|
#1 | |
:: كاتبة محترفة :: |
رقصة الموت
رقــــــــــــــــــصــــــــة الــــــــمـــــوت اشعر اننى فى صحراء قاحلة لا شئ فيها سوى حبات الرمال ومزيج من زخات المطر واصوات الرياح بحثت عن مكان استطيع الجلوس فيه فلم أجد مشيت ومشيت كثييراً جدا حتى خارت قواى قلت لنفسى اريد ان استريح قيلاً فكرى كيف الاهتداء لراحتك واخذ الوقت يمر ببطئ شديد ولم اجد لنفسى مكان مريح قلت ولم العجب اليست الرمال فى تلك الاحيان ملجأ للراحة من التعب فجلست فوق رمال الصحراء وجدتها بااااردة جدا فالوقت ليلاً شديد السواد ولمزيد من الظلام اختفى لمعان النجوم اختفى ضياء القمر لا شئ مطلقاً سواى أنــــــــــــــــــــــــــــ ا والرمال والرياح والمطر وفى لحظة وجدت نفسى بدون شعور استلقى فوق حبات الرمال لعلى تعشمت ان اجد مضجع مريح للتخفيف من وطأة وشدة الألم حاولت النوم مرارا وتكرارا حاولت اغماض عيناى ولكن ابت جفونى الانصياع لطلبى رجوتها فلم اجد الا صدها قلت لها ان لم تجعلينى انام حكمت عليك اشد الاحكام وفجأة وكأنما جفونى شعرت بألمى ورأفت بحالى فسمحت لى بالنوم ذهبت فى غفوة لا أعلم مدتها هل طالت أم قصرت لا اعلم ولكن فى تلك الغفوة وجدت اشياء مريعة رأيت اشباحاً مخيفة يمدون ايديهم نحوى لجذبى ناحيتهم والعجيب انهم تحدوا قوتى واستطاعوا جذبى وبدأت معهم معاناتى انهم يتحسسون ملامحى يتحسسون جسدى يستمعون لنبضات قلبى ينصتون جيداً لصوت انفاسى يشعرون اننى مازالت قوية صامدة وهذا ما ازعجهم بل انهم بدأوا فى التلون فى تغيييير جلودهم والوانهم واشكالهم حتى ينالوا منى حتى يرهبوننى ولكن هيهات هيهات فلم يقدروا على ذلك ثم لم يجدوا من الامر بداً سوى اطلاق وحوشهم على جسدى فقد تحولوا كافتهم الى وحوش ضارية كل وحَش منهم بدأ يأخذ نصيبه منى فهناك من أراد يداى حتى لا اجد من يمسك بها لنجدتى وهناك من اراد قدماى حتى لا استطيع الاهتداء لدرب الرحمة وهناك من اراد جسدى لينهش فيه بأنيابه حتى لا يكون هناك مكانا تسكن فيه روحى وهناك من اراد عيونى التى لا يرى فيها الاخرون غير الصدق والحنان وهناك من استحل دمائى كى يرتوى بها و يشعر بلذة فى المى وعذابى وهناك من هان عليه قلبى فظل يغرس مخالبة وانيابه بقوة حتى مزقه الى اشلاء ولم يترك فيه ولو ركن صغير لاياً كان يعيش فيه مطلقاً رايت نفسى وكل الوحوش تتقاتل من أجلى من أجل اشباع رغباتهم منى وانا غير قادرة على مهاجمتهم على محاربتهم فقد نالوا منى حتى لم يعد هناك جثة استطيع لملمتها فعظامى سحقت تحت اقدامهم وهم ينهشون فى جسدى لم يتبقى شئ منى لم يتبقى شئ فجأة احسست ببرودة شديدة سارت فى كل اوصالى فأفقت من غفوتى ووجدت نفسى كما كنت قبل الغفوة ولكن رأى يت الكثير من اثار مخالبهم وانيابهم على جسدى بأكمله وقلت لنفسى هل كان هذا حقيقة واذا لم يكن حقيقة فلماذا ارى تلك الاثار اذا ظننت اننى جننت واننى فى عالم اخر غير عالمى فوقفت على قدماى فوجدتها غير قادرة على تحملى حاولت وحاولت حتى استطعت وفى بردوة الليل القاسية وفى صحراء جرداء قاحلة وتحت زخات المطر واصوات الرياح العاتية وجدت نفسى اتمايل يميناً ويساراً وعدوت بكل قوتى حافية القدمين غارقة فى مياه الامطار الممزوج بدمائى التى لا اعرف مصدرها اطلقت لشعرى العنان حتى يتطاير وكأننى اريد له الحرية وبدأت بالصراخ عالياً جداً فها انا ذا ولاول مرة أجد مكاناً أستطيع فيه الصراخ بعيداً عن البشر عدوت وعدوت كما القطار على قضبان الزمن وكأننى اتسابق والرياح فى ايذاء نفسى وبدأت بالدوران حول نفسى لمده طويلة ادور وادور مثل من يدور فى حلقة مفرغة دون هدف دون امل ثم وجدت نفسى أرقص رقصة العذاب رقصة الالم رقصة مليئة بالدموع والشجن رقصة على نغمات الحزن عذارًا انها ليست خاطرة انها مجرت همسات مؤلمة شعرت اننى بحاجة لإخراجها حتى استطيع التنفس ولكن هيهات اين تلك الانفاس مع موتى فدعونى بكل حُرية ارقص رقـــــــــــــــصــــــــــــ ة الـــــــــــمـــــــــوت مواضيع ذات صلة |