|
#1 | |
:: كاتبة مميزة :: |
تفسير لسورة الملك
تفسير سورة الملك
قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن سورة فى القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له : تبارك الذى بيده الملك " وهذا يعنى لمن أحبها وحفظها وأدرك معناها وآمن بما فيها وقدس الله سبحانه تعظيما لقدرته وعمل بها ، فهى تشفع له وليس المقصود كما يقول العامة من قرأها قبل الوفاة مباشرة تعفيه من السؤال ... لا فالأمر أخطر من مجرد الترديد نبدأ بعون الله التفسير بسم الله الرحمن الرحيم الآيات 1 ـ 5 (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ *الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ *ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ) يمجد سبحانه نفسه ويعلمنا أنه بيده ملكوت كل شئ وأنه قادر على كل شئ ولا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لقهره وعدالته. ويخبر عن سبب خلقه الموت والحياة بأنه خلق الخلائق من عدم وخلق الموت وذلك ليختبر الخلائق أيهم أفضل أعمالا ، فهو العزيز قوى الجانب المنيع وهو مع ذلك يغفر لمن يتوب ويرجع إليه . ويخبر بأنه الذى خلق السموات سبعة طبقات وخلقه مستوى لا فيه عيب ولا نقص ولا خلل ، فانظر إلى السماء مرات ومرات فلن تجد بها خلل ولا عيبولا نقص . ومهما نظرت وبصرت فلن تجد خلل وستتعب من البحث ولن تجد عيبا . وهذه النجوم والكواكب خلقها الله فى السماء الدنيا القريبة من الأرض لتكون زينة للأرض ، وعلامات يهتدى بها الإنسان على الأرض ، وإضاءة لها بالشمس والقمر ، كما خلق الشهب ليحرق بها الشياطين الذين يحاولون تطرق السمع لأخبار السماء ، فقد كانوا يحاولون سمع صوت القلم وهو يكتب الأقدار فى اللوح المحفوظ ثم يخبرون أوليائهم من الدجالين ويكذبون على ما سمعوا ليخبروا به الناس ويخدعوهم فمن حاول ذلك يتبعه شهاب ليحرقه والشهاب عبارة عن جزء صغير جدا من أحجار السماء عندما يدخل جو الأرض والغلاف الغازى يصطدم به ويشتعل . ويقول أنه سبحانه أعد للشياطين وأعوانهم عذاب جهنم . الآيات 6 ـ 11 (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ *تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ *قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ *وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ *فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ) ويقول سبحانه أنه قد أعد للكافرين عذاب الحريق وبئس المنقلب وعندما يلقون فى النار يسمع صياحهم وفوران اللهيب الذى يغلى بهم وتكاد تنفصل أجزائها عن بعضها لشدة غيظها من الكفار وتسألهم الملائكة تأنيبا لهم ألم يرسل الله لكم الرسل فيعترفون بذلك ويلقون اللوم على أنفسهم أن كذبوا الرسل وقتلوا الأنبياء وندموا حيث لا ينفع ندم فعليهم اللعنة والغضب من الله والملائكة والناس أجمعين الآيات 12 ـ 15 (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ *وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ *هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) يخبر سبحانه وتعالى عن الذين يخافون الله فى السر والعلانية ويعملون الصالحات فى السر بينهم وبين الله لا يرغبون رياء ولا سمعة بأن لهم أجر كبير وجزاء عظيم وعموما إذا أسر المؤمن عمله أو جهر به فالله يعلم ما تخفى القلوب فهو يدرك جيدا ما خلق وهو الذى خلق الأرض وذللها لمنافع الإنسان وجعل فيها الزروع والمعادن والعيون والأنهار والجبال فانتقلوا بين أرجائها واسعوا للرزق الحلال الطيب ولا تتواكلوا واعلموا أن نهاية المطاف إلى الله يوم القيامة مناكبها : أرجائها ونواحيها وجبالها وكان من أسباب نزول هذه الآيات أن أسر المشركون قولا لينالوا من محمد فأخبره الله عن طريق جبريل بما قالوا وكان يقول بعضهم لبعض ( أسروا قولكم حتى لا يعلم إله محمد )فأنزل الله قوله بأنه يسمعهم إن أسروا القول أو أعلنوه مواضيع ذات صلة |