![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#1 |
:: كاتبة نشيطة :: |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أن النظر في التاريخ محكوم بالشرع وليس حاكماً على الشرع . اعلم أن دراسة التاريخ محكومة بالشرع وليست حاكمة على الشرع ، فالناظر في التاريخ إنما ينظر في أمور (القدر لأخذ العبر) لا (الشرع لأخذ الأحكام) ، والمسلم مكلف مأمور بمعرفة ما يلزمه من أمور الشرع ، وأما أمور القدر الماضية فإنها من تدبير الله سبحانه وتعالى لا دخل للمكلف فيها ، لذلك فالمسلم الحريص على سلامة دينه ينظر ما يلزمه شرعاً من ذلك . فالحاصل بين الصحابة ينظر فيه بالنظرين جميعاً : أما (القدر) : فهو ما حصل بينهم وقدره الله من فتن كتبها عليهم . وأما (الشرع) : فهو ما يجب عليه حيال هذا الواقع ؛ فقد نهينا عن سب الصحابة والوقوع فيهم وتنقصهم ، وقد أثنى الله عليهم وهو يعلم ما سيحدث من بعضهم ، وأمرنا بذكر محاسنهم ونشرها ومحبتهم والدعاء لهم والاستغفار . فالمسلم يجب عليه أن يلتزم شرعاً بما هو واقع قدراً . وقد ضل في هذا الباب طائفتان جعلا التاريخ حاكماً على الشرع : فالطائفة الأولى : طائفة أهل البدع والزيغ كالروافض والزيدية والنواصب ونحوهم ممن اشتغل بما حصل بين الصحابة رضوان الله عليهم ، ثم عادوا بهذا على كثير من نصوص الشرع بالإبطال والتشكيك . والطائفة الثانية : طائفة العلمانيين والمرتدين الذين اشتغلوا بما حصل بين الصحابة وما نقل عنهم وأثير حولهم للتشكيك في الإسلام . ولأن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق المتبعون للكتاب والسنة ؛ فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، فإنهم عرفوا ما هم مأمورون به شرعاً في هذه الفتن ، فعصموا ألسنتهم عن ذكر أحد منهم بسوء ، ودعوا لهم ، وترضوا عنهم ، ونشروا محاسنهم ، وسكتوا عما شجر بينهم . ونظير هذا مما وقع من الصحابة رضوان الله عليهم في وقت الرسول e ما ثبت في الصحيح من حديث النواس بن سمعان في ذكر الدجال، قلنا : وما لبثه في الأرض ؟. قال : أربعون يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم . فقلنا: يا رسول الله ، هذا اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟. قال : لا ، اقدروا له قدره . فإخبار الرسول e لهم هنا كان عن أمر من أمور القدر وتدبير الله سبحانه وتعالى في خلقه وهو أن أيام الدجال : يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ، فلم يشتغلوا بهذا الأمر لأنه من أمور القدر وهم يعلمون أن الله على كل شيء قدير ، بل سألوا عما هم مكلفون به شرعاً وهو أمر الصلاة في ذلك اليوم ، وهذا من كمال فقههم أجمعين . المصدر:كشف شبهات حسن المالكي للشيخ ناصر الفهد منقوووووووووووول مواضيع ذات صلة |