من طرق تقوية العلاقة بين الزوجين الخلافات الزوجية .؟!
ازياءمحجبات
تبعد الروتين وتجعل كلا من الطرفين ينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة
اختصاصية: المشاجرة الزوجية تقرب بين الأزواج أحياناً
المهم دائما أن يلتقي الزوجان بعد الاختلاف على هدف معين
الرياض: زكية البلوشي
أكدت اختصاصية نفسية أن هناك إيجابيات وسلبيات للمشاجرة الزوجية وأن هناك حدوداً تصبح بها مقبولة، وتعتبر أمرا طبيعيا بين الأزواج، لكن من دون إحداث خلل في العلاقات العائلية، وأكدن أن الاختلاف في وجهات النظر موجود، ويعد أمرا طبيعيا، ويقوي العلاقة ويؤدي إلى التقارب.
ترى هيفاء السيف "معلمة" أن الشجار يساعد في اكتشاف كل من الزوجين للآخر ومعرفة مستوى تفكيره، ويجعله يعي أن هناك أموراً كثيرة غائبة عنه، فيتعلمها من الآخر، ومن المستحيل ألا يختلفا، فالخلاف يدل على المحبة والاهتمام، ومهما طال الزواج فلن ينتهي الشجار، لأن كل طرف يتغير بحسب خبراته في الحياة، وتصبح لديه رؤية جديدة للأمور يحاول إقناع الآخر بها.
وتضيف أن الصراع يدفع إلى الأمام، بشرط أن يكون في حدود عدم التجريح، لأن الإنسان لن يعيش دون مناقشة، فالحوار أسلوب حضاري لإقناع الآخر بوجهة نظر مختلفة، وهو يقوي العلاقة، ويجعل الطرفين ينظران إلى الأمور بطريقة أفضل، لكن المهم كما تقول ألا يكون أحدهما حاقدا على الآخر بعد الشجار، والعاقل هو من يبادر بالمصالحة، ولا ينام دون إنهاء الزعل، وتلطيف الجو وكأن شيئاً لم يكن.
الحزم والتراخي
ويؤكد سليمان دخيل الله (معلم مرحلة ثانوية) أنه كثيرا ما تحدث خلافات بين الزوجين على أمور متعددة كتربية الأطفال والتصرفات التي يقومون بها، وأحيانا يكون الخلاف على فكرة أو تصرف، ولكن المهم على كل طرف معرفة متى يجب أن يكون حازما، ومتى يرخي، وألا يتطور الأمر بينهما.
ويضيف " لا بد أن يكون بالمنزل شخص قيادي، عندما يعلو الصوت أثناء المشاجرة، يرفع هذا القيادي صوته أكثر معلنا وقف الشجار، و أفضل أن يكون الرجل هو القيادي، لأنه يرى أشياء لا تدركها المرأة".
ويشير دخيل الله إلى أن الاختلاف في وجهات النظر أمر مهم لاكتشاف الطرف الآخر، واكتشاف خفايا شخصيته، وأن المهم عملية الإقناع بوجهة النظر التي يطرحها أي الطرفين دون عناد، مع وجوب اتباع أسلوب الإقناع للمصالحة، وإنهاء الزعل دائما في وقت قصير، وألا ندعه يطول، ولا يهم من يبدأ بالمصالحة.
الاختلاف في الرأي
وتقول سلطانة أحمد (ربة بيت) إن التحاور بين الزوجين هو مشاجرة مصغرة تحصل في غالب الأمور، فالاختلاف في الرأي موجود دائما، لكن يجب أن يكون في حدود معينة، ويكون بعيدا عن العنف وجرح الآخرين، ويجب أن يتحلى الزوجان بالتروي، وأن يؤجلا نقاش أي موضوع إذا كان الوقت غير ملائم، كأن يكون أحد الزوجين متعبا أو مزاجه سيئا.
وأضافت "الشجار يحصل في كل منزل، ويعطي طعما للحياة الزوجية، وأنا أعتبره بهارات لا بد من وجودها، بشرط ألا تكثر، حتى لا تؤثر على العلاقة بين الزوجين،" مشيرة إلى أن على كل من الشريكين إدراك كيفية استغلاله للخروج من الروتين، وعدم البقاء على وتيرة واحدة، ومن الأفضل ألا يطول الزعل بينهما للمحافظة على الأسرة، وليس مهما من يبدأ بالمصالحة، ويبادر لإنهاء الشجار مادام التفاهم موجوداً.
نظرة شاملة
وعن إيجابيات وسلبيات المشاجرة الزوجية وعن الحدود التي تصبح معها مقبولة تقول الاختصاصية النفسية بدرية الملحمي من مركز المنصورة الطبي "الخلافات تعتبر أمرا طبيعيا في أي زواج، لكن من دون إحداث خلل في العلاقات العائلية والاجتماعية، فالاختلاف في وجهات النظر، وفي كيفية رؤية الأمور موجود في المجتمع كل، لذلك فهو يعد أمرا طبيعيا، ويقوي العلاقة، ويؤدي إلى التقارب".
وتضيف أن الخلافات الطبيعية بين الزوجين لها عدة إيجابيات، منها أنها تجعل كلا من الطرفين ينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، ويؤدي التصرف الصائب من قبل أحد الطرفين إلى جعل الآخر أكثر انفتاحا، وأكثر تقبلا له و لرأيه. لكن متى ما أصبحت هذه الخلافات كثيرة وعلى أتفه الأسباب، تتحول إلى شجارات مسيئة تؤثر على استمرار الحياة بينهما.
وتضيف الملحمي أن وجهة النظر تنشأ من خبرات الشخص العائلية الحياتية والعملية، ومن خلال الشخصية أيضا، وأن المهم دائما أن يلتقي الزوجان مجددا بعد الشجار والاختلاف على هدف معين، وعلى نظرة شاملة، مضيفة أن الخلافات الزوجية تصبح غير مقبولة عندما تصيب أحدهم وتجرحه وتمس كرامته، وعندما لا يكون الأمر مجرد انتقاد، بل انتقام أحدهم من الآخر.
ونصحت الاختصاصية النفسية بألا تكون الخلافات على أمور رئيسية، فالمفروض أنه تم الاتفاق عليها في الفترة الأولى من الزواج، أما الأمور والتفاصيل اليومية، فيمكن التناقش فيها، بشرط عدم السماح لأي طرف ثالث بالتدخل كي لا تكبر المشكلة.
وتعتبر الملحمي الخلافات الزوجية صحيحة، إذ إنها تبعد الروتين، وتضيف أشياء جديدة إلى العلاقة، لكن المهم ألا تصل إلى حد استخدام العنف، سواء أكان كلاميا أم جسديا، ونبهت إلى عدم إطالة فترة الخلاف، كي لا تزيد الجفاء بين الاثنين، والمبادرة بالمصالحة تهدئ الأمور دائما.
منقول
وعذرا على الإطالة
|