تتجافى جنوبهم
تتجافى جنوبهم

(تتجافى جنوبهم عن المضاجع) لاحظ تعبيرات (تتجافى) وما فيها من الجفوة .. و(المضاجع) وما فيها من استرخاء وراحة
يخبر الله عن أقوام حدثت (جفوة) و بُعد بينهم وبين أماكن النوم والراحة والاسترخاء (المضاجع) وأن هذه الجفوة متكررة لأنها جاءت بصيغة المضارع ..
ياتُرى لماذا ؟ ما الذي يؤرق نومهم ويُبعدهم عن أماكن الراحة في ظلمة الليل؟
تُفاجئ بتكملة الآية ... (يدعون ربهم خوفا وطمعا)
الله أكبر إنهم تركوا الراحة والدفء واللذة في ليلة باردة لأجل مناجاة ربهم .. لأجل الخلوة مع حبيبهم ... لأجل ما علموه من عذاب جهنم فيطلبون النجاة منها .. لأجل ما علموه من روعة الجنة فيطلبون الخلود فيها ... لأجل ما علموا من جمال ربهم فيطلبون لذة النظر إلى وجهه الكريم.
هذه المناجاة والأدعية أحب إليهم من لذيذ رقاد في مضجع دافئ في ليلة مظلمة مطيرة باردة، بل من عِظم ما يجدون من لذة حَدثت جفوة بينهم وبين مضاعهم ولم يستطيعوا ترك هذا المنهل الراقي كل يوم فكرّروا ذلك.
فلما أصبحوا أصبحوا زاهدين في الدنيا ... فتكملة الآية (ومما رزقناهم ينفقون).
ياتُرى ما هو جزاؤهم وماذا سينالون في آخرتهم
يقول الله في الآية التي تليها (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)
سبحان الله ... يقول الله أنه أخفى جزاءهم كما أخفوا عبادتهم بالليل .. و طمأنهم أن هذا الجزاء ستَقرّ أعينُهم به كما قرّت أعينُهم في الدنيا بالمناجاة وليس بالمضجع
*فريق صفحة انه القرآن
التعديل الأخير تم بواسطة *ام جوجو* ; 04-23-2016 الساعة 08:30 PM.
سبب آخر: الموضوع ليس في مكانه الصحيح وينقل للقسم الصحيح (نقل من 56 إلى 93)
|