رد: قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية
قصص النساء مع الدكتورة ناعمة الهاشمي +أنماط الشخصية
غادرت برود وأعلم أن ثمة شعور حزين يغمرها، أعلم أن حديثي أصابها بالقلق، لكني أعلم أيضا أن القلق صديق النجاح، لا أريدها أن تندفع إليه، لا أريدها أن تتهاوى بين يديه بسرعة، كي لا يقرف، ....... أمر غريب أليس كذلك.... إن الأمر بساطة يحدث بهذه الطريقة
تخيلي ما يحدث، أو ضعي نفسك مكانه، فكيف تتصرفين، كان يحب ليزا، ثم اكتشف أنه يريد برود أيضا، ثم بدأ يميل إلى برود أكثر، وعندما لزمه أن يختار اختار برود، بينما في قلبه بعض الود القديم لليزا، ثم ينظر فيرى برود بخير، تضحك وفرحة جدا به، تتطاير حوله كالفراشة، فتعيد لقلبه الإطمئنان، وينسى خوفه من فقدها، فهي له بكل جوارحها، ولا يمكن لامرأة أن تحبه بكل هذا القدر أن تتركه ذات يوم لأجل أي شيء، فيصبح مطمئنا نحوها، فيعاوده الشوق القديم، ويفكر في امرأة حزينة تركها خلفه، ويرى أن بإمكانه اسعاد اثنتين في وقت واحد، فلم لا يغفر لليزا، ويعود إليها، لقد تعلمت درسا، ولن تعيد الكرة، ليزا أيضا ستصبح أكثر تعقلا الآن،
هكذا سيفكر غالبا، وعندما يجره الشوق الكبير، سيعود بلا تفكير....!!!!
لكن أنظرن كيف يعالج الأمر، كيف عليكن التصرف في حالة أن زوجك قطع علاقته بعشيقة ما، لأجلك كيف تتصرفين، لا تفرحي فالله لا يحب الفرحين، بل اهدئي، واحمدي الله، ثم فكري في الخطوات التالية، لأن المهمة لم تنتهي بعد، ......!!!!!
- كنت أنتظر زيارتك بفارغ الصبر، خشيت أن تغيري رأيك... لم يعد بإمكاني السكوت على ما يحدث، زوجي صامت طوال الوقت يفكر، ويطالع موبايله في كل لحظة، ولا يأكل، تصوري، لماذا هو هكذا... هذا يحبها، ولربما يعشقها يا ناعمة...
- صحيح، إنه يعشقها بينما قد لا يحبها، ...
-وهل هناك فرق بين العشق والحب، ...
-نعم، فالعشق هرمون رخيص، أقصد أنه مؤقت يفسد على الإنسان الرؤية، ويفقده وعيه، ألم تسألي نفسك لما يحب زوجك مطربة، لمَ لا يرى مثلا أنها لا تناسبه اجتماعيا، ..... لأن الحب أعمى، وهذا الهرمون مسؤول عن ذلك العمى...
- إذا فالحب أعمى بالفعل، ......
- بكل تأكيد غاليتي، إنه أعمى بشدة أيضا، ..... إن المحب لا يستطيع أن يرى عيوب حبيبه، لا يستطيع أن يقف على نواقصه، يراه كاملا، لأسباب علمية،)
- كلام غريب، لكنه يشبه الواقع إلى حد بعيد،
- هل تذكرين كيف كنت ترين عيوب زوجك في بداية زواجكما، لأنك لم تكوني تحبينه، كفاية، واليوم، أصبحت ترينه وسيما، ومحبوبا، وبدأت ترين فيه ما يغري النساء ويجذبهم إليه، هو أيضا في بداية الزواج لم يكن يحبك، كان ينتقدك كثيرا، لكن بعد أن أحبك، أصبحت في مكانة عالية في دماغه، مكانة لا يستطيع معها انتقادك، إنه المركز المحظور،
- شيء غريب، أنت تقولين أمورا غريبة، لكنها تؤكد كل ما كنا نسمع عنه، .. أكملي علميني أريد أن أعرف المزيد عن هذه الحياة، ....
-إن زوجك الصامت الكئيب الحزين، يعاني من نقص عالي في هرمون العشق، المعروف بالفينيل أثيل أمين، وهو نوع من الأمينات التي تعطي الإنسان شعور بالنشوة وارتفاع في المعنويات، ... كيف أشرحه لك، .... أها نعم، كشرب القهوة، نوعا ما ألا يشعرك بالنشاط والحيوية، أيضا هذا الهرمون يشعرك بالفرح والسعادة، بلا أسباب، فقط مجرد تواجدك مع الحبيب يعطيك هذا القدر من الفينيل، ....
- وهل هذا يعني أن غياب ليزا أفقد زوجي هذا الهرمون، وهل هو مهم لحياتنا، ...
- نعم، غياب ليزا جعل هذا الهرمون يقل نسبيا، ... مما يسبب اكتئابه، .....
- ماذا تقصدين، لست أفهم، ...... أرجوك اشرحي لي بالتفصيل الدقيق، فأنا لا أعرف الكثير عن هذه الأمور إنها علمية، .... ياربي، بدأت أغرق......
(( لاحظت حماسها للمعرفة وخوفها من أن لا تفهم، أو أن تصدمها الحقيقة...))
- سأخبرك أمرا يا برود، هذا الهرمون صديق وعدو في وقت واحد، فهو بحاجة إلى شيفرة خاصة لتحصلي عليه، أي لكي يكون صديقك أنت ويفرز في دماغ زوجك عندما يراك أنت لا غيرك عليك أن تعرفي المفتاح الصحيح إليه، ألا يقال بأن ثمة مفتاح للقلب، هذا ما أعنيه،
- ناعمة، لمرات عديدة، اعتقدت أنك قادمة من قصص أسطورية، .. أنت تؤكدين كل ماكنا نقرؤه في كتب ألف ليلة وليلة، ...... إذا فقد كانت كل المعتقدات صحيحة، ...
- إلى حد كبير، .... للقلب أو بالأصح للدماغ مفتاح خاص بجزيرة الكنز، كنز الحب، لكل رجل وامرأة في هذه الدنيا فتاحا خاصا، يختلف عن الآخر، لا يتشابه اثنان، كبصمة اليد، ...
-إذا هل هذا يعني أن ليزا كانت تمتلك مفتاح الحب الخاص بزوجي..... هل هذا ما تقصدينه،.........
نظرت إليها وقد أشفقت عليها عندما رأيت على وجهها تلك النظرة المحبطة المفجعة، فقلت بهدوء: ليس تماما، ..... قد تكون تمتلك شيفرة واحدة فقط من شيفرات الحب الأربعة، بينما يمكنك أن تكوني أقوى مفعولا،........ عندما تتعلمين كيف تتعاملين مع الشيفرات المتبقية، ......
-أنت جادة أليس كذلك، لا تجامليني، ولا تحاولين تهدئتي...
-جادة جدا، ...... قبل أن نفك شيفرات الحب الخاصة بزوجك، علينا أن نخلصه من اكتئابه، الحاصل من غياب ليزا، لكي لا يتسبب في عودته إليها مجددا،
-كيف ...... ؟؟ لم يعد لدي صبر أشعر أنه قد يعود في أية لحظة....
-الحياة لعبة جميلة، أجمل ما فيها التشويق، أعتقد أنك في المستقبل ستحنين لهذه الحظات، والمغامرات، .. ستذكرينها بشوق،
-بل هي لحظات مرعبة، هيا هلمي أخبريني...
-انظري يا صديقتي، أولا هذا الهرمون سر كبير، لا يعمل كيفما نريد، لكن ثمة خط للتلاعب به، وسأخبرك عنها لاحقا أما الآن فسأخبرك كيف تتعاملين مع زوجك في هذه المرحلة، لاجتياج الألم الذي يعانيه، وحالة العوز التي ألمت به، ... انظري أولا عليك أن تتعاملي معه بكل حب لكن بلا مبالغة، ... ولنتخيل أنكما تجلسان معا على الطعام، ثم شعرت أنه لا يأكل جيدا، تظاهري بأنك أنت أيضا نفسك مسدودة، وأنك حزينة، واستأذني منه، وقومي إلى حالك، اذهبي مثلا إلى غرفة النوم، واجلسي حزينة، فإذا لحق بك، وسألك عن السبب، قولي له لا شيء، ... ولا تخبريه سوى ذلك، ..... في هذه الأثناء، سينصرف عن التفكير بها إلى التفكير بك، والرجل الذي يحب فك الألغاز والتعامل مع الرموز، سيشعر بالنشاط، وسيبدأ عقله في التجاوب معك، وثمة نواقل عصبية ستعمل لصالحك في هذه الفترة، (( هذه النصيحة لا تناسب كل الزوجات، فلكل حالة نصيحة خاصة))،
- جيد، أنا دائما أفعل العكس فعندما أجده حزينا أهرع إلى مواساته، لذلك يملني ويهرب..
-الرجل بشكل عام يحب أن يحل مشاكله وحده، لا يحب المواساة غالبا، فهو يريد أن يبقى في عينيك الرجل الذي يهب للنجدة، وليس الملهوف، ...... فكفي عن لعب دور المغيث ما لم يطلب منك ذلك، ... كذلك فإن حرصك على أن تكوني على مايرام دائما أمر سيء، عندما يبدأ في التفكير في أمر ما كمشكلة في عمله، لا بأس بأن تسانديه بكوب شاي، وجو هادئ، لكن لاتعرضي المساعدة إلا إن طلبها منك، بينما إن كان حزنه لأجل امرأة أخرى فاحزني أنت أيضا، لكي تشغليه عن التفكير في محبوبته الآثمة.....
- نعم، بدأت أفهم، ...... وماذا عن الأغاني، أصبح يستمع كثيرا لأغاني الهجر...
- هذا هم وبلاء آخر، ..... أعلم أنكما تستمعان كثيرا للأغاني، وأنصحك بالتوقف عن ذلك، ويبقى هذا شأنك وحدك، لكن بخصوص نوع الأغنيات فلها علاقة مباشرة بشيوع الزنى والعياذ بالله، فالأغاني في الوطن العربي بالذات لا تتحدث سوى عن الحب والعلاقات المحرمة، فكل يصف محبوبة لم يحصل عليها، أو محبوبة غربية، ولا يتحدث عن علاقته بزوجته، لا يتحدث عن الفضائل، في الدول الغربية المتقدمة، ثمة أغنيات تتحدث عن الصدق، وعن التضحية، وعن المساكين وعن الجياع، وعن الأمل، وعن كل شي يمكن أن يعالج الحياة، ... أقرأ بعض الكلمات المترجمة تأتي بها بعض المجلات، كلماتهم فيها عبرة، .. في الدول العربية لا يشغل بعض مطربينا سوى العشق والجري خلف المحبوب، نحن شعوب منصرفة للهوى على ما أظن....
- رأيك في محله، .... بدأت أرى أمورا مهمة، .... هل أبدأ في تخليص زوجي من الأشرطة من هذا النوع،
-إن كان ولا بد من سماعه للأغنيات، فقومي بإهدائه واحدا يحمل كلمات مفرحة، تناسب حالكما، وتخلصي من كل الأغنيات التي تركز على الفراق، ..... مع أني أجد أن ثمة أناشيد جميلة، تزرع في الروح السمو حقيقة، ... وتتحدث عن الزوجة، والسعادة، إنها قليلة لكنها تفي بالغرض،
- أعطيني أسماء، وأنا سأبحث عنها، وسأحاول تعويده عليها......
- جيد، سأخبرك بأسماء الأناشيد، ...... كذلك في هذه الفترة، أدعوك للتوقف عن تقديم العاطفة المباشرة واستخدمي عواطفك الغير مباشرة للتأثير على زوجك، .....
- ماذا تقصدين بالعواطف الغير مباشرة، .......
- أقصد أن تكتفي بالنظرات الحانية، والمسات الحساسة، والإتكاء عليه لحظة الإسترخاء بحنان، وكفي في هذه الفترة عن التعبير المباشر، كأن تقولي أحبك، حبيبي، وغير ذلك، في هذه الفترة بالذات لا ينفع هذا الكلام، بل يضر غالبا،
-لماذا......؟؟ ما هو السبب....؟؟
-أمر يطول شرحه، سأخبرك لا حقا، أما الآن فسأستأذنك لقد تأخرت كثيرا، ...
كيف حالك، ...؟؟
- يخير ولله الحمد، أتصل بك لأبشرك بأن الأمور تطورت لصالحي، فبعد أن تفهمت وضعه، اختلفت معاملتي له، وبالتالي استعدته وقربته مني أكثر، البارحة على سبيل المثال، كان يتصل بي كل نصف ساعة من عمله، ليطمئن علي، ويستمع لصوتي، ويشعرني بحبه، وحرصه على إرضائي.
- الحمد لله تستحقين كل الخير، ..
- لكن، ثمة أمر أردت أن أخبرك به، منذ يومين، سمعته يتحدث بعصبية عبر النقال، وعندما راجعت الرقم، اكتشفت أنه رقم هاتفها، ثم البارحة عند التاسعة رن هاتف غرفة النوم، ورد عليه بنفسه، فتغير وجهه، ثم أغلق السماعة، وكانت على وجهه نظرة غريبة، وكأن المتصل قال شيء أثار خوفه، وعندما سألته من كان على الهاتف قال لي لا أحد،
- وما رأيك أنت في الأمر..
- أعتقد أنها لازالت تلاحقه، ما رأيك..؟؟
- هذا أيضا ما خطر في بالي، إنها تلاحقه، وربما تهدده، وهو متعب من الأمر،
- تراه يستجيب لها، ..
- إن شاء الله، لن يفعل، لكني أجدك هادئة ماشاء الله، ما السر..؟؟
- لا أعرف، فمنذ أن بدأ يهتم بي، اكتسبت ثقة كبيرة به، ومتفائلة بأن كل الأحداث ستكون لصالحي،
- إن شاء الله، عسى أن يرزقك الله على حسب نيتك، ..
- إن كانت تهدده فهل الأمر في صالحي أم لا،
- لا نستطيع أن نتكهن بالأمر، لكن من دراسة، فإن تهديدها قد يعيده إليها إن شعر أنه تهديد ضعيف ونابع من حب وشوق، وقد يجعله ينسفها من حياته إلى الأبد، إن شعر أنه نابع من حقد وغيظ،
- وكيف سيعرف، ...
- أسلوبها، سيقول له كل شيء...
ومرت عدة أيام قبل أن تعيد برود الإتصال بي،
- لن تتخيل وقاحتها، لقد اتصلت بي على هاتف الغرفة، وحدثتني، عن علاقتها بزوجي، تصوري، ماذا عساي أفعل الأن...؟؟؟ هل أخبره بما فعلت، أم أتصرف كأنها لم تتصل،
- ماذا قالت لك بالضبط..
- وماذا عساها تقول، طبعا حكت لي تاريخ علاقتها بزوجي، وبالتفصيل الوقح، ولولا أني أغلقت السماعة في وجهها لكانت تمادت أكثر، اسمعي هاهي تتصل إنها تلح في الإتصال، ..
- ردي عليها،
- لا أريد، كلامها يمزقني،
- لا بأس ردي، وضعيها على المتحدث الجهوري، لأسمع ما تقول، وليتك تسرعين أولا بإحضار مسجلة لتسجيل المحادثة،
- سأسجلها عبر الموبايل، ..
- هل يتسع،
- نعم،
- جيد، ردي بسرعة،
ردت برود بعصبية عليها: ألو..
- كيف حالك برود، أعرف أن مكالمتي أزعجتك، لكني أردت أن أطلعك على المسخ الذي غشنا نحن الأثنتين،
- لا أسمح لك بنعت زوجي بالمسخ،
- ألازلت تحبينه، بعد أن خانك،
- أنا لا أصدق ما تقولين، أنت مدسوسة لإفساد سعادتي،
- لا بأس إن لم تصدقي، لكني أحمل الأدلة كما أني أعرف كل شيء عن حياتكما، أعرف كل شيء،
- مثل ماذا، ...
- أعرف عدد أبناءك، وأسماءهم، ولدي صور عديدة لهم، كذلك أعرف أنك عانيت نزيفا رحميا مدة ستة شهور بعد طفلتك الثانية، ...!!!
- وماذا في ذلك كل صديقاتي وقريباتي يعلمن ذلك....!!
- نعم لكنهن بالطبع لا يعرفن أنك لا تنامين قبل أن .. وأنك تحبين ....، وأن لديك شامة حمراء في ....
- من أخبرك كل هذا، هذا غير صحيح، ...
- لا بأس إن كان غير صحيح، لكنه إن كان صحيحا، فلا بد أن زوجك الوحيد الذي أخبرني بذلك، أم أن كل صديقاتك أيضا يعلمن أمورا خاصة عن علاقتك الحميمة بزوجك، ..
- أيا كان ما تقولينه، أنا لا أصدق أن زوجي يخوني، ..
- لأنك غبية، ومثلك تستحق الخيانة، عندما أخبرني كم أنت غبية ومادية، وباردة، لم أصدق، لكن يبدو لي الآن أنه كان على حق،
- ماذا تريدين ...؟؟
- أريد أن أريك الحقيقة التي غابت عن عينيك، زوجك ليس سوى خائن، ولست أنا الوحيدة التي في حياته، كان يعرف امرأة أخرى اسمها جوليا،
- وهل تعرفين جوليا..
- نعم، أعرفها تمام المعرفة، إننا نقيم علاقات مشتركة مع مطر،
- ماذا تقصدين
- أقصد ما فهمت، مطر شاذ، إنه يقيم علاقات جماعية، أي نحن الإثنتين على فراش واحد،
- كاذبة، فجوليا خرجت من حياته منذ زمن،
- وصدقت، إذن راجعي فندق ( ) حيث كانت تقيم الشهر الماضي، .....!!!
- بأي حق تتصلين بي، ولماذا ترغبين في إفساد حياتي، ألا تخافين الله، ألا تخافين الله، كلامك هذا فيه قذف خطير لزوجي، ولن أسامحك عليه،
- وماذا فعلت بك، هل خطأي، أني أشرح لك الحقيقة، ......
- خطأك الكذب، زوجي وإن أقام علاقات، لكنه لا يمكن أن يكون شاذا بهذه الصورة، أنت مقرفة، وكلامك ينم عن إنسانة دنيئة، حسبي الله عليك،
أغلقت برود الهاتف بعصبية، وانهارت تبكي،
- هل سمعت، هل سمعت ما قالت، زوجي شاذ، لا أصدق هذا الكلام، لا بد أنها كاذبة، وتريد الإيقاع بيننا، إن صدق كلامها، ستكون القاضية، إن صدقت سينتهي كل شيء، لا أتخيل أني كنت أعيش طوال تلك السنوات مع رجل بهذا الغموض لا أعرف عنه أي شيء،
- اهدئي، يا برود لا تقسي على نفسك، في النهاية هذا كلام مغرض، ولا دليل عليه، ومجرد تفكيرك بأنه قد يكون صدقا، يعتبر ظنا، وإثما،
- ماذا أفعل، إنها تحطم ثقتي فيه، كلامها يزعزعني، ... هل أتصل بالفندق الذي قالت عنه، وأسأل إن كانت جوليا فعلا قدمت الشهر الماضي،
- لا ... لا تفعلي، لأنه حتى لو كان كلامها حقيقة، فهذا لا يدل على أن ما قالته بشأن العلاقة الشاذة، حقيقة، فجوليا لها أعمالها هنا وأنت تعلمين،
- إذا .. كيف أتأكد، وماذا أفعل بالتسجيل، هل أطلع زوجي على ما تدعيه، بصراحة لم يعد بإمكاني التجاهل، الأمر أخطر من مجرد شعور، كل جسدي مستفز، إني أنتفض، حسبي الله ونعم الوكيل، ما السبيل يا ربي، ما السبيل، ...؟؟؟
- يا الله، كيف بني آدم ضعيف، كلمة تهده، هكذا يابرود، مجرد كلام، من تلك الساقطة، جعلك تنهارين، إنها تتهم بلا وجه حق، ولا دليل، ... ولعلها كاذبة، فقط ترغب في تحطيم ثقتك فيه، ترغب في دس السم في قلبك عليه، فلا تسمحي لهأ،
- أخشى أن يكون كلامها حقيقة،..
- وماذا لو لم يكن حقيقة، ماذا لو كان مجرد كذب في كذب، ستكون ساعتها قد انتصرت عليك، وفعلت بك ما أرادت، تكون سممت حياتك، وانتصرت ..
- هاهي تتصل من جديد، ..
- ردي عليها،
- لا أريد أن أرد، صرت أخشى أن تقول لي شيئا آخر يميتني، بت أخاف منها...
- بل ردي مبتسمة، وكلما سردت لك واقعة اضحكي باستهزاء الواثقة، دمريها بهدوئك وثقتك، ولا تهتزي، وسجلي المكالمة أيضا،
ردت برود بهدوء مفتعل: ألو..
- لماذا أقفلت السماعة، ..
- مشغولة، ..
- وأنا لن أعطلك ، فقط سأعطيك رقم جوليا اتصلي بها، وهي ستخبرك الحقيقة، طبعا هي لن تتحدث عن العلاقة الشاذة، فهي متكتمة، لكن اسأليها إن كانت لازالت على علاقة بمطر أم لا،
- لا أريد رقم جوليا، ولن أتصل بأحد، وسواء كنت صادقة أم لا، فكل هذا لا يهمني، المهم أن زوجي اليوم معي، ...
- معك إلى متى، حتى يجد لعبة جديدة يلهو بها، .. البارحة كان سهران في ال( )، وكان يرقص مع شقراء، اسأليه إن كان سينكر،
- في أية ساعة.....
- بعد الثانية عشرة تقريبا، ....
- كذبت فقد كان نائما قربي هنا في البيت، .....
- تتسترين عليه،
- بل أقول الصدق، حتى وإن لم تصدقي، والآن أجدك كاذبة في كل ماقلت، وعلى فكرة، لا تتخيل أن الأمر سيمر بساطة، فسوف أريك..
- نعم، كحادثة الصور، تظنين أني لم أفهم، فقد أرسلت لك الصور، ولم أضعها على مساحة السيارة، فكيف وصلت إلى هناك، أنت اطلعت على الصور ثم وضعتها على المساحة، .. أنت ماكرة، كان يجب أن أعرف أنك لست سوى حية رقطاء، سلبتني حبيبي،
- حبيبك هذا زوجي،
- أنت لا تستحقينه، ماذا لديك لتقدميه له، لا شيء، مجرد آنية فخارية قديمة ومشروخة، تثير الغبرة أينما حلت،
- يبدو أنك لم تريني، ولربما نقلت لك أخبار خاطئة عني، .. على كل حال، لا يهمني رأيك بي، المهم أن زوجي مقتنع، ويحبني، .. ويبدو أني سأطلب منه تغيير أرقام هواتفنا، لأننا في سنوات عسل طويلة، ولا نريد إزعاجا.. مع السلامة..
أغلقت برود الهاتف، وقالت لي: هل سمعت، بدأت أشك في كلامها، قد تكون كاذبة بالفعل، فلا أصدق أن زوجي شاذ، بهذه الصورة..!!
- بإذن الله، إنه ليس كذلك، ..
- ماذا أفعل بالتسجيل، هل أسمعه الشريط، ...
- دعينا نفكر، علينا أن نحسب الخطوات القادمة بدقة، هناك كلام مهم علينا حذفه أولا، بشأن الصور، احذفي هذا الجزء، لكي لا يشك في الأمر،
- نعم فكرت في ذلك، ..وبعد،
- دعيني أفكر وسأرد عليك، حالما أجد حلا مناسبا، .. وأنت أيضا فكري، لعلك تهتدين لحل أمثل،
- نعم سأفعل،
- وحتى ذلك الحين، أوصيك بالصبر، ولا تتهوري، ولا تسمحي للشك بالسيطرة عليك،
- إن شاء الله، سأحاول، شكرا لك
|