رد: أمي نجمة إغراااااء ؟؟؟؟؟!!!!!
أمي نجمة إغراااااء ؟؟؟؟؟!!!!!
كانت ترمقني بنظرات ساخرة وتقول : ما هذه العمامة التي ترتدينها ؟ ما هذا التخلف ؟
هل صار لديك ستون عاما حتى ترتدي هذا الحجاب؟!
ماذا سيقول عنى الناس وأنا أسير بجانبك؟
طبعا سيقولون أنني أصبحت أم الحاجة!
أنا التي أمثل دور الحبيبة حتى الآن أصبح أم الحاجة ؟!
ما الذي سأفعله بفساتينك التي أحضرتها لك من أوروبا ؟
هل أسكب عليها بنزين وأحرقها ؟!
ذات مرة واتتني الشجاعة وقلت لها :
أنا على استعداد أن أعيش مع خالتي حتى لا أسبب لك حرجا .
وكأني نطقت كفرا ، ثارت وهاجت وصرخت قائلة :
زوج خالتك رجل فقير لن يستطيع الإنفاق عليك . وأقسم لك لو غادرتى بيتي فلن أنفق عليك مليما واحدا ، أنا لم أربك حتى تتركيني .
فقلت : حسنا . دعينى أعيش حياتي بالأسلوب الذي يرضيني .
فنظرت إلى في حدة ثم قالت في سخط : أنت حرة!
ومر عام على تلك المناقشات الساخنة والعلاقة بيننا في فتور حتى حدث تغير مفاجىء عليها بعد عودتها من تصوير أحد أفلامها في امستردام .
***
لقد أصبح الحزن يكسو ملامحها والقلق يفترسها . أمرتني ألا أقود السيارة بنفسي خوفا على حياتي واستأجرت لي سائق خاص .
صارت لا تنام الليل إلا وأنا بين أحضانها ! . وحينما كنت أسألها عن سر هذا الحزن والقلق كانت تصطنع ابتسامة وتقول :
ليس هناك حزن أو قلق .
وحاولت أن أعرف سر هذا التغير من مديرة أعمالها ، والتي كانت تلازمها كظلها . وبعد ضغط وإلحاح منى قالت : حدث موقف غير ظريف في امستردام .
لقد قابلت والدتك ابن عمها المهندس أحمد هناك بالصدفة . كان يعقد إحدى الصفقات لشركته .
وعندما اقتحمت عليه المكان لتصافحه قال لها في جفاء : إنه سيء الحظ أمام هذه المصادفة ، وأنها صديقة للشيطان . وأنها بأفلامها تثير غرائز الشباب ، وأنها تدمن الخمر ولا تستر عوراتها.
ثم قال : أنا أعلم أن روحك في ابنتك الوحيدة . احذري أن ينصب غضب السماء على ابنتك لتكتوي أنت بنارها!
حينما أنهت مديرة الأعمال حديثها معي كنت أشعر وكأن أحدا ضربني بمطرقة فوق رأسي .
كان قريبنا محقا في نهيه لها عما تفعله من منكر . لكنه كان قاسيا وغير عادل حين هددها بأن يحل انتقام الله في ، لأن الله تعالى لا يأخذ أحد بجريرة آخر . ألم يقل في كتابه الكريم : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )؟
وانهرت من البكاء ورثيت لحالها ولحالي .
***
بعد عدة شهور حدث ما لم يدر بخلدي في يوم من الأيام !
ظهر لديها ورم في الصدر ، وهاجمتنا الهواجس وتشككنا في كونه مرض خبيث ، وسافرت معها إلى لندن لإجراء العملية وحالتنا النفسية في الحضيض .
وقبل لحظات من دخولها غرفة العمليات أمسكت بيدي وقالت : أنا أعلم مدى عمق صلتك بالله،
وأعلم أنني لا أستحق ابنة طاهرة مثلك ، وأنني أسأت إليك كثيرا بأفعالي .
لكن أرجوك ادع الله لي بالرحمة لو خرجت من الغرفة وقد غادرتنى الحياة .
وهنا وجدت نفسي أبكى بعنف وأرتمي برأسي فوق صدرها وأقول :
ستعيشين ياماما .
ستعيشين لأني أحتاجك ولأن الله لن يحرم ابنة من أمها!
فابتسمت وقالت : لو عشت فسوف أعلن لك عن مفاجأة!
ونجحت العملية ، وسألتها عن تلك المفاجأة . فنظرت إلىّ نظرة طويلة في حنان ثم قالت :
المفاجأة هي إقلاعي عن الخمر والسجائر كمرحلة أولى تتبعها مراحل أخرى!
قفزت من السعادة واحتضنتها وطبعت قبلاتي حيثما طالت شفتاي فوق وجهها وعنقها وذراعها!
كم كنت أتمنى أن تبدأ أمي هذه الخطوة !
وبدأت أمي تؤدى فريضة الصلاة وتسألني عن مقدار الزكاة وعما خفي عليها من أمور دينها، وأنا أجيبها في سعادة .
لكن دوام الحال من المحال !
فلم يمض شهر على تحسن أحوالها حتى عادت إلى سيرتها القديمة مرة أخرى ، ووجدتها ذات يوم عائدة إلى البيت في الرابعة صباحا وهى تترنح من الخمر ومديرة أعمالها تسندها وتمنعها من الوقوع على الأرض .
فصرخت فيها والمرارة تعتصرني : خمر مرة أخرى!
وأشارت لي مديرة الأعمال بأن أساعدها لإيصالها إلى غرفتها فاتجهت إلى غرفتي وصحت بأعلى صوتي : إذا كانت هي لا تساعد نفسها فلن يستطيع أحد مساعدتها .
وصفقت باب الغرفة بعنف . وبعد قليل دخلت غرفتي مديرة الأعمال وقالت :
أنا أعرف أن حالتك النفسية الآن سيئة . لكن صدقيني هذه أول مرة تعود فيها إلى الخمر منذ الوعد الذي قطعته على نفسها .
لقد كنا في حفل عيد ميلاد زوجة نجم من كبار نجوم الصف الأول ، وظل ذلك النجم يسخر من إقلاعها عن الخمر ، ويقسم بالطلاق أن يحتسى معها ولو كأس واحدة .
في البداية رفضت . لكن كبار المدعوين صفقوا لها بحرارة حتى تشجعت وشربت كأس الويسكى والكأس جر كؤوسا أخرى وراءه .
صدقيني أمك تتمنى أن تتغير ، ولذلك أرجوك أن تقفي بجانبها .
حاولت أن أتشبث بكلمات مديرة الأعمال . وأن أقنع نفسي بأنها تجاهد نزواتها حتى كانت سلسلة أفلامها الأخيرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير!
***
سلسلة أفلامها الأخيرة كانت تتضمن قدرا كبيرا ومبالغا فيه من الإثارة .
ولقد دفعتني الضجة التي أحدثها آخر أفلامها ، والحملة الصحفية التي شنتها الصحف المحترمة ضده إلى الذهاب إلى إحدى دور العرض لمشاهدته .
ويا ليتني ما شاهدته . كان الفيلم أقذر ما رأيت في حياتي .
كانت أمي تمثل فيه دور راقصة تتورط في جريمة قتل وتدخل السجن . وهنا يتحول الفيلم إلى وصف تفصيلي لما يحدث داخل سجن النساء من انحرافات وشذوذ جنسي .
وكانت مشاهد الانحرافات و الشذوذ صريحة جدا وبشكل مقزز أثار عندي الغثيان والاكتئاب .
وخرجت من السينما وأنا لا أدرى ماذا أفعل ؟ هل أطلق صرخاتي المكتومة في الشارع ؟!
هل أهاجر إلى أبعد دولة في الكرة الأرضية؟!
وعدت إلى المنزل بعد أن همت بسيارتي في كل شوارع القاهرة . وهناك وجدتها تتناول كأسا من الخمر.
وحينما رأتني بادرتني بالقول : أين كنت يا حبيبتي؟ لقد قلقت عليك .
فنظرت إليها وأنا أكاد أن أخنقها بعيني وصحت قائلة : كنت أشاهد آخر فضائحك!
هبت واقفة وقالت : كيف تحدثيني بهذه اللهجة وأنا أمك ؟
فقلت والشرر يتطاير من عيني : ليتك لم تكوني أمي ولم أكن أبنتك . ألم يكفك استهتارك وسكرك فتقومي الآن بتمثيل فيلم رخيص يخاطب غرائز المنحرفين والشواذ ؟!
لقد وضعتٍ أنفى في التراب . أنت أسوأ أم رأيتها في حياتي .
رفعت أمي يدها ثم هوت بها على وجهي في صفعة قاسية .
تجمدت من الذهول للحظات . وبعد أن زال الذهول شعرت أنني سأموت كمدا لو مكثت في البيت لحظة واحدة . فغادرته وتوجهت إلى مسجد قريب منه .
وفى المسجد تناولت مصحفا وجلست أقرأ وأقرأ والدموع تتساقط من عيني بغزارة ، حتى بللت دموعي صفحات المصحف .
كان الشعور باليأس قد استولى علىّ . ولم أفق إلا على صوت آذان المغرب . ونهضت لأقف بين الصفوف وأصلى .
ووجدت الإمام يتلو في الصلاة هذه الآيات : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق .......
إلى أن وصل إلى قوله تعالى : ( اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون )
وسرت في جسدي قشعريرة غريبة وأحسست وكأن الله عز وجل يخاطبني بهذه الآيات ليزيل ما بي من هم ويأس .
نعم إنه يخاطبني ويقول : اعلمي أنه كما أحي الأرض الميتة بالغيث ، فكذلك أنا قادر على إحياء القلوب القاسية كقلب أمك ، وتطهيره بنور الإيمان .
وبدأت السكينة تدب في قلبي . وعدت إلى البيت واستلقيت على الفراش ونمت كما لم أنم من قبل!
يتبع ان شاء الله
|