|   | #1 | 
        | 
                                                                        
                                     | 
                                
                                 (( كتبتْ تسألني عنِ الشِّعرِ )) (( كتبتْ تسألني عنِ الشِّعرِ ))
 
 
 
 
                        كتبت تسألني عن الشِّعرٍ .. ومتى ستغرقها قصائدي في تخومِ الغُبارِ .. وتلبسَ أبياتي معطفاً.. مُزغردَ القوافي .. مُنهكَ الأنهارْ.. كتبتْ تسألني عنِ الشِّعرِ ومتى ستنتصبُّ أعمدةُ حروفي من شلاَّلاتِ العرقْ .. ومتى ستتموجُ خطوطي العربية و تومضَ الأفقْ: أنا يا شقرائي لستُ شاعرْ ولا مِدخنتي مُصَهَّرةُ البنادقْ شعري يا امرأةً من رخامْ رتلُ جنودٍ و بِضعُ خنادقْ أكتبُ لكِ و للوطنْ ولمناجمَ تبصقُ دماً صوبَ جباهنا و عن أمعاءِ الزَّمنْ. بلدي يسرقُ منِّي القوافي ويقتاتُ –عَفْوَ الخبزِ- مني تحتي أمطارٌ و منافي. أبحثُ عن تاجرٍ لصّ يبيعُ و يشتري في قصائدي في حاناتٍ تعجنُ البؤسَ .. في وسائدي . سطوري سبعةُ أبراجٍ حبلى .. بالحديدْ .. و الحريرُ ينزعُ تطاريزَ القصيدْ أجوبُ مجالسَ الشُّعراءِ .. دونَ قافية .. متحجرَّ الغيومِ يا غالية. لن ْ أكتبَ الشِّعرَ يا شقرائي فإنَّهُ باهظُ التُّوقِ .. وأنا الفقيرُ إبنُ الفقيرِ ابنِ الفقير لا نَخْرَ لَدَيَّ و لا طُوقْ.. كتبتْ تسألني عن الشعرْ ومتى ستقذِفُ شظايا المُدنِ بعضُ أشعاري .. في ظفائرها .. و دفاتري: أنا يا شقرائي لستُ شاعراً .. مُصْدِأَ الصوتِ ..ساحراًَ  أنا الضائعُ في زُحمةِ القافية نثري حفرةٌ متعطِّشةٌ للإنفجارِ وريحي عاتية .. أقفزُ بين َ صفحاتٍ طوتني وقصائدَ كتبتني.. و ليالٍ سهرتني.. فكفاك إمتدادَ الجذورِ وابحثي عن غيري يمحي قبرَ موتايْ ويستلقي على مدادِ القصورْ من يدري .. ربَّما يدفنُ أشعاري بينَ الجماجمْ .. ويعلواْ .. و يهطلُ .. من قريضهِ أوسعَ المناجمْ فقد شربتُ المطرَ موسيقى .. تُمشطُ الماءَ من عيني  وتمدُّ بواديَّ كسوراً من زبدِ جفني. 
 | 
        |  |  |