 |
  |
|
|
|
|
#1 |
|
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
هذه بتلك والبادئ أظلم
 مدت يدها على شريطة أختها الصغيرة وانتزعتها.. علا صراخ الصغيرة فأتيتُ مسرعة في محاولة مني لأنهي هذا الصراع الطفولي، أمسكت بابنتي الكبيرة، وسألتها لماذا تفعلين هذا بأختك الصغيرة؟ ردت بانفعال: هي التي بدأت، والبادئ أظلم.. حاولت أن أتذكر متى رددت هذا المثل أمامها؟ وإذا ما كنت في يوم من الأيام قد قلت لوالدها: " والبادئ أظلم"!.. كثيرة هي الأمثال التي نكررها في حياتنا صغاراً كنّا أو كباراً. ودخلت حياتنا واتخذناها مبراً لتصرفاتنا أو طريقة لتعاملنا مع المواقف التي نواجهها.. وبعضها فيه من الحكمة ما يمكن الاستفادة منه، ومنها ما هو غير مناسب، وليس من الصحيح التمثل بها كما في هذا المثل، إذ إن التسامح خلقٌ عظيمٌ وبه تحسم الأمور.. و يقال إن أول من قال: "هذه بتلك والبادئ أظلم" : الشاعر الفرزدق بعد أن هجاه جرير فرد عليه، فقال هذه المقولة ومن المحاورات الجميلة بين جرير والفرزدق: يهجو جرير الفرزدق أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون لها الرقابا قرنت العبد عبد بني نمير مع القينين* إذ غلبا وخابا فلا صلى الإله على نمير ولا سقيت قبورهم السحابا ولو وزنت حلوم بني نمير على الميزان ما وزنت ذبابا فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا ورثت ولا كلابا فرد الفرزدق على جرير أنا ابن العاصمين بني تميم إذا ما أعظم الحدثان نابا. فإنك من هجاء بني نمير كاهل النار إذ وجدوا العذابا. رجوا من حرها أن تستريحوا وقد كان لهم شرابا. فإنك إن تك عامر أثرت وطابت فما أثرى أبوك وما أطابا. ولم ترث الفوارس من نمير ولا كعبا ورثت ولا كلابا. |
