|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
فوائد ولطائف على قصة يوسف عليه السلا م
فوائد ولطائف على قصة يوسف عليه السلا
- بداية السورة (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ))[يوسف:3] فيه : استخدام أسلوب القصة في الدعوة والاختيار الجيد للقصص النافعة من قصص الأنبياء والصحابة , وهنا نؤكد على استخدام القصص الواقعية في التأثير الدعوي والتربوي . 2- لا مانع من سرد القصص الواقعية . قال تعالى ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))[الأعراف:176] . وهناك يعيب بعض الناس علينا لماذا نقص؟ وأقول : نحن نقص؛ لأن الله أمرنا باستخدام القصص . 3- ((وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ))[يوسف:3] أي: قبل الوحي . وفيه : أن المرء بلا هداية القرآن ونوره في غفلة، وعلى قدر قربه من القرآن يهتدي . 4- ((قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ))[يوسف:5] هنا : فراسة يعقوب ومعرفته بما يفسد الأبناء و أن الرؤيا لا تحدث بها كل أحد بل لا تحدث بها إلا من تحب . 5- أن الحسد بين الإخوة والأقارب أقوى من غيرهم لقوة التنافس والتنازع بينهم . 6- الحث على سد الذرائع الموصلة للخلافات والبغضاء . 7- ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ))[يوسف:5] اليقين الكامل بعداوة الشيطان ومكره ومحاولة إيقاعنا في الفتن والمصائب، وقد تكرر ذلك في القرآن كثيراً . 8 - ((وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ))[يوسف:6] الاجتباء: هو الاصطفاء والاختيار ، وفي هذا شرف الدعوة وشرف للداعية إذ أنها مهمة الأنبياء ومحط اختيار الله تعالى . 9- ((وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ))[يوسف:6] فيه : أن العلم وسائر النعم إنما هي فضل من الله ورحمة منه ، وأن الإنسان لا شيء لولا رعاية الله . 10- (( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا ))[يوسف:8] فيه : الغيرة بين الأبناء ، وأنه يجب على الوالدين العدل بين الأولاد وعدم إشعار البقية بفضل أحدهم . 11- ((اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ))[يوسف:9] فيه : أن جريمة القتل من أشنع الجرائم ، وأن الحسد قد يتسبب في إلحاق الأذى بالمحسود . 12- ((يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ))[يوسف:9] فيه : أن صاحب الخطأ قد يبرر لخطئه ويسوف التوبة ، فهم أرادوا قتله لينفردوا بأبيهم . 13- أخذوا يوسف وعاهدوا والدهم على رعايته ، ثم رموه في البئر وجاءوا بثيابه وزعموا أن الذئب أكله. والسؤال : كيف يأكله وثيابه لم تتمزق ؟. 14- أن السيئات ينادي بعضها بعضاً ، فهم أرادوا قتله ، ثم عاهدوا وكذبوا ، ثم رموه ، ثم كذبوا في العذر. وعلى العكس ، الحسنات ينادي بعضها بعضاً. 15- ((قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ ))[يوسف:18] فيه : أن النفس أمارة بالسوء غالباً وتدعو صاحبها لكل ذنب، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ونعوذ بالله من شرور أنفسنا " . 16- ((فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ))[يوسف:18] فيه ؛ الصبر عند البلاء ، والصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه , والحرص على تفويض الأمور لله . 17- جاءت سيارة وهي القافلة ورمى أحدهم بالدلو فخرج عليهم يوسف فأخذوه وباعوه لسيد مصر والمسؤل الكبير فيها لعل يوسف أن ينفعهم أو يكون ولداً لهم . 18- ويمكث يوسف في قصر العزيز فترة - الله أعلم بها – ولما بلغ أشده آتاه الله النبوة ، ومنحه الحكمة والعلم . 19- وفي القصر الجميل الكبير تحدث .. 20- الفتنة العظيمة؛ حيث عشقت زوجة عزيز مصر يوسف عليه السلام بسبب جماله وحسنه، وتعرضت له وأغلقت الأبواب وقالت: هيت لك. أنا بين يديك.. 22- ولكن يوسف كان صاحب إيمان وخوف من الله ، قال : معاذ الله ، أي أعتصم بالله. وهذا شأن كل مؤمن أن يستعيذ بالله من الفتن ويبرأ من حوله وقوته. 23- ثم اعترف يوسف بفضل سيده ((إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ))[يوسف:23] فكيف أقع في الحرام المتعلق بعرضه، وهو الذي أكرمني وآواني في قصره، وهذا دليل على سمو أخلاق يوسف وهو : خلق الوفاء . 24- ((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ))[يوسف:24] الهم من المرأة معلوم ، ولكن مامعنى الهم من يوسف؟ على خلاف في التفسير... 25- والصواب : أنه لم يحدث منه هم أصلاً؛ لأنه رأى برهان ربه قبل أن يهم , وهو اختيار الإمام الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله . 26- (( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ))[يوسف:24] وفيه : الحفظ الرباني لأنبيائه، وأن المرء لاحول له ولا قوة إلا بالله . 27- وأن المخلصين يحفظهم الرحمن من الفتن بسبب قوة إخلاصهم وحرارة تقواهم . قال ابن تيمية : " فإن قوة إخلاص يوسف كان أقوى من جمال المرأة ". 28- شدة الفتنة بيوسف عليه السلام ، فإن المرأة هي التي دعته ، وقد غلقت الأبواب ، وهي سيدته ، وهو شاب وأعزب وغريب عن البلد ومع ذلك حفظه الله . 29- ((وَاسْتَبَقَا الْبَابَ ))[يوسف:25] فيه : الفرار من مواطن الفتن، فيوسف يسرع للباب حذراً من فتنة المرأة، وهي تلاحقه لكي توقعه في الفتنة. إنه مشهد عجيب . 30 - الناس قسمان : 1- يفر من مواطن الفتنة ويبتعد عنها ، وهذا يحفظه الله ويرعاه . 2- يفر إلى مواطن الفتن ويسابق لها ، وهذا يكله الله لنفسه . 31- الفتنة بالنساء عظيمة جداً فكيف إذا كانت ذات منصب وجمال كما هو في ظاهر القصة ، فالملوك يتزوجون أجمل النساء . وهنا يظهر لك ثبات يوسف . 32- لما كانت المرأة تلاحق يوسف مزقت قميصه من الخلف من شدة التعلق به ومحاولة فتنته . وهذا يوحي لك بأن المرأة عازمة بقوة ، ومع ذلك يوسف يبتعد. 33- حينما كان يوسف والمرأة يتقدمان نحو باب الغرفة صادفا السيد والزوج ، فبدأت المرأة باتهام يوسف مباشرة ((مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا ))[يوسف:25] . 34- يوسف بدأ بالدفاع عن نفسه ((قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ))[يوسف:26] وفي هذا : المبادرة المباشرة للدفاع عن النفس عند أي اتهام يوجه لك في أي موضوع كان . 35- كان هناك شاهد حضر عند الباب وأرشدهما إلى الحل الحكيم ، إن كان القميص ممزق من الخلف فيوسف بريء؛ لأنها هي التي تلاحقه . 36- إن كان قميص يوسف ممزق من الأمام فهو الذي راودها؛ لأنها ستدافع عن نفسها وتمزق ثيابه من الأمام ، وبعد التبين ظهر أن قميصه ممزق من الخلف . 37- فلما ظهرت براءة يوسف قال زوجها : هذا من كيدك أيتها المرأة ((إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ))[يوسف:28] وخطير على من يقع عليه . وفي هذا دليل على ضعف الغيرة لديه . 38- ثم ألقى الأمير كلمته ليوسف بأن ينسى ماحدث ((يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ))[يوسف:29] ولا تكشف الأسرار . ووجه زوجته بالاستغفار فقط مع عدم وضع حدود لها أو أي تأنيب لها . 39- انتشرت قصة يوسف مع المرأة في المجتمع وبدأت النساء يتكلمن في القصة ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا ))[يوسف:30] . 40- وفي هذا : أن القصص تنتشر والتاريخ يفوح ، فاحذر من انتشار القصص التي تتضمن عيوباً ومخالفات . 41- حكمت النساء على ضلال المرأة بسبب فعلها . 42- علمت المرأة بكلام النساء عنها فتألمت لذلك، وأرادت كشف السبب لفعلتها وعشقها ليوسف ، فرتبت موعد لكي يشاهدوه ، وفعلاً حضرن وخرج يوسف . 43- أجلستهم في مكان وفيه مأكولات وأعطت سكيناً لكل واحدة، ولما خرج يوسف وشاهدن جماله استغربن من هيئته وقطعن أيديهن بلا شعور . 44- ((فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ))[يوسف:31] ولسان حال المرأة: هذا مع أنكم شاهدتموه مرة واحدة فكيف بالتي تعيش معه في قصر واحد ؟. 45- اعترفت المرأة بجريمتها أمام صديقاتها (( وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ))[يوسف:32] وفيه : البجاحة والرذيلة التي كانت عليه المرأة حيث تتحدث بمعصيتها . مواضيع ذات صلة |