|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
أقرأهـآ بـ تفڪير , ثم طبقهآ على [ نفسڪ ]
سأل شيخ جليل تلميذه: منذ متى صحبتني؟ فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة... فقال الشيخ: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة ؟ ! قال التلميذ: ثماني مسائل... قال الشيخ: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل؟ ! قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب. فقال الشيخ: هات ما عندك لأسمع ... قال التلميذ: الأولي : أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبة فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي . الثانية: أني نظرت إلي قول الله تعالي : ' وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن ألهوي فإن الجنة هي المأوى ' فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله . الثالثة : أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلي قول الله تعالي: ' ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ' فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده . الرابعة: أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يتباهي بماله أو حسبه أو نسبه، ثم نظرت إلي قول الله تعالي: ' إن أكرمكم عند الله أتقاكم ' فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما . الخامسة: أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا، وأصل هذا كله الحسد، ثم نظرت إلي قول الله عز وجل: ' نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ' فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت إن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني . السادسة : أني نظرت إلي الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم علي بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلي قول الله تعالي: ' إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ' فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده . السابعة : أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى انه قد يدخل فيما لا يحل له، ونظرت إلي قول الله عز وجل: ' وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ' فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده . الثامنة : أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل علي مخلوق مثله, هذا علي ماله وهذا علي ضيعته وهذا علي صحته وهذا علي مركزه ونظرت إلي قول الله تعالي ' ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ' فتركت التوكل علي الخلق واجتهدتي التوكل علي الله . فقال الأستاذ: بارك الله فيك اللهم وفقنا لما تحبه وترضآه مواضيع ذات صلة |