رد: سجل حضورك باسم من اسماء الله الحسنى
سجل حضورك باسم من اسماء الله الحسنى يوجد فتوى
قبل أن أقرأ هذه الفتوى قدَّر الله أن أقرأ كتاباً بعنوان " أحكام
الردة والمرتدين " لفضيلة الدكتور : محمود مزروعة _ حفظه الله _
حكى فيه حدثاً وحادثةً , تقطِّع نياطَ القلوب . وقد صرخ الكاتبُ بعد هذا في أمة الإسلام ؛ ليوقظها من رقدتها الطويلة .
أخي الكريم : لما قرأتُ كتاب هذا الرجل , استرجعت في ذهني قصة الغارة على الإسلام , كيف كانت ؟ وكيف استُغل فيها بعض الطيبين من المنتسبين إلى الإسلام
الذين مافقهوا من الإسلام حقيقتَه وروحَه ولبَّه . فصاروا معاولَ هدم لأسس الإسلام الكبار ومقاصده العظام .
حتى صار الإسلام في كثير من بلاده يتيما بين أهله , لاصريخَ له إنْ انتُقص , ولاانتفاضةً وزأرةً تُخرس أصوات الهازئين بالإسلام والهازلين به .
إنَّ الإسلامَ ليس بحاجةٍ إلى رجال يخذلونه كلَّما رأوا أبواب الخير قد أُشرعتْ .
إنني أرى خيانةً للإسلام ظاهرةً , حينما يتجرأ عليه العلمانيون والمرتدون , ويتصدى بعض المسلمين إلى قص جناحيه وتقييد حريته .
إن الهجمة على الإسلام استغلت المتدينين المزيفين أحسنَ استغلال .
أخي الكريم : لي اتصال وثيق بأهل العلم وطلبته , وكثيراً ماتطمئن نفسي وتسكن إذا قرأتُ فتوى من أحدهم
صدَّرها بدليل , وأيَّدها بفعل السلف الصالح , وأتبعها بنصيحة خالصة صادقة باعثها الحب في الله ولله .
أخي الكريم :
تعلمَّنا من علمائنا الكبار النهي عن التصدر للفتوى , والتصدي لها قبل أن يستد الذراع ويشتد , وقبل أن يستوي الرجل على سوقه .
وشكرنا لعلمائنا وقوفهم ضد صغار طلبة العلم الذين لم يتأهلوا بعدُ للفتوى ويقدروا لها قدرَها .
خاصةً وأننا بُلينا بفئةٍ من الشباب , ارتقت مراقي صعبة وعقبات عالية فزلّتْ بها الأقدام كثيرا كثيرا .
أخي الكريم : اعذرني على هذه المقدمة ( الطويلة ) , لكنَّها خاطرة أبتْ إلا الظهور عندما قرأت لكم هذه الفتوى .
أنا لاأعرفك _ رغم صلتي الوثيقة بمجتمع العلماء وطلبة العلم _
ولايضرك أني لاأعرفك , لكنَّ الذي يضرك _ أخي _ أن تبدِّع فعلاً دون دليلٍ صحيح صريح .
قرأتُ هذه الفتوى مرة بعد أخرى فضربتُ كفاً على كف .
لم أجدْ دليلاً , ولامستنداً , بل وجدتُ أمراً أضحكني كثيرا .
قلتَ _ وفقك الله _ " هذا لا شك أنه من البدع " وقلتَ " هذا من البدع الْمُحدَثَة "
إن ( لاشكَّ ) هذه التي جزمتَ بها , لن تفيدني في الحكم شيئا , ولو أقسمتَ أيماناً مغلَّظة على أن هذا من البدع فإن هذا لايساوي شيئاً
في ميزان التحقيق العلمي الرصين .
إن المتلقي والمشارك الذي بدَّعتَ فعلَه يريدُ منك دليلاً لتسكنَ نفسه الثائرةُ التي ذُكرتْ بالله فذكرتْه, فجاءها من يبدِّع فعلَها ويجزم بذلك !!
إن غايةَ مااستدللتَ به قولكَ " هذه من العبادات - أعني التسبيح والتحميد والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
فلا يُفعل منها شيء إلا بدليل
لأن الأصل في العبادات التوقيف "
وقد بلغ عجبي منتهاه من هذه الجُرأة , ألم يردِ التذكير بفضل الذكر والتسبيح والتحميد في كل زمان ؟؟
" الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " " فاذكروني أذكركم "
وفي الحديث " سبق المفرِّدون " وغيرها من نصوص كثيرةً دعتْ إلى ترطيب اللسان دائما وأبدا بذكر الله .
إن الدليلَ جاء بالحث على هذه العبادات , فماذا ينتظر الناس ؟
قلتُ إن عجبي بلغ منتهاه من رجل رأى إقبالاً على ذكر الله بعبارات لالبس فيها ولاشرك فأنكر على الذاكرين !!!!!
ثم خذ المضحكة المبكية , قلتَ " ويُستثنى من ذلك ما كان له دليل
مثل الحث على فعل الخير عموما
أو التذكير بالصلاة عليه عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة وليلة الجمعة لورود النص بذلك "
سأتجاوز عن الدليل الذي ورد في فعل الخير عموماً لأنني لاأعرف كيف أخرجتَ منه الذكر والتسبيحَ والتحميد !!
وأسألك سؤالا مباشرا وواضحا :
مع اعتقادي فضل الصلاة والسلام على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ يوم الجمعة وليلته , لكن : هل ورد عن السلف أنَّ أحداً منهم
وقف على المسلمين كل يوم جمعةٍ وقال لهم " صلوا على النبي " ؟؟
تزعم أن التذكير بالذكر مطلقا بدعةٌ , ثم تجيزُ أمراً هو أقرب إلى البدعة _ في مفهومك أنت للبدعة _ !!!!
ثم : أليس اللهُ يقول " إن الله وملائكتَه يصلون على النبي , ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فهل هذا فقط في يوم الجمعة , أم ينبغي التذكير بهذا كل وقتٍ وحينٍ حتى ينال المصلي عليه والمسلِّم ثواب ذلك بأن يصلي الله عليه
" من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرا "
...
إن الموضوعات التي تحث على الذكر وترغب فيه , لاتعدو ان تكون تواصيا بالخير والبر , وتعاونا على البر والتقوى .
ويجب أن تشدَّ اليد في التعاون مع هؤلاء الذين يبدأون تجوالهم في المنتديات بخير بداية .
ويجب أن نكفَّ شرَّنا عن الغير إذا كنَّا كسالى عن إهداء الخير لهم .
وإنني أخشى على أمتي من فئة طاردتِ الناس بالتبديع والتفسيق , حتى انتهى الأمر بكثير من رموزهم إلى أن يخرجوا من دائرة السنة كل أحدٍ إلا هم .
إن فضلَ الله واسع , وليكن لنا في سلفنا قدوة صالحة " تعال بنا نتذاكر في الله ساعة "
هكذا كان هديهم , حتى خلف من بعدهم خلوف نسبوا إلى السلف ماهم منه براء . فصاروا يبدِّعون ويعادون , متمسحين بالسلف
حتى قال أحدهم " تعال بنا نغتب في الله ساعة " ونسب ذلك إلى السلف !!!!
إن سلفَنا _ ياهذا _ إذا التقوا حثَّ بعضهم بعضا على التذاكر بالخير وللخير . مستصحبين معهم حديث " ومااجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا ... الحديث "
وإنني أخشى كذلك من فئة طاردت المسلمين بالبدعة , وامتحنت الناس في العقيدة , حتى صارت رغبة تبديع الناس عندهم مقدمة على هدايتهم ونصحهم ..
أخي الكريم :
إذا كنتَ أفتيت بمثل هذا فثب إلى رشدك وتب إلى الله , وإياك أن تجعل ظهرَك جسراً لأحد .
اثن ركبتك طويلا عند أهل العلم , وخذ من توجيهاتهم وسمتهم و ( ورعهم ) .
افتح أبواب الخير ولاتقفلها , ليكن لك دورٌ في استصلاح المنتديات وتأييد كل عمل خيِّر فيها بدلا من أن تسدَّ أبواب الخير القليلة فيها .
إن الإسلام اليوم ينحر على أيدي العلمانيين , فماذا أنت فاعل ؟
سخِّر طاقتك لهم , بدلا من تعطيل باب من أبواب التذاكر .
وإذا كنتَ أفتيتَ بهذه فخذها مني صريحةً : لاسمع ولاطاعة لفتوى ليس فيها من نصوص الكتاب والسنة شيءٌ .
ولاسمع ولاطاعة لفتوى مضحكة مبكية .
والسلام عليكم
|