 |
  |
|
|
|
|
#1 |
|
:: كاتبة قديرة :: |
كيف نحفظ جوارحنا ونسخر ها لطاعة الله ومرضاتة
كيف نحفظ جوارحنا ونسخرها لطاعة الله ومرضاته
بسم الله الحمد لله الذي أجزل النعم وأسبغ علينا المنن نحمده ونشكره حيث خلقنا ورزقنا وأخرجنا من بطون أمهاتنا لانعلم شيئا .. وخلق لنا الجوارح لنعبده ونشكره، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سخر جوارحه في طاعة الله وأرشدنا إلى كيفية حفظها وتسخيرها في طاعته ومرضاته..فأدى الأمانة وبلغ الرسالة فصلوات الله وسلامه عليه تسليماً كثيراً..وبعد.. أهديك أخيتي الحبيبة وصية خير البشر صلى الله عليه وسلم للأولين والآخرين وصيته لعبدالله بن عباس ( رضي الله عنهما ) وهو يقول ( أحفظ الله يحفظك ) جزء من حديث رواه حنش الصنعاني حيث خرجها الترمذي بطرق حسنة جيدة. يقول ابن رحب الحنبلي في جامع العلوم والحكم ( أحفظ الله ) يعني حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ماأمر به وأذن فيه إلى مانهى عنه فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه العزيز: ( هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ) [سورة ق 32-33] ومن أعظم ما يجب حفظة من أوامر الله:الصلاة وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة،ومما يؤمر بحفظه الإيمان ومن ذلك حفظ الرأس والبطن كما في حديث ابن مسعود المرفوع( الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى أخرجه الإمام أحمد والترمذي وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات،وحفظ البطن يتضمن حفظ القلب عن الإصرار عما حرم الله،وقد جمع الله ذلك كله في قوله عز من قائل إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [سورة الإسراء : 36] . يقول الشيخ عبدا لرحمن السعدي رحمه الله : حقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسؤول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يعد للسؤال جواباً وذلك لايكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له وكفها عما يكرهه الله تعالى . (تيسير الكريم الرحمن ج 3-ص108) . الله الله.. اخيتي الحبيبة في حفظ هذه الجوارح فإنها أمانة مودعة عندك وكل تصرف في الأمانة في غير مايريد مالكها فهو خيانة وظلم ووضع الأمور في غير محلها وصاحب الأمانة لابد إن يسأل عنها يوماً من الأيام. كيف يكون حفظ الجوارح ؟ • جارحة العقل : وهو أكرم ما في الإنسان فإن حفظه يعني إعماله وعدم إهداره وإنما يكون إعماله بالتأمل في ملكوت الله وبالتدبر المستمر في الغاية من هذه الحياة وبالتفكر السليم فيما يصلح أحوال الناس. • العينان : فإن حفظهما يعني الشكر لله على ما أنعم بهما واستخدامهما فيما خُلقنا لأجله ..وما أكثره ،أما النظر المحرم فهو جرأة على الله ليس فيها استحياء منه،فالعين تزني وزنى العين النظر وقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله كتب على ابن ادم حظه من الزنا أدرك ذلك لامحالة فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق وزنا الأذنين الاستماع وزنا اليدين البطش وزنا الرجل الخطى..) رواه البخاري ومسلم . • الأذنان : فيتمثل في عدم الاستماع بهما إلى مايحرم من القول كالغيبة والنميمة والأغاني الخليعة والقول الفاحش وهذا الحفظ لهما هو بعض مايجب من شكر الله على هذه النعمة. • اللسان : فيتمثل حفظه في أن لاينطق الابالخير أو ليصمت فوظيفة اللسان هي ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وليس له أن يغتاب أو ينم أو يقذف مسلماً أو مسلمة ولا يفتري ولا يكذب . وجارحة اللسان من أخطر الجوارح فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايرى لها بأسا يهوي بها سبعين خريفاً في النار ) أخرجه البخاري ومسلم. وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الحدود المشروعة للنطق باللسان فقال كل كلام ابن ادم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله تعالى ) أخرجه الترمذي بإسناد حسن. فالإيمان بالله واليوم الآخر والحياء من الله حق الحياء يقتضي استشعار المؤمن لرقابة الله الدقيقة و إنه سيسأل عن كل كلمة تفوها بها. هل الجوارح تشهد؟ نعم : إن من لم يحفظ جوارحه في الدنيا وهي طوع أوامره فإنها تنقلب ضده يوم القيامة وتشهد عليه. قال تعالى: ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (20) حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [سورة فصلت : 19-20] . وقال تعالى : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[ سورة النور: 24] o جاء في صحيح مسلم مساءلة الله لأحد المجرمين يوم الحساب قوله) أي فلان ،الم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟فيقول:بلى يارب.فيقول:أظننت أنك ملاقي؟فيقول:أيا رب آمنت بكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير مااستطاع فيقول:هاهنا إذن . ثم يقول: الآن نبعث شاهدا عليك فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه؟ فيختم على فيه،ويقال لفخذه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعملة وذلك ليعذر من نفسه, وذلك المنافق) o وأعجب من هذا مارواه مسلم في صحيحه عندما ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم من عبد يقول لله يوم القيامة: ( يا رب ألم تجرني من الظلم؟يقول: بلى ، يقول:فإني لا أجيز اليوم على نفسي شاهداً إلا مني،فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً والكرام الكاتبين شهوداً فيختم على فيه ويقال لأركانه : انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام،فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل) ، عندما قال له سبحانه وتعالى : (الآن نبعث عليك شاهداً ) أخذ يتفكر في نفسه : من هذا الذي يتجرأ أن يشهد علي؟ وهو يحسب أنه مازال ذلك الإنسان الذي يخافه الآخرون لبطشه وجبروته أو لماله ومنصبه ولم يتوقع أن يكون الشاهد أقرب شيء إليه وألصق شيء به وإذا به يسمع من أذنيه الأصوات تنبعث من كل مكان من جلده ومن جوارحه ، الرجل تتكلم اللسان يتكلم، ويرى بعينه ، مالا يصدق ،كيف تتكلم يده التي كان يبطش بها ، كيف يتكلم جلده الذي كان يزني به؟ كيف يتكلم قدمه الذي كان يسير بها إلى أماكن المعصية؟ثم يقول مخاطباً جوارحه : ( لم شهدتم علينا ) فيردون عليه بعبودية كاملة لله سبحانه وتعالى أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) [سورة فصلت :21] الطرق لحفظ الجوارح : أن من رحمة الله سبحانه وتعالى انه ماأمرنا بأمر إلا وبين لنا سبلاً كثيرة لتطبيق هذا الأمر ولم يتركنا من غير توجيه فلما أمرنا بحفظ الجوارح بين الله لنا وبين لنا رسوله صلى الله عليه وسلم طرقاً كثيرة لحفظ هذه الجوارح..ومن أبرزها: * استشعار المراقبة : حيث قال تعالى ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) سورة ق 18. فالمرء متى استحضر رقابة الله عليه وأن مايصدر منه ولو قولاً إلا و هناك ملك حاضر يراقبه ويكتب كل مايقوله إن خيراً فخير وإن شراً فشر فإنه لاشك يتردد كثيراً قبل الأقدام على عمل أو التفوه بما يمكن أن يرديه في النار والعياذ بالله. * تذكر الجنة : وما أعده الله تعالى للحافظين جوارحهم عن معصية الله المستخدمين لها في مرضاته. * تذكر النار : يكفي الإنسان أن يتذكر جهنم وما يحدث له فيها من أهوال بسبب جوارحه فيكفها عما يغضب الجليل .. فقد ورد في صحيح البخاري)بأن أهو ن أهلها عذاباً من توضع في أخمص قدميه جمرة يغلى بها دماغه) *تذكر الاستقامة : إننا ندعو كل يوم وليلة أكثر من عشرين مره بالاستقامة من خلال سورة الفاتحة وكل مقدمة الفاتحة من الثناء والحمد إنما يأتي تمهيداً لدعائنا .إننا ندعوه ونتذلل له لهدايتنا الصراط المستقيم في الدنيا حتى نتمكن من الاستقامة على صراط الآخرة المنصوب على نار جهنم والعياذ بالله وتذكرهذا الأمر لنتجنب كل مايسبب الانحراف بجوارحنا عن الصراط المستقيم. * التعوذ :التعوذ هو طلب العون من الله واللجوء إليه من شرور أنفسنا وجوارحنا وما تسببه لنا من المعاصي والآثام لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من التعوذ بالله من جوارحه ويعلمنا أن نفعل ذلك حيث يروي الإمام الترمذي عن شكل بن حميد رضي الله عنهما قال أتيت الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله علمني تعوذا أتعوذ به ،قال : فأخذ بكتفي فقال قل اللهم أني أعوذ بك من شر سمعي وبصري ومن شر لساني)رواه الترمذي و صححه الألباني أخيرا أخوتي : الله الله ...بحفظ جوارحنا عن كل مايغضب خالقنا سبحانه وتعالى فمن قام بحفظ جوارحه استقام له قلبه، يقول الواعظ الزاهد أبو علي احمد بن عاصم الأنطاكي كما ذكر في البداية والنهاية: (إذا أردت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ جوارحك) أحفظ جوارحك في الصغر تحفظك في الكبر فقد كان بعض العلماء قد جاوز مائة عام وهو متمتع بقوته فوثب يوماً وثبة شديدة فعوتب على ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر. رزقنا الله وإياكم حفظ جوارحنا برحمة منه وفضلاً سلعته الغالية"الجنة"وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  [/IMG]مواضيع ذات صلة |
|
|
#2 |
|
|
رد: كيف نحفظ جوارحنا ونسخر ها لطاعة الله ومرضاتة
جزاك الله الجنان
|
