فكر كالمجانين ....
[ ...... حَيَّآكُمُ اللهُ وَبَيَّآكُمْ .. وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَثْوَآنَآ وَمَثْوَآكُمْ .. ][«

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ..][«.

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وعلى
آله وأصحابه الغُـرِّ الميامين .. وبعدُ..

حياكمُ اللهُ وبياكم .. وجعلَ الجنة مثوانا ومثواكم .. وطـيَّـبَ ذكركم ومسعاكم ..

وأعانكم على الخير .. وإليه هداكم..

شرفتم وآنستم .. طبتم وطابَ ممشاكم .. وتبوأتم من الجنة منزلا..

لعلكم استغربتم من الموضوع..

فكيفَ لشخصٍ عاقلٍ .. أن يستبدل هذه النعمة ليفكر كالمجانين..؟ كالمجانين ....

ولكن رُوَيْـدَكُـم .. هوناً عليّ ..


تعلمون جميعاً .. أن الله بعثَ الأنبياء والمرسلين إلى العالمين ..

ليخرجوهم من عبادة العِـباد .. إلى عبادة رب العِـباد .. وكلكم فقهٌ.....

وختَـمَ تعالى هؤلاء الرسل .. بسيد الأولين والآخرين .. وسيد الإنس والجن..

سيدنا وحبيبنا وقائدنا .. محمد بن عبد الله النبي الأمين .. عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم..

ولكن كفار قريشٍ .. اتهموه بأنه كذابٌ ودجالٌ..

واتهموه بـ[ الجنونِ ]..!

وأطلقوا حوله الشائعات .. وقالوا عليه الأقاويل .. إلخ..

ولكن .. كان العكس .. فقد كان كفار قريشٍ هم [ المجانين ]..

لأنهم لم يصدقوه .. صلى الله عليه وسلم ..

ولم يؤمن أحد من الكفار بذلك .. إلا بعد [ 1400 ] سنة من الزمان..

حيث أصبح الكفار اليوم يعترفون بعظمة لسانهم .. بقولهم:[ لقد كان "محمد" هو على صوابٍ .. وكان كفار قريش هم "المجانين" ]..

..[ والحقُّ ما شَـهِـدَتْ به الأعداءُ ]..

اللهم صل وسلم عليه .. بأبي هو وأمي..


قبل أكثر من قرنٍ من الزمانِ..

كان الناس إذا أرادوا السفر .. كانوا يركبون الجِـمالَ..

ويقطعون المسافات الطوالِ.. بالشهور والسنين..

ومنهم من يموتُ في منتصف الطريق .. ومنهم من يتوه في الصحراء ولا يصل..

فكانوا يقطعون المسافة من [ المدينة المنورة ] إلى [ الشام ] في أكثر من شهر..!..

وقد كان الكل يقول:[ تحلقُ الطيورُ في السماء ].. وهي حقيقةٌ علميةٌ..

حتى نظرَ أحدهم إلى [ الطير ] وهي تحلق في السماء..

وقال:[ لماذا تحلق الطيورُ في السماء.؟ ]..!

وقفزَ من على سقفِ دارهم .. وسقطَ وانفجرتْ رأسه .. ومات..

فقال الكل:[ إنه يفكر كـ" المجانين " ]..!

إنه [ عباس بن فرناس ]..!

وبعد مرورِ قرونٍ من الزمان..

عَـلِـمَ الناس أنهم كانوا هم [ المجانين ] .. وأن [ عباساً ] هذا كان على صوابٍ..

وبفضل الله .. ثم بسبب هذا [ المجنون ]..

اكتشف العالمُ [ الطيران ]..

وأصبحنا اليوم .. نقطع المسافة التي كانت تُـقطع من قبلُ في [ سبعِ سنينَ ]..

أصبحنا نقطعها اليوم في [ سبعِ ساعاتٍ ]..!

كله بسبب [ مجنونٍ ]..!


كذلك..

يومَ سقطتِ التفاحة على رأس [ إسحاق نيوتن ]..

قال الكل:[ سقطتِ التفاحة على رأس نيوتن ]..!

وصار أضحوكة القومِ.. كالمجانين ......

إلا هو .. قال:[ لماذا سقطتِ التفاحة على رأس نيوتن؟ ]..

..[ لماذا لم يسقط نيوتن على التفاحة؟ ]..

فاتُّـهِـمَ بالجنونِ لذلكَ..!

ولكنه لم يعبأ بهم..

ودرس الأمرَ .. وبعد طولِ عناء..

اكتشف [ الجاذبية الأرضية ]..

بفضل الله .. ثم بسبب [ مجنونٍ ]..!


وهذا هو المغزى..

أن يكون الناس كلهم على خطأٍ..

لا يعني أن نقحمَ أنفسنا في خطئهم..! كالمجانين ....

فإذا كانَ [ جنوني ] سيغيرُ محورَ العالم للأفضل..

فأنا [ مجنون ]..