|
#1 | |
:: كاتبة مميزة :: |
وهـكذا هي الأقــــدار!
وهـكذا هي الأقــــدار! كنت أعتقد أن الوداع هو نهاية الحياة هو توقف دقات القلب هو الدمار والحزن والابتعاد الشااسع عن السعادة كنت أفكر دائما كيف هي الحياة مع الفراق .. وكيف نسميها حياة من الأساس اعتقدت جازمه أنها ستكون قبراً كبيراً موحشاً .. وسجناً ضيقاً رغم اتساع الأرض .. ووحدة قاتلة رغم كثرة أصناف البشر إلى أن حان وقت الوداع فوجدته أمراً أبسط مما تخيلت .. أحيانا عندما نسمع عن الحدث نتخيله ضخما!! لكن ما أن نصبح في قلبه نكتشف أننا أخطأنا بتقديرنا وتقييمنا له شعرت حينها أن الله سبحانه يريد أن يعلمني درسا ويهديني حكمة استفدت منها وأود أن أفتح عيون الجميع إليها: إن الوداع في حدّ ذاته بداية! .. نعم بداية جديدة هي بكل تأكيد أروع .. لأن الله لن يحرمنا إلا الشيء الذي لم يكن لنا فيه خيره فأراد إزاحته عن طريقنا لنفتح أعيننا على أشياء ثانيه .. كالتي يتركها حبيبها، هذا الوداع يجعلها ترى من حولها .. فربما الشخص القادم أروع وأجمل فتعطي نفسها فرصة الاختيار بشكل انتقائي .. في الوقت الذي لو جلست فيه مع حبيبها الأول بإخلاص لكانت قد خسرت شخصا أجمل وأرقى وأبلغ مثال على هذا كيت ميدلتون التي كانت على علاقة مع شخص قبل الأمير ويليام .. وتألمت عند الفراق وأستطيع أن أتخيل قلبها المفتور حزنا ودموعها الغزيرة .. لم تكن تدري أن القدر يخبئ لها شيئا لم تكن تحلم به .. وأنها ستكون أميرة المملكة العظمى .. ولا أريد أن أنسى قصة سيدنا يوسف عليه السلام التي أستطيع أن أعتبرها أروع مثال على هذا الموضوع .. فقد أبعدوه عن أبيه وهو صغير وسجن ظلما وضاقت به الدنيل كثيرا إلى أن أصبح عزيز مصر .. أكبر دولة بذلك العهد .. ونفس القاعدة على الذي تركته حبيبته لربما القدر يخبئ له من هي أروع وأسمى ونفس القاعدة على الذي فقد وظيفته لربما تركه للوظيفة سيجعله يبحث ليجد وظيفة أحسن .. فيشكر الله على أنه خسر الأولى .. فلولا هذه الخسارة لما جاءته فرصة البحث على الثانية وهكذا هي القواعد تتوالى الواحده تلو الأخرى وهكذا هو ربنا يخبئ لنا الأجمل كالأم التي ترافق ولدها للسوق فيبكي لتشتري له لعبه، لكنها تأبى وترفض بحزم فيزداد بكاءه ويصرخ ويحزن ويظنها قاسية وظالمة، وما إن يعودا للمنزل حتى يرى لعبة بانتظاره، أجمل وأحلى وأروع من تلك التي رءاها بالسوق، فكانت مفاجأه من أمه التي تحبه ولله المثل الأعلى .. هكذا هي الأقدار، وهكذا هي الحياة، جميلة حتى بذلك الفراق والحزن الذي يحمل في طياته هدايا أجمل فشكرا ربي على كل شيء واحبك ربي لأنك كل شيء مواضيع ذات صلة |