صباح الحنين 3
صباح الحنين 3
صباحُ الحنينِ إلى مَشْرَبِى
بِحُضْنِ الغديرِ معَ المغربِ
وهمسِ الطيورِ على الجانبينِ
ولمْسِ النسيمِ شَذَىً مرَّ بِى
وعطرٍ يفوحُ وقلبِ يبوحُ
بنجْوَاهُ للخافِق الطَّيِّبِ
وفيضِ الحنانِ يَلُفُّ القلوبَ
كرحمةِ أُمٍّ وعَطْفِ أَبِ
صباحُ الحنينِ لنهرِ الحنانِ
تهادى على عَطْفِهِ قارِبِى
**
إذا ما طلعتِ بصدْرِ بريدى
تَهَلَّلَ قلبى بنشوَى صَبِى
ودقَّتْ طُبُولٌ وغرَّدَ طيرٌ
وغنى بترنِيمِهِ المُطْرِبِ
وضَخَّ الدماءَ بكُلِّ الحدودِ
وأعلنَ عن ضَمَّتِى غائبى
وهيَّأْتُ صدرى تنامينَ فيهِ
كطفلٍ مهيضِ القُوَى مُتْعَبِ
وتغفو العيونُ لتسمعَ هَمْسَاً :
أتيتِ فباللهِ لا تذهبى
تَرُدِّينَ : كيفَ ؟ فأرْنُو إليكِ:
دَعِىْ لِى خيالاً هُنَا يَخْتَبِى
تقولينَ خُذْهُ ودَعْنِى أعُودُ
فَلَهْفِى على مُقْبِلٍ ذاهِبِ
أجيبى بربكِ : كيفَ السبيلُ
لحبْسِى خيالِكِ إنْ مرَّ بى
ليرقدَ بين حنايا الجفونِ
مُعيناً على عَالمِى المُجْدبِ ؟
ألا عَلِّمِينِى
ألا عَلِّمِينِى
**
|