السيدات و سوالف حريمعجبا عجاب --ويلك انها امك
يوجد هنا عجبا عجاب --ويلك انها امك سوالف حريم و نقاشات مواضيع تخص المرأة و المواضيع التي ليس لها قسم خاص بها
#1
روان 2009
:: كاتبة مقتدره ::
عجبا عجاب --ويلك انها امك
عجبا عجاب --ويلك انها امك
عجباً عُجَاب , بالأمس كان مولوداً , و اليوم تحت التراب .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
عجباً عُجَاب ..
حين يولد المرء , فيخرج من رحم أمه , بيدين خاويتين ضعيفتين ,
صارخاً كأنما يصرخ من الحياة القادمة بما فيها من ألم و ظلمِ و استبداد , بعينين لا تريدان أن تُفْتَح , فيرى ما تَكُنُّهُ الأيام ب لياليها ,
كل ذلك بلحظة خروج , كان دافئاً نائماً آكلاً شارباً حالماً في رحم أمه , تسعة أشهرِ دون عناء بحثٍ عن مسكن , ولا عناء بحثٍ عن رزق ,
كل ذلك هو فيه , مسكنٌ منه ولد , و رزقاً قد أتاه حتى كَبُر فخرج , بكى حين الخروج و الناس ضاحكون ,
لا يعلم إلى أين خرج , لكن كل ما يعلمه أنه افتقد ذاك المسكن الطيب , و صاحبته الطيبة , إنها أمه ,
حَسِبَ أن لا مسكن حين خَرَج , لكنه وجد بين تلك الوجوه مسكناً عنه لا يحيد , إنه حضن أمه ,
حضناً دافئاً و مسكناً آخراً لن يجد مسكناً يملئه الوفاء و الحب الحقيقي غيره , نعم أمك , حين خرجت ضعيفاً لا تقوى الحِرَاك ,
باكياً لا تعلم أين أنت , صارخاً في وجه الحياة , مغمضاً عينيك لا ترى , فتفاجئ بحضنٍ دافيءٍ و روحٍ توقظ إحساس الطفولة فيك ,
بينما تتشعُ بين حنايا حاضنتك روح الأمومةِ , نعم إنك إبنها ,
حَمِلَتْكَ فَتَحَمَّلَتْك , ولدتك فحضنتك , حضنتك فدفَّتك , دفَّتْكَ فغذَّتك , غذَّتك فعلَّمتك ,
علَّمتك فدرَّستك , درَّستك فربَّتك , ربَّتك فكبَّرتْك , كبَّرتْك فسألتك ,
سألتك : أيا بني , فلتكن بارًّا بي ,
سألتك فجاوبتك : قد بلغت من الكبر عتيًّا , فصنّي .
كبَّرتْك فتجبَّرت , ظنت أنك كَبُرْت فَصَغِرَت .. ؟!
صَغِرَت فَضَعِفَت .. ؟! , ضَعِفَت فمات إحساسها .. ؟!
إنها أمك .
عاشت بك و فيك مراحل الحياة , أكَّلَتْكَ فَشَرَّبَتك , علَّمتك فربَّتك , فصانتك فحفظتك فزوَّجتك ,
فرعتك و رعت رعيَّتك ,
فأبكيتها فزجرت , و زجرتها فنهرت , و نهرتها فتأفَّفَت ,
بعد أن قمت على سواعدها , تكبَّرت , ويلك ..
ويلك , إنها أمك .
ويلك يا ابنَ قلبها , ويلك يا فلذة كبدها .
حين ربّتك فنهرتها , كبرت فعليها تكبَّرت .
ويلك , إنها أمك .
مالي أراها تبكي اليل حيرانة .. ؟!
مكلومةٌ هي من سواياك يا ابنها .. ؟!
ماذا فعلت , فأبكيت العيون التي لأجلك سهرت بتعب ,
و تعبت لأجلك , فكان التعب لأجلك لروحها بلسماً ,
ويلك حين تراك بعينيها التان لم تبْكِيَا إلاَّ لأجلك ,
ويلك حين يتفطر قلبها شوقاً إليك , و انت بها غير مبالي ,
ويلك .. !!
ليس مني .. !!
فلو كنت أنا صاحبة القرار ها هنا ..
لما أبقيتك يا إبنها .. سوى منحنياً تحت قدميها ,
تلك التي حملتك حتى تعبت , و قامت لأجلك , و لك ,
لكن ..