوف كرت تهنئة بعتهولى أو صورة تفكرنى بوقت جميل و أحاسيس أجمل بتصفى نفسى ناحيته بسرعة و بيبقى التفاهم أفضل
و مازالت اللحظات الحلوة بتتكرر و مازلت بأحتفظ و لو بقصقوصة صغيرة تذكرنى بما يمضى فى المستقبل
طيب و الحاضر .. نعيشه إزاى علشان نتمتع بالسعادة ؟
- يتبع –
|
|
|