![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#1 |
مشرفة فى فترة اجازة |
حديث النفس بإعتباره عامﻼً من عوامل صرف الفكر و القلب عن التوجه إلى ﷲ جل جﻼله يُعدﱡ آفة من اﻵفات المعنوية الشائعة التي تعترض طريق عباد ﷲ المؤمنين بصورة عامة بل حتى الخواص منهم ، حيث ﻻ ينجو من هذه اﻵفة إﻻ من رحمه ﷲ . و ليس من شك أيضاً بأن حضور القلب والخشوع في الصﻼة إنما هو هِبةٌ ربانية تحتاج إلى وعاءٍ طاهر و نقي و ذلك ليتهيء إﻻ بتوفيق من اللّه و تسديده .
******************* كيف نحصل على الخشوع في الصﻼة ؟ لمعرفة السُبُل المؤدية إلى تحصيل حالة الخشوع و التوجه و اﻹنقطاع إلى ﷲ جلﱠ جﻼله ، و كذلك للتعرﱡف على موانع الخشوع و العلل المؤثرة في حرمان اﻹنسان من الوصول إلى هذه المرتبة السامية ، ﻻبد و أن نُصَنﱢفَ هذه السُبُل و العلل حتى يسهل علينا دراستها و التوصﱡل من خﻼلها إلى ما نَتمنﱠاهُ من درجات الخشوع و اﻹنقطاع إلى رب العالمين عزﱠ و جَل ﱠبعونه و بتوفيقه . ما هي موانع الخشوع؟ إن اﻷمور و المؤثرات التي تمنع اﻹنسان من الوصول إلى حالة الخشوع واﻹنقطاع إلى ﷲ جلﱠت عظمته كثيرة نُشير إلى أهمها فيما يلي : 1 . المعاصي و الذنوب : و ليس من شك بأن اﻹلتزام بتعاليم الدين و قيمه و حﻼله و حرامه هو من أهم العوامل التي توفﱢق اﻹنسان للعبادة و تُوجد فيه حالة الخشوع و اﻻنقطاع إلى ﷲ سبحانه و تعالى . أمااﻹنسان المذنب و المرتكب للمعاصي فهو في حالة إبتعاد دائم و مستمر عن حالة الخشوع من جانب ، و في إقبال نحو وساوس الشيطان من جانب آخر ، و قد يُسلَب منه التوفيق للعبادة و يُحرم منها لتورطه في المعاصي و الذنوب . 2 . الكسب الحرام : و المقصود منه اﻹبتعاد عن كل أنواع الكسب الحرام و الحرص على حلﱢية و نظافة طرق إكتساب المعيشة كالوظيفة أو التجارة التي يمارسها اﻹنسان ، أو غيرها من موارد اﻹكتساب ، ذلك ﻷن للمأكل و الملبس والمكان و غيرها من اﻷمور ـ التي تُعتبر من المقدمات في العبادات ـ أثراً عظيماً في إيجاد الخشوع ، و هذه اﻷمور إنما تتوفر لﻺنسان بالمال و إذا لم يكن المال المتكسب حﻼﻻً فسوف تتأثر أعمال اﻹنسان بذلك بصورة عامة و خاصة العبادية منها ، و أول هذه التأثيرات تظهر على القلب فتسلب منه النقاء و الخشوع و تجعله عُرضةً لوساوس الشيطان، و من ثم ﻻ يقبل ﷲ له عمﻼً . مضافاً إلى أن الجسم يستمد قوته في العبادة من الطعام و الشراب ، فإذا كان طعام اﻹنسان و شرابه حراماً و مكتسباً من غير حلﱢه بانَ تأثيرهما على العبادة فوراً ، بل إن التأثير المعنوي للطعام والشراب يبقى في جسم اﻹنسان و روحه فترةً طويلة . و عموماً فإن للطعام و الشراب أثراً قوياً في تهيئة الظروف الروحية و النفسية للعبادة من حيث السلب و اﻹيجاب . و ﻻ بُدﱠ أن نعرف أيضاً بأن للوسواس درجات كما أن للخشوع درجات ، فمن زاد تورّعه عن الحرام و الشُبُهات إزداد خشوعاً ، و من تساهل في شيء منها قلﱠ خشوعه و ضَعُف توجُهه إلى ﷲ عزﱠ و جَلﱠ بنفس النسبة . 3 . إمتﻼءُ البطن : 4 . العوامل اﻷخرى : و هناك عوامل أخرى تُسبب شرود الذهن في الصﻼة مثل : التعب و النعاس و الفرح و الحزن و المرض و المكان غير المناسب ، و غيرها . موجبات الخشوع : و بعد أن وفﱠقنا ﷲ تعالى لرفع الموانع و العقبات الموجودة أمامنا للحصول على التركيز و الخشوع في العبادة ، يأتي دور الحديث عن العوامل اﻹيجابية في إيجاد حالة التوجه و اﻹنقطاع إلى ﷲ عزﱠ و جَلﱠ في العبادةعموماً و في الصﻼة بوجه خاص . 1 . اﻹيمان و اليقين : إن الشرط اﻷول و اﻷساس لتحصيل حالة الخشوع و اﻹنقطاع إلى ﷲ عزﱠو جَلﱠ إنما هو تحصيل اﻹيمان و اليقين ، فاﻹيمان هو الذي يجعل اﻷرضية خصبة لنمو روح الخشوع و التوجه التام إلى ﷲ ، و لوﻻ اﻹيمان لم يكن للخشوع من معنى كما هو واضح ، و كلﱠما إزداد اﻹنسان إيماناً إزداد خشوعاً . و واضحٌ أيضا بأن اﻹيمان إنما يزداد عن طريق زيادة معرفة اﻹنسان بالله سبحانه و تعالى . 2 . التخلّص من كل ما يُشتت الفكر و يُشغل الذهن : يجب أن ﻻ ننسى بأن من أسباب شرود الذهن و عدم التركيز حين الصﻼة و العبادة و إنعدام حضور القلب لدى المصلي هو إنشغال فكره بالمشاكل التي تقلق بالَه ، أو تعلق قلبه بما يهمه من أمور دنياه ، فما أن يدخل في صﻼته إﻻ وتتوارد عليه اﻷفكار و المشاكل المختلفة و تتجاذبه المغريات الكثيرة التي تُحيط به، فكم من مؤمن حريص على أداء صﻼته بحضور القلب منعته أفكاره من الوصول إلى هدفه السامي ، و ما أن يُتمﱡ صﻼته حتى يكتشف بأن روحه لم تكن في الصﻼة بل كانت خﻼل فترة الصﻼة سارحةً في وديان الخيال و اﻵمال و التصورات ، أو يجد أنه كان يُتابع مسلسﻼً تلفزيونياً ، أو مباريات لكرة القدم ، أو كان يعقد صفقة تجارية مبرحة ، إلى غير ذلك . ما هو الحل ؟ لكي يتخلص المصلي من أمثال هذه اﻷفكار ويتمكﱠن من اﻹقبال بقلبه كُلﱢه على ﷲ ﻻ بُدﱠ له من قطع الصلة بينه و بين كلما يدور حوله حال كونه في الصﻼة ، و هذا اﻷمر ﻻ يتسنى له حتى يُعطي الصﻼة حقها . نعم للصﻼة الكاملة و التامة شروط و آداب ينبغي معرفتها و المواظبة عليها حتى تتوفر اﻷجواء المناسبة للصﻼة بإبتعاد اﻹنسان عن كل ما يُشغل فكره وإهتمامه و ينقطع عنها بصورة تامة أثناء مناجاته لرب العالمين . و حالة اﻹنقطاع هذه يمكن تحصيلها عن طريق اﻻلتزام بالمستحبات التي ترتبط بمقدمات الصﻼة كالوضوء و اﻷذان و اﻹقامة و لباس المصلي و مكانه و غيرها . و من مميزات هذه المستحبات و اﻵداب أنها تُبعد اﻹنسان عن تعلقاته الدنيوية رويداً رويداً ،و تهيؤه للدخول في الصﻼة بقلب خاشع شيئاً فشيئاً . أما الذي ﻻ يواظب على هذه المستحبات و يدخل في الصﻼة فجأةً من دون أي مقدمات إنما يعطي الضوء اﻷخضر للشيطان و يمكنه من نفسه لكي يسلُب منه التوجه و الخشوع ، ذلك ﻷنه لم يقطع صلته بَعدُ بما قبل صﻼته من أفكار و أعمال ، و لم يهيء نفسه للدخول في الصﻼة كما ينبغي . *************** عوامل أخرى مؤثرة في إيجاد الخشوع : وهناك عوامل أخرى تؤثر في إيجاد حالة التوجه و الخشوع و حصول التركيز لدى المصلﱢي نُشير إليها بإيجاز كالتالي : 1 . اﻹهتمام بأوقات الصلوات . 2 . إختيار المكان المناسب للصﻼة من حيث الهدوء و عدم وجود ما يُصرف إنتباه المُصلﱢي أمثال اﻷصوات و الصور و حضور اﻵخرين و النافذة أو الباب المفتوح أمام المصلﱢي وغيرها من اﻷمور . 3 . تركيز النظر إلى محل السجدة في حال القيام و القراءة والتشهد و السﻼم . 4 . التدبّر في معاني الكلمات و اﻷذكار التي تُقال في الصﻼة . 5 . تعويد النفس على الرجوع إلى حالة الخشوع كلما عرض لﻺنسان شيء من العوامل الصارفة . 6 . المواظبة على النوافل . 7 . المواظبة على اﻷدعية و اﻷذكار و التعقيبات الخاصة بكل صﻼة . 8 . أكل الرمان فإنه مفيد لمعالجة الوسواس و حديث النفس . و أخيراً : و أخيراً نُذَكر بأن لحديث النفس أنواع و صور مختلفة ، فمنها ما هو من قبيل الشك في العقيدة بسبب ما يلقيه الشيطان و يسببه من وساوس في صدور الناس طمعاً منه في التغلﱡب عليهم و إبعادهم عن جادة الحق و الصواب ، فيلقي في نفوسهم الشبهات و التشكيكات و يبذل كل ما بوسعه من أجل تحقيق مآربه و نواياه ، و يتوسل بكل اﻷساليب و الوسائل ، إلى غيرها . و نحن نسأل ﷲ عزﱠ و جَلﱠ أن يُبعد عنا الشيطان و وساوسه في جميع الحاﻻت خاصة حال الصﻼة و العبادة ، و أن يوفقنا ويوفﱢقَ جميع المؤمنين للصﻼة التامة و المقبولة بقلوب خاشعة و منقطعة إلى ربالعالمين ، إنه مجيب الدعاء . منقول للفائده إذا لم تستطع أن تنظر أمامك ﻷن مستقبلك مظلم .. وإذا لم تستطع أن تنظر خلفك ﻷن ماضيك مؤلم ... فإنظر الى اﻷعلى تجد ربك تجاهك . إبتسم فإن هناك من يحبك .... يعتني بك .... يحميك ... ينصرك ... يسمعك ... يراك إنه )) ﷲ (( ما أخذ منك إﻻ ليعطيك ... وما أبكاك إﻻ ليضحكك ... وما حرمك إﻻ ليتفضل عليك .. وما إبتﻼك إﻻ ﻷنه يحبك سبحان ﷲ وبحمده .. سبحان ﷲ العظيم مواضيع ذات صلة |