|
#1 | |
عضوة |
عبير النجاة
[c]لما قامت من مضجعها من المحراب أغمضت عينيها و عمدت إلى وسادتها فأسلبها النعاس الوعي و أعارها الخيال لتدرك به المحال فشعرت و كأنها بين ظلمات ثلاث أرضا لم تطأها من قبل و سماء غير السماء و شبح الخوف يطاردها من كل مكان فأخذت عينيها تبرقان بالدموع و هي تحاول أن تغلب البكاء و لكن الخوف كان أقوى منها فانهمرت الدموع من عينيها وابلا و نادت في الظلمات :
ـ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فناداها مناد من مكان قريب : ـ ألا تخافي و لا تحزني . . إن الله يدافع عن الذين آمنوا فوجمت هنيهة و همست بصوت كأنه صادر من الأعماق : ـ أين أنت . . ؟ . . من أنت . . ؟ و جاءت صيحة الحق و اشتعلت السماء نارا و تساقطت على الأرض حمما و امتزج ضوء السماء بأنفاس البحر المسجور و تلاطمت أمواج البحر فبدت رقراقة مزعجة تدق قلاع الخوف و دعى الداعي إلى هذا الأمر . . فخرج أهل الأجداث مهطعين إليه يقول الكافرون بلسان حالهم : ـ يا ويلتنا من بعثنا من مرقدنا . . إن هذا ليوم عسر فناداها الداعي من مكان قريب : ـ هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون تأملت : ( لم يكن هذا سوى مشهد القيامة قد أظلها ) و الوهم تسلل إليها من أطرافها و جاءت الداعي تتعثر في خطاها و هي لم تفتر تردد : ـ هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون . . اليوم لا تظلم نفس شيئا و لا تجزون إلا ما كنتم تعملون و نادى مناد من مكان قريب : ـ ألا تخافي و لا تحزني . . إن الله يدافع عن الذين آمنوا فاستنشقت شذي عطره بحركات من أنفها متتابعة : ـ ما هذه الرائحة ثم قالت مستطردة : ـ إني أعرفها كما أعرف نفسي إنها ليست بالغريبة إنها مني ثم أبرمت و أقسمت : ـ إي و ربي إنها رائحتي و فجأة و هي تسبح في لجج هذه الليلة الحالكة الدمساء تبحث عن نافذة تعبر من خلالها إلى اليقظة وجدت أمامها و نصب عينيها المتعجبتين شبح سرواله من قطران و قميصه من نار و له مقامع من حديد كلما أراد أن يخرج منها أعيد فيها . . لم تشعر إلا بأنفاسها تتلفظ : ـ من أنت . . من أنت أجابها بصوت أجهش بالبكاء : ـ التبرج . . أنا التبرج قال ذالك ثم أومأ إليها يطلب الغوث ثم سقط على الأرض و لما دنى منها نادت بصوت مرتفع : ـ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فناداها مناد من مكان قريب : ـ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فناداها مناد من مكان قريب : ـ ألا تخافي و لا تحزني . . إن الله . . لم يتم حيث أومأت إليه . . النجاة . . النجاة . . فلاح على هيئة قطعة من الثوب الأبيض ترفرف فوقها فتعلقت بطرفه ثم علا بها فاستنشقته و أبصرته و قالت تحدث نفسها : ـ إنه حجابي فأجابها : ـ نعم أنا حجابك الذي سترتي به جسدك و اليوم أنجيك ببدنك اليوم أنجيك ببدنك و هي تطفو فوق السحاب عارضتها سحابة عظيمة دخلت منها إلى مضجعها و أعيد لها وعيها فاستيقظت تبحث عن حجابها .[/color][/COLOR] مواضيع ذات صلة |