(الفتح:18)
ويقول تعالى:
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ الَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ الَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
(التوبة:118)
ويقول تعالى :
( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى *وَلَسَوْفَ يَرْضَى)
(اليل:17-21)
كيف يبشر الرسول أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والستة الباقين ثم يرتد من ارتد منهم؟؟
أسئلة خطيرة ومفزعة تهز الإنسان السوي هزا يجعله يحكم
على من قال بارتدادهم بأنه جاهل كذاب منافق لم ينزه الله حق التنزيه ولم يحسن إلى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه إذ كيف كان الرسول يعيش واهما بين متآمرين سينافقون بعد موته يغيرون ويبدلون؟؟
هذه الأسئلة وهذه الشبهة (القول بالردة للصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم)
قادني إليها تفكير عميق بعد أن قرأت إحدى معجزات الرسول الدالة على صدق نبوته..
فمن معجزاته صلى الله عليه وآله وصحبه أنه لم يدع على أحد قط ثم دخل في الإسلام إلا ما جاء به الوحي معترضا عليه (ليس لك من الأمر شيء)
إذ تبين فيما بعد أن أولئك الذين دعا عليهم الرسول واعترض عليهم الوحي قد اسلموا وابلوا في خدمة الإسلام بلاءا حسنا، أما الذين لم يعترض الوحي على الدعاء عليهم فقد ماتوا كافرين ولم يسلموا...
أليس هذا دليلا قاطعا أن الصحابة وعلى رأسهم الكبار رضوان الله عليهم أجمعين بقوا على العهد، ولم يحيدوا عن الصراط؟؟
يقول تعالى :
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
(الأحزاب:23)
الشبهة الثانية:
عرفت من زملائي الشيعة تمسكهم بمذهب التقية
ومن زملائي السنة الوضوح وعدم الدس، و رأيت أن دينا تخفى حقائقه على الناس وأتباعه يظهرون ما لا يبطنون ليس دين حق، لأن من يستخدم التقية لا يوثق به فهو النفاق بعينه، والعقل السليم لا يقبل هذا.
الشبهة الثالثة:
أن من عوام الشيعة (وكنت منهم) لا يقرون ولا يعترفون بمبدأ أن القرآن الكريم محرف إذ لو يعتقد أحد بهذا المبدأ للزمأن نطالب بالقرآن الصحيح الذي تعهد الله بحفظه، ولكن كيف يتعهد الله بحفظ القرآن وقد حرف؟؟
هذا تناقض لم يقبله عقلي إطلاقا ولم أصدق أن في مراجع الشيعة المعتبرين من يقول بذلك حتى وقعت على المحذور ولا حول ولا قوة إلا بالله.. سألت زملائي من الشيعة فبعضهم أقر وبعضهم لم يصدق...إذا كان القرآن محرفا فان الدين محرف!!!
وإذا كان الدين محرفا فهو دين باطل ومتناقض!!!
وحاشا كتاب الله أن يكون قد تعرض لتحريف أو إلغاء،،
فالقائل بهذا كافر ليس مسلما ومن قال ذلك من علماء الشيعة فكل كتاباته وكتبه باطلة لا يعتد بشيء منها، ونحن (عامة الشيعة) -أتساءل وقتها- بناءاً على ذلك إما أن نقر أن القرآن محرف وهذا مخرج من الملة، أو أن نقر بحفظه ومن ثم نتبرأ من كل أحد اعتقد ذلك ونتبرأ من كتبه، والنتيجة أن الذين سنتبرأ منهم سيذهبون بكتبهم ومعتقداتهم إلى مكان لا يصبح للشيعة عندئذ مرجع ولا مرشد..
رجائي:
أتمنى من الإخوة أن يكونوا في كتاباتهم منارة حق بعيد عن
السب والشتم، فلو أتيتم بكل دليل يناقض كل معتقدات الشيعة ما قبل منكم إذا صاحب ذلك الشتم والسب، أنيروا الطريق للعوام، واعلموا أن مراجعهم في غيهم يعمهون، ولا يقبلون ترك مناصبهم وإتاواتهم حتى لو أتيتم بكل حجة أو دليل إلا ما شاء ربك... العامة من الشيعة أمانة أن تبلغوهم الحقيقة، فهم لا يصدقون القول بان القرآن محرف...
اجعلوا الآية الكريمة من قوله تعالى شعاركم :
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
هذه قصتي باختصار للتحول من المذهب الفاسد إلى المذهب الحق، كان مفتاحه معجزة الرسول التي قادتني للتفكير في الشبهة الأولى.. ولدي اعتراضات وتساؤلات أخرى، ولكن آثرت
أن أركز على هذه الثلاث وخصوصا الأولى لأنها فاضحة للفكر الشيعي المغشوش المبني على الكذب..
وأحمد الله أن من كان معي (أخ وشيخ ليبي) كان حكيما ولطيفا، ولا ادري ما الذي كان سيحدث (بحكم العصبية) لو انه استخدم معي لغة التشنج والتسفيه والاحتقار؟؟
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه..
اقتراحي:
أرى أن يعمل منتدى للحوار مع عقلاء وعامة الشيعة والتركيز على الخلافات الكبيرة ودحضها وبيان زيفها من كتب المراجع الشيعية، أما المناظرات على الجزئيات وترك الكليات فأرى أنها لا تجدي لأن المناظر منهم هدفه إسكات الخصم والانتصار لمذهبه، وإذا أفحم وسقط في المناظرة فأنه تأخذه العزة بالإثم.... يعاود الكرة والمراوغة من جديد... ولا بأس بفضحه وتعريته على رؤوس الأشهاد دون النزول إلى لغة لا تليق بأهل الورع والصلاح..
يقول جل وعلا:
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
(الأنبياء:18)
تمت ..