وصلِّّّّّّّ اللهم على الخاتم الأمين ؛ رسول المؤمنين ؛ رحمة العالمين ؛ صاحب لواء المساكين ؛ والآل الطاهرين ؛ والصحب المباركين ؛ ومن تلا بإحسان ٍ من التابعين ..
وبعد
********
الحمد لك ربي كما ينبغي لعلاك ..
فلا يُنزه إلاك ..
ولا يُعبدُ سواكَ ..
لك الحمد أن خلقتنا فأحسنت خلق خلقك ..
وأبدعت فكان جميل صنعك ..
ودبرت الأكوان بخافي أمرك ..
وظاهر لطفك ..
ورشيد حكمك ..
سبحانك سبحانك ..
غرنا حلمك ..
وأضل الشيطان عبدك ..
فتطاول الكفر على عظيم شأنك ..
وقاسموك ظاهر ملك ..
وعُبد غيرك ..
ومُجِد عبدك ..
وأغفل الخطاة ذكرك ..
سبحانك ما أحلمك ..
ما أعظمك ..
وأشهد أن لا إله غيرك ..
أنت الحق وعدُك الحق ..
إليك ترجع الأمور كُلِهَا ..
و إليك مرجعنا فتوفنا مسلمين ..
آمين
وبعد
*********
عجِبتُ لملحدٍ أنكرك ..
ولكافر ٍ كفر بك ..
ولنصراني أشرك بك ..
فقالوا لا رب وقالوا ثالث ثلاثة ..
لهم منك مايستحقون ..
قلت وحكمت فيهم وقولك وحكمك الحق ..
صدق الله العظيم ..
فرأوا الحق ظاهراً جليا ً ..
وكفروا بعد ما تبينت الآيات البينات ..
وصدق القائل ..
صورٌ وعجائب إن ذُكِرت **** ذُكِر الخلاق على الأثرِ
ولله دُر إعرابيًا هدته فطرته النقية إليك فقال لما سئل عنك ..
البعرة تدل على البعير .. وأثر الأقدام يدل على المسير .. فسماء ذات أبراج .. وأرض ذات فجاج .. ألا تدل على العليم الخبير
***
فمن سن السن ..
وأمسك الطير في العلياء ..
وسخر الشمس والقمر ..
وأذن للجروح أن تندمل ..
وأطعم الجنين في الظلماء ..
وأرشد النمل في الغبراء ..
ورزق الديدان في الحصباء ..
و أنجا السفن لما هاجت الهيجاء ..
وغيرها من أمثلة ٍ لا يسعها الحصر ولا الإحصاء ..
فما كان لإلحادهم بك تبرير ..
ولا سابق علم ٍ ..
ولا دلالة تفكير ..
فمن أمسك السماء أن تميد ..
وخلائق الأرض أن تبيد ..
و أجرام السماءِ في نظام ٍ مُحكم ٍ رشيد ..
إلاك يا واسع الإحسان ..
كأنه إنصهر في الكون ..
وذاب في حركة السدم والمجرات ..
يسبح بحمدك ويستغفرك ..
فسبحانك لا يُحمد على الآئك إلاك ..
تباركت من رب ٍ عظيم ..
جلت قدرتك على الوصف ..
وعظمتك عن القول ..
وعجز عن مدحك اللسان ..
أنت كما أثنيت على نفسك ..
_
النصارى والمشركون
و تكثُر الآيات..
الدالات الهاديات ..
المُثبِتات ..
على وحدانيتك وصمديتك ..
فسبحانك قد نظمت النظام البديع فأرشد إلى ظاهر الوحدانية ..
فلا رجف فيه ولا خلل ..
إنما تناسق وتوافق بلا خافي علل ..
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }
الأنبياء 22
وربما تمثل لنا المثيولوجيا الإغريقية { الأساطير الإغريقية }
خير مثال عن حال الكون لو كان فيها الهة ً غير الله ..
فدوما ً هم في صراع على الملك والسيطرة والسلطان ..
فيخضع الخلق لأهوائهم ..
ونزواتهم ..
فالكون كله مضطرب من تنافسهم ومكائدهم وحيلهم ..
فلا صلحت الأرض ولا قامت على ظهرها حياة ..
ولأختل الكون وسقط بما أختلفوا فيه من الأمر ..
بما لا يتوافق مع ثبات الكون وبديع نظامه ..
الشاهد على تفرد الله وحدانيته ..
{ قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }
الإسراء 42
قال البغوي في تفسير هذه الآية :
" ( إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ ) لطلبوا يعني الآلهة ( إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ) بالمبالغة والقهر ليزيلوا ملكه كفعل ملوك الدنيا بعضهم بعض ، وقيل : معناه لطلبوا إلى ذي العرش سبيلا بالتقرب إليه ..
فرض العقل نفسه ..
بأن ما نرى من هدوء الكون وإستقامة الحياة فيه بلا عوج ولا خراب ..
لهو الدليل على تفرد الملك جل وعلا ..
صدقت ربنا فيما شهدت لنفسك ..
ونشهد أن لا إله إلالله وأن محمد رسول الله ..
ولا أجد خاتمة ً تليق إلا قصيدة قل للطبي بما حوته من إستفسارات وتساؤلا
أتيتك راجيا يا ذا الجلال ... فرّج ما ترى من سوء حالي
عصيتك سيّدي ويليبجهلي ... وعيب الذنب لم يخطر بالي
الى من يشتكي المملوك الا ... الى مولاهيا مولى الموالي
فويلي لم أمي لم تلدني ... ولا أعصيك في ظلمالليالي
وها أنا ذا عبيدك عبد سوء ... بابك واقف يا ذا الجلال
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمري من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟
تنبيه:
يا أيُها الإنسان مهلاً ما الذي باللهِ جل جلالهُ أغراكا ؟
وما كان من نقص فمني والشيطان ومن فضل فمن الله وحده ..
والله من وراء القصد ..
وهو أعلم ..
وهو اهدى للسبيل ..
وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات يوم نقوم للحساب ..
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..