|
#2 | |
|
رد: فضل الوضوء قبل النوم ــ الله أكبر أين نحن عن ه
عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ اود ان اسألك عن صحة شئ قرأته في احد المنتديات وهو:- :: هل تعلم اين تذهب روحــك وانت نائم :: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : " الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهراً سجد عند العرش ومن ليس بطاهر سجد بعيداً عن العرش " رواه البخاري. فهل هذا الكلام صحيح؟ و جزاك الله خيرا عني و عن جميع المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بارك الله ـ عزَّ وَجَلَّ ـ فيك على هذا الحرص ، فقد كثر ترويج الأحاديث غير الصحيحة ، والخرافات عبر الإنترنت . والحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : ((الأرواح تعرج في منامها إلى السماء ، فتؤمر بالسجود عند العرش ، فمن كان طاهرا سجد عند العرش ، ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش)) . وأسجل ما يلي : أولاً : هذا أثر عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمرة بن العاص ، وليس حديثا عن النبي ـ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ ـ أي هو قول للصحابي ، وليس قولاً للنبي . ثانياً : هذا الأثر رواه البخاري في تاريخه (6/292) أي كتاب آخر له اسمه (التاريخ الكبير) وهو لم يلتزم فيه بنقل الصحيح ، فقط ، ولم يروه في كتابه المشهور (صحيح البخاري) الذي التزم فيه بإيراد الحديث الصحيح . رابعاً : سند الحديث فيه (علي بن غالب الفهري) وقد قال ابن حبان عنه : (كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير في روايته ، وبطل الاحتجاج بها ؛ لأنه لا يدري سماعه لما يروي عمن يروي في كل ما يروى . ومن كان هذا نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروى لما عليه الغالب من التدليس) . ونقل ابن حجر في كتابه (ميزان الاعتدال 4/248) ما قاله ابن حبان ، وأضاف : وتوقف فيه أحمد . إذن فالأثر ـ من حيث السند ـ غير صحيح . ولو صح فإنه لا يؤخذ به ؛ لأنه ليس من كلام النبي ـ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ ـ بل هو كلام صحابي ، فيما لا يعرف إلا بالوحي . فإذا أضفنا إلى هذا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان معروفاً بالأخذ عن أهل الكتاب ، فقد قالوا عنه : إنه كان عنده زاملتان (أي راحلتان) من كتب أهل الكتاب ـ تأكدنا أن هذا الخبر مما يسمى بالإسرائيليات أي الأخبار المروية في كتب اليهود .خامساً : ليس من باب الأمانة أن يقال : رواه البخاري ؛ لأن هذا يوهم أن البخاري رواه في كتابه الذي التزم فيه برواية الصحيح ، وهذا نوع من أنواع التدليس . سادساً : ما صح في مصير النفس عند النوم : قول الله ـ عزَّ وَجَلَّ ـ : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ، وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ، فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ، وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ؛ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (42) سورة الزمر . وقول رسول الله ـ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ ـ فيما رواه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ((سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ : الْقَوْمِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنْ الصَّلاِة . قَالَ بلال: أَنَا أُوقِظُكُمْ . فَاضْطَجَعُوا ، وَأَسْنَدَ بلالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ . فَقَالَ : يَا بِلَالُ ، أَيْنَ مَا قُلْتَ ؟ قَالَ : مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ . قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ . يَا بِلالُ ، قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلاةِ ، فَتَوَضَّأَ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ ، قَامَ فَصَلَّى)) . وهذا يتنافي مع ما ورد في أثر عبدالله بن عمرو بن العاص ، مما يزيده ضعفا ، وردًّا . هذا والله أعلم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك . لم يروه البخاري في الصحيح ، وهو المقصود عند الإطلاق . وإنما رواه في " التاريخ الكبير " في ترجمة : علي بن غالب الفهري القرشي ، ثم قال البخاري : ولا أراه يصح . اهـ . والصحيح أن من بات طاهراً بات في شعاره مَلَك . قال صلى الله عليه وسلم : من بات طاهراً بات في شعاره ملك ، فلم يستيقظ إلاَّ قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً . رواه ابن حبان وغيره ، وهو في صحيح الترغيب والترهيب . وقال صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِراً فَيَتَعَـارّ مِنَ الّليْلِ ، فَيَسْأَلُ الله خَيْراً مِنَ الدّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاّ أَعْطَـاهُ إِيّـاهُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وهو حديث صحيح . وقال الحافظ العراقي عن حديث سجود الأَرْوَاح تحت العرش : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ بِإِسْنَادِهِ إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إنَّ الأَرْوَاحَ يُعْرَجُ بِهَا فِي مَنَامِهَا إلَى السَّمَاءِ ، فَتُؤْمَرُ بِالسُّجُودِ عِنْدَ الْعَرْشِ ، فَمَنْ بَاتَ طَاهِرًا سَجَدَ عِنْدَ الْعَرْشِ ، وَمَنْ كَانَ لَيْسَ بِطَاهِرٍ سَجَدَ بَعِيدًا مِنْ الْعَرْشِ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَكَذَا جَاءَ مَوْقُوفًا انْتَهَى . قال الحافظ العراقي : وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَنْ نَامَ طَاهِرًا نَامَ فِي شِعَارِ مَلَكٍ ، وَصِفَةُ الْمَلائِكَةِ الْعُلُوُّ ، فَكَانَ فِيهِ مُنَاسَبَةٌ لِعُلُوِّ رُوحِهِ وَصُعُودِهَا إلَى الْجِنَانِ ، وَذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِ مَلَكٍ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إلاَّ قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِك فُلانٍ ، فَإِنَّهُ نَامَ طَاهِرًا ... وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ فَجَعَلَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ فَجَعَلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ . اهـ . والله تعالى أعلم . الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد https://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=5793 __________________ |