|
#1 | |
:: كاتبة نشيطة :: |
حَمَّالَةُ الخُـطَبِ !
حَمَّالَةُ الخُـطَبِ !
السلَام عليكم ؛ قصيدةٌ قرأتُها في أحدِ منتدياتِ الأدبِ العملاقَة ، أتْقنَ شاعرهَا بـدهشة ربطَ ألفاظها و أفكارهَا؛ كثيرون همُ الشعراء الذين يعلو صيتهم في عالمِ الشّعر و يصفّق لهم النّاس . هذا الشاعر لم أسمع باسمه قبلَ هذه القصيدة مطلقًا ؛ و ربّما لن يلفِتَكم اسمه .. و لكنّي وجدتُ هنا في القصيدة تألّقًا في النّظم لا يملكه كثيرٌ من الشعراء عاليي الصّيت ! فاقرأوها لـ نهايتها ! : : حَمَّالَةُ الخُـطَبِ لـ أحمد العراكزة ، الأردنّ . [ .. مناسبة القصيدة: أمريكَـا تشرب القهوة العربية في بلادي ! خُذِي فِنْجَانَ قَهْوَتِنَا وذوقِي _مَرَّةً فِي العُمْرِ_ طَعْمَ مَرَارَةِ العَرَبِ خُذِي الفنْجَانَ ذَا أَحْلَى شَرَابٍ فِي فَمِ العَربِي إذَا مَا كُنْتِ بَاحِثَةً _ لِهَذَا الطَّعْمِ _ عَنِ سبَبٍ سَلِي (المِهْبَاشَ)* والدّلَةْ فإنَّ لِكُلِّ مُعْتَلٍّ _كَمَا تَدْرِيْنَ يَا مَنْ ذُقْتِهِ_ عِلَّةْ سَلِي الأَطْفَالَ يَا (فَكَّاكَةَ النَّشَبِ)* وَيَا حَمَّالَةَ الخُطَبِ ويَا مَنْ جِئْتِ أرْضَ العُرْبِ مُنْقِذَةً مِنَ الوَيْلاَتِ والكُرَبِ سَلِي إِنْ كنُْتِ بَاحِثَةً _ لِهَذَا الطّعْمِ _ عَنِ سَّبَبِ ـ ـ ـ ـ سَتُخْبِرُكِ الحَقِيْقَةُ أَنَّ فِي أَضْلاَعِنَا قَهْرا .. وَفِي بُلْدَانِنَا فَقْرا وفِي أَعْمَاقِنَا ذِلَّة وَأَنَّ القُدْسَ مَا زالَتْ _ كَمَا بَغْدَادَ _ مُحْتَلَّةْ وَمَا مِنْ وَجْنَةٍ إلا بِنَار العَيْنِ مُبْتَلَّة (وَلَمْ تَأَتِ المَرَارَة تِلْكَ فِي الفِنْجَانِ مِنْ قِلَّةْ)* ـ ـ ـ ـ فَهُزّي ذَلِك الفِنْجَانَ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ فَلَنْ تَرَيِنَّ غَيْرَ تَسَاقُطِ الأَشْلاَءِ مِنْ أَطْرَافِه كَتَسَاقُطِ الرُّطَبِ وَذَا إِكْرَامُنَا للضّيْفِ كَيْفَ تكُوْنُ قَهْوَتُنَا إذا امْتَزَجَتْ بِنَكْهَةِ ثَوْرَةَ الغَضْبِ ـ ـ ـ ـ لِقَهْوَتِنَا تَقَالِيْدُ: فَنَحْنُ إِذَا سَقَيْنَا الضَّيْفَ مِنْ فِنْجَانِنَا أَمِنَا فَكَيْفَ .. وَأَنْتِ وَالبَاقَوْنَ تَقْتَاتُوْنَ مِنْ دَمِنا؟ لِقَهْوَتِنَا تَقَالِيْدٌ وَأَعْرَافٌ سَنُلْغِيْهَا وَمَا فِيْنَا مِنْ الآلامِ والحَسَرَاتِ ... والنَّكَبَاتِ ... والآهَاتِ ... والطَّعَنَاتِ _حَتَّى إِنْ شِرِبْتِ القَهْوةَ العَرَبِيَّةَ السَّمْرَا_ سَنُبْقِيْهَا ـ ـ ـ ـ لقَهْوَتِنَا امْتِيَازاتٌ : تَشَكُّلها : مِنَ الوَجْعٍ وَنَشْرَبُهَا مِنْ الفِنْجَانِ لا نُبْقِي بِهِ نُقْطَةْ قَدِ اعْتَدْنَا عَلَى أَنْ نَجْرَعَ الأَوْجَاعَ ذِي مِيْزَه وذا الفِنْجَانُ لا يُقْرَأْ وَلَمْ يَقْرَأْ ولَكِنَّ التّقَالِيْدَ العَرِيْقَةَ أَعْطَتِ الفُِنْجَانَ _ رُغْمَ جُمُوْدِهِ _ سُلْطَة* وَذِيْ أُخْرَى وَقَدْ أَعْطَتْهُ أَيْضَاً أَنَّ مَنْ يُسْقَى مِنَ الفِنْجَانِ أَحْصَنَهُ فَلاَ يُؤذَى _ وَإِنْ فِي حَقِّ مَنْ أَسْقَاهُ قَدْ أَخْطَأ_ وَذِيْ نُقْطَةْ وَلَكِنْ كَوْنَ مَنْ شَرِبَتْ مِنْ الفِنْجَانِ (أَمْرِيْكَا) سَنُلْغِي هَذِهِ النُّقْطَة ! ـــــــــــــــ * الأداة التي يُطْحَنُ فيها البُنّ. * فَكَّاكَةُ النَّشَبِ: هذا ما كان يستعمله البدو في البادية عند التقاضي أمام القضاةحيث يقول من يريد التّحدث: يا قاضي يا قاضي العرب يا فكّاك النَّشَب أي يا من تقوم بحلّ الخصومات (النّشب). * نقول بلهجتنا المحكيّة لما نتحدث عن حال شخصٍ وقد ساءت حاله (هالشي مو من قلّة) أو (أي هو اللي صار فيه قليل يا رجل!). * من تقاليد القهوة أنّ الفنجان له سلطة حيث من يشرب من قهوتك تحترمه كونه شرب منها فلا تؤذيه وإن أساء لك احتراماً لشربه من قهوتك. ــــــــــــــ مواضيع ذات صلة |