![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#1 |
:: كاتبة مميزة :: |
الصحابية الجليلة أروى بنت عبد المطلب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا أما بعد : فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ الصحابية الجليلة أروى بنت عبد المطلب رضي الله عنها من هي ؟ أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، قرشية هاشمية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أخت صفية بنت عبد المطلب أسلمت بمكة … و هاجرت إلى المدينة قصة إسلامها : ذكر أن ابنها ” كليب بن عمير ” أسلم في دار ” الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي “ ثم خرج فدخل على أمه أروى فقال: ” تبعت محمدا و أسلمت لله “ فقالت له : إن أحق من آزرت وعضدت ابن خالك ! و الله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه و دافعنا عنه فقال: كليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي و تتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة ؟ فقالت : أنظر ما يصنع أخواتي ، ثم أكون إحداهن فقال كليب : فإني أسألك بالله إلا أتيتيه فسلمت عليه و صدقتيه وشهدت أن ” لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله “(1) فقد كانت رضي الله عنها تعضد النبي صلى الله عليه و سلم قبل إسلامها بلسانها و تحض ابنها على نصرته و القيام بأمره و لأن الإسلام وقر في القلب فلا خوف و لا وجل فإن كليب بن عمير عمد إلى ضرب عمه أبي جهل دفاعا عن النبي صلى الله عليه و سلم و ضد إيذائه للنبي صلى الله عليه و سلم ضربة شجه فأخذوه فأوثقوه فقام دون أبو لهب حتى خلاه ! فقيل لأروى: ألا ترين ابنك ” كليبا ” قد صير نفسه غرضا دون محمد ؟ فقالت: خير أيامه يوم يدفع عن ابن خاله و قد جاء بالحق من عند الله ، فقالوا : و لقد اتبعت محمدا ؟ فقالت : نعم و بعد علم أبو لهب بخبر إسلام أروى بنت عبد المطلب أقبل حتى دخل عليها فقال : عجبا لك و لإتباعك محمدا و تركك دين عبد المطلب ! فقالت : قد كان ذلك ، فقم دون ابن أخيك و اعضده و امنعه ، فإن يظهر أمره ، فأنت بالخيار : أن تدخل معه أو تكون على دينك ، فإن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك فقال أبو لهب : و لنا طاقة بالعرب قاطبة … جاء بدين محدث . ثم انصرف ! قالت أروى : إن كليبا نصر ابن خاله *** واساه في ذي ذمة و ماله صحابية جليلة و قديرة شاعرة ، آزرت ابنها و شجعته على التمسك بالحق مهما كانت العواقب و لم تتعنت بل استمعت لابنها و امتثلت أوامره بإتباع محمد صلى الله عليه و سلم حوار قيم و هادف يراعي احترام الآراء حتى لو كانت من صغير رثاؤها أبيها و الرسول صلى الله عليه و سلم : تقول أروى في رثائها لأبيها عبد المطلب : بكت عيني و حق لها البكاء *** على سمح سجيته الحياء و رثت النبي صلى الله عليه و سلم: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** و كنت بنا برا و لم تك جافيا توفيت رضي الله عنها و أرضاها سنة 15 للهجرة (1) ذكرها أبو جعفر في الصحابة . و أما أبن اسحاق و من وافقه فقد قالوا : لم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه و سلم غير صفية . و قال غير هؤلاء : أسلم من عمات النبي صفية و أروى و هو الصواب . مواضيع ذات صلة |