رد: موسوعة الادباء العالميين
موسوعة الادباء العالميين
إبراهيم اليازجي
1264 - 1324 هـ / 1847 - 1906 م
****************************** *
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.
عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.
وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.
وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة
ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.
ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.
وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.
تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.
وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.
****************************** ******************** **************
زُر قَبرَ ميخائيل رَيحانَ الَّذي ..... قَد حَلَّ حُفرَتَهِ كَما حَكَمَ الرَّدَى
شَهمٌ قَضى فَثَوى بِجانبِ مَضجَعٍ ...... أَمسى بِهِ شَخصُ الكَمالِ مُوَسَّدا
قَد عاشَ مَمدوحَ الصَنيعِ وَلَم يَزَل ..... بِالخَيرِ مَذكوراً عَلى طُولِ المَدى
وَلَقَد كَتَبتُ مؤرِّخاً مِن فَوقِهِ ..... يا تُربةَ الرَيحانِ يَسقيكِ النَّدَى
****************************** ******************** ****
لَقَد ناحَ رُوفائيلُ فِرعون إِذ مَضَت ..... قَرينَتُهُ تَبغي سَعادَتها العُظمى
فَتاةٌ كَغُصنِ البانِ هَبَّت عَواصفٌ ....... عَلَيها مِنَ الأَقدارِ فَاِنقَصَفَت ظُلما
أَذاقَت بَنِي الخَورِي مِنَ الحُزنِ جَمرةً ....... وَذاقَ بَنُوها قَبلَ عَرفانِها اليُتْما
فَنادى لِسانُ الحالِ أَرِّخ تَصَبَّروا ..... فَقَد أَصبَحَتْ أَسماءُ في المَنزل الأَسمى
****************************** ******************** **********
تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب ..... فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ
فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم ....... وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُبُ
اللَّهُ أَكبرُ ما هَذا المَنام فَقَد ...... شَكاكُمُ المَهد وَاِشتاقَكُمُ الرَّبُّ
كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم ... تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ
ألِفتُم الهون حَتّى صارَ عِندَكُمُ ... طَبعاً وَبَعضُ طِباعِ المَرءِ مُكتَسَبُ
وَفارَقَتْكُم لِطول الذُلِّ نَخوَتكُم ... فَلَيسَ يُؤلِمُكُم خَسفٌ وَلا عَطبُ
لِلّهِ صَبركُمُ لَو أَن صَبرَكُمُ ... ... في مُلتَقى الخَيلِ حينَ الخَيلُ تَضطَرِبُ
فَشَمِّروا وَاِنهَضوا لِلأَمرِ وَاِبتَدِروا ..... مِن دَهرِكم فُرصَةً ضَنَّت بِها الحِقَبُ
لا تَبتَغوا بِالمُنى فَوزاً لِأَنفُسِكُم ...... لا يُصدقُ الفَوزُ ما لَم يَصدُقِ الطَّلَبُ
لِأَنتمُ الفِئةَ الكُثرى وَكُم فِئةٍ ...... قَليلةٍ تمّ إِذ ضَمَت لَها الغَلبُ
هَذا الَّذي قَد رَمى بِالضَّعفِ قوَّتكم ...... وَغادرَ الشَّمل مِنكُم وَهُوَ مَنشَعبُ
مِن كُلِّ وَغدٍ زَنيمٍ ما لَهُ نَسَبٌ ..... يُدرى وَلَيسَ لَهُ دينٌ وَلا أَدبُ
لا يَستَقيمُ لَهُم عَهدٌ إِذا عَقَدوا ..... وَلا يَصحُّ لَهُم وَعدٌ إِذا ضَرَبُوا
فَصاحِبُ الأَرضِ مِنكُم ضِمنَ ضَيعتِهِ ....... مُستَخدَمٌ وَرَبيبُ الدَّارِ مُغتَربُ
بِاللَّهِ يا قَومَنا هُبُّوا لِشأنِكُمُ ...... فَكَم تُناديكُمُ الأَشعارُ وَالخَطبُ
أَلَستُم مِن سَطوا في الأَرضِ وَاِفتَتَحوا ...... شَرقاً وَغَرباً وَعَزّوا أَينَما ذَهَبُوا
فَلَيسَ يُدرى لَكُم شَأنٌ وَلا شَرَفٌ ..... وَلا وجودٌ وَلا اِسمٌ وَلا لَقَبُ
فَيالِقَومي وَما قَومي سِوى عَرَبٌ ..... وَلَن يُضَيَّعَ فيهُم ذَلِكَ النَسَبُ
لنطلبنَّ بِحَدِّ السَّيفِ مأَرَبنا .... فَلَن يَخيبَ لَنا في جَنبِهِ أَرَبُ
وَمِن يَعِشْ يَرَ وَالأَيام مُقبِلَةٌ ..... يَلوحُ للمَرءِ في أَحداثِها العَجبُ
****************************** ************
هَذا كِتابٌ مِن مُحبٍّ هائِمٍ ..... قَد طالَ بَعدَ فِراقِكُم تَعذيبُهْ
لا تَسأَلوا عَني فَحالي بَعدَكُم ...... حالَ العَليلِ وَقَد جَفاهُ طَبيبُهْ
****************************** **********
برحمةِ اللَهِ في هَذا الضَريحِ فَتىً ...... كَالغُصنِ عَن آلِ فيليبيذِسٍ ذَهَبا
فَانظُم لِمَثواهُ تاريخَ العَزاءِ وَقُل ....... إِن الخَلاصَ لِقَسطنطينُ قَد كُتِبا
****************************** ***************
رِوايَةٌ قَد رَوَت عَن أُمَّةِ العَرَبِ ........ ما لَيسَ يُنسى عَلى الأَيّام وَالحِقَبِ
مَآثِرٌ في سجلِّ المَجدِ قَد كتَبَت ....... لَو أَنصِفَتْ خَطَّها الرَّاوونَ بِالذَّهَب
هُم الرِّجالُ رِجالُ الفَخرِ ذكرهمُ ....... باقٍ عَلى الدَّهرِ في الأَفواهِ وَالكُتُبِ
بِتنا نَرى مَن خَلا مِن مَعشَر دَرَجوا ........ كَأَنَّهُم أُنشِروا مِن دارسِ التُّربِ
ثُمَ اِنقَضَوا وَإِلى اللَّهِ المَصير وَما ........ يَبقى سِوى وَجههُ المَيمونُ في الحجبِ
لِلّهِ ناشرُ هَذا البَرد مِن رجلٍ ........... وَفي النَّجابةِ حَقَّ الفَضلِ وَالأَدبِ
****************************** ******************** **
هذا كِتابٌ فُصِّلت آياتُهُ ....... بِفَرائدٍ أَزرَت عُقودَ الجَوهَرِ
فاقَت فَواصِلُه القَوافي إِذ أَتَتْ .......... بِبَديعِ لَفظٍ بِالبَيانِ محبَّرِ
أَملى بِهِ الإسكندرُ الحِكَمَ الَّتي ....... لَم يَملِ آرسطو عَلى الاسكندرِ
حِكَمٌ تُفيد ذَوي النُهى في ساعةٍ ......... ما لا تُفيدُهُمُ تَجارُبِ أَدهُرِ
أَهدى لِأَفكارِ الملا رَيحانةً ....... مِن رَوضِ فكرٍ بِالبَلاغةِ مُثمِرِ
بَرَزَت لَنا مِثل العَروسِ تَزينُها ...... حِبَرُ الفَصاحةِ تَحتَ رَقمٍ عَبقَري
عَربيةُ السِّربالِ ضِمنَ وَشاحِها ....... بِكرٌ مِن الأَعجامِ ذاتُ تَسَتُّرِ
نَطَقَت بِمُختَرعِ الحَديثِ وَنُزِّهَت ......... فيما رَوتْهُ عَن مَقامِ المُفتَري
لِلّهِ مُنشِئها اللَبيب فَكَم بَدَت ........ مِنهُ نَوابغُ حِكمةٍ لَم تُنكَرِ
قَد جاءَ ما فاتَ الذينَ تَقَدَّموا ........ فَلِذاكَ قُلنا الفَضلُ لِلمُتَأَخِّرِ
****************************** ********************
بخصر حُبي هِمتُ بَل نَحره ...... بَل خَدّه بَل ثَغره الباردِ
بَل كُلّ شَيءٍ فيهِ مُستَحسَنٌ ....... لَم أَهوَهُ مِن سَببٍ واحدِ
****************************** **********
إِذا ما اِنقَطَعتُم عَن حِمانا وَزارَنا ....... كَلامَكُم يحيى الدَّفين مِن الحقد
فَإِن الَّذي نقليهِ مِنكُم كَلامكُم ....... فَأَيُّ جَميلٍ تَدّعونَ بِذا البُعدِ
****************************** *******
وَقفٌ لِسيِّدةِ النَجاةِ بِهِ نَجا ........ مَن باتَ يَرجو مِنهُ أَجراً أَكبَرا
حَبَست لَمِيسُ بِناءَهُ وَغِراسَهُ ........ فَغَدا لَها فَردوسُ برٍّ مُثمِرا
من آلِ لمْع الأكرَمين كَريمةٌ ....... تَنمي إِلى رَبِّ المَعالي حَيدَرا
وَافى مُؤرِّخُهُ فَقالَ مسطِّراً ...... وَقفٌ عَلَيهِ ثَوابَ رَبِّكَ قَد جَرى
****************************** **********
قالَ كَم صانعَ الزَمانُ حَميراً ..... يَتَخطّونَ فَوقَ بُسُطِ الحَريرِ
قُلتُ لَن تَشتَفي بِذَمّ أُناسٍ ..... بِهِم صِرتِ حاسِداً لِلحَميرِ
****************************** ****
إَلَيكَ كِتاباً مِن مُحبٍ مُتيَّمِ ..... يُتَرجمُ عَمَّا في الفُؤادِ تَقَرَّرا
تَضَمَن مِن نيرانِ شَوقي مَجامِراً ....... وَأَودَعتُ فيهِ مِن سَلامِيَ عَنبَرا
****************************** *********
كَتَبتُ وَدَمعي مُستَهِلٌّ صَبابةً ....... يُداعب كَفِّي كُلَّما كَتَبتْ سَطرا
وَإِنَّ فُؤادي عِندَ ذِكرِكَ ذائِبٌ ....... فَكَيفَ بِماءِ الدَمعِ في مُقلَةٍ شَكرى
****************************** ********
سَترتُ حُبّكَ في قَلبٍ إَلَيكَ صَبا ...... شَوقاً وَخَيرُ الهَوى ما كانَ مَستُورا
فَلا تَظُننَّ قَلبي عَنكَ مُنصَرِفاً ........ وَإِن يَكُن باتَ بِالأَشجان مَكسورا
لَكِنَّ رَبَّ الهَوى وَالحُبّ مُتَّهَمٌ ........ ما زالَ مُحتَذِراً طَوراً وَمَحذورا
فَمِلتُ لِلهَجرِ لا عَن رَغبَةٍ وَرِضىً ...... لكن أُعدُّ لَدى التَحقيقِ مَهجوراً
وَذي إِشارةِ مَوصولٍ بِحُبِّكُمُ ....... ضمَّنتُ أَكثَرَها حَذفاً وَتَقديرا
****************************** ************
سَلامٌ مِن مُحبٍّ مُستَهامٍ ....... يحدّثُ في الهَوى العُذريِّ عَنهُ
إِذا أَهدى لَكُم يَوماً سَلاماً ...... فَلَيسَ سَلامُهُ بِأَرَقَّ مِنهُ
***************************
عَرِّجا في رُبوعها وَسَلاها ...... كَيفَ تَسلو مُتَيَّماً ما سَلاها
وَأَعطفاها بِوَصف سَقْمِي وَما بي ...... مِن شُجونِ الهَوى وَلا تَعتَباها
وَإِذكرا وُدِّيَ القَديمَ وَما لَم ....... تَنسَهُ مِن حَنينها وَجَواها
رُبَّ دَمعٍ أَسلَتْهُ بَعد هَجرٍ ..... مَزجَتْهُ بِمثلِهِ عَيناها
وَلَيالٍ تَضاحَكَ الأُنسُ فيها ...... أَشفَقَت مِن زَوالِها فَشَجاها
يَعلمُ اللَهُ ما بِقَلبي وَما تَجـ ...... ـهَلُ ما فيهِ أنَّهُ في حِماها
فَتَنَت قَلبَ هائمٍ تَرَكتَهُ ...... حائِراً بَينَ أُنسِها وَجَفاها
****************************** ****
وَعَدَتَ وَكانَ وَعَدُ الحُرّ دَيناً ....... وَمَن لي أَن يَكونَ وَفاهُ دِينا
فَدونَكَ ما تَرى فيهِ فَإِنّي ..... رَضيتُكَ في الهَوى عَنِّي أَمينا
****************************** **
هَذا جَمالُ الدِّينِ أَمسى نازِلاً ..... جَدَثاً تَضمن مِنهُ أَيّ دَفينِ
قَدرٌ بِهِ عَمَّ البُكاءُ عَلى امرئٍ ....... فَقَدَت بِهِ الدُنيا جَمالَ الدِّينِ
****************************** ****
قَد سارَ ديمِتْري الكَريمَ مودِّعاً ...... فَبَكَتهُ مِن أَسَفٍ بَنُو الشَيخاني
شَهمٌ عَلى التَقوى مَضَت أَيّامُهُ ...... وَجَميلُ فعلِ الخَيرِ وَالإِحسانِ
وَلَقَد ثَوى بِجِوارَكَ اللَّهُمَّ في ...... لَحدٍ سَقَتْهُ سَحائِبُ الأَجفانِ
فَأَجِبْ دُعاءَ مُؤرِّخِيهِ وَجُدْ عَلى ....... صَفَحاتِهِ بِسحائبِ الرِّضوانِ
****************************** *
رَسمٌ يَلوحُ بِهِ سَقَمي بِحُبِكُمُ ..... وَفي الأَضالعِ شَيءٌ لَيسَ يَرتَسِمُ
الروحُ عِندَكُمُ وَاللَهِ ما بَرِحَت ....... مُنذُ القَديم وَهَذا الجسم فَاِستَلِموا
****************************** **
قَد ناحَ آلُ حَبيب حَوّا راحِلاً ........ وَلَّى فَفازَ بَرَحمةٍ وَنَعيمِ
رُكنٌ لَقَد هَدَمَتهُ عاصِفَةُ الرَّدى ......... وَثَناهُ باقٍ لَيسَ بِالمَهدومِ
قَد كانَ غَوثاً في الخُطوبِ وَمَقصِداً ........ لِلخَيرِ مَرجوّاً لِكُلِّ عَظيمِ
وَلَقَد قَضى بِالبِرِّ مُدَّتَهُ إِلى ....... أَن جاءَهُ أَجَلُ القَضا المَحتومِ
لَبّى دُعا الباري فَأَمسى عِندَهُ ....... ضَيفاً كَريماً في جِوارِ كَريمِ
وَهُنالكَ التّاريخُ أَعلَنَ صادِقاً ....... قَد حَلَّ عازَرَ حِضنَ إِبراهيمِ
*****************************
أَنطونُ بلُّوني أَبو الأَيتامِ قَد ....... وَلَّى فادركَ رَحمةً وَنَعيما
وافَى مؤرِّخُهُ فَانشدَ باكياً ....... اليَوم قَد صارَ اليَتيمُ يَتيما
*****************************
يا نائياً عَني حُرمتُ وَصالَهُ ....... بِاللَهِ قُل كَيفَ السَبيلُ إِلى اللِّقا
إِن كانَ أَجرُ العاشِقينَ بِصَبرِهم ........ فَأَنا الَّذي صَبري قَضى ولَكَ البَقا
****************************** *
هَذِهْ رِسالةُ مَحبوبٍ إَلَيكَ سَرى ....... بِها جَناحٌ مِنَ الأَشواقِ خَفَّاقُ
كَأَنَّها مِن سَواد العَين قَد كَتَبَت ....... لِذاكَ كانَت إِلى لُقياكَ تَشتاقُ
****************************** ****
يا مُهدي الدُّرِّ بَينَ الحبرِ وَالوَرَقِ ....... قَلائِداً بِحُلاها طوَّقَتْ عُنُقِي
تِلكَ القَوافي الَّتي كَالزَهرِ قَد طَلَعَت ....... تَزهو بِثَوبِ طِرازٍ باهرٍ الطُّرُقِ
مِن كُلِّ عَذراءَ وَافَت تَنجَلي فَجَلَت ........ كَأساً أَصَبتُ بِها سُكراً فَلَم أُفِقِِ
أَطَلتها أَسود القَلبِ الَّذي فَتَنَت ......... فَكانَ مِن حاسِديهِ أَسوَد الحَدقِ
رَبيبةٌ علِقَ القَلبُ الشَجِيُّ بِها ...... وَإِنَّما خُلقَ الإِنسانُ مِن عَلَقِ
فَتىً لَقَد باتَ بِالآدابِ مُشتَغِلاً ...... وَباتَ أَمثالَهُ بِاللَهوِ وَالنَزقِ
ذَكيُّ قَلبٍ بِنارِ الحلم مُتّقدٌ ....... جَرى بنَطقٍ كَسَيلِ المُزنِ مَندَفقِ
وَحَبّذا في الفَتى حِلمٌ يَزيِّنُهُ ........ وَفودُهُ غَيرَ تالٍ سورةَ الفَلَقِ
فَما كمَالُ الفَتى بِالشَيبِ في شعرٍ ...... لَكِن كَمالُ الفَتى بِالشيبِ في الخُلُقِِ
****************************** ******
لِلّهِ عودٌ إِذا أَوتارُهُ اِصطَفَّت ....... مِن أَجلِها كُل عرقٍ راحَ مصطَفِقا
كَأَنَّها فَوقَهُ أَوتارُ حُنجَرةٍ ........ فَلَو أَصابَ فَماً في جَوفِهِ نَطَقا
****************************** ***
هَذا الغَريبُ الَّذي أَبكى دِمَشقَ وَقَد ....... لاقى مِن البينِ في أَسفارِهِ أَجَلا
أَبقى لآلِ قلاووزَ الكِرامَ أَسىً ....... مَدى الزَمانِ يُلاقي مَدمَعاً هَطِلا
مَضى إِلى ربِّهِ الغَفارِ مُتَّخِذاً ........ مِن سُبْلِ غُربَتِهِ نَحوَ العُلى سُبُلا
فَإِن تَذر تِربَهُ يا مَن يُؤرِّخُهُ ....... أَكتب دَعا اللَهُ إِبراهيمَ فَاِمتَثَلا
****************************** *
مَضى عَن آلِ حَيدرَ من بَكتهُ ....... عُيونُ الفَضلِ وَالحَسبِ الأَثيلِ
سَرِيٌّ كانَ لِلمَظلومِ كَهفاً ........ وَبَحراً لِلمؤمِّلِ وَالنَزيلِ
ثَوى أَرضاً بِها الأَورادُ تُتلى ........ عَلَيهِ في الصَباحِ وَفي الأَصيلِ
وَتاريخي يُنادي كُلَّ حينٍ ........ لَقَد وَجَبَ السَلامُ عَلى الخَليلِ
******************************
تَصَّبروا يا بَنِي الجَمَّالِ بَعدَ فَتىً ....... نالَ الرِضى في جِوارِ الخالقِ الأَزَلي
لِذاكَ إِذا نَظَمَ التاريخ قُلتُ بِهِ ........ قَد حَلَّ في العَرشِ يوحَنّا مَعَ الرُسُلِ
****************************** **
هَذِهْ فَتاةُ بَنِي يوسُفَ قَد فَتَكَت ........ بِها المَنايا فَناحَ الدَهرُ يُوسُفَها
في سِنِّ إحدى وَعشرين اِنطَوَت أَسَفاً ....... كَزَهرةٍ راحَتِ الأَقدارُ تَقطِفُها
قَد فارَقَت دارَ إبراهيمَ راحلةً ....... عَن آلِ أَيوبَ وَالأَشجانُ تَردِفُها
وَغادَرَت طِفلَها في المَهدِ مُنتَحِباً ........ يَبكي عَلَيها وَلَكن لَيسَ يَعطفُها
مَضَت إِلى رَبِّها الغَفّارِ مُسرِعَةً ........ لَمَّا دَعاها فَلَم يَلبَث تَوَقُّفُها
لِذاكَ تاريخَها نادَى مُسَطِّرُهُ ....... سُلطانةٌ بَينَ جُندِ العَرشِ مَوقِفُها
|