|
#1 | |
:: كاتبة مميزة :: |
تفسير لسورة الممتحنة
تفسير سورة الممتحنة
بسم الله الرحمن الرحيم الآيات 1 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) ينهى الله عن موالاة الكفار واتخاذ منهم أصدقاء فهم أعداء لله وللرسول وللمؤمنين وباقى الآية تهييج للنفوس على معاداة أعداء الله لأنهم آذوا الرسول وأصحابه كراهة لتوحيدهم وإخلاص عبادتهم لله ولم يكن لكم ذنب عندهم إلا أنكم آمنتم بالله رب العالمين فإن كنتم حقا خرجتم للجهاد فى سبيل الله وتريدون مرضاته فلا تتخذوا أعداءه أولياء فإذا أنتم أسررتم لهم الموالاة فالله يعلم السرائر والضمائر ويعلم ظاهركم وباطنكم ومن يفعل ذلك فهو فى ضلال واضح الآيات 2 ، 3 (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ *لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ينصح الله المؤمنين ويقول : هؤلاء الذين توادونهم لو وجدوا فرصة إليكم وقدروا عليكم فسوف لا يتراجعون عن أذاكم وهم حريصون على أن تكفروا مثلهم ولا يريدون لكم خيرا واعلموا أن من يرضى أهله فى الكفر ومعصية الله فلن ترفع عنه أولاده ولا أهله ولا أقاربه يوم القيامة ولن تنجيه من عذاب الله والله يعلم وبصير بما تفعلون الآيات 4 ـ 6 ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ويضرب الله للمؤمنين مثلا بإبراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه بأنهم قالوا لقومهم نحن تبرأنا منكم ومن أصنامكم وطريقتكم وتبدأ بيننا وبينكم العداوة ما دمتم على كفركم إلى أن تؤمنوا بالله وتوحدوه وترجعوا عن عبادة الأصنام وهذه الأسوة الحسنة فى إبراهيم ما عدا استغفاره لأبيه ولكنه عندما علم أنه عدو لله تبرأ منه " وكان ذلك لأن بعض المسلمين كان يستغفر لأبيه الكافر ويقول إن إبراهيم كان يستغفر لأبيه " فأنزل الله لهم الآية ويخبر الله بأن إبراهيم ومن معه عندما تبرؤا من قومهم قالوا ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) يقولون توكلنا عليك فى كل أمورنا وعدنا إلى التسليم بأوامرك وإليك عودتنا ومصيرنا يوم القيامة اللهم لا تعذبنا بأيدى الكفار ولا تسلطهم علينا واستر عيوبنا فأنت القوى عزيز الجانب الحكيم فى شرعه ثم يؤكد الله على المؤمنين بأن يتأسوا بإبراهيم عليه السلام ومن اتبعوه وهذا تنبيه لمن أراد أن تنجوا دنياه وأخراه ومن لا يفعل ما أمره الله فإن الله فى غنى عن إيمانه وهو محمود فى أفعاله وأقواله الآيات 7 ـ 9 ( عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ *إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ولعل الله يجعل بينكم وبين من عاديتم المودة والألفة ويجمع بينكم على الإيمان والله قادر على كل شئ ويغفر الذنوب ـ وهذا لأن فى الإسلام الرجل من المؤمنين كان ربما أبوه أو أمه أو ولده كافر وهذا صعب على معاداتهم لا ينهى الله عن الإحسان للكفرة الذين لم يقاتلوكم أو يعادوكم ولكن من سالم منهم والضعيف من النساء والولدان فلا ضير من موادتهم والعدل بينهم لأن الله يحب العدل ولكن ينهى الله عن مودة الذين يقاتلونكم من الكفار ويحاربون دينكم ويخرجوكم من دياركم ومن يتولى هؤلاء فهو ظالم مواضيع ذات صلة |