خيبر

وصف الشيخ حمد الجاسر حرة خيبر بأنها أكبر حرار بلاد العرب بعد حرة بني سليم، في حين أن موسوعة الأماكن في المملكة العربية السعودية الصادرة عن دارة الملك عبدالعزيز جعلت حرة خيبر أكبر الحرات في المملكة العربية السعودية على الإطلاق. وقد اورد الجاسر شيئا عن حرة خيبر جاء فيه أن العرب تصف الحرة بالابة والحرشاء والرجلاء التي لا يسلك فيها راجل ولا راكب ، والخرساء، و حارة أي يجد حرهافي رجليه.
ولهذه الحرة قديما أسماء كثيرة فجنوبها الشرقي يعرف بحرة فدك، وشمالها الشرقي يعرف بحرة ضرغد أو لابة ضرغد، وسطها الذي فيه خيبر يعرف بحرة النار، وقسمها الغربي الذي يقع غرب خيبر ممتدا من شمال المدينة المنورة حتى قرب وادي القرى يعرف قديما بحرة ليلى.

التشكيلات الطبيعية في الحرة:
وتختلف نوعية صخور هذه الحرة بحسب قدمها وحداثتها وبحسب صلابتها، في حين أن معظم صخور المناطق القديمة من الحرة هي كتل متفرقة من الصخور شديدة الصلابة قليلة المسام عالية الكثافة مختلفة الأحجام يصل وزن البعض منها إلى عدة أطنان، ويمكن استخدامها في الأعمال الإنشائية.
إلا أن المناطق الأحدث ثورانا تكون الصخور فيها أشد تماسكا رغم خفة وزنه وهشاشته وقلة صلابته، بل إن بعض مناطق هذه المقذوفات يمتد على مسافات طويلة أشبه ما يكون بالإسفلت المرصوف تخترقه بعض الشقوق والتصدعات الخطيرة وهي ما يطلق عليه اهل المنطقة الابة وتوحي للناظر إليها بحداثة ثوران البركان الذي نتجت عنه. كما أن هناك نوع آخر من الصخور الأحدث تشبه الأشواك والرؤوس المسنة في تركيبها وهذه يستحيل على الراجل أو الراكب التعامل معها أو السير من خلالها وتسمى الحشة بكسر الحاء وفتح الشين المشدة. ورغم أن الابة والحشة هما نتاج مقذوف واحد إلا أنه من الواضح أن الابة تكونت نتيجة الصهارة الأشد حرارة التي نتجت عن سيلان نهري للح البركنية بينما تكونت الحشة في درجات حرارة أقل وتكدست على شكل طبقات هشة أعلى ارتفاعا من الابة.
وفي هذه المناطق تحديدا تكثر الكهوف تحت الارض التي يطلق عليها الاهالي الدحول أو الخفوس ولعل من اشهر ما رأيت خفس ام جرسان وهو عبارة عن هوة مفاجئة تنخفض افقيا بعمق حوالي 10 أمتار وقطرها يقارب 100متر وفي جهتيها الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية فتحتان عظيمتان, أما الفتحة الجنوبية الغربية فتمتد حوالي 1كم تحت الارض تسير متعرجة من الداخل في ظلام دامس حتى تخرج من فوهة تؤدي إلى خفس آخر أصغر.
وتمثل بهذا نفقا ضخما تحت الارض, وهي واسعة بحيث يمكن مرور الشاحنات تحتها بكل يسر وسهوله إلا أن مخرجها مهدم ومليء بالحجارة الساقطة من السقف ومنظرها يثير الدهشة والاعجاب.
أما الفتحة الثانية فلا تؤدي إلى مخرج، وأولها متسع وآخرها مغلق ويتناقص فيها الاكسجين وتوجد فيها أماكن يظهر أنها كانت وكراً للسباع وتكثر فيها العظام المختلفة.
كما أن هناك خفس المزيونة, الذي يدخل فيه السيل من التلاع القريبة ولا يعرف له مخرج ولعل هذا الخفس ومثله هي تلك التي تغذي العيون في خيبر وكذلك الآبار في المناطق المنخفضة، بالإضافة الى التسربات عبر مسامات الصخور وبطون الأودية.
وهناك أيضاً دحل رماحة وهو إلى الشمال من جبل الرأس الأبيض وجبل القدر وهذا الدحل عبارة عن فتحة صغيرة غير لافتة للنظر والدخول منها بصعوبة لا يستهان بها إلا أنها تتسع قليلاً بعد المدخل وتنحدر إلى اسفل بعمق حوالي 4 إلى خمسة امتار وتسير على شكل انفاق اشبه بالمتاهة, وهذه خطيرة إذ أنها تتفرع إلى مجموعة من الانفاق الفرعية والجانبية في ظلام شديد لايمكن تصوره, وتنتهي إلى دحل داخلي يجتمع فيه الماء بعيداً عن التبخر فيحتفظ فيه لفترة طويلة, ولهذا فإن البدو يرتادونها في فترات المحل والجدب لجلب الماء منها. إلا أنها خطيرة جدا فكثيرا ما تاه بعضهم داخلها ولم يخرج منها أبدا. لأن المتاهات المتفرعة من الداخل متشابكة فلا يستطيع المرء تبين طريقه الى المخرج الوحيد لاسيما وأنه صغير وغير واضح، ثم أن المرء في الداخل يفقد الأحساس بالاتجاهات وربما عاد الى نفس النقطة التي يريد الخروج منها عشرات المرات دون أن يدري . وحتى مع وجود شيء من الإضاءة فالخبرة أمر ضروري وكذلك الجوء إلى وضع بعض العلامات الإرشادية لتبين طريق العودة.
وقد قدر لي دخول هذا الدحل مع مجموعة من أهل المنطقة وذوي الخبرة ، إلا أن هذا كله لم يمنع قدرا من الخوف تملكني وكان يزداد كلما ذهبنا الى عمق هذا الدحل، لاسيما وأننا لم نكن مجهزين بالانارة الكافية ، والحقيقة أني حتى مشاهدة الضوء المنبثق من الفتحة عن بعد لم أكن على يقين من العودة الى المدخل بسهولة ويسر. وكان الضوء الصادر من الفتحة مزرق مقارنة بشدة الظلام الذي كنا فيه على الرغم من أنه لون الشفق قبيل الغروب.
وقد ذكر لي بعضهم أن هناك العديد من الدحول والخفوس في أماكن متفرقة من الحرة بعضها لم يكتشف بعد.
وكثيرا ما استخدمت هذه المناطق كمناطق حماية للقبائل التي كانت تسكنها في العصور التي انعدم فيها الأمن. ويروى عن النابغة الذبياني قوله لما خاف من الملك النعمان وتخفى في هذه الحرة قوله:

قد عيرتني بنو ذبيان خشيته وهل علي بأن أخشاه من عار
فإن غضِبتُ فأني غير منفلت مني الصابُ فجنبا حرة النار
فموضع البيت في صماء مظلمة تقيد العير عن شد وتكرار
تدافع الناس عنا حين نركبها من المظالم تدعى أم صبار

وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر الذبياني يعود إلى غطفان ومنازل هذه القبيلة كما هو معروف في حرة خيبر.
ويمثل حزام الفوهات البركانية أعجب ما في هذه الحرة ، إذ توجد العشرات من الفوهات في نطاق ضيق من الحرة يمتد من الشمال إلى الجتوب على الحرة بعرض حوالي 15 كيلومترا، وفي هذا الحزام توجد قمم كل من جبل الرأس الأبيض وجبل القدر وجبل البيضاء وجبل الإكليل. وهي أعلى 5 قمم بركانية في المملكة العربية السعوديةبعد قمة جبل ظلم في منطقة عسير.
جبل الرأس الأبيض من أكثر الفوهات البركانية شهرة في المملكة العربية السعودية لسببين رئيسين؛ أولهما أنه يتشكل من نوع نادر من الحمم البركانية على مستوى العالم وهو ما أعطاه لونه الأبيض يسمى الكوموندايت، على خلاف ما يعرف عن البراكين من أنها ذات لون أسود في الغالب. والثاني هو ارتفاعه الشاهق عن سطح البحر الذي يبلغ 2093 متر تقريبا.

والواقع أن الجبل نفسه ليس مرتفعا كثيرا عن المنطقة المحيطة به فارتفاعه عن قاعدته لا يكاد يتجاوز 300 متر، إلا أن المنطقة بشكل عام مرتفعة وهو ما يعطيها أهمية خاصة.
وهو عبارة عن فوهة بركانية مجوفة من الداخل بعمق حوالي 75 مترا وقطر فوهته يبلغ تقريبا 400 بشكل دائري.
ويعد الرأس الأبيض أعلى قمة على مستوى منطقة المدينة المنورة بعد قمة جبل رضوى التي بلغ ارتفاعها 2282مترا عن سطح البحر، كما يعد ثاني أعلى قمة بركانية في المملكة العربية السعودية بعد قمة بركان جبل ظلم الواقع في سراة ة والتي تبلغ 2575 مترا عن سطح البحر.

جبل القدر
(القدر) جبل ينتصب على ارتفاع 2022 مترا فوق سطح البحر اعلاه يشبه القدر مجوف من الداخل على شكل قدر وهذا سبب التسمية. يصل عمقه الى ما يقارب 200 متر الى الاسفل. تتناثر حول القدر صهارة الحمم البركانية في كل الجهات وتنقسم هذه الحمم الى نوعين احدهما صلب يشبه في بعض الأحيان قطع من الاسفلت المرصوف ذات مساحات مختلفة ويطلق عليها الابة. والنوع الآخر هش وذو حواف حادة يطلق عليها الأهالي الحشه بكسر الحاء. هذه الحشة تتميز بهشاشتها وحدة حوافها كالسكاكين ويصعب بحال من الاحوال عبورها سواء على الاقدام ام بالسيارة ولا بد من الالتفاف حولها. والوصول الى هذه الفوهة امر في غاية المشقة، فقد اضطرنا الى المرور عبر ما يسمى بالابة التي تمتد ما يقارب 3 كيلومترات من مكان وقوف السيارة رغم المشقة التي تواجه سالكها. وتستمر على هذا الحال حتى ما يقارب ال 100 متر قبيل الفوهة الرئيسية. والنظر الى قاع القدر امر مخيف ، فالحواف الداخلية له تنحدر بشدة وفي بعض المناطق الى اقل من 90 درجة الى الداخل مما يوحي للناظر بانها ستنهار في أية لحظة. والحقيقة انه ساورني شعور مخيف عندما نظرت الى اسفل القدر ولم اتمكن من النظر في عمقه تحت الجانب الذي وقفت على حافته وهو الجهة الشمالية. ويستطيع الناظر مشاهدة الانهيارات الحديثة في الحواف الداخلية للجهة المقابلة.

(القدر) جبل ينتصب على ارتفاع 2022 مترا فوق سطح البحر اعلاه يشبه القدر مجوف من الداخل على شكل قدر وهذا سبب التسمية. يصل عمقه الى ما يقارب 200 متر الى الاسفل. تتناثر حول القدر صهارة الحمم البركانية في كل الجهات وتنقسم هذه الحمم الى نوعين احدهما صلب يشبه في بعض الأحيان قطع من الاسفلت المرصوف ذات مساحات مختلفة ويطلق عليها الابة. والنوع الآخر هش وذو حواف حادة يطلق عليها الأهالي الحشه بكسر الحاء. هذه الحشة تتميز بهشاشتها وحدة حوافها كالسكاكين ويصعب بحال من الاحوال عبورها سواء على الاقدام ام بالسيارة ولا بد من الالتفاف حولها. والوصول الى هذه الفوهة امر في غاية المشقة، فقد اضطرنا الى المرور عبر ما يسمى بالابة التي تمتد ما يقارب 3 كيلومترات من مكان وقوف السيارة رغم المشقة التي تواجه سالكها. وتستمر على هذا الحال حتى ما يقارب ال 100 متر قبيل الفوهة الرئيسية. والنظر الى قاع القدر امر مخيف ، فالحواف الداخلية له تنحدر بشدة وفي بعض المناطق الى اقل من 90 درجة الى الداخل مما يوحي للناظر بانها ستنهار في أية لحظة. والحقيقة انه ساورني شعور مخيف عندما نظرت الى اسفل القدر ولم اتمكن من النظر في عمقه تحت الجانب الذي وقفت على حافته وهو الجهة الشمالية. ويستطيع الناظر مشاهدة الانهيارات الحديثة في الحواف الداخلية للجهة المقابلة.
ومن اعلى القدر يتراءى امام الناظر منظر عجيب من التداخل في الونين الأبيض والأسود اذ تقبع البيضاء على مسافة ليست بالبعيدة الى الجنوب وبجوارها الجبل الأبيض بحممهما البيضاء لتعطي منظرا عجيبا يتداخل فيه الون الأبيض بالون الأسود المترامي حول جبل القدر بشكل يحمل الناظر معه الى التفكر والتدبر في قدرة الله عز وجل اذ جمع بين هذين الضدين في مكان واحد ومن مصدر واحد.

جبل البيضاء
ومن اعلى القدر يتراءى امام الناظر منظر عجيب من التداخل في الونين الأبيض والأسود اذ تقبع البيضاء على مسافة تقارب 6 كيلومترات الى الجنوب وبجوارها الجبل الأبيض بحممهما البيضاء لتعطي منظرا عجيبا يتداخل فيه الون الأبيض بالون الأسود المترامي حول جبل القدر بشكل يحمل الناظر معه الى التفكر والتدبر في قدرة الله عز وجل اذ جمع بين هذين الضدين في مكان واحد ومن مصدر واحد.
وجبل البيضاء وهو يبدو على شكل هضبة من الحمم البركانية البيضاء النادرة تسمى الكوموندايت شأنه في ذلك شأن جبل الرأس الأبيض، هو الجزء شديد البياض الظاهر للرائي عن بعد كما لو كان قمة ثلجية تتوسط سواد الحرة. ترتفع الهضبة من قاعدتها حوالي 200مترا ويبلغ قطر سطحها اكثر من 1400مترا ترتفع عن سطح البحر حوالي 1913مترا ، ويلاحظ وجود فوهة حديثة الثوران في سطحه تدل على ثوران بركاني احدث.

شكرا

مشكورة

لا عادي العفو

جزاك اله الف خير
ياعسل

	#2
نورا الامورة	رد: خيبر خيبر شكرا

	#3
ঔღঔويبقى الأملঔღঔ	رد: خيبر خيبر مشكورة

	#4
كلمة غرام	رد: خيبر خيبر لا عادي العفو

	#5
ღ.. صآحبة آلسمووو ..ღ	رد: خيبر خيبر جزاك اله الف خير ياعسل

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق