ازياء, فساتين سهرة

العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > الحياة الخاصة و الصحة > التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية يوجد هنا قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية العلاقة الزوجية Marital relationship و حياة زوجية سعيدة Married life مشاكل الحياة الزوجية و الحلول الثقافة الزوجية السعادة الزوجية حقوق الزوجين


مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو رأيكم في القصص المسرودة في هذا الموضوع
مفيدة جدا وهادفة 81 95.29%
عادية ومستهلكة 4 4.71%
المصوتون: 85. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

 
قديم 10-30-2010, 02:35 PM   #76

حـــــــــنونة


رد: قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية


قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية

غادرت برود وأعلم أن ثمة شعور حزين يغمرها، أعلم أن حديثي أصابها بالقلق، لكني أعلم أيضا أن القلق صديق النجاح، لا أريدها أن تندفع إليه، لا أريدها أن تتهاوى بين يديه بسرعة، كي لا يقرف، ....... أمر غريب أليس كذلك.... إن الأمر بساطة يحدث بهذه الطريقة

تخيلي ما يحدث، أو ضعي نفسك مكانه، فكيف تتصرفين، كان يحب ليزا، ثم اكتشف أنه يريد برود أيضا، ثم بدأ يميل إلى برود أكثر، وعندما لزمه أن يختار اختار برود، بينما في قلبه بعض الود القديم لليزا، ثم ينظر فيرى برود بخير، تضحك وفرحة جدا به، تتطاير حوله كالفراشة، فتعيد لقلبه الإطمئنان، وينسى خوفه من فقدها، فهي له بكل جوارحها، ولا يمكن لامرأة أن تحبه بكل هذا القدر أن تتركه ذات يوم لأجل أي شيء، فيصبح مطمئنا نحوها، فيعاوده الشوق القديم، ويفكر في امرأة حزينة تركها خلفه، ويرى أن بإمكانه اسعاد اثنتين في وقت واحد، فلم لا يغفر لليزا، ويعود إليها، لقد تعلمت درسا، ولن تعيد الكرة، ليزا أيضا ستصبح أكثر تعقلا الآن،




هكذا سيفكر غالبا، وعندما يجره الشوق الكبير، سيعود بلا تفكير....!!!!

لكن أنظرن كيف يعالج الأمر، كيف عليكن التصرف في حالة أن زوجك قطع علاقته بعشيقة ما، لأجلك كيف تتصرفين، لا تفرحي فالله لا يحب الفرحين، بل اهدئي، واحمدي الله، ثم فكري في الخطوات التالية، لأن المهمة لم تنتهي بعد، ......!!!!!

- كنت أنتظر زيارتك بفارغ الصبر، خشيت أن تغيري رأيك... لم يعد بإمكاني السكوت على ما يحدث، زوجي صامت طوال الوقت يفكر، ويطالع موبايله في كل لحظة، ولا يأكل، تصوري، لماذا هو هكذا... هذا يحبها، ولربما يعشقها يا ناعمة...
- صحيح، إنه يعشقها بينما قد لا يحبها، ...
-وهل هناك فرق بين العشق والحب، ...
-نعم، فالعشق هرمون رخيص، أقصد أنه مؤقت يفسد على الإنسان الرؤية، ويفقده وعيه، ألم تسألي نفسك لما يحب زوجك مطربة، لمَ لا يرى مثلا أنها لا تناسبه اجتماعيا، ..... لأن الحب أعمى، وهذا الهرمون مسؤول عن ذلك العمى...
- إذا فالحب أعمى بالفعل، ......
- بكل تأكيد غاليتي، إنه أعمى بشدة أيضا، ..... إن المحب لا يستطيع أن يرى عيوب حبيبه، لا يستطيع أن يقف على نواقصه، يراه كاملا، لأسباب علمية،)
- كلام غريب، لكنه يشبه الواقع إلى حد بعيد،
- هل تذكرين كيف كنت ترين عيوب زوجك في بداية زواجكما، لأنك لم تكوني تحبينه، كفاية، واليوم، أصبحت ترينه وسيما، ومحبوبا، وبدأت ترين فيه ما يغري النساء ويجذبهم إليه، هو أيضا في بداية الزواج لم يكن يحبك، كان ينتقدك كثيرا، لكن بعد أن أحبك، أصبحت في مكانة عالية في دماغه، مكانة لا يستطيع معها انتقادك، إنه المركز المحظور،
- شيء غريب، أنت تقولين أمورا غريبة، لكنها تؤكد كل ما كنا نسمع عنه، .. أكملي علميني أريد أن أعرف المزيد عن هذه الحياة، ....

-إن زوجك الصامت الكئيب الحزين، يعاني من نقص عالي في هرمون العشق، المعروف بالفينيل أثيل أمين، وهو نوع من الأمينات التي تعطي الإنسان شعور بالنشوة وارتفاع في المعنويات، ... كيف أشرحه لك، .... أها نعم، كشرب القهوة، نوعا ما ألا يشعرك بالنشاط والحيوية، أيضا هذا الهرمون يشعرك بالفرح والسعادة، بلا أسباب، فقط مجرد تواجدك مع الحبيب يعطيك هذا القدر من الفينيل، ....
- وهل هذا يعني أن غياب ليزا أفقد زوجي هذا الهرمون، وهل هو مهم لحياتنا، ...
- نعم، غياب ليزا جعل هذا الهرمون يقل نسبيا، ... مما يسبب اكتئابه، .....
- ماذا تقصدين، لست أفهم، ...... أرجوك اشرحي لي بالتفصيل الدقيق، فأنا لا أعرف الكثير عن هذه الأمور إنها علمية، .... ياربي، بدأت أغرق......
(( لاحظت حماسها للمعرفة وخوفها من أن لا تفهم، أو أن تصدمها الحقيقة...))
- سأخبرك أمرا يا برود، هذا الهرمون صديق وعدو في وقت واحد، فهو بحاجة إلى شيفرة خاصة لتحصلي عليه، أي لكي يكون صديقك أنت ويفرز في دماغ زوجك عندما يراك أنت لا غيرك عليك أن تعرفي المفتاح الصحيح إليه، ألا يقال بأن ثمة مفتاح للقلب، هذا ما أعنيه،
- ناعمة، لمرات عديدة، اعتقدت أنك قادمة من قصص أسطورية، .. أنت تؤكدين كل ماكنا نقرؤه في كتب ألف ليلة وليلة، ...... إذا فقد كانت كل المعتقدات صحيحة، ...
- إلى حد كبير، .... للقلب أو بالأصح للدماغ مفتاح خاص بجزيرة الكنز، كنز الحب، لكل رجل وامرأة في هذه الدنيا فتاحا خاصا، يختلف عن الآخر، لا يتشابه اثنان، كبصمة اليد، ...
-إذا هل هذا يعني أن ليزا كانت تمتلك مفتاح الحب الخاص بزوجي..... هل هذا ما تقصدينه،.........
نظرت إليها وقد أشفقت عليها عندما رأيت على وجهها تلك النظرة المحبطة المفجعة، فقلت بهدوء: ليس تماما، ..... قد تكون تمتلك شيفرة واحدة فقط من شيفرات الحب الأربعة، بينما يمكنك أن تكوني أقوى مفعولا،........ عندما تتعلمين كيف تتعاملين مع الشيفرات المتبقية، ......
-أنت جادة أليس كذلك، لا تجامليني، ولا تحاولين تهدئتي...
-جادة جدا، ...... قبل أن نفك شيفرات الحب الخاصة بزوجك، علينا أن نخلصه من اكتئابه، الحاصل من غياب ليزا، لكي لا يتسبب في عودته إليها مجددا،
-كيف ...... ؟؟ لم يعد لدي صبر أشعر أنه قد يعود في أية لحظة....
-الحياة لعبة جميلة، أجمل ما فيها التشويق، أعتقد أنك في المستقبل ستحنين لهذه الحظات، والمغامرات، .. ستذكرينها بشوق،
-بل هي لحظات مرعبة، هيا هلمي أخبريني...
-انظري يا صديقتي، أولا هذا الهرمون سر كبير، لا يعمل كيفما نريد، لكن ثمة خط للتلاعب به، وسأخبرك عنها لاحقا أما الآن فسأخبرك كيف تتعاملين مع زوجك في هذه المرحلة، لاجتياج الألم الذي يعانيه، وحالة العوز التي ألمت به، ... انظري أولا عليك أن تتعاملي معه بكل حب لكن بلا مبالغة، ... ولنتخيل أنكما تجلسان معا على الطعام، ثم شعرت أنه لا يأكل جيدا، تظاهري بأنك أنت أيضا نفسك مسدودة، وأنك حزينة، واستأذني منه، وقومي إلى حالك، اذهبي مثلا إلى غرفة النوم، واجلسي حزينة، فإذا لحق بك، وسألك عن السبب، قولي له لا شيء، ... ولا تخبريه سوى ذلك، ..... في هذه الأثناء، سينصرف عن التفكير بها إلى التفكير بك، والرجل الذي يحب فك الألغاز والتعامل مع الرموز، سيشعر بالنشاط، وسيبدأ عقله في التجاوب معك، وثمة نواقل عصبية ستعمل لصالحك في هذه الفترة، (( هذه النصيحة لا تناسب كل الزوجات، فلكل حالة نصيحة خاصة))،

- جيد، أنا دائما أفعل العكس فعندما أجده حزينا أهرع إلى مواساته، لذلك يملني ويهرب..
-الرجل بشكل عام يحب أن يحل مشاكله وحده، لا يحب المواساة غالبا، فهو يريد أن يبقى في عينيك الرجل الذي يهب للنجدة، وليس الملهوف، ...... فكفي عن لعب دور المغيث ما لم يطلب منك ذلك، ... كذلك فإن حرصك على أن تكوني على مايرام دائما أمر سيء، عندما يبدأ في التفكير في أمر ما كمشكلة في عمله، لا بأس بأن تسانديه بكوب شاي، وجو هادئ، لكن لاتعرضي المساعدة إلا إن طلبها منك، بينما إن كان حزنه لأجل امرأة أخرى فاحزني أنت أيضا، لكي تشغليه عن التفكير في محبوبته الآثمة.....


- نعم، بدأت أفهم، ...... وماذا عن الأغاني، أصبح يستمع كثيرا لأغاني الهجر...
- هذا هم وبلاء آخر، ..... أعلم أنكما تستمعان كثيرا للأغاني، وأنصحك بالتوقف عن ذلك، ويبقى هذا شأنك وحدك، لكن بخصوص نوع الأغنيات فلها علاقة مباشرة بشيوع الزنى والعياذ بالله، فالأغاني في الوطن العربي بالذات لا تتحدث سوى عن الحب والعلاقات المحرمة، فكل يصف محبوبة لم يحصل عليها، أو محبوبة غربية، ولا يتحدث عن علاقته بزوجته، لا يتحدث عن الفضائل، في الدول الغربية المتقدمة، ثمة أغنيات تتحدث عن الصدق، وعن التضحية، وعن المساكين وعن الجياع، وعن الأمل، وعن كل شي يمكن أن يعالج الحياة، ... أقرأ بعض الكلمات المترجمة تأتي بها بعض المجلات، كلماتهم فيها عبرة، .. في الدول العربية لا يشغل بعض مطربينا سوى العشق والجري خلف المحبوب، نحن شعوب منصرفة للهوى على ما أظن....
- رأيك في محله، .... بدأت أرى أمورا مهمة، .... هل أبدأ في تخليص زوجي من الأشرطة من هذا النوع،
-إن كان ولا بد من سماعه للأغنيات، فقومي بإهدائه واحدا يحمل كلمات مفرحة، تناسب حالكما، وتخلصي من كل الأغنيات التي تركز على الفراق، ..... مع أني أجد أن ثمة أناشيد جميلة، تزرع في الروح السمو حقيقة، ... وتتحدث عن الزوجة، والسعادة، إنها قليلة لكنها تفي بالغرض،
- أعطيني أسماء، وأنا سأبحث عنها، وسأحاول تعويده عليها......
- جيد، سأخبرك بأسماء الأناشيد، ...... كذلك في هذه الفترة، أدعوك للتوقف عن تقديم العاطفة المباشرة واستخدمي عواطفك الغير مباشرة للتأثير على زوجك، .....
- ماذا تقصدين بالعواطف الغير مباشرة، .......
- أقصد أن تكتفي بالنظرات الحانية، والمسات الحساسة، والإتكاء عليه لحظة الإسترخاء بحنان، وكفي في هذه الفترة عن التعبير المباشر، كأن تقولي أحبك، حبيبي، وغير ذلك، في هذه الفترة بالذات لا ينفع هذا الكلام، بل يضر غالبا،
-لماذا......؟؟ ما هو السبب....؟؟
-أمر يطول شرحه، سأخبرك لا حقا، أما الآن فسأستأذنك لقد تأخرت كثيرا، ...

كيف حالك، ...؟؟

- يخير ولله الحمد، أتصل بك لأبشرك بأن الأمور تطورت لصالحي، فبعد أن تفهمت وضعه، اختلفت معاملتي له، وبالتالي استعدته وقربته مني أكثر، البارحة على سبيل المثال، كان يتصل بي كل نصف ساعة من عمله، ليطمئن علي، ويستمع لصوتي، ويشعرني بحبه، وحرصه على إرضائي.

- الحمد لله تستحقين كل الخير، ..

- لكن، ثمة أمر أردت أن أخبرك به، منذ يومين، سمعته يتحدث بعصبية عبر النقال، وعندما راجعت الرقم، اكتشفت أنه رقم هاتفها، ثم البارحة عند التاسعة رن هاتف غرفة النوم، ورد عليه بنفسه، فتغير وجهه، ثم أغلق السماعة، وكانت على وجهه نظرة غريبة، وكأن المتصل قال شيء أثار خوفه، وعندما سألته من كان على الهاتف قال لي لا أحد،

- وما رأيك أنت في الأمر..

- أعتقد أنها لازالت تلاحقه، ما رأيك..؟؟

- هذا أيضا ما خطر في بالي، إنها تلاحقه، وربما تهدده، وهو متعب من الأمر،

- تراه يستجيب لها، ..

- إن شاء الله، لن يفعل، لكني أجدك هادئة ماشاء الله، ما السر..؟؟

- لا أعرف، فمنذ أن بدأ يهتم بي، اكتسبت ثقة كبيرة به، ومتفائلة بأن كل الأحداث ستكون لصالحي،

- إن شاء الله، عسى أن يرزقك الله على حسب نيتك، ..

- إن كانت تهدده فهل الأمر في صالحي أم لا،

- لا نستطيع أن نتكهن بالأمر، لكن من دراسة، فإن تهديدها قد يعيده إليها إن شعر أنه تهديد ضعيف ونابع من حب وشوق، وقد يجعله ينسفها من حياته إلى الأبد، إن شعر أنه نابع من حقد وغيظ،

- وكيف سيعرف، ...
- أسلوبها، سيقول له كل شيء...
ومرت عدة أيام قبل أن تعيد برود الإتصال بي،

- لن تتخيل وقاحتها، لقد اتصلت بي على هاتف الغرفة، وحدثتني، عن علاقتها بزوجي، تصوري، ماذا عساي أفعل الأن...؟؟؟ هل أخبره بما فعلت، أم أتصرف كأنها لم تتصل،

- ماذا قالت لك بالضبط..

- وماذا عساها تقول، طبعا حكت لي تاريخ علاقتها بزوجي، وبالتفصيل الوقح، ولولا أني أغلقت السماعة في وجهها لكانت تمادت أكثر، اسمعي هاهي تتصل إنها تلح في الإتصال، ..

- ردي عليها،

- لا أريد، كلامها يمزقني،

- لا بأس ردي، وضعيها على المتحدث الجهوري، لأسمع ما تقول، وليتك تسرعين أولا بإحضار مسجلة لتسجيل المحادثة،
- سأسجلها عبر الموبايل، ..

- هل يتسع،

- نعم،

- جيد، ردي بسرعة،

ردت برود بعصبية عليها: ألو..

- كيف حالك برود، أعرف أن مكالمتي أزعجتك، لكني أردت أن أطلعك على المسخ الذي غشنا نحن الأثنتين،
- لا أسمح لك بنعت زوجي بالمسخ،
- ألازلت تحبينه، بعد أن خانك،
- أنا لا أصدق ما تقولين، أنت مدسوسة لإفساد سعادتي،
- لا بأس إن لم تصدقي، لكني أحمل الأدلة كما أني أعرف كل شيء عن حياتكما، أعرف كل شيء،
- مثل ماذا، ...
- أعرف عدد أبناءك، وأسماءهم، ولدي صور عديدة لهم، كذلك أعرف أنك عانيت نزيفا رحميا مدة ستة شهور بعد طفلتك الثانية، ...!!!
- وماذا في ذلك كل صديقاتي وقريباتي يعلمن ذلك....!!
- نعم لكنهن بالطبع لا يعرفن أنك لا تنامين قبل أن .. وأنك تحبين ....، وأن لديك شامة حمراء في ....

- من أخبرك كل هذا، هذا غير صحيح، ...
- لا بأس إن كان غير صحيح، لكنه إن كان صحيحا، فلا بد أن زوجك الوحيد الذي أخبرني بذلك، أم أن كل صديقاتك أيضا يعلمن أمورا خاصة عن علاقتك الحميمة بزوجك، ..
- أيا كان ما تقولينه، أنا لا أصدق أن زوجي يخوني، ..
- لأنك غبية، ومثلك تستحق الخيانة، عندما أخبرني كم أنت غبية ومادية، وباردة، لم أصدق، لكن يبدو لي الآن أنه كان على حق،
- ماذا تريدين ...؟؟
- أريد أن أريك الحقيقة التي غابت عن عينيك، زوجك ليس سوى خائن، ولست أنا الوحيدة التي في حياته، كان يعرف امرأة أخرى اسمها جوليا،
- وهل تعرفين جوليا..
- نعم، أعرفها تمام المعرفة، إننا نقيم علاقات مشتركة مع مطر،
- ماذا تقصدين
- أقصد ما فهمت، مطر شاذ، إنه يقيم علاقات جماعية، أي نحن الإثنتين على فراش واحد،
- كاذبة، فجوليا خرجت من حياته منذ زمن،
- وصدقت، إذن راجعي فندق ( ) حيث كانت تقيم الشهر الماضي، .....!!!
- بأي حق تتصلين بي، ولماذا ترغبين في إفساد حياتي، ألا تخافين الله، ألا تخافين الله، كلامك هذا فيه قذف خطير لزوجي، ولن أسامحك عليه،
- وماذا فعلت بك، هل خطأي، أني أشرح لك الحقيقة، ......
- خطأك الكذب، زوجي وإن أقام علاقات، لكنه لا يمكن أن يكون شاذا بهذه الصورة، أنت مقرفة، وكلامك ينم عن إنسانة دنيئة، حسبي الله عليك،
أغلقت برود الهاتف بعصبية، وانهارت تبكي،
- هل سمعت، هل سمعت ما قالت، زوجي شاذ، لا أصدق هذا الكلام، لا بد أنها كاذبة، وتريد الإيقاع بيننا، إن صدق كلامها، ستكون القاضية، إن صدقت سينتهي كل شيء، لا أتخيل أني كنت أعيش طوال تلك السنوات مع رجل بهذا الغموض لا أعرف عنه أي شيء،
- اهدئي، يا برود لا تقسي على نفسك، في النهاية هذا كلام مغرض، ولا دليل عليه، ومجرد تفكيرك بأنه قد يكون صدقا، يعتبر ظنا، وإثما،
- ماذا أفعل، إنها تحطم ثقتي فيه، كلامها يزعزعني، ... هل أتصل بالفندق الذي قالت عنه، وأسأل إن كانت جوليا فعلا قدمت الشهر الماضي،
- لا ... لا تفعلي، لأنه حتى لو كان كلامها حقيقة، فهذا لا يدل على أن ما قالته بشأن العلاقة الشاذة، حقيقة، فجوليا لها أعمالها هنا وأنت تعلمين،
- إذا .. كيف أتأكد، وماذا أفعل بالتسجيل، هل أطلع زوجي على ما تدعيه، بصراحة لم يعد بإمكاني التجاهل، الأمر أخطر من مجرد شعور، كل جسدي مستفز، إني أنتفض، حسبي الله ونعم الوكيل، ما السبيل يا ربي، ما السبيل، ...؟؟؟
- يا الله، كيف بني آدم ضعيف، كلمة تهده، هكذا يابرود، مجرد كلام، من تلك الساقطة، جعلك تنهارين، إنها تتهم بلا وجه حق، ولا دليل، ... ولعلها كاذبة، فقط ترغب في تحطيم ثقتك فيه، ترغب في دس السم في قلبك عليه، فلا تسمحي لهأ،
- أخشى أن يكون كلامها حقيقة،..
- وماذا لو لم يكن حقيقة، ماذا لو كان مجرد كذب في كذب، ستكون ساعتها قد انتصرت عليك، وفعلت بك ما أرادت، تكون سممت حياتك، وانتصرت ..
- هاهي تتصل من جديد، ..
- ردي عليها،
- لا أريد أن أرد، صرت أخشى أن تقول لي شيئا آخر يميتني، بت أخاف منها...
- بل ردي مبتسمة، وكلما سردت لك واقعة اضحكي باستهزاء الواثقة، دمريها بهدوئك وثقتك، ولا تهتزي، وسجلي المكالمة أيضا،
ردت برود بهدوء مفتعل: ألو..
- لماذا أقفلت السماعة، ..
- مشغولة، ..
- وأنا لن أعطلك ، فقط سأعطيك رقم جوليا اتصلي بها، وهي ستخبرك الحقيقة، طبعا هي لن تتحدث عن العلاقة الشاذة، فهي متكتمة، لكن اسأليها إن كانت لازالت على علاقة بمطر أم لا،
- لا أريد رقم جوليا، ولن أتصل بأحد، وسواء كنت صادقة أم لا، فكل هذا لا يهمني، المهم أن زوجي اليوم معي، ...
- معك إلى متى، حتى يجد لعبة جديدة يلهو بها، .. البارحة كان سهران في ال( )، وكان يرقص مع شقراء، اسأليه إن كان سينكر،
- في أية ساعة.....
- بعد الثانية عشرة تقريبا، ....
- كذبت فقد كان نائما قربي هنا في البيت، .....
- تتسترين عليه،
- بل أقول الصدق، حتى وإن لم تصدقي، والآن أجدك كاذبة في كل ماقلت، وعلى فكرة، لا تتخيل أن الأمر سيمر بساطة، فسوف أريك..
- نعم، كحادثة الصور، تظنين أني لم أفهم، فقد أرسلت لك الصور، ولم أضعها على مساحة السيارة، فكيف وصلت إلى هناك، أنت اطلعت على الصور ثم وضعتها على المساحة، .. أنت ماكرة، كان يجب أن أعرف أنك لست سوى حية رقطاء، سلبتني حبيبي،
- حبيبك هذا زوجي،
- أنت لا تستحقينه، ماذا لديك لتقدميه له، لا شيء، مجرد آنية فخارية قديمة ومشروخة، تثير الغبرة أينما حلت،
- يبدو أنك لم تريني، ولربما نقلت لك أخبار خاطئة عني، .. على كل حال، لا يهمني رأيك بي، المهم أن زوجي مقتنع، ويحبني، .. ويبدو أني سأطلب منه تغيير أرقام هواتفنا، لأننا في سنوات عسل طويلة، ولا نريد إزعاجا.. مع السلامة..
أغلقت برود الهاتف، وقالت لي: هل سمعت، بدأت أشك في كلامها، قد تكون كاذبة بالفعل، فلا أصدق أن زوجي شاذ، بهذه الصورة..!!
- بإذن الله، إنه ليس كذلك، ..
- ماذا أفعل بالتسجيل، هل أسمعه الشريط، ...
- دعينا نفكر، علينا أن نحسب الخطوات القادمة بدقة، هناك كلام مهم علينا حذفه أولا، بشأن الصور، احذفي هذا الجزء، لكي لا يشك في الأمر،
- نعم فكرت في ذلك، ..وبعد،
- دعيني أفكر وسأرد عليك، حالما أجد حلا مناسبا، .. وأنت أيضا فكري، لعلك تهتدين لحل أمثل،
- نعم سأفعل،
- وحتى ذلك الحين، أوصيك بالصبر، ولا تتهوري، ولا تسمحي للشك بالسيطرة عليك،
- إن شاء الله، سأحاول، شكرا لك

 
قديم 10-30-2010, 02:37 PM   #77

حـــــــــنونة


رد: قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية


قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية

أغلقت الهاتف، واتصلت مباشرة بالفندق، وسألت إن كانت جوليا قد أقامت به مؤخرا، وتأكدت أنها بالفعل كانت هناك، .......!!!

بينما أغلقت برود الهاتف، وهي تحدق نحو الأرض، و تتساءل هل يمكن أن تكون ليزا صادقة، هل يمكن أن يكون زوجها شاذا..!!! شعور مخيف، مرعب، فكل شيء يمكن للمرأة أن تجتازه، إلا أمرا كهذا، فأن يعشق الرجل ويخون، لا بأس، لكن أن يكون على تلك الشاكلة، فهذا أمر مفزع،
حتى المشاعر تتغير، فأن تنظر لإنسان باحترام وحب، ثم ترى عدم استحقاقه للإحترام، وبل تجره دناءته إلى امتهان ذاته بتلك الصورة،

كانت برود تفكر نحو الأمر وكأنه قاطعا، ثم تعود لتفكر وكأنه لا يمكن أن يكون صدقا، بات تصارع الرأين، وفي الحالتين بات الأمر مرهقا، ومفزعا،
الكثير من تلك الحكايات، مرت أمامي، فعندما تستعيد الزوجة زوجها، لا تستلم بعض العشيقات، بل يقاتلن بكل شراسة، فمنهن من يصل بها الأمر إلى محاولة إيذائه جسديا، وهناك من تفعل كما فعلت ليزا، حيث حاولت تدمير حياة مطر وتشويه سمعته، بل وكادت تقتل والدته كما سترون لاحقا،
وإني عندما أسمع عن الجرائم التي تقترفها العشيقات، في سبيل استعادة الرجل أو الإنتقام منه، لا أكاد أصدق، فثمة قصص أغرب من الخيال، وفي الوقت نفسه، أستغرب، كيف تكون بهذه الشراسة في سبيل استعادة رجل لا يخصها، بينما الأخرى التي هي زوجته وحلاله، تتنازل عنه بطيب خاطر،

طبعا رأي علم النفس في الأمر، أن الزوجة غالبا ما تكون من بيئة اجتماعية ترفض هكذا تصرف، فيما العشيقة غالبا تتيح لها تربيتها أو معطياتها النفسية القيام بذلك،

لكن تفسيري الخاص لهذه السلوكيات من قبل بعض العشيقات،

أولا: هو إحساسهن المرادف لكونهن عشيقات، فهي تتخيل أنها القادرة دائما على جلب الرجال، فما أن يتركها رجل ما، لا تكاد تستلم للشعور بالهزيمة، فتحارب لتستعيد ثقتها في ذاتها،
العشيقة، لديها صورة داخلية جميلة عن قدرتها على إغواء الرجال، وياويل الرجل الذي سيفكر في تحطيم تلك الصورة،
ثانيا: لكن لديها أيضا صورة أخلاقية قبيحة عن ذاتها، وهي تحمل المجتمع مسؤولية ماهي عليه، وتكره ذلك المجتمع الذي يستنقصها وينظر إليها بدونية، فما أن يحبها الرجل، حتى تشعر معه بالأمان، وترى أنه أعاد إليها بعض الكرامة، فإن تخلى عنها، عاودها الشعور بالظلم، فهاهو حبيب آخر يعاملها بتكبر، يستعملها ثم يرمي بها، ناسيا كل العهود، إنها تعلم أنها غير صالحة للزواج في نظره، وهذا يزيدها ألما، فتقر أن تنتقم من المجتمع الذي يرفض إعطاءها الفرصة لتحيا، حياة طيبة،

على كل حال، مطر شأنه شأن كل الرجال، لم يكن يطمح بالزواج منها، كانت في حياته كجوليا، وكغيرها، لكنها كانت حبا جديدا، فقد بريقه مع الأيام، ...
فوجئت باتصال من برود: ألو
- لن تصدقي، تلك الماكرة، اتصلت بأم زوجي، وأخبرتها بأنها وزوجي متزوجان سرا، وأن لديها منه طفلين، وأم زوجي في المستشفى، ارتفع لديها الضغط، وأنا في الطريق إلى هناك،
- يالها من شر مصور،
- مجنونة، طبعا سأخبرك بكل جديد، حالما أطمئن على عمتي، الله يشفيها.

عندما وصلت برود إلى المستشفى، كان زوجها هناك، يتناقش مع أخيه الأكبر، وكان ثمة حوار ساخن واضح بينهما، ..
- كيف حال عمتي،
- بخير، ماذا جاء بك..
- جئت أطمئن عليها،.. هل من مشكلة،
- عودي للبيت وأنا سأطمئنك عليها،

لكن شقيقته خرجت من الغرفة،
- أهلا برود، تعالي، أمي تريدك على انفراد،
قال مطر متوترا: تريدها لأي شيء،
ردت شقيقته: أصمت أنت، يكفي حتى الآن،
دخلت برود الغرفة، لتجد أم مطر في حالة حرجة ، وتكاد تجر أنفاسها بصعوبة: تعالي يا بنتي، اقتربي،
اقتربت برود من العمة، وقبلت جبينها، وسالت دموعها: الله يشفيك يا عمتي،
فجأة دخل مطر: أمي، أقسم لك أن كل ما سمعته كذب، أقسم لك أنه كذب،
قالت شقيقته: زوجتك يا مطر تعلم كل شيء، أنا أخبرتها على الهاتف،
قالت العمة: اسمعي يا برود، أوصيك، ثم أوصيك، مهما حدث بينك وبين مطر، ومهما صار، لا تتخلي عن أبنائك وبيتك، .........ثم بكت،
لم يتحمل مطر الموقف وخرج، .........
قالت برود: لا تقلقي يا عمتي، ما سمعته غير صحيح، أنا متأكدة أن مطر ليس له أبناء من امرأة غيري، وتأكدي أني أعرف كل شيء،
نظرت العمة لبرود بقلق وقالت: تعرفين كل شيء، هل هناك ما تخفينه،
- ليس الكثير، كانت تعرف مطر، لكنه تركها منذ مدة، وعاد إلي، ومنذ ذلك الحين وهي تتصل بي وتسمعني الأكاذيب، وقد تأكدت بنفسي أن لا أبناء له من امرأة غيري، فاطمئني،
امتلأ وجه أم مطر بالبشر، وقالت: الله يسمع منك، شبعنا فضائح، مللنا، نريد أن نرتاح،...
عندما خرجت برود من غرفة عمتها، سمعت صوت مطر وهو يتحدث عبر الهاتف، خلف الستائر، مع أحد أشقائه، ويقول: أقسم لك أنها كاذبة، لم أتزوجها، وليس لدي أبناء سوى من برود، والله إني قطعت علاقتي بها منذ زمن، يا أخي صدقني، هذه تحاول الإنتقام مني، إذ تركتها منذ فترة،
أقسم لك أني صادق، إن كان لي أبناء منها فأين هم، قف معي، وساعدني، اقنع أمي أني صادق، أخبرها،
يا أخي عندما تعرفت إليها كانت هادئة كالملاك، لم أتصور أنها تحمل وجها كريها كهذا،
وما أدراني، كلكم تمرون بعلاقات وتمر على خير، ما أدراني أنا أن حظي سيكون مع هذه المريضة، منذ عرفتها لم أرى منها إلا الطف والضعف ويوم تركتها توحشت،
كيف أتصرف معها، تعبت، فهي تلاحقني في كل مكان، حاولت أن تسمم علاقتي بزوجتي، تصور حتى في أعمالي تلاحقني، وتصل بكل من تربطني بهم علاقة عمل، سممت حياتي، .. تعبت، لا أعرف حتى أين بات تسكن، فعندما زرت شقتها قالوا لي أنها انتقلت، ..
والله، ثم والله، لم أفعل، .. كيف أقنعك، أني لم أتزوج بها،
نعم ثق وآمن، لم أتزوج بها، وليس لي منها أولاد،
نعم، فعلت، لكني لم أجد لها عنوانا،
كيف أبلغ عليها، هل أعرض سمعتي للفضائح أكثر مما أنا فيه،
أعرف مكان عملها، لكنها في إجازة من أسبوعين، ....

مرت برود بهدوء، وهي لا زالت تستمع لصوت زوجها المخنوق، وهو يعتذر بكل الأشكال لشقيقه، ويرجوه المساعدة،

كانت برود تفكر، هل ما أصاب زوجها اليوم، هو وبال ظلمه لها، هل ما هو فيه من هم، يعادل الهم الذي ألقمت يداه فمها، ... وبغير تفكير، رفعت يديها للسماء وقالت: "" ربي أنجي زوجي، واصرف عنه الهم والغم، فإني قد سامحته، فأغفر له، وانصره على من ظلمه، ويسر له أمره، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا""
وبينما كانت برود في طريقها للبيت، رن هاتفها الجوال: ألو،
- أين أنت، ....؟؟
- في طريقي للبيت،
- لم تخبريني، هل صدقت أنت الأخرى ما يقال، ....
- لا داعي للنقاش في الأمر الآن، اطمئن على والدتك، وأنا سأغدي الأولاد، وأعود للمستشفى.
عندما عادت برود إلى المستشفى كان الجميع هناك، وكان القلق باديا على وجوههن، سألت برود : كيف حال عمتي،
- نقلت إلى العناية المركزة،
- ماذا حدث، ...؟؟
لا جواب كل ينظر للآخر، بلا جواب،
كانت برود تشعر بأنها الوحيدة التي تقف في المكان الخطأ، وكأن الجميع يستغربون بقاءها بهذا البرود، بعد كل ما سمعته عن زوجها، البعض يقدر لها الموقف، والبعض الآخر يستغرب، لكنها لا تستطيع أن تخفي شعور بالإحراج بدا ينتابها،


وبعد أن تجاوزت العمة مرحلة الخطر، واطمأن الجميع عليها، عرضت برود أن تبقى بصحبتها حتى الصباح، لكن عرضها لم يكن مناسبا، فثمة أطفال صغار في بيتها، بينما نامت شقيقة مطر بصحبة العمة،
وعادت برود مع مطر إلى البيت، .. كانت صامتة طوال الوقت، وكان مطر يقود إلى جوارها، بهيئة تثير الشفقة، لأول مرة يكون بهكذا مظهر، ملابسه متسخة، ورأسه بلا غتره، شعره منكش، وجهه قاتم، .. لم يتحدث معها في أي شيء، لكن عيونه الحمراء والشفاه المزمومة تكتم قهرا عميقا، ...
عندما أنهت برود العناية بأطفالها وعادت لغرفة النوم، وجدت زوجها قد نام على السرير بثيابه المتسخة، وقد أطفأ الأنوار، فأحست أنه يبكي بصمت، فدخلت بهدوء، وتحركت في الظلام صوب السرير، واستلقت، .........
كانت تمني نفسها بنهاية على الأقل لهذا اليوم المؤلم، لكن جرس الباب الذي بدأ يرن بجنون، دفعهما للنهوض سريعا، بدأ قلب مطر يخفق بشدة، وبرود أمسكت أنفاسها، هل يعني هذا أن العمة قد........
عندما فتح مطر الباب، كانت شقيقته الصغرى تقف هناك، وتمسك بيديها صورة، وقالت بقرف: خذ......
أخذ مطر الصورة، وما أن رآها حتى صرخ بعنف: لا لا...
فقالت شقيقته: كل أفراد العائلة لديهم نسخة منها الآن، ...و جدتها على مسّاحة سيارتي، عندما غادرت المستشفى،
أصيب مطر بانهيار شديد، وبدأ يحدق في أخته، ومد يده وأزاحها من طريقه وخرج،



فيما همت برود بسؤال الشقيقة: ماذا أعطيته، .....؟؟
قالت الشقيقة باكية: صورة له، إنها صورته وهو عار مع امرأة أخرى، ...... ستعرفين على كل حال، فالصورة نسخت وزعت علينا، أحدهم فعل ذلك،
- ومن هي التي معه..
- وجهها محذوف، ... لا أعرف من تكون،
- ولماذا أريته،
- ليعلم أي فضيحة مستنا من أفعاله، كيف سأري وجهي لزوجي بعد اليوم، وأهل زوجي، كلهم شاهدوا الصورة، كلهم بلا استثناء، كانوا معنا، رأيتهم في المستشفى، ثم وجدوا النسخ على سياراتهم، ولعلها موزعة على كل السيارات هناك بلا استثناء، ....
وبكت بنحيب: يا ويلينا من الناس، ..
صمت برود، وكأن شاحنة بسرعة 300 متر في الساعة صدمتها، فتفرقت أشلاءا في الفضاء.....
- توقعنا أن زواجك منه سيغيره، ظننا أنه سيعقل، لكن يبدو أنك كنت مشغولة بنفسك عنه، كنت طوال الوقت تجرين خلف نجاحاتك الشخصية، مهملة له، أنت تتحملين المسؤولية، أنت زوجة فاشلة.
- لا أسمح لك، أنا بذلت كل ما أستطيع لأجله، وقد عانيت منه كفاية، ولا يحق لك أن تأتي اليوم لتلوميني على أخطائه، أخوك أراد أن يعيش بطريقته، وإن كنت قد غيرته مؤخرا فهذا لأني عالجت أمراضه النفسية،
- ما الفائدة بعد ماذا، أين كنت قبل ذلك، إن كنت عانيت مع أخي، فأنا تزوجت سكيرا، زوجي كان يدخل علي كل ليلة ورطله في يده، يوسخ الفرش، ويحيل لي البيت حماما، ومع هذا صبرت، وعانيت وغيرته، .. الواعية تستطيع، لكنك كنت أنانية، كنت لا تفكرين سوى في نفسك، تركته لبنات اليل، تركته وتجاهلت، كنت أسألك مرارا عنه وكنت تقولين لا تعرفين عنه شيء، أي امرأة تهمل زوجها إلى هذا الحد، فرحة بعودته الآن، بعد ماذا بعد أن خسرنا كل شيء، ....
ردت برود بغضب: أخرجي من بيتي فورا، .... ماعدت أطيق كلامك،
- لماذا ألأنه صادق، ...... على كل حال خارجة أنا وأتمنى أن أسمع خبر موت مطر، لعله بعد ما فعل ينتحر ويريحنا.....
- كيف تتحدثين عن أخيك هكذا..
- منذ اليوم لم يعد أخي..

لا أعرف بأي كلمة أصف لك مشاعري التي تضاربت تلك الحظة، فبمجرد أن سمعت عن الصورة من شقيقته، انتابتني خيبة الأمل الكبيرة، فقد شعرت أنها نجحت وبجدارة، اختطفت مني ثمرة تعبي، ودهستها، كأنها تقول لي بي أو بدوني لن تهنئي معه، كأنها تسخر مني، فجأة وجدتني خسرت كل شيء، كل شيء )) كانت برود تتحدث معي، في حديقة منزلها، مندهشة، عيونها حائرة، بلا قرار، وبين وقت وآخر، تثبت عينيها بعيني وتسأل: (( هل كان ذنبي استعادته، هل أخطأت عندما فعلت ذلك..؟؟ ..

أمر آخر عصف بي، كلمات شقيقته، على الرغم من أني لا أجد لها عذرا في تهجمها علي، لكني للحظات شعرت أنها كانت تروي حقيقة أمري، لأول مرة أجد امرأة ضخمة، تقف أمامي تقذف في وجهي الشتائم والوم، بدت لي شقيقته كجنية كانت تراقبني، كأنها تعلم كل ما كان يدور بيني وبين أخيها، وكأنها عرفته أكثر مني، كنت أقول لنفسي ما تقوله غير حقيقي، فأنا في الواقع حاولت، لكنها كانت مصرة، كان كلامها عين الحقيقة الذي أصاب المصاب، هل فعلا أنا الملامة، هل تخليت عنه، .. وجدت أني فعلت بإصرار، كنت أتخلى عنه خطوة بخطوة، كنت أتركه وأتجاهل، حماية لكبرياء زائف، كان يمكني، أن أفعل معه ما أفعله الآن، أنا كنت أعرف كيف أستعيد حبه، حتى بدون نصائحك كنت قادرة، كنت أعرف كيف أستميله، كان جزء مني يعرف يا ناعمة، لكني كنت أعاند، حتى عندما استشرتك لأول مرة، اعتقدت أنك ستجدين لي وسيلة لإذلاله والإنتقام منه، لكن بعد أن تعرفت إلى نمطه، شعرت أنه علي أن أستسلم، وأن أعيش معه بمودة، ........))




(( لا أعرف ماذا عساي أن أفعل ... أأشرح أم أقول، فكلام أخته الجمني، كيف علمت عني كل هذا، كيف عرفت أني تركت حبيبي، وسنوات عمري تتسرب من بين يدي كالماء، ومن ذا الذي سيعوضنا عما مضى من سنوات عمرنا، من سيعيد لنا كل تلك السنوات، ها أنا اليوم أجني ما زرعنا معا، .. لقد بكيت طوال اليل، ولم أسمح لنفسي بالإتصال بك، لا أريد مواساة أحد، ولا أريد أن يخبرني أحد بأني مظلومة،



أردت أن أرى حقيقة ذاتي في ذاتي، أن أراها كما يريدني الله أن أراها، فكم من مرة أغضبت زوجي وكان الله يعلم، وكم من مرة تركته بلا مبالة وكان الله يعلم، وكم من مرة استسلمت لوقع الظلم وكان الله يعلم، ......!!! لكن ما حز في خاطري أن كل من حولي كانوا يرون ويعلمون، شقيقته هذه بالذات ما كنت أراها كثيرا، بسبب سكنها في إمارة أخرى، ما كنت أراها إلا كل فترة وفترة، ومع هذا فهمت وعلمت، أني لم أكن زوجة بالمعنى الحقيقي، كنت خيال زوجة، لم يكن لدي تلك القوة التي تمتلكها الزوجات الحقيقيات، ...))



( طوال الوقت كنت أعيش بأنانية، فقد تزوجت هذا الرجل لأنقذ نفسي من بئر العوانس، ولأرضي أمي، وأهرب من بيت أهلي، وفكرت أني قد أربح أكثر بكثير لو جعلته يحبني، فعندما لم أفلح، قررت أن أكتفي بالأرباح المضمونة، ولا أخاطر بها، فتركته يلهو ويلعب بشرط أن يبقيني في عصمته، تركته وأنا أعلم أن بعض المخاطرة لن تضر، كان بإمكاني على كل حال أن أنسى وجع الكرامة الشيطانية جانبا، وأبادر، وأتنازل، وإن صدني ريتني لبست أحلى ما عندي واقتربت بحب، ليتني في كل مرة كان يهرب فيها مني، كنت أبتسم له عندما يعود، ليتني أخبرته يوما عن المشاعر الطيبة التي أكنها له، ليتك تعلمين كم فرصة مرت أمام عيني ورفضتها، كنت أبخل على نفسي بالمحاولة، خوفا من الرفض، فماذا لو رفض، ما كانت الدنيا ستنتهي، ما كان الكون سيأفل، سيبقى كل شيء على حالة وكان الله غفر بها لي أو أحسن بها إلي،

ماذا لو حاولت آلاف المرات وفشلت، ...... ماذا كنت سأخسر، ..... كرامتي، التي خسرتها فعلا...

وفعلا اليوم بالذات، ........!!!! لم يعد لي وجه أواجه به الناس، كل الناس ستنظر لي اليوم على أني الناقصة التي خانها زوجها، ولن يقولوا ذلك الزوج الخائن، بل المسكين الذي لم تكن زوجته عاقلة بحيث تكفي حاجته، هاهو اليوم قد خانها، هي المسؤولة، ..... أليس هذا ما يقوله الناس دائما.....!!!!! )


( أذكر أني حاولت ذات مرة، حاولت أن أقترب، فصدني، فكرهته، وقررت أن أهجره بدوري لأنتقم لكرامتي،..........!!!! كم بت أكره هذه الكلمة، التي ضج الإعلام بها، وجعلنا عبيد لها، .. لا كرامة اليوم، ......... ياه.. !!!!!)


( عندما يكسر عقد ( من الذهب) عزيز علي، أحاول البحث عن صائغ جيد، ليصلحه لي، فأنا لا أنوي بيعه، وعندما يفسد زوجي أب أبنائي، أبيعه، ..... كيف يحدث هذا، كيف يصبح الأمر بهذا الشكل، .. ماذا كان سيحدث لو أغدقت عليه الحب، ودته كما أود أخي، ....... فأخي لو أخطأ في حق زوجته سأتمنى لو أنها تسامحه، سأتمنى لو أنها تعطف عليه وتحتضنه، ولن أقبل أن تهينه أو تقسو عليه، فهو أخي قطعة من دمي، فلماذا إذا لا نعطف على أولاد الناس، هم أيضا لهم ظروفهم، هم أيضا مساكين، لعل ما هم فيه من بلاء لأسباب خارجة عن إرادتهم، ..

بعد أن سمعت كلامك، بعد أن غيرت أفكاري وأهدافي، بعد أن أحبت استعادته، وسامحته، أصبح الرجل الذي أريد، أصبح الفارس الذي حلمت به، وكأنه كان مختبئا قريبا خلف جلده في انتظار دعوتي الصادقة ليظهر، عندما أصبحت التي يحلم بها، بات رجلي، .. والآن لا أريد أن أخسر هذا الحلم الجميل، وجاءت تلك الوقحة لتهدم كل شيء، لكني لازلت أرغب في العيش معه، لم يعد يهمني الناس، يمكني أن أحيا وأطفالي سعداء عندما نتجنبهم جميعا، المهم هو، ....... تخيلي كيف بت أفكر، وماذا كنت أفكر، كنت أنظر له كعدو مبين، كنت أبحث عن فرصة تلو الفرصة لأنتقم منه، كنت أدعو الله أن يبتليه لأهزأ به، واليوم، كم أشفق عليه، أشعر بفؤادي فارغا إشفاقا عليه، ..... ليته يعود للبيت لأواسيه، وأخبره أنها ليست نهاية الدنيا، وأن بإمكانه أن ينسى والناس ستنسى، أريده أن يعود لعلي أستطيع أن أهون عليه.....

هل تعتقدين أن مكروها أصابه، منذ ليلة أمس لم يره أحد، فبعد أن خرجت شقيقته، اتصلت بشقيقه، الذي كان قد رأى نسخة أخرى من الصورة، وطلبت منه أن يبحث عنه، .. أخاف أن يقتلها، فيدخل بها السجن، ونحرم أنا وأبنائي منه طوال العمر، .. )



ثم صمت، واسترخت على الكرسي للوراء، وأغمضت عينيها، وكانت يداها تخفقان برجفة، فلمستها فإذا هي باردة كالثلج، ........ وناديتها : برود........ !! فلم تسمعني، فقلت من جديد: برود، هل أنت بخير.....
لكنها آثرت الصمت، وأغمضت عينيها بشدة، فسالت دموعها متلاحقة، ......... فقلت لها: سيعود بإذن الله.. وسيعود الوضع أفضل من ذي قبل، فقط آمني بالله، وتأكدي بأنه حب وابتلاء..... ما رأيك لو تتصلين بشقيقه فتسألين لعله وجده الآن......!!!
-بت أخشى الإتصال، .... اتصلت اليوم عشرات المرات، حتى بات لا يرد علي...!!!
-لا بأس اتصلي من جديد، لعلهم وجدوه.....
-لو وجدوه لكانوا اتصلوا بي، متأكده بأنهم سيتصلون، ..... ماذا تتوقعينه فعل طوال هذا الوقت، هل ذهب بحثا عنها، أم سافر هربا من الناس..... أم فعل بنفسه شيء...!!!
-بل ربما ذهب بحثا عنها،........ هكذا يتصرف الجنوبيون إنهم لا يهربون، إنهم أقوى من ذلك، ..!!
-حقا، أمتأكدة من كلامك،
-الله أعلم، وأظن أن ما أقوله صحيح، هم لا يهربون ولا ينتحرون، لديهم مناعة كبيرة ضد هذه الأشياء، الجنوبي يهرب من الضغوط والصدمات بالإدمان، غالبا، لكنه لا ينتحر،... لذلك فهم إما يدمنون النساء أو المخدرات أو المسكرات، أو الإسراف، ....... أي شيء يمكن الإدمان عليه.....
-تعتقدين أنه زار ملها ليليا ليشرب،.. هل هذا ما تلمحين له..
-قد يكون كذلك، ..........
-لكنه ترك الشرب منذ فترة طويلة،.......... فهل تعيده الصدمة للشرب.!



-أعتقد ذلك والله أعلم، وأظن أن ثمة مرحلة لا زالت أمامك إن حدث ما نخشاه...
-كيف تعرفين ذلك........ أرجو أن لا يكون الأمر كما تقولين.......
-يا برود، ليس كل ما أقوله حقيقة، إنما هي استنتاجات أبنيها على معطيات فقط، فلا تنظري لي هكذا، أنظري غاليتي، زوجك شخصية جنوبية، وهؤلاء يولدون وفي أجسادهم استعداد جيني للإدمان، جهازهم العصبي مؤهل للأمر أكثر من غيرهم من الشخصيات، رغما عنهم، كما أن أجهزة الشمالين العصبية تكون مجهزة أكثر للتسلط، هل فهمت، لكن هذا لا يبر أفعالهم بالطبع، لكنه يبر اتجاههم الغير سوي لعلاج أمور حياتهم، مثلا الشمالي كان بإمكانه أن لا يتسلط، ويصبح إنسانا بهدي الله أفضل ، وكذلك الجنوبي بإمكانه بدلا من التعويض بالإدمان، أن يواجه الأمر، ويثبت....؟؟؟
-وهل من علاج، ..؟؟
-نعم ، فما أنزل الله من داء إلا وله دواء، ........ لكن دعينا نأمل أن لا يكون شيئا من هذا قد حصل، وأن يعود أفضل مما كان.......
-أنت تعلمين، أنه رقيق القلب ولا يحتمل الصدمات، أشعر كثيرا أني أقوى منه، لكني أحبت قلبه الطيب، وسماحته، ...... تعلمين لم أكن أرى تلك الشهامة التي في نفسه، عندما أتذكر يوم أدخل السيارة المرآب إذ كنت حاملا، وأطعمني طبق الرز، وأفكر كيف لم أفكر يومها بأن في داخل هذا الرجل خصال طيبة، كيف لم ألاحظ.....!!!
-لا بأس الإنسان غير معصوم من الخطأ، ..... وها أنت لا زلت بخير، وسيعود بإذن الله.....
-أصدقيني القول، هل يمكن أن يكون شاذا......
-لا يمكن، ذلك احتمال 1% فقط، أي نارد الحدوث، فالجنوبي الجنوبي، به خصال خاصة جدا، لا يمكنه معها أن يعاشر اثنتين على فراش واحد، وهو عاطفي، وجنسانيته العالية هي ثمرة عاطفته الجياشة، والمعاشرة الجماعية، تكون من نصيب الرجال المتخصصين في ذلك لأجل الدعارة، أو رجال لديهم مشاكل جنسية، وزوجك لا يحمل أيا منها.
-متأكدة....... ( وتنظر في وجهي)
-لا أجاملك، أقول الصدق، فإن ودت مجاملتك، صارحتك لكن برفق، .....
-جيد، أعرف ذلك، فقط أحبت التأكد، .. وماذا عن الصورة، كيف يتصور معها عاريا..
-أعتقد أنها صورت له خلسة، دون أن يعرف، لربما كانت تصور (فيديو)، في الخفاء، وانتقت هذه الصورة بالذات ليبدو فيها واضحا بينما لا يتضح وجهها، .....
-نعم، لعلها كذلك، ....... طلبت من السائق إحضار الصورة، فقد حصل على واحدة، تصوري، السائق على علم بالأمر..
-لا بأس، السائق مصيره الرحيل، ولن يذكركم.......
-هل سترين الصورة، ....
-لا بالطبع لا، .... فهو عار فيها، تعلمين حكم الأمر، لكن يمكنك النظر فيها وتصفين لي الزاوية التي صور منها، لأتأكد إن كان صور في الخفاء أم لا... ثم إن زوجك لو كان يعلم بهذه الصور لكان أخذها منها قبل قطع العلاقة، فالرجال بارعين في هذا الأمر.....
-تعتقدين، ..........

وبينما نحن نتحدث رن جوالها، تلك أخته التي شتمتني البارحة، هل أرد عليها، ..... فقلت لها: ردي ولم لا،
-ألو......، نعم، لا بأس، حصل خير، .... نعم، لم يعد يهمني الآن سوى أن أطمئن عليه، لا أعلم أي شيء، حاولت لا أحد يرد، ........ بإذن الله.
ثم أغلقت الخط وقالت: تلك أخته تعتذر مني، تعلمين سامحتها منذ البارحة، ...!!
ثم رن هاتفها من جديد: إنه شقيقه، لعله وجده،
-ألو......... نعم، .........الحمد لله، وأين أنت الآن.. جيد، .......

ونظرت إلي فرحة مبتسمة: لقد وجدوه، وهم في الطريق إلى البيت، ....... الحمد لله، .....
-الحمد لله، إذا دعيني أستأذن الآن، وطمنيني عليه،
-ابقي معي .. فأنا بحاجة لك..
-لدي عمل كثير، وستكوني مشغولة معهم، بيننا اتصال...
-إن شاء الله، .... لا أعرف كيف أشكرك، ..

 
قديم 10-30-2010, 02:40 PM   #78

حـــــــــنونة


رد: قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية


قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية

منذ أن تركت برود، وأنا أفكر، كيف يمكني مساعدتها، لو كنا فقط نعلم أين تقيم ليزا، لنتمكن من إنهاء هذا الكابوس، في قرارة نفسي أعلم كيف تتصرف مثل هذه الشخصيات، إنها لا تتوقف حتى تأتي النار على كل ما حولها، إنها لا تملك اليوم ما تخسره، عندما ينفجر بركان الغضب في داخلها، فهي لا تعود تسمع أو ترى، إرادة الإنتقام وحدها التي تعمل وتحركها، .. إذا فلا بد أنها تخط لأمر ما، ولا يمكننا الوقوف صامتين، نتلقى ضرباتها الواحدة تلو الأخرى لا نحرك ساكنا، ...... فكرت في أن أبدأ في طلب المساعدة من أحد المختصين في الأمر، ...... فلي علاقات طيبة في كل مكان، ... ولله الحمد والمنة ، رفعت السماعة واتصلت بصديقة تشغل منصبا طيبا في الشرطة، لأستشيرها في الأمر، وأرى إن كان بإمكانها المساعدة، وهذا كان ردها،
-نعم بكل تأكيد سأفعل ما بوسعي لأساعد، لكن في نهاية الأمر لا يمكن اتخاذ أية إجراءات عملية بدون بلاغ رسمي، كما تعلمين،........
-لا بأس يكفي أن نعرف بعض المعلومات بداية، ثم سنرى إن كان من الأفضل رفع بلاغ رسمي أم لا.
كانت برود في هذه الأثناء تستعد للقاء زوجها، الذي أدخل محمولا على كتف شقيقيه، وقد غادر أحدهما البيت بصمت بمجرد أن أصبح مطر في سريره، دون أن يسلم حتى على برود، وكأنه يخاصم كل من له علاقة بمطر، .. بينما بقي الشقيق الآخر، ليتحدث إليها: كما ترين، إنه سكران، ... وكأن السكر سيحل المشكلة، .. لا تدخلي إليه في هذه الفترة، فقد بدا عنيفا جدا هذا الصباح، .... انتظري حتى يفيق من سكره، ...
أومأت برود بالموافقة، ثم تابع حديثه: لعلك تعرفين أي شيء عن هذه اليزا، أي شيء قد يساعدنا في التوصل إليها، ..
-لست أعرف أكثر مما تعرفون، ......
-قلت لوالدتي أنك مطلعة على بعض التفاصيل،
-القليل فقط، ولكني لا أعرف أكثر، .....
-طيب إن تذكرت أي شيء هاتفيني، .....
-نعم، إن كان الأمر مهما، فقد اتصلت بي صباح البارحة، وأخبرتني كلاما سيئا عن مطر، لكن الرقم الذي ظهر على الكاشف، كان عموميا، على ما أظن،
-أين الهاتف،
-هناك،
-هل يمكني إلقاء نظرة،
-بالطبع تفضل،
بدأ الشقيق يسجل الرقم قائلا: على الأقل سنعرف المنطقة التي اتصلت منها، ..... لعل وعسى....
-هل تفكرون في الشكوى ضدها.
-نخشى أن تتطور الأمور أكثر، ثم إننا حتى الآن لا نملك دليلا على أنها الفاعلة، ....
-لا بد ستجدون، ثم لا مصلحة لأي أحد غيرها أن يفعل ذلك، وسبق أن هددت مطر، ....
-هددته، ..... هل تقولين أنها هددته، كيف علمت....؟؟
-سمعتهما مرة كان يحدثها بصوت عالي، وسمعت...
-أمم، نعم، ..... طيب كما أوصيتك لا تحاولي الحديث معه الآن، وإن حصل شيء اتصلي بي فورا، ......
-إن شاء الله......




وبينما كان يغادر دخلت شقيقة مطر: السلام عليكم، ... كيف حالكما..... أين مطر،
-في الأعلى، لا يستطيع الكلام، وهو نائم الآن،
-أردت الإطمئنان عليه، شغلني أمره، زوجي في السيارة، والدته، جاءا للإطمئنا عليه، .. هل يمكنهما الدخول يا برود،
قالت برود: نعم، ثم وجهت الحديث للشقي: ليتك تبقى لتستقبل زوج شقيقتك ،
قال متعبا: نعم سأبقى، ... اتصلي بزوجتي لتأتي، لعلها تساعدك، يبدو أن الكثير من الزوار سيتوافدون اليوم.
- سأفعل..


وهمت برود بالإستعداد لاستقبال عمة شقيقة مطر، وهي تحدث نفسها، بأن الناس لا تزال بخير، إنهم قلقون بشأن مطر، فيما كانت تعتقد أنهم سيشمتون، يبدو أن الشقيقة أيضا، أصبحت أكثر هدوءا عندما اطمأنت إلى أن زوجها وأهلها تعاطفوا معها في النهاية بدلا من السخرية منها....!!!
خلال دقائق قليلة، كان البيت يعج بالزائرين، شقيقة مطر، وأم زوجها، وزوجات أشقاء مطر جميعا، واثنتين من أقربائه كبار السن ( عمته وخالته) وأم برود،
الجميع يسأل عن مطر، وله عمة حنونة، تحبه كثيرا: أين ابن أخي الحبيب، أكثر إخوانه طيبة، وصلة للرحم، ذلك الذي يسميني أمي الكبيرة، أين هو، قالوا بأنه اختفى طوال اليل، فقمت أصلي وأدعو له عسى أن يرأف الله بحالة، لا يستحق ما ألم به، هذا أطيب الناس، يا عسى الله يفرج عنه، دعوني أصعد إليه، أريد أن أراه، وأطمئن عليه بنفسي، أريد أن تقر عيني به، ....

لكن شقيقة مطر قالت: لا ياعمتي، ليس الآن، إنه متعب، ونائم، تأكدي أنه بخير، اتركيه يرتاح، وعندما يفيق سنصعد له جميعا، ونسلم عليه، .....
قالت خالته: لماذا فعل بنفسه هذا، كيف يعرض نفسه وسمعته وسمعة أهله لهذا الهلاك، أريد أن أراه لأقتلع عينيه، طوال عمره مدل، ولا يبالي، دائما هو هكذا، .. لديه زوجة كالشهد، وأطفال كالملائكة، فماذا يريد بعد، فيما يرغب أكثر، .. طوال عمره طماع، ويريد أن يجرب من هذا وذاك، لا يقنع ولا يشبع، ....

-ادعوا له بالهداية، ثم إني لست متأكدة من هذا الكلام، لعلها تلك الفاسقة تدعي عليه، لعلها صورت شخصا آخر واتهمته، أبنائي يقولون إن الصور مزورة، يعني أنها لعبت بها،
-لا مزورة ولا غيره، الصورة كانت واضحة، وعرضها ابني على مصور محترف وقال الصورة حقيقية، ....
-يا أختي الرجل في حال لا يعلمها إلا الله، فادعي له بالهداية، ثم إنها فعلت ذلك به لأنه تاب، فاستغفري الله، أنت امرأة مصلية، فلا تتكلمي في أعراض الناس، ...

-من قهري وغصتي، أختي هناك في المستشفى بين الحياة والموت، بسبب أفعاله، دائما يفعل ما يجلب الشقاء، شقي منذ كان صغيرا، واتعبها كبيرا، ماذا يريد، ماذا ينقصها برود، دنيء طوال عمره دنيء.

دخلت برود إلى المطبخ صامتة، وتبعتها والدتها، ....... وضعت أمها يديها الحانيتين على كتف برود، فما أن أحست بها برود حتى ارتمت في حضنها، وبكت، .........
قالت الأم: لماذا لم تخبريني بالأمر مسبقا، ....؟؟
-لم أشأ أن أزعجك، ثم إنه تاب، أقسم لك أنه تركها...
-نعم، لكن بعد ماذا...؟؟ فضحنا،.. وأحرجنا أمام من يسوى ومن لا يسوى، وأخوانك يرغبون في تطليقك منه،
-لا يا أمي إلا هذا، أرجوك، أنا أحبه، ولا زلت أريده، هذا أب أبنائي، لا أستطيع تركه أبدا.
-وأنا أقول أيضا، لا تتطلقي، لكن أخوك الأكبر بالذات، مصر، وأرسلني لأعود بك، قلت أجلس عندك هنا كم يوم، ريثما يهدأ، أحضرت حقيبتي في السيارة، ما رأيك، ...؟؟
-لا أعرف كيف أشكرك يا أمي، نعم أنا في أشد الحاجة إليك الآن، ابقي معي ما شئت، وجودك سيريحني، ولعله يريح مطر أيضا، فأنت تعلمين أنه يحبك....
-مطر، ...... بت أكره اسمه إن صدقتني، كنت أحبه كثيرا، لأنك تحرصين على مدحه أمامي، اعتقدت أنه يوفر لك كل سبل السعادة، والآن بعد أن اكتشفت الأمر، بت أراه نتنا، وما عدت أرغب في رؤيته، بقائي هنا لأجلك يا نظر عيني، كلما فكرت في وضعك أبكي على حظك، .. حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب...
-أمي، صدقيني، رغم كل ما فعله مطر، أنا سعيدة معه، وأحبه حبا كبيرا، وأرغب في العيش معه، مطر رغم خيانته لي لم يجرح شعوري يوما، ولم أكن أشعر بها، صدقيني، قد يكون مر بنزوة معها، لأني كنت أعاني من نزيف، تذكرين ذلك النزيف، وهو رجل، لربما هذا ما حدث، لكنه عاد إلي، ولهذا تحاربه، .....
-وماذا ستقولين للناس، هل ستخبرين الناس كل الناس هذا الكلام، و من تراه يتفهم..؟؟، الناس عليها بالظاهر، ...
-ماذا عساي أفعل، هل أتخلى عنه، لدي أطفال منه، ..
-أنا معك، أي اختيار تختارينه، سأكون معك فيه، .. لكن ماذا أقول لإخوتك...
-إخوتي، ليسوا أفضل حالا منه، الفرق الوحيد أن مطر افتضح أمره، بينما هم لا زال الله حليم عليهم، ...........
-لا تقولي هذا أمامي، إخوتك لا يفعلون أمورا كهذه، لا تجعلي غضبك يجرك إلى ظلمهم، ......
دخلت مريم زوجة أحد أشقاء مطر: برود، هل يمكنك تقديم إبريق شاي أخر، فقد انتهى الأول.
-نعم، سأخبر الخادمة لتعد واحدا آخر، لحظات،
ثم قالت لأمها: هيا بنا، لا يجوز أن نترك الناس تنتظر في الخارج.....

قالت أم برود هامسة: هيا، هل أطلب من السائق إنزال الحقائب، هل أنت متأكدة أنك تريدين بقائي،
- نعم يا أمي، بل أرجوك، والآن، دعيني أدخل للضيوف، واجعلي الخادمة تجلب الحقائب من الباب الخلفي، هناك، ...
- طيب،



عند دخول برود ، سمعت عمة مطر تقول: كيف لا ينحرف الرجال، والنساء لم يعدن كالسابق، كل واحدة منهن حملت شنطتها على كتفها وخرجت تركض على وظيفتها، متناسية بيتها وأولادها، وزوجها...؟؟؟ هذه التي تعمل ليل نهار، في الوظيفة ثم في البيت، وآخر النهار تدور في السوق، كأنه دوام رسمي آخر، هذه ماذا يتبقى لزوجها منها، مهما كان الإنسان في النهاية طاقة، يعني ماذا سيحصل لو أنها تجلس في البيت ( تجابل) أولادها وزوجها، .. (ماكان أخير لها، فلوس وعندهم ما ناقصهم شي).

ردت خالته: ريايل ( رجال) اليوم لا يريدون ربة المنزل، يريدون الموظفة، يريدونها متعلمة ومثقفة.
- لم نقل أن لا تتثقف لكن تنهي جامعتها وتلزم بيتها،
- وما فايدة الشهادة إذا..
- (علشان تقنع، وتعلم اعيالها، ... بالذمة الحين الي تشتغل مرتاحة في حياتها...)

نظرت مريم إلى العمة، ولأول مرة أرادت الدخول في هذا النقاش، قائلة: شوفي يا عمتي، الرجل العايب، شو ماتسويلة بنت الناس ما يعجبه، والي عجز أهله يربونه، بنت الناس مب ملزومة تربيه، ......
ردت العمة غاضبة: ولد أخوية مرباي، وأحسن من مليون ريال غيرة، .. لكن الحرمة إذا ما دايرة بالها على بيتها، لازم الريال بطالع برا، ......... ( ثم تنهنهت) إهي، إهي، منفطر قلبي عليه، الله يشلع قلبج من مكانه يا ليزوه، ...... يوم هو مب مرتاح ويا برود، وما قايمة بواجبه، ليته ياني، وقالي عمتي شوفي لي حرمة ثانية، الحريم مكودات ( كثيرات) .. وكل وحدة أحلى من الثانية، بس ما أقول غير حسبي الله على الي كانت السبب....!!!

نظرت لها برود غير مبالية وقالت: كيف حال ابنتك فلانه، هل لازالت في بيتكم، منذ أن تركت بيتها قبل عامين، .........!!!
فهمت العمة المقصد، فقالت: بنتي الله يفرج كربتها، زوجها مب ريال، بعدها عذرا الله يسلمج، ولا راضي يطلق، والمحاكم ما لنا فيها، ...... وشوفت عينج، هذا حنا مكتفين، ما نقدر نسوي شي، .....
قالت مريم متهكمة: وليش ما تحاول بنتج تصلح الريال، يمكن عنده حالة نفسية، ليش ما تعالجه، .. ولا هيه غير...!!

فقامت العمة من مجلسها قائلة: أنا سايرة الميلس عند ولد أخوي، اليلسة وياكن غثة، ...
قالت برود: المجلس مزدحم بالشباب، أصدقاء مطر كلهم هنا......
- هيه، يا حليلهم، جي ( هكذا ) الربع ( الأصدقاء )، عيل يوم هم ربعة، جيه ما يزخون هاليزوه........... حسبي الله عليها.......



* ملاحظة : مريم هي إحدى الحاضرات في ذلك اليوم في بيت برود ومطر وهي إحدى أفراد العائلة ....

تأخر مطر في النهوض، وربما قصد ذلك عندما شعر بوجود كل هؤلاء الناس في المنزل...... وبعد الظهر اتجه الجميع للإطمئنا على أم مطر المقيمة مذ ذاك الحين في المستشفى، ..... وبقيت برود، التي وجدتها فرصة لتتحدث إلى مطر، حيث أفاق، وبقي في غرفته صامتا لا يتحدث، ......

دخلت برود بهدوء، وسألته بشكل عادي: هل ترغب في تناول الطعام في الغرفة، هل أحضره لك...
لكن مطر لم يرد، فقط غادر السرير إلى الحمام، بلا أية كلمة، ......
بقيت برود قلقة، ..... حتى إذا خرج، ارتدى ملابسه ليخرج، ....لكنها استوقفته، وقالت : إلى أين، لن أسمح لك بالخروج، ..... حتى تخبرني إلى أين......

نظر إليها مطر بغضب، ثم شد ملابسه من بين يديها، .. لكنها أصرت وأمسكت بها: لا، لا تعذبني معك أكثر، لقد قلقت عليك طوال اليل، لن أترك تخرج ... أو أخرج معك،...

ترك الملابس من بين يديها ثم جلس على طرف السرير وهو ينفخ بغضب، ... اقتربت منه قليلا وقالت: ما رأيك أن نذهب لزيارة والدتك، .... لابد أنها تسأل عنك، لعلك برضاها عليك يفرج الله عنك .. هيا نذهب، عليك أن تثبت لها أن كل ما سمعته من كلام غير صحيح، .. هيا استحم، واحلق، وتعطر ودعنا نخرج لزيارتها، ....



فسقط مطر على جانبه الأيمن فوق السرير، وكأنه ورقة هزيلة، ودس وجهه بين ذراعية، فاقتربت منه: هروبك سيؤكد الأمر، بينما خروجك للناس، سيثبت العكس، .. على كل حال، بقاؤك هنا لن يعالج المشكلة، .. أتعلم من زارنا اليوم، كل أصحابك، وأقرابائنا، كلهم، أمي أيضا جاءت، وإخوتي، كل من علم بالأمر جاؤوا ليخبروك أن ما حدث لن يغير مكانتك في قلوبهم، فأنت بشخصيتك الإجتماعية وطيبة قلبك، جعلت لك مكانة خاصة في قلوبهم، لا يحطمها أي شيء، ثم أصبح الكل يعلم أنها نزوة، وعندما تبت وحسمتها، كان جزاؤك انقامها، .. أصبحت أفضل منهم، فمنهم من يخون ولا يتوب، توبتك كانت السبب في ما أنت فيه، عليك أن تفتخر، بذلك..

بقي مطر صامتا للحظات، ....... ثم هم بارتداء ملابسه من جديد، ..... سألت برود: وأنا أيضا، ..؟؟ فأشار لها بالموافقة، .... فسألت من جديد: أليس من الأفضل لو أنك تستحم، .... فنظر لنفسه، ثم ابتسم، ودخل من فوره إلى الحمام، .....

هكذا تعالج الأمور، أن نبسطها، نجعلها أقل جلا أقل وطئا، نبتعد عن كل من يبالغ، ويصعب الحياة، ..... نحن من نقيم الأمور ونصنفها، نحن من نقول هذه مصيبة، أو عارض، ..... نحن من نضع الأمور في نصابها، .....
نحن نكيل، ونقيس، نحن من اخترعنا المكايل والمقايس، .....

في السيارة تقول برود كان يقود وهو في عالم آخر، ....... ثم مد يديه، وأمسك بيديها، ..... حتى إذا وصلا إلى هناك، وجد الأحبة من أصحاب وأقرباء مجتمعون، كش قليلا، لكن ترحيبهم به، شجعه على الوقوف بقوة، جر نفسا عميقا، وسلم ............

في غرفة والدته كان كل شيء على ما يرام، فوالدته لا تعلم عن أمر الصورة أي شيء، لكن عجوزا كبيرة، صديقة لأمه، عندما هم بالمغادرة مع زوجته، لحقت به خارج الغرفة وقالت له: لا يغرك ضحك الناس في وجهك، الناس تلوك سيرتك وراءك ، العاقل يمشي بخط مستقيم لكي لا يسمح لعدوه بالضحك عليه، ....!!! ثم نظرت إلى برود، واصلت كلامها لمطر: العمى عمى البصيرة، وإلا بنت الناس زوجتك ماذا يعيبها، لتجري خلف الفاسدة، أم أنكم صرتم تحبون الخبائث والمضرة لأنفسكم، العدو الوحيد لك يا مطر نفسك، من يوم كنت صغير وأنت غرورك مضيعنك....


صعدت برود إلى زوجها، الذي كان مستلقيا على الصوفا في غرفة النوم، سارحا، وكأنه طفل صغير ضائع، .. كانت في تلك الحظات تفكر في كلامي، وشعرت بالتردد، كم تود لو أنها تخف عنه في الوقت الحالي، وكم تخشى أن يؤثر ذلك على اعتباراته لها...

نظرت إليه، ثم انصرفت نحو زاوية الغرفة، فسمعته يقول: أستغرب هدوءك يا برود، وكأنك كنت على علم بكل شيء، .......... ثم اعتدل في جلسته، واصل الكلام: كنت أخفي عنك قدر استطاعتي، لكي لا أخسرك، تخيلت أنك ستقيمين الدنيا لو علمت، تخيلت أنك ستركيني وتخلين عني........ هل كنت تعلمين بأمرها من قبل.....؟؟

صمت برود، واكتفت بنظرة ذات معنى، فواصل الكلام: قالت لي بأنها أرسلت الصور إليك، ولم تضعها على السيارة، ........ هل كنت تعلمين بشأن الصور...... هل أنت من وضعها على مسّاحة السيارة...؟؟

لكن برود واصلت الصمت ، وبقيت عينيها تعترفان بكبرياء........
- إذا فقد كنت تعلمين، ....... ومع هذا......... لكن كيف، كيف أمكنك فعل هذا.... كيف أمكنك العب بهذا البرود، والهدوء....
- لم أكن أعلم الكثير، كل ما رأيته هو الصور، فقط الصور.....
- هل أنت متأكدة، ألست أنت من كانت تراسلني..
- أية رسائل....
- ثمة امرأة كانت تراسلني، هل كنت أنت...
- لا لست أنا، ولا أعرف عن الأمر شيء،
- فقط الصور، رأيتها، .... وتألمت، ........ لكني أحبتك، فآثرت الصمت، لأنك تغيرت .......كنت قد تغيرت كثيرا، حتى أني سامحتك على كل ما بدر منك قبل ذلك.....
- لا أصدق، ...... رأيت الصور...... وبقيت هادئة......
- نعم وما الجديد، فقد كنت أعلم عن كل علاقاتك ونزواتك، ... كنت بقصد أو بدون قصد، تترك هاتفك يرن ويرن، وأسماءهن تظهر على الشاشة أمامي، ..... وقد قررت أخيرا ترك للأبد، لكني، أردت أن أعطيك فرصة أخيرة، عندما بدأنا نغير مسار علاقتنا، فبمجرد أن استجبت وعدت لي، كنت قد فزت بالفرصة الأخيرة......
- أية فرصة، ........
- عندما علمت بأمر ليزا، بالمصادفة،....بعدها قررت ترك نهائيا، أقسم أني كنت أنوي الطلاق، بلا رجعة، لكني قررت أن أعطيك فرصة أخيرة، وبدأت بزيارة استشارية أسرية، ساعدتني في الحقيقة على فهمك، وجدت أنك استجبت، أحبت الأمر، وأحبتك أكثر من ذي قبل، وقررت أن أنسى كل ما حدث منك سابقا، لقد نصحتني بأن أسامحك لوجه الله، تسامحا عميقا، .. فسامحتك، وعندما أرسلت ليزا الصور في ذلك اليوم، وجدت أن كل التواريخ قديمة، فأيقنت أنك لي، وأن موقفها ينم عن ضعف، فقررت أن أنسى أمر الصور، وكأني لم أرها.......
- إذا لما لم تتخلصي منها، لماذا تركتها على مساحة السيارة، .......
- لأنها كانت قد أرسلتها، ..... وكنت ستعلم أنها أرسلتها، وكنت لا أريدك أن تعلم أني رأيتها، أردتك أن تعتقد بأن صورتك الجميلة لازالت في قلبي، ... و....
- وكنت أمامك كالمغفل.......
- لا ... لم أرك كذلك أبدا، كنت أنظر إلى زوجي وحبيبي، الذي علي أن أنجو به، من براثنها........
قطع حديثهما جرس هاتف المنزل الداخلي، ...... ردت برود: نعم ريتا، ... متى، .......أين هو....؟؟ نعم، قادمة.......
قال مطر بقلق: ماذا حدث......؟؟
- هذه ريتا، تقول بأن أخي الأكبر هنا، .. يريدني، ..... ولعله يريد مقابلتك.......
- ماذا يريد، ألم تقولي أنه كان هنا هذا الصباح، ...
- لا لم يكن موجودا، فقط أخوي الأصغرين جاءا.......
- نعم، لكني لا أرغب في رؤية أحد الآن.......
- مطر.... أخي ينوي أخذي من البيت، ينوي تطليقي منك.... أجد أنك لو نزلت للحديث معه، قد يصرف النظر..
- ماذا....... ماهذا الكلام، أي طلاق،....... ومن يظن نفسه ليفعل ذلك..... ليس من حقه..... وإن كان الأمر كذلك فلينتظر...... أو أخرج وأطرده من المنزل.......
- لماذا تطرده، تحدث معه، افهم وجهة نظره، ...ضع نفسك مكانه، .......
جزء مني يا صديقتي، أراد أن يتعرض مطر للسب والشتائم على يدي أخي فأنا أعرف كيف هو، تمنيت لو يمزقه، ... أحيانا أستغرب نفسي، فأنا لم أطق ما أصابه على يدي ليزا، لكني أتمنى لو يقوم أخي بضربه، كما نضرب أولادنا خوفا عليهم، أو جزاء لهم على شقاوتهم...... أردت أن يضربه، ليأدبه، أحيانا لا أعرف كيف أفكر....... لكني تمنيت ذلك......ّ!!!!

كانت والدتي في الطابق السفلي تحاول تهدئة أخي، ... وفهمت لماذا أصرت أمي على الإقامة عندي، فهي كانت تعرف أنه سيأتي، وأحبت أن تكون هنا لتجنب الألم قدر استطاعتها....

نزلت أنا أولا، وكان أخي يجلس هناك في الصالون، مضى وقت طويل منذ أن رأيته آخر مره، فهو دائما مسافر، ... كان وجهه مختلفا، بدا أبوياً أكثر من ذي قبل، بل في عينيه نظرة خاصة نحوي، أحاطتني بالحنان والعناية وهو يرقبني وأنا أنزل السلالم، ........

- كيف حالك يا برود.........
- بخير، كيف حالك أنت........
- هل تفسرين لي سبب بقائك هنا حتى هذه الحظة....
- ولما لا أبقى، وأين أذهب...
- تعودين لبيت والدك، حتى نتفاهم معه، والآن احملي حقائبك، وتعالي معي أنت وأبنائك...
- ماهذا الكلام يا أخي، زوجي في وضع صعب، لا أستطيع تركه.......
- أي وضع صعب، هذا الوضع هو من اختاره لنفسه، ... وأنت غير مسؤولة عنه، عليه أن يتحمل نتائج أفعاله وحده، ما ذنبك أنت فيما حدث، لماذا تتحملين نظرات الناس وإهاناتهم، لمي ملابسك والحقي بي إلى السيارة.......
- لكن يا أخي، لا أستطيع فعل ذلك، الأمر جد حساس، أرجوك تفهم وضعي، ......
- قلت لك وبلا نقاش، لمي ملابسك وهيا بنا........
- لن أفعل....... لن تتحكم في حياتي وقراراتي، ليس من جديد....... ( وبكت برود)
لاحظ الأخ انفعالها، وأدرك حالها...... وقال: أعلم أنك لا زلت غاضبة علينا، ...... وأرى لومك المر لي أنا بالذات في كل مرة أقابلك فيها، حتى بت أتحاشى النظر في عينيك، ..... كنا شبابا، وكانت لنا أفكارا لا أعرف كيف، أو من أي نوع، ......... أعترف أنا ظلمناك وأسأنا إليك، .... وليتك تسامحيننا، وأنا بالذات، كنت أعتقد أني أفعل ذلك لصالحك...... والله لا أعرف كيف كنت، ..... لكن اليوم، وأنا أرى ابنتي البكر قد بات امرأة، .. وأرى خوفي عليها، وعطفي وحبي لها، أتذكرك، وأتحسر على مافعلته بك، يكويني الندم على كل كلمة جرحتك بها، وأشعر أني قد خنت الأمانة التي حملني والدي، فقد أسأت إلى ابنته، وأفكر ماذا يحدث بابنتي لو توفيت، هل سيسيء إخوتها إليها، أشعر بالرعب، وأفكر في الإعتذار لك، لكن كبري يمنعني، .... أريد أن تسامحيني يا برود، وقد تكلمت مع إخوتك جميعا، لنحتسب لك نصيبا من مشروعنا، ... نصيبا موثقا، عوضا عن كل ما أخذناه سابقا منك، لعل ذلك يغفر لنا ...
( نظرت برود إليه غير مصدقة، وكانت تزم شفتيها بقوة متحاشية البكاء، .. وتلم عضلات صدرها، وتشد على قبضة يدها، وكأنها تمسك أعصابها من الفلتان، إذ أن الموقف أكبر بكثير من المحتمل) فاقترب منها شقيقها، وأحاطها بذراعيه، ومسح برفق على ظهرها، وهمس لها:

اليوم يا أختي أريد أن أوفي وعدي لأبي، أريد أن أقف معك، وكأنك ابنتي، وأن أدافع عنك، اسمحي لي أن أفعل ذلك..... أنا لا أنوي حرمانك من زوجك، وأبنائك، لكن زوجك يحتاج إلى تأديب، وصدقيني، وقفتك معه في هذا الموقف، بقدر ماتبدو ايجابية، إلا أن الرجل بشكل عام لا يقدرها كثيرا، إن للرجل فكر مختلف، ...... اسأليني، أنا أعلم بهم منك...... دعينا نتصرف، وابقي أنت خارج الموضوع، لكي لا يحقد عليك، لا توافقينا الرأي ولا تعاندينا، فقط اكتفي بالصمت، وأشعريه أنك معه، فيما سنضغط عليه نحن بطريقتنا، ليشعر بالخوف، لعله بذلك يعرف قيمتك...
كانت برود ترتجف بين يدي أخيها، وكانت تيارات من المشاعر، وسيول من البكاء، وفيضانات من الدموع، ترغب أن ينفك سدها فتغرق برود، فضمها شقيقها أكثر، حتى انهارت حصونها، فطوقته بذراعيها، وبدأت تبكي بشدة، ....... وأبكت معها الخادمة التي كانت تقف بعيدا تتجس كعادتها......!!!!

وأخيرا أصبح لبرود اليتيمة، أب .......... أخيرا، حدث أمر مشرق، بزغ من بين تلك الغيوم السوداء الحالكة.......!!!!

 
قديم 10-30-2010, 02:42 PM   #79

حـــــــــنونة


رد: قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية


قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية

كان مطر ينزل السلالم، وكان وجهه ممتقع الون، فمن طبع الجنوبي الخوف، ... والقلق بشأن المواقف الصعبة، لكنه في قرارة نفسه، يعد كلاما ما، يقنع به شقيق برود أنه مظلوم...

- السلام عليكم، ........ كيف حالك يا أبا حمد...
- بخير يا مطر، .. كثر الله خيرك، على سواد الويه... كثر الله خيرك، على الأمانة...
- إن كنت ستبدأ في السب والشتم، فسأترك، إما أن تحترم نفسك، أو ترحل...
- ومن قال لك أني هنا لأتفاهم أو لأجلس، جئت لأخذ أختي وأخرج....
- ليس من حقك، أختك لا زالت زوجتي وفي عصمتي...
- ليس بعد أن تطلق، ستطلق شئت أم أبيت، الحق معنا، أنت لا تستحقها، ...
- بدون كلام فاضي، قلت لك لن تخرج، برود اصعدي لغرفتك...
- نعم اصعدي لجمع ملابسك أو بلا ملابس، في بيت أبيك خير، بعباءتك يا الغالية اركبي سيارتي، واتركي هذا النجس لعل نجاسته تطويه...
- تطول لسانك علي في بيتي، .....
- وجعك، ... لساني لازال أنظف مما يقال عليك في الخارج، ... يقولون بأنك شاذ تعاشر النساء جمعا على فراش واحد، ... أي دنيء أنت...
- هذا غير صحيح، ... مستحيل أن أفعل ذلك، ... كانت مجرد نزوة، مع واحدة..
- أي نزوة، ... شوف شخص ثاني تكذب عليه غيري، أنا أعلم عنك الكثير، فكم من مرة رأيتك سيارتك تقف أمام أماكن مشبوهة......
أحتد مطر، وبات مغتاظا، فقال بقوة: أخرج من بيتي......
- لن أخرج بدون شقيقتي....
وهم أبو حمد بشد برود من ذراعها، وهو يقصد الخروج بها، ... لكن مطر شدها هو الآخر... وقال : إن خرجت فهي طالق...
فألجمت برود من هول الصدمة، لكن شقيقها قال له: نعم هكذا، هذا ما كنا نريده، وفرت علينا الدرب يا الغالي، جزاك الله خير، ...
ثم التفت لبرود بنظرة حازمة وقال: والآن أخرجي معي ليقع ذلك الطلاق فنرتاح منه......

لكن والدة برود التي كانت تستمع على مقربة، همت سريعا، وقالت لابنها: لا يا ابني، ... الطلاق ليس حل، .... استهدوا بالله، ...
لكن أبو حمد شد برود من يديها، وهم بها نحو الباب، وبرود التي كانت ترتدي وشاح الصلاة، كانت مستسلمة، بينما تلتفت صوب مطر، الذي كان يقف كالتمثال مذهولا، مبحلقا فيهما، ...
ما كان يعتقد أن الأمر سيمضي هكذا، ما كان يظن أن أبو حمد جاد،... وشعر بالندم، كان يظن أنه لو هددهما بالطلاق، فإن برود ستخاف وتعود، وأبو حمد سيتركها ويرحل، لكنهما يتقدمان نحو الباب، وعظ على لسانه، ( ماهكذا تعالج الأمور يا مطر، ليس بالعناد، وليس بالتهديد ) قال في نفسه، ثم صرخ عاليا: أبو حمد رفجة عليك ما تطلع، .......... ثم أطبق شفتيه، عندما التفت أبو حمد نحوه قائلا: بشروط......
قال مطر يائسا: بشروط.... كل ما تامر فيه...

فدبت رياحين السعادة في قلب برود، واعتمر صدرها بالنشوة، وهي تنظر صوب ذلك الرجل المتحول، من أسد زاجر إلى قطة وديعة...

عاد أبو حمد أدراجة إلى وسط الصالة، وطلب من برود أن تصعد إلى غرفتها، ...

طلب مطر من أبو حمد الجلوس، وهو يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...

فأسرعت الأم بإحضار الماء البارد، بينما مرت برود في طريقها للسلم، وبينما هي تسير، باغتها رغبة في رفع سماعة الهاتف الداخلي في الصالة، وبحركة سريعة رفعت السماعة، كانت برود قد اعتادت على التنصت، أصبحت ترغب في معرفة كل شيء، حتى بات الأمر بالنسبة لها اعتياديا......

عندما صعدت إلى الغرفة، همت سريعا برفع السماعة بدا لها الصوت واضحا، ...... أكثر مما كانت تتمنى، ... وهذا بعض ما سمعت...

- بدون تجريح، .... أريد برود.. وعليك تفهم الأمر، هذه زوجتي، لست أول ولا آخر رجل يمر بنزوة... أسألك بالله عليك ألم تفعل ذلك يوما..
- شوف يا مطر، إذا بتبدأ في مهاجمتي، وتجري إلى مقارنات، سأخرج، جلست معك، لأخبرك كيف عليك أن تعامل شقيقتي، هذا كل شيء...
- نعم... ماذا تريدني أن أفعل...
- تترك البيت، ...
- ماذا....؟؟
- عليك أن تترك البيت، والآن، حتى تكشف طبيا، ويثت لنا أنك لا تحمل أمرضا خبيثة...
- هل أنت صاحي، ماهذا الكلام.. كيف أترك بيتي، ..ثم إني أأوكد لك أني بخير...
- لا يهمني كلامك أريد شهادة طبية......
- هل أنت جاد....؟؟ أي كلام هذا.....؟؟
- هل اعتقدت أنك ستفعل ما تفعل، ونبقى نتفرج عليك، وأنت تقود شقيقتنا للهلاك...... إما أن تفعل، أو ينتهي كل ما بينك وبينها..
- ماذا تعتقد أنك فاعل، ...... يبدو أنك شخص متسلط كما يصفك الناس..... إنك تحب تضخيم المشاكل.
- يبدو أننا لن نتفق أبدا.....
- كيف نتفق وأنت تطردني من بيتي......
- لم أطردك، أريد أن أطمئن على سلامة أختي..... ماذنبها لتدفع ثمن شهواتك، وعلاتك، حسبي الله عليك، طمرت وجوهنا في الوحل، وجعلتنا نكره الذهاب لوظائفنا، فعلتك أفقدتني هيبتي كمدير، ...
- وما شأن موظفيك بالأمر......
- ألا تعلم يا فطين، صورتك يتناقلها الناس عبر البريد الإلكتروني..... ألم تعلم بعد... فضحتنا وطمست رؤوسنا، حسبي الله عليك.....
- ماذا تقول......
شعر مطر، بنفسه كمن يهوي في بئر، لا قرار له،... وكأن الدنيا تلف به، ... فتناسى غضبه وصار يسأل: هل حقا ما تقول... من أخبرك بهذا......؟؟
- الجميع يعلم، ... إذا كيف علمت أنا، ... علمت من صورة جاءت على بريدي الإلكتروني في العمل، من موظف كنت قد فصلته قبل زمن.... أرأيت أي ذل ألم بنا........!!!
- معقول.......
- ماذا تعتقد يا مطر، الناس أجناس، ناس شافت الصورة وشقتها ورمتها، وناس شافت الصورة وضحكت وأرتها لغيرها، وناس تكرهك، نسخت الصورة وزعتها عبر الإيميلات، ... وكل ينشر الصورة لهدفه الخاص،.. ولا أستبعد أن يقوم كل من يكرهني بنشر الصورة لإذلالي والنيل مني شخصيا، أصبح منصبي الذي أفنيت عمري عليه مهددا بسببك، أصبحت صورتك أداة كل شخص يرغب في الثأر من فرد من أبناء عائلتنا.....
- يال الهول....... إن كان ما تقوله صحيح، ..... لعلي أموت..... يال الهول...

ارتجفت برود من هول الكلام، وتساءلت هل يكون زملاؤها في العمل على اطلاع بالأمر، هل يمكن أن تكون الصورة وصلتهم أيضا، ...... يا إلهي إنه لأمر فظيع...


- تدري يا مطر، من يوم كنت صغير، كنت أراقب برود، وكنت أشوف كيف بدت تكبر وتلبس وتهتم بنفسها، كنت أقول يا حظ إلي بياخذها، ... أختي برود كانت أجمل من هالبنات الي نشوفهم في التلفزيون، ... غريب أنك ما حافظت عليها.. غريب...
- الجمال مب كل شيء، ... كان فيه شيء ناقصني مع برود، ... كنت أحس إنها فعلا اسم على مسمى، برود قبل غير، باردة، .. خلاص ما أريد أتكلم في الي فات، برود الحين غير، والله إني كنت أحبها من أول .. من أول حتى قبل أخطبها، ... كنت أراقبها يوم تسير الدوام، .. مرات كثيرة تصدف إنها تمر وأكون واقف عند الإشارة، مرات كانت توقف مقابل سيارتي عند الإشارة، ... أعجبت فيها، وفي شخصيتها من الأول، وكم من مرة سرت شغلها وشفتها من بعيد، ... بس بعد الزواج، حسيت إنها غير، شكلها برى شي، وشخصيتها شي ثاني...
- كيف يعني.. شفت منها قصور،
- لا، ما قصرت في شيء، بس شكلها رومانسي، وبعد الزواج لقيتها شكل بس، قلبها جامد، عقلها يشتغل أكثر من مشاعرها، حسيتها الريال وجني المرة، ... بصراحة برود كانت غير، .. والله ما أعرف شو أقول لك... بس الحين تغيرت، تقول زارت استشارية، ... ما أدري وش هي، بس تغيرت برود بجد... صارت أحلى مما تمنيت، ويوم تغيرت رديت لها، بس ما تخيلت إني بدفع الثمن غالي، ما تخيلت...
- يعني أنت ما تدري من تكون اليزا.....
- لا .. يعني وش تكون....
- اليزا، بنت بنكو...
- من هي بنكو.....
- بسم الله الرحمن الرحيم... أنت الحين وياها من سنتين ويمكن أكثر، ما تعرف من هي أمها...
- قالت أن أمها طبيبة، .....
- عشتوا، طبيبة شو.. طبيبة ( ...) متهكما... أمها يا الغالي بنكو، أكبر (ق....وا...دة) في بلادها، وكل الشباب كانوا يسافرون لها علشان تدبر لهم بنات، ...... وكانت تصور للشبا وتبتزهم، وقام واحد منهم اشتكى عليها وحبسوها يمكن من كم سنة، يعني بعد هذا جات ليزا البلاد، جابها واحد ينقال له ( ) عاشرها كم من يوم ثم تركها، وليزا كانت تشتغل عن أمها تقدمها للشبا المريشين الهاي هاي، ..
- أنت شو تقول، ليزا جاءت مع فرقة للغناء.... كانت تغني....
- هاي هيه، أنت وين، وين لايث، ...... أخوي، شكلك مولي، ...؟؟ يالغالي، ليزا كانت مرموطة في الفنادق، تدق باب الغرف، تبيع جسدها للمقين في الفنادق، وأنت مكرم، .. ويوم تعبت، حاولت تترقى وتغني في الفندق، ويقولون مدير الفندق، اتفق وياها يقدمها للهاي هاي، وياخذ نص الأتعاب، وسوا لها إقامة باسم الفندق، عاد مالقا ( لم يجد ) شو يوظفها قام حطها برتبة مغنية، هها هها، ...


ذهل مطر، وبات يعلق عينيه بأبو حمد، .. غير مصدق، لكنه يستعيد الأحداث، ويطابقها بكلامه، ويجد أنه يقول الصدق...
تابع أبو حمد الحديث: وأنت تقيم علاقة مع امرأة لا تعرف عنها أي شيء، .. ما هذا العبط...؟؟
- وكيف لي أن أعلم، كانت تقيم في الفندق، تغني في المساء، ولديها إقامة سارية المفعول، وفرقة تعزف، وفي اليل لا رفيق لها سواي....
- عاد شو رايك، ...في اليل معك، والصبح مع ألف رجل غيرك...

- كيف، إنها لا تغادر الفندق...
- ومن قال أنها تحتاج مغادرة الفندق عملها يا عزيزي في الفندق، ... ما بالك لا تفهم، .. ألم تزر فنادق من قبل، ألم تمر بتجربة من هذا النوع ألم ترى بنفسك ما يحدث كل دقيقة، ألم تر كيف تدق النساء العاريات أبواب الغرف التي يسكنها رجل بمفرده، ما بالك لا تستوعب...
شريط من الأحداث، والمواقف تمر أمام مطر، ...... كان يتصل بها صباحا كل يوم فلا ترد، دائما مشغولة، ودائما مرهقة في اليل، ... ....... أمور كثيرة تساقطت من ذاكرته الواحدة تلو الأخرى.... صمت مطبق خيم على المكان....
وفجأة دخل شقيق مطر، مفشيا السلام .. فقام أبو حمد لتحيته: وعلكيم السلام ورحمة الله، كيف حالك يا أبو إبراهيم،
- بخير .. الحمد لله على كل حال، كيف حالك أنت...
- كما ترى، ولله الحمد والمنة، ..... كنت أخبر مطر عن ليزا أشياء يبدو أنه لا يعرفها....
- هل تعرف عنها أنت أي شيء...
- نعم الكثير..
- وكيف ذلك...؟؟
- عملنا يا أبو إبراهيم، أم أنك نسيت أي منصب أشغل....
- نعم صحيح، لعلك إذا قادر على مساعدتنا، .. كدت أنسى أنك تعمل في هذا، ليتك تساعدنا، ..
- إني على اطلاع بالأمر، ... ونحن نحاول، كذلك ثمة شخص آخر تدخل، لا أعرف من، هناك جهة أخرى بدأت تهتم بالأمر.... هل كلمتم أحدا...
- من جهتي لم أفعل بعد..
- ماذا عنك يامطر...
- لا،.. لم أتصل بأي أحد بعد.
- لعلهم رفاقك إذا.. فقد وصلنا أن جهة رسمية أخرى تبحث عنها...
- يا الله، سخر لنا الناس، الحمد لله، إن شاء الله يصلون إليها، فقد بت لا أنام يا أبو حمد، طوال الوقت أفكر ماذا ستفعل لا حقا بنا...
في هذه الأثناء كنت في طريقي للبيت بعد يوم طويل وشاق من الإستشارات المتتالية، عندما اتصلت بي صديقتي من الشرطة: لدي أخبار مهمة، ...
قلت بسرعة: هاتي ماعندك..
قالت: التي تبحثون عنها تقيم في شقة في الشارع الفلاني، مع موظف كان سابقا يعمل في الفندق الذي تعمل فيه، .. ولدي معلومات تقول بأنها قضت ساعات يومها الأولى في استديو ( ) .. وبعد أن تحرينا الأمر، علمنا أنها تزور هذا الأستديو من أسبوع تقريبا، حيث بدأت معه في طمس صورتها في فيلم فيديو مخل يجمعها برجل مواطن، يبدو أنه الرجل زوج عميلتك، يبدو أنها تخط لنشره.........!!!

قلت بخوف: لا ....... يا إلهي، تتحرك هذه بسرعة أكبر مما نعتقد... علينا فعل شيء ما.. هل يمكنكم إيقافها.........
- بالطبع يمكننا، لكن ليس بدون بلاغ رسمي، إن فتح البلاغ فورا سيتم إيقافها... وبدون البلاغ، لا يمكننا عمل شيء، فقد جمعت لك المعلومات بطريقة شخصية، ساعدني زملائي في ذلك، ... كما تعلمين، هذه أمور غاية في الحساسية...
- نعم فهمت...... سأتصرف، وأرد عليك..
- اسمعي، إن رغبتم في فتح بلاغ، فالآن هو أفضل وقت، كما أني أنصحك بفتحه لدى فلان، إنه أكثرهم تكتما، أوصيته بنفسي عليهم، كما أصبح على اطلاع بالحكاية كاملة، .....
- هل بدأت التحرك...
- نعم، كان علي فعل ذلك...لم يعد أمامكم وقت، إنه في انتظاركم..
- أشكرك من أعماق قلبي...

الحب يا صديقتي، هو الشيء الوحيد الذي جعلني اصمد، الحب هو الشيء الوحيد الذي جرفني نحو الصمت، والهدوء وقوة العزيمة،

كنت اتأمل مطر من كل جهاته، كنت انظر للفارس الجذاب الذي كان يسكن معي كل هذه الفترة ولم أكن أشعر به، ...






أفكر إن كنت قد عملت لي سحرا جعلني احبه هكذا، احبه حتى أكاد أغرق معه في بحر من المتاعب، أحبه حتى أكاد اقف معه لأنقذه، وهو الذي طعني بسكين الغدر سابقا،

واستغرب كم من الأيام واليالي مرت قبل أن أشعر بتلك الجنة الجميلة التي تسكن تحت أقدامنا، كان الحب قريبا، وشيكا، كان الحب عذبا صافيا، لولا أني أضعته، سنوات وسنوات،

أتأمل يا أخيتي، كيف أن الحظات الجميلة التي كانت تزورني في أحلام يقضتي القديمة، كان بأمكانها ان تحقق مع مطر، لولا اني اسأت التصرف، ولولا أني لم أفهمه،

أنظر أليه اليوم، أنظر إلى سعادتي التي تقبع في حياتي معه، انظر إلى الحب الكبير الذي ينتظرني في قلبه، أشعر أني ملكة، لكن .......... أه من كلمة لكن، ... فبعد ان اكتشفت كنز الحب، ... بات حبيبي مزجورا عني بالسلاسل.........!!!!

وأسأل نفسي لماذا لا تكتمل الأفراح، ولماذا يأتي الحب متأخرا، ولماذا تأتي السعادة ناقصة، ........

فقط لو يتركنا العالم، ..... لو نهرب إلى جزيرة بعيدة، ليوم واحد واحد فقط، تصفوا فيها اجواءنا، لنعيش الحب الذي حرمنا منه طويلا، .....

أبعد ان استعدته، أبعد أن تأكدت من حبه لي، ابعد أن احبته، يضيع مني هكذا... سبحان الله في تصريفه للأقدار، ...... وأظن أن في ذلك حكمة، فلعل في ذلك حكمة....!!!!



كنت قد اتصلت برود، وأنا لا زلت في طريقي إلى البيت، .. اتصلت بها لأخبرها بالمعلومات التي حصلت عليها، ....... لكني فوجئت باسترسالها، في بث مشاعرها، وهمها الذي يباغتها كل حين.......

-برود، يمكني سماعك لوقت اطول بعد ان نقوم بالازم، دعيني اخبرك بما عندي فلم يعد امامنا متسع من الوقت، .......... بعد ذلك سأسمعك، اعدك...

-ماذا هناك........؟؟

-حصلت على عنوانها، ... ولا بد من أن نتحرك، .. فليزا تدبر امرا أسوأ يا برود.......

-كيف علمت، ........ وما هو الأسوا...؟؟

-علمت بطريقتي، ... ليزا تخط لتنشر افلاما خاصة تجمعها بزوجك، ......

ذهلت برود، وكأني سمعت هيجان قلبها الذي بدأ يطرق كالطبول، ...

-ماذا قلت....... هل هذا صحيح، لا يمكن، لالا لايمكن، ماذا تريد أن تفعل بي اكثر، سأمت، ... لم أعد احتمل... لا تقولي أن الأمر جاد... كيف علمت..

-لم يعد امامنا وقت، ...... عليك أن تسرعي باخبار زوجك، بأن يفتح بلاغا ضدها باسرع وقت، وسأعطيك اسم الشخص المناوب الان، وهو على علم بالامر، ......

-بلاغ، يال الفضيحة........

-بل الفضيحة لم تأتي بعد، الفضيحة ستأتي لو أن زوجك لم يتفح البلاغ...

-لن يقبل، إنه خجل...

-عليه ان يقبل، لم يعد امامه خيار........

وبدأت اشرح لها كل شيء..............



عندما يقف الانسان أمام الطوفان، يصبح شخص بقوى خارقة، يصبح انسانا حديديا، وهكذا بات برود بمجرد ان سمعت ماقلت، اغلقت السماعة، وجرت كالريح نحو الصالون، تصرخ وهي تنزل السلالم،

-مطر، اسرع يامطر، ليزا، إنها تخط لنشر فيلم مسجل يخصك، اسرع..

نظر الجميع نحو برود، فسارع مطر للسؤال مستغربا: وكيف علمت....؟؟

-لا يهم، المهم، ان تسارع حالا لفتح بلاغ، الأمر في غاية الخطورة المعلومات التي بحوزتي، كلها دقيقة، هل تذكر الاستشارية التي اخبرتك عنها.....؟؟

-نعم...... ما بها...؟؟

-هي اخبرتني....... صدقني معلوماتي صحيحة، اسرع هيا اسرع..

-وكيف لي أن اتأكد، ثم ماعلاقتها بالأمر......

-إنها تعمل مع الشرطة ... لديها علاقاتها، اسرع يامطر اسرع ارجوك، قبل أن يقع ما تكره........

وبدأت برود تشرح للجميع، كيف عليهم أن يعملوا في رفع بلاغهم،

سأل شقيق مطر أبو حمد: هل تأتي معنا يا ابو حمد، لعلك تنفعنا .. فنصفهم هناك يعرفونك.......

-بالطبع، أتي، ... لكني استغرب كيف علمت استشارية برود بكل هذه المعلومات، ......؟؟ غريب ..
نحن حتى الأن لم نستدل على مكان اقامة ليزا، وهي كيف علمت ، هل اخبرتك بمكانها..؟؟

-لا، لقد رفضت، قالت أنها لو اخبرتني لعلي اخبركم، فتحاولون الثار من ليزا أو قتلها، وبالتالي تلحقون الأذى بأنفسكم... هي تعلم مكان اقامتها، والشرطة ايضا على علم، ... هذا اسم الشخص الذي ستقابلونه هناك.....

-غريب.........

قال شقيق مطر مستعجلا: ليس وقت الكلام، يا ابو حمد علينا ان نسرع، فلا تعلم في أية لحظة ستباغتنا تلك الأفعى، تحرى لا حقا حول الأمر...

-نعم، نعم اعذرني... هيا بنا.......




تمر الأحداث سريعا، حينما تبدأ عقد الحياة في الانفراط، تنفرط دفعة واحدة، .. هذا موقف، جمع القلوب، هذا موقف هدأ الصدور الثائرة، ثم قضى على افعى كانت تبث سمها بخبث ودهاء...... سقطت ليزا، ... ومعاونيها، الأربعة، الذين كانوا يوزعون لها الصور في كل مكان، والذين عملوا على نسخ الصور وبثها إلى اقرباء ومعارف مطر عبر الإيميل... بينما سمحت الشرطة لمطر بالاطلاع على الأفلام، ليتأكد من أنها كلها تخصه، ثم اتلفتها، فيما صادرت الشرطة افلاما اخرى، صورتها ليزا، لرجال مختلفين، من كل مكان، تم ايضا اتلافها لا حقا، ...

واعترفت ليزا، انها كانت تصور العلاقات التي تقوم بها، عبر كاميرا صغيرة دستها في غرفتها في الفندق، إذا انها كانت تصر على جر ضحيتها إلى غرفتها الخاصة، حيث كانت الكاميرا، اشبه بحساس الحرائق، مما لم يجعل الرجال يشكون بها، ........!!!!



عولجت قضية مطر وليزا، بمنتهى السرية، والتكتم،

وهكذا تعالج قضايا الشرف في وطني، إنهم حريصون على سمعة الناس، وعلى ستر خطاياهم، فلعل الله يتوب عليهم، ويغفر لهم، من قبل ومن بعد.....

قال عليه الصلاة والسلام

( من ستر على مسلم ستر الله عليه فيالدنيا والآخر)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل باليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويكشف ستر الله عنه".

وأصرح من ذلك وأقوى في الاستدلال ما ورد من فعل المصطفى – عليه الصلاة والسلام – فقد جاء في حديث أبي أمامة المخرَّج في الصحيحين قال: "بينما رسول الله في المسجد ونحن قعود معه إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله: إني أصبت حداً فأقمه علي، فسكت عنه، ثم أعاد فقال: يا رسول الله: إني أصبت حداً فأقمه علي، فسكت عنه، وأقيمت الصلاة، فلما انصرف نبي الله قال أبو أمامة: فاتبع الرجل رسول الله حين انصرف، واتبعت رسول الله أنظر ما يرد على الرجل، فلحق الرجل رسول الله فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علي، قال أبو أمامة: فقال له رسول الله: "أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء؟ قال بلى يا رسول الله. قال: فقال له رسول الله: فإن الله قد غفر لك حدك، أو قال: ذنبك".

والمتأمل في الحديث يتجلى له بوضوح عدم رغبة النبي – صلى الله عليه وسلم – مفاتحة الرجل في ذنبه الذي ارتكبه بل إنه أعرض عنه، ولما انقضت الصلاة لم يبحث عنه وإنما انصرف ولحق به الرجل، وكل ذلك يدل على التأكيد على أهمية الستر وفضله.


هل لي أن اسألك سؤالا........ هل حقا تسببت في حبس شرطي بلا محاكمة........؟؟


- من قال لك ذلك.....؟؟

- إنه أخي، بقي ملحا يريد أن يعرف من الاستشارية التي استطاعت الوصول إلى كل تلك المعلومات، ولم يتركني حتى اخبرته، ... ولم يفاجأ، بل قال لي توقعت ذلك، لكني لم أتخيل انك تعرفينها... هو لم يصدق اننا صديقتين، ... لكنه قال عنك بأنك مدربة في الشرطة المجتمعية، فهل هذا صحيح........؟؟

- نعم منذ فترة، ...... ادرب الشرطة النسائية فقط، لا أدرب الرجال مطلقا، فكيف عرف عني...؟؟

- من زميلته، التي تعمل معهم تتحدث عنك كثيرا على ما يبدوا، لكن ما قصة ذلك الشرطي.... ماذا فعل.......؟؟

- لا أعرف من تقصدين .. لكني لم أبلغ في حياتي سوى ضد شرطي واحد فقط...، كل ما في الامر، أن إحدى عميلاتي، كانت ابنة رجل ثري، والدها كثير السفر، وقد تركها في رعاية المربيات، فهي يتيمة الأم، حضرت لي محاضرة في قوة الشخصية، ثم بدأت تت علي للاستشر، وكانت تعاني من الوحدة القاتلة، والحاجة للأم، كانت تدردش عن أحلامها معظم الوقت، ثم أسرت لي بأنها على علاقة بشاب، وعندما وصفت لي ذلك الشاب، علمت انه يخدعها، فلا تكافئ يجمعهما، ويبدوا انه يتسلى، فخشيت عليها منه، وطلبت منها قطع علاقتها به، ... وعدتني بأن تفعل، لكنها قالت ستدرج في قطع العلاقة لحاجتها له في حياتها، ...!!!

بعد مدة قصيرة عادت وقد استولى عليها الرعب، وصارحتني، بأنها بقيت تقابله في الخفاء، رغم نصيحتي لها، وأن احد الأشخاص العاملين في مجال الشرطة، كان يراقبهما، وأنه باغتهما، وهدد الشاب الذي فر هاربا، بينما اخذ الشرطي المتدرب رقمها، وبدأ يهددها بانه سيخبر والدها بما كانت تفعل، إذا لم تعقد علاقة معه هو، أي انه بدأ يبتزها، ...

كان هذا الشرطي، صغير السن، متدرب على ما أذكر، أي قليل الخبرة في الحياة، ومندفع، ويبدوا انه سيء، فطلبت منها أن تعطيني اسمه كاملا،

ثم اتصلت مباشرة بشخصية كبيرة في الشرطة، واخبرته بكل ما حدث، ثم طلبت منه أن يتأكد من صحة كلامي بنفسه، ...

طلب مني رسالة خطية فقط، ليتم مراقبة الشرطي الصغير، وبالفعل، ... حدث ما حدث، توقف عن ملاحقة عميلتي، ولا أعلم ماذا فعلوا معه، لأني لا أهتم سوى بمصلحة عميلتي، وأعلم أن المسؤولين لم يرضيهم ما فعله ذلك الشرطي المتدرب، وأعلم انه نال عقابه، لكني لم اسأل كيف، ولا أريد ان اعرف، فذك امر لا يهمني، ذلك امر من اختصاص الشرطة،


إن عملي ومهمتي تنتهي بمجرد الابلاغ، ...

و تأكدي يابرود بأن القانون في بلدنا صارم، ولا يراعي المحسوبية، إنه يطبق على الجميع بمنتهى العدالة،


- يا إلهي كيف يفعل ذلك وهو في الشرطة، .......؟؟
- في كل مكان يا برود الإنسان الطيب والسيء، في كل مكان، لكنه في النهاية نال عقابه، وعقابه اشد بالطبع من عقاب شخص عادي، لأنه خان الأمانة، ولهذا كان عقابه مختلفا، فالمسؤولين لم يتهاونوا في عقابه مطلقا،

- وماذا فعلوا به، .. اخبريني، ..

- والله لست اذكر، حتى اني لم اسأل، قد ترامى إلى سمعي بعض الكلام سمعته من المتدبات عندي، لكني لست اذكر تماما ، كل ما أعرفه أنه عوقب عقابا شديدا مضاعفا واستثنائيا ، نظير فعلته،

- يستحق، إذ انه كان يتوجب عليه حمايتها، وليس ابتزازها،

- بالضبط، ولهذا كان عقابه من المسؤولين كبير، ومضاعف،
من أي عقاب قد يحصل عليه انسان عادي...

- تعلمين مطر مصدوم، لأنه كان يعتقد بأن الرجل هو من يهدد العشيقة بالفضيحة، لم يكن يتصور أن العشيقة يمكن ان تهدد عشيقها، امر مضحك بالفعل، ... هل تتعرض الكثير من النساء للابتز من قبل الرجال أي عشاقهم القدامى...؟؟

- نعم، الكثير، بسبب علاقاتهم القديمة فإن بعض الرجال يبتزون النساء ليعيدون العلاقة، وأذكر سيدة جاءتني في وقت الظهيرة، بينما كنت اهم بالعودة إلى منزلي، كان على كتفها رضيع يبكي، وهي متوترة، وقالت لي بأن عشيق قديم لها، تركته بمجرد زواجها، بدأ يعيد الاتصال بها، ويطالبها بأن تخرج معه كالأيام الخوالي، وأنه بعد ان كان يمارس معها الجنس الخارجي، يريد اليوم أن يمارس معها الجنس بشكل كامل بعد ان اصبحت متزوجة، فلا عذرية تخشى عليها، وكان الشاب الذي يهددها، لا يعمل، فطلب منها فوق المعاشرة، مئة ألف درهم أيضا، لكنها استلفت المبلغ لأجله، وطلبت منه ان يأخذ المال، ويتركها في حالها، لأنها لا تريد الوقوع في الرذيلة، وهي سعيدة بتوبتها....... بقي مصرا عليها اصرارا عجيبا، حتى انه بدأ يزورها في مكان عملها، ليشعرها بدنو الخطر، .... كان مركزنا في تلك الفترة قد وزع على المؤسسات والشركات، نتيجة العام، تحمل عنوان ونشاط المركز، ويبدوا أن واحدة كانت على مكتبها، تقول بينما كانت في حيرة من أمرها، لمحت اسمي على النتيجة، فاتصلت ورجت السكرتيرة التي استدعتها، ........

- ماذا فعلت لها.....؟؟

- اتصلت مباشرة بالشرطة، وشرحت لهم المشكلة، .....

- وماذا بعد، .

- طبعا قالوا بأنه لا بد من رفع بلاغ...... فأخبرتهم بحساسية الوضع، ولأني ولله الحمد مصدر ثقة لديهم، عالجوا الأمر بطريقة جادة لكن متكتمة..

- كيف.......؟؟

- اتصلوا به من هاتف الشرطة، وهددوه، وطالبوه بالابتعاد، واخبروه ان هاتفه مراقب، ثم بدؤا بالفعل في العمل على مراقبته تحسبا لأي عمل طائش منه، .... وكانت الشرطة المجتمعية في منتهى التعاون معنا.... خلال دقائق يا برود، دقائق قليلة جدا، تركت فيها عميلتي لأجري اتصالاتي، عدت لأجدها مبتسمة منشرحة ترضع رضيعها بفرح، وتقول لي ( أنا في حلم ام ماذا، اتصل بي ذلك النذل يرجوني أن ابتعد عنه، وانه لن يتعرض لي بعد اليوم، كما أنه سيعيد مالي، إنه يتوسلني بأن اسحب البلاغ، ماذا فعلتي به يا استاذة.. كيف جعلته يغير موقفه وينسحب مهرولا )

- قلت لها أن السر في الشرطة المجتمعية، إنها تتعاون مع الحالات في سرية، إن الشرطة المجتمعية وجدت لأجل هذا الغرض... فلا يصح بعد اليوم أن تتألم فتياتنا سرا، وأن يسلمن انفسهن للمبتزين خوفا من الفضيحة، عليهن بالتحرك نحو الشرطة، .. فهناك اناس تخصصوا في حماية المجتمع، من مثل هذه النماذج...

- منذ متى وأنت تعملين مع الشرطة...

- لست موظفة هناك، انا مدربة أتعاون معهم لتدريب الشرطة النسائية كما أخبرتك، ولي علاقاتي، ولله الحمد، كذلك فعملي بحاجة لهم، فالكثير من الحالات التي تفد إلي تحتاج إلى مساعدة من قبل الشرطة، ولذلك نشأت علاقة طيبة بين مكتبنا وبينهم، فهم يمدون لنا يد العون في نجدة النساء المستضعفات، بدونهم لا يمكننا عمل شيء.


وفي الشرطة يا برود عينات رائعة من البشر، على استعداد لتعمل على انقاذك، دون حتى ان تسأل عن اسمك، المهم ان يقومون على حمايتك..!!!

وهل يتعرض الكثير من الرجال للابتز من قبل النساء، اقصد العشيقات..؟؟

- ياه، كثير، أكثر بكثير مما تتعرض له النساء من ابتزاز، على عكس ما يتصوره الكثيرون، فإن معظم اسباب إبقاء الرجال على العلاقة مع العشيقة القديمة، هو الخوف منها على انفسهم، على مناصبهم، او سمعتهم، او أسرهم، وأعرف الكثير من القصص، ... بعضها استقيتها من ملفات القضايا التي اطلعت عليها بحكم عملي، وبعضها من عميلاتي الاتي لجأن لي لبحث علاج يخص ازواجهم، ..........
- لم أكن اتخيل أن قادرة على تهديد الرجل، كنت اعتقد ان هي أكثر ضعفا من ذلك.......
- وهذا ما يجعلها تهدد، ضعفها، إن ضعفها يقودها إلى اتباع مثل هذه الممارسات، للانتقم، او الاستمرار في الحصول على الخدمات، أذكر لك حكاية لا أفتأ أذكرها بين حين وأخر، تخص عميلة، كانت عشيقة زوجها ترسل له بصور فيها تهديد بالقتل، وليس بالفضيحة فقط، وكان خوفه على منصبه وسمعته، يمنعانه من الشكوى ضدها، وذات يوم تأخر أحد ابناءها ولم يعد من مدرسته، وبقي السائق ينتظر قرب المدرسة، وفي النهاية لم يرى الطفل، ....... جن جنون الأم، والأب، .. لكنها اعادته للبيت خلال نصف ساعة مع رسالة تهديد، ....
- معقول، هل تصل المشاكل إلى هذا الحد...
- بعضهن حينما يلحظن ضعف الضحية يتمادين، لكن حينما تحرك الرجل نحو الشرطة، وعلمت بالامر، ارسلت له ترجوه الكف عنها، حتى قبل أن يفتح بلاغه، وطالبها بترك البلد، وخلال يومين كانت قد تركت البلد، ... إن ضعف الضحية يغري المجرم دائما بالتمادي، لكن ما أن تبدأ الضحية في طلب المساعدة، حتى يهم الجاني بالهرب، والترجي....!!!
أعرف أيضا حكاية عشيقة مقرفة، مقرفة إلى حد لا يعقل، .... كانت إحدى عميلاتي تشكوا من برود زوجها وعلاقته بمطلقة مواطنة، وكانت تلك العشيقة تتصل بعميلتي كل يوم، تعطيها تقرير العلاقة الحميمة التي كانت تنشأ بينها وبين الزوج، أي تخبرها بالتفصيل كيف قضت هي وزوج عميلتي، الوقت، بالتفصيل الممل، كانت تكتب في الرسائل كلمات بذيئة جدا، تقشعر الأبدان، تقزا، ....... لكني طلبت من عميلتي أن تتجاهل تلك الرسائل طوال فترة العلاج الأولى، وبدات معها في دراسة اسباب فشل علاقتها بزوجها اولا، فوجدت انها خجولة جدا جدا، وبسيطة، ومعلوماتها عن الحياة الزوجية أقل من القليل، ....... بعد عدة شهور كانت عميلتي قد اكتسبت الخبرة، وبات قوية، واستطاعت استعادة زوجها للفراش، والحب، والعشرة ايضا، وبات قليل الاهتمام بعشيقته السابقة، وصار مغرما بزوجته المتجددة، فجن جنون العشيقة التي كانت اصلا مجنونة، ....... فلك ان تتخيل حجم الفضائح والمصائب التي جرتها العشيقة على الزوج والزوجة،
وصل بها الأمر إلى التهجم على بيته، في مساء أحد الايام، وبينما كانت عميلتي تجلس مع زوجها يشاهدا التلفاز، في البيت، فوجئوا باقتحام العشيقة خلوتهما، وبدات تصرخ فيه، وتأمره بأن يرافقها فورا لبيتها، وإلا فسوف تفضحه امام اهله والشارع بأكمله، ...... فما كان من الزوج إلا أن انسحب خلفها بهدوء........ تخيلي..!!!
هذا الامر أثار غضب عميلتي بالطبع، وكانت قد كلمت زوجها اكثر من مرة في طلب مساعدة الشرطة، لكنه كان يخشى الفضيحة ايضا، وله معارف هناك يخشى أن يطلعوا على فضيحته، .........!!!!
في النهاية طلبت من عميلتي أن تأخذ هاتفها النقال المليء برسائل العشيقة التي تحمل الشتائم والقذف، والكلام النابي إلى الشرطة، وتفتح بلاغا ضدها، فبعد ان استعادت زوجها عاطفيا، عليها ايضا أن تتجرا على انقاذه من ضعفه... وبالفعل، بعد ان استبد بها الغضب، فعلت ما نصحتها به، وخلال يومين، تم تأديب العشيقة المجنونة، وفقدت الأمل أخيرا، ويبدوا أنها حصلت على عشيق جديد، استقر في جرحها فملأ عليها حياتها، ولا نعلم متى سيكتشف أمرها فتباغته بوجهها الأخر.......!!!



وهكذا انتهت قصتنا يارب تكون افادتكم ولاتنسونى فى دعائكم !!!!

 
قديم 10-30-2010, 02:46 PM   #80

حـــــــــنونة


رد: قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية


قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية

حبيابتي شو رأيكم بهذه القصة الجديدة وشو استفدتوا يلا جاوبوني أبغي تفاعل

ودعواتكم الحلوة طبعا تراني محتاجتها جدا

شكرا

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 05:31 PM.

 

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. يمنع انتهاك أي حقوق فكرية علماً أن جميع مايكتب هنا يمثل كاتبه وباسماء مستعارة ولمراسلة الإدارة يمكنكم استخدام الإتصال بنا
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0