| 
                                
                                
                                رد: فتاة أسبانية تشرح معني كلمة  الله  بعد أن عجز عنها العرب
                         فتاة أسبانية تشرح معني كلمة  الله  بعد أن عجز عنها العرب
 
 
 
                        الجواب:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
 
 وإليك أحسن .
 
 هذا القول فيه تكلّف واضح .
 
 وهو مُتعقّب من عِدّة وُجوه :
 
 الوجه الأول : لفظ الجَلاَلَة ( الله ) ليس الكلمة الوحيدة التي لا تنطبِق فيها الشِّـفَـاه ، بل كلمة التوحيد بأكملها ( لا إله إلا الله ) لا تنطبِق فيها الشِّـفَـاه ، فإنك لو قلت : ( لا إله إلا الله ) لم تنطبِق الشِّـفَـتَين فيها .
 
 وكذلك كلمة ( عز وجلّ ) ، وكلمة ( الله أجَلّ ) لا تنطبِق فيها الشِّـفَـاه .. مع كلمات أخرى كثيرة لها نفس الصِّفَة .
 
 الوجه الثاني : أن حروف لفظ الجلالة (الله ) ليست جوفية ، فمنها ( الهمزة والهاء ) مَخرجها من أقصى الْحَلْق .
 
 بينما ( اللام ) مَخرجها الحافّة الأمامية من اللسان .
 
 فليس نُطق لفظ الجلالة (الله ) من باطن الجوف .
 
 الوجه الثالث : ما يتعلق بِنقص حرف من حروفه ، وهو ظاهر التكلّف ، بل تحجير واسع !
 
 فإن الضمير ( له ) لا يقتصر على الله ، بل هو عائد على مذكور حسب سياق الكلام .
 
 فإنك لو تحدّثت عن شخص ثم قلت : له بيت ، أو : له هيبة .. إلى غير ذلك لكان تحديد المقصود بِعَودِ الضمير سياق الكلام .
 
 ومثل ذلك لو قلت ( إله ) ، لأن الإله يُطلَق على الإله الحق سبحانه وتعالى ، ويُطلَق على الآلهة الباطلة .
 
 قال تعالى : (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ) ، وقال عز وجلّ : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً) وقوله تبارك وتعالى عن قوم موسى : (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ) وقال جلّ جلاله : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا) وغيرها من الآيات .
 
 وأوضح ما يكون التكلّف القول بأن بقاء ( الهاء ) المضمومة يَدلّ على الله ( هـُ ) !
 
 فإنه لم يَقُل أحد بذلك إلا دراويش الصوفية ! الذين يَزعمون أنهم يَذكرون الله بما يُشبِه النِّبَاح ! ( هو .. هو .. ) !
 
 الوجه الرابع : انفراد أعجمية بهذا القول الذي لم تُسبَق إليه !
 
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يَسْبِقه إليه أحد منهم ، فانه يكون خطأ . اهـ .
 
 إلى غير ذلك مما يُضعف هذا القول أو يُبطِله .
 
 والتكلّف مذموم .
 
 فقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) .
 
 والله تعالى أعلم .
 
 الشيخ عبد الرحمن السحيم
 
 
 |