|
#1 | |
عضوة شرفية |
قصة صياد السمك والزوجة الطماعة
في يوم من الأيام كان صياد سمك يعيش مع زوجته في كوخ صغير قرب شاطئ البحر . وفي كل صباح كان الصياد يخرج للبحر لإصطياد السمك . وفي أحد الأيام شعر بخيط صنارته يهتز بقوة وجد في طرف الخيط سمكة بلطية كبيرة الحجم قد علقت به ويالدهشته الكبرى عندما بدأت السمكة تتحدث إليه قائلة : " أرجوك دعني أعيش , أتركني اعود للبحر , فأنا لست مجرد سمكة بلطية , بل أنا أميرة مسحورة " ولأن الصياد كان طيب القلب تركها تذهب وتعود للبحر وعندما عاد الصياد للبيت سألته زوجته عما اصطاده طوال النهار وعندئذ حكى لها حكاية السمكة التي أعادها للبحر . ثارت زوجته غيظا وغضبا وصاحت فيه : " كيف لم تطلب من الأميرة المسحورة أي مطلب أو تتمنى عليها أي أمنيه ؟ هل ترغب بالعيش بهذا الكوخ طوال عمرك ؟ عد حالا إليها واطلب منها بيتا كبيرا من الأخشاب القوية تحيط به حديقة واسعة " ولأن الصياد كان يخاف كثيرا من زوجته , فقد انطلق ليفعل ما أمرته به تمام . وصل إلى البحر وجدف بقاربه في المياه الزرقاء والصفراء . وبعد قليل ظهرت السمكة المسحورة من بين الأمواج . وسألت : " ماذا تريد مني ؟ فقال الصياد المسكين بصوت مرتعش : " أرسلتني زوجتي لأطلب منك منزلا كبيرا تحيط به حديقة " . قالت السمكة : " عندما تعود إليها ستجد أن امنيتك تحققت " . ثم أختفت السمكة في الماء مرة أخرى . وعندما عاد الصياد الى كوخه الصغير . اندهش كثيرا عندما رآه قد تحول الى بيتا جميلا تحيط به حدائق غنية بأشجار الفواكه والخضراوات . وسأل زوجته : " أصبحت راضية الآن , أليس كذلك فإن أشجار الحديقة تثمر أحلى الثمار " لكنها لم تجبه إلا بقولها ".سوف نرى , سوف نرى " وبعد مرور بضعة ايام قالت المرأة لزوجها : " هذا البيت ليس كبيرا بما فيه الكفاية . اذهب الى السمكة واطلب منها أن تجعل لنا قلعة كبيرة مبنية من الصخور الصلبة " . فسألها زوجها : " هل انت واثقة من أن هذا البيت ليس كافيا ؟ لماذا تحتاجين إلى قلعة كبيرة ؟ . صاحت فيه المرأة الجشعة : " تستطيع السمكة المسحورة أن تعطينا القلعة بكل بساطة فاذهب الآن واطلب منها ذلك " وهكذا خرج الصياد وذهب نحو البحر مرة أخرى . كان البحر داكن الزرقه في ذلك اليوم والسماء مغطاه بالسحاب أيضا . أطلت السمكة برأسها من بين الأمواج وسألته : " والآن ماذا تريده " ؟ فقال الرجل وصوته يرتجف خوفا وخجلا : " للأسف زوجتي ترغب بأن تعيش في قلعة كبيرة مبنية بالصخور الصلبة " . فقالت السمكة : " ارجع وستجد القلعة " وعندما عاد الصياد وجد زوجته تنتظره على سلالم قلعة صخرية كبيرة جدا وقد اصطف داخل القاعة الكبرى الموائد الفاخرة والمقاعد الذهبية , وعلى الجدران مرايا بلورية لامعه , والخدم واقفون ينتظرون الاوامر وأمام القلعة في الفناء وقفت هناك عربة رائعه والمزرعة مزدحمة بالخيول الأصيلة , وأما الحدائق والبساتين فكانت تزدهر فيه أجمل الزهور , وتثمر اشجار الفاكهة أكثر من المعتاد وهناك كانت الأبقار والماشية على العشب الطري في سلام وطمأنينة . وسألته زوجته المسرورة : " أليس هذا جميلا " فقال لها الصياد آملا : " بالطبع لابد أنك راضية الآن " أجابته : " سوف نرى سوف نرى " ثم ذهبا للنوم . وفي صباح اليوم التالي بينما كانت المرأة واقفة تلقي نظرة من نافذتها على الحدائق والمروج الخضراء الواسعه , جاءتها فكرة جديدة فأيقظت زوجها من النوم وقالت له : " لماذا لا أكون ملكة على كل هذه الأرض ؟ أذهب الى السمكة البلطية وقل لها اننا نريد أن نصبح ملكين على هذه الأرض ! قال: " ولكني لا أريد أن أصبح ملكا " فصاحت فيه زوجته غاضبة : " أنت حر لكني سأكون ملكة ! فانهض وافعل ما قلته لك " ذهب الصياد مرة أخرى إلى شاطئ البحر كانت المياه هذه المرة سوداء ورائحتها كريهه وظهرت السمكة من وسط الماء وسألته في ضجر :" والآن ماذا تريد زوجتك أيضا " فقال لها الصياد متلعثما ومستاء : " تريد أن تصبح ملكة !" وجاء جواب الملكة كالمعتاد : " عد إليها الآن فقد أصبحت ملكة " وبكل تأكيد عندما عاد الصياد وجد القلعة وقد صارت أكبر بكثير . ورأى زوجته تجلس على عرش من ذهب والماس وفوق رأسها تاج مرصع بالجواهر الثمينة , ويحيط بها عدد كثير من الخدم والحشم . فسألها الصياد : " وهكذا يازوجتي قد أصبحت ملكة الآن " قالت : " نعم أنا الملكة " أخذ ينظر إليها وقت طويل ثم سألها : " هل أنت الآن راضية ؟ فأجابت : " بالتأكيد لست راضية وقد أصبحت ملكة " أذهب إلى السمكة المسحورة وقل لها أني أريد أن أصبح إمبراطورة " وأخذت تدق الأرض بقدميها أمام زوجها المسكين وتهز قبضة يدها وتصيح " سأكون امبراطورة ! سأكون امبراطورة ! في هذه المرة عندما ذهب الصياد إلى البحر كانت الأمواج هائجة والريح عاصفة والسماء مبلدة تماما بالسحب المتراكمة وعندما ناد على السمكة خرجت وسألته في ضيق : " ماذا تطلب زوجتك هذه المرة " ؟ فصاح الصياد بصوت عال ليسمعها وسط هبوب الرياح :" انها تريد أن تصبح إمبراطورة " فقالت السمكة : " عد إليها الآن فقد أصبحت إمبراطورة " ! وصدقت كلمة السمكة , فعندما عاد وجد القلعة قد تحولت إلى مجموعة من القصور الفخمة هائلة الأرتفاع وجد زوجته تجلس على عرش مرتفع جدا , وقد انحنى أمامها الملوك والملكات . فقال لها الصياد يائسا منها : " لا بد أنك راضية وقد أصبحت إمبراطورة البلاد , ليس هناك أي شيء أفضل من هذا لتلبيته " . فأجابته بقولها المعتاد : " سوف نرى سوف نرى " استيقظت زوجته مبكرا في صباح اليوم التالي , وراحت تتابع طلوع الشمس من ناحية الشرق . وسألت نفسها : " لماذا لا أستطيع التحكم بالشمس فتطلع عندما أشاء وتغرب عندما أشاء ؟ " فذهبت على الفور وأيقظت زوجها وأمرته بصرامه : " أذهب فورا الى السمكة وأخبرها بأني أريد أن أتحكم بالشمس والقمر والنجوم , أريد أن أصبح حاكمة العالم أجمع " أصيب الرجل المسكين بالذهول ولم يناقشها . وعندما وصل إلى حيث توجد السمكة , وكانت تهب في البحر عاصفة شديدة . أخذ ينادي على السمكة . لكنه لم يستطع سماع صوت ندائه من شدة وصخب الأمواج . وظهرت السمكة وسألته : " وماذا تريد هي الآن ؟ قال الصياد : " تريد أن تصبح حاكمة الكون بكل مافيه من شمس وقمر ونجوم !. فأجابته السمكة في ضيق وأشمئزاز : " لقد تمادت زوجتك في طمعها أكثر من اللازم , وطلبت مالا يمكن أن يحدث بأي سحر . عد إليها وستجدها في كوخ القديم الصغير " ثم أختفت السمكة بين الأمواج إلى الأبد . عاد الصياد إلى الكوخ القديم , وهناك عاش مع زوجته حتى نهاية حياتهما . مواضيع ذات صلة |