|
|
قصص و روايات شتات هيا حياتي بدونكِ يا أمي يوجد هنا شتات هيا حياتي بدونكِ يا أمي روايات Novels و تحميل روايات و قصص روايات حب سعودية روايات احلام و عبير رومانسية عربية روايات عالمية كاملة للتحميل روايات رومانسيه احلام و عبير و قصص مضحكه قصص حزينه قصص رومانسيه حكايات عربية و قصص الانبياء افضل قصص مفيدة قصص سعودية خليجية |
|
#1 | |
عضوة شرفية |
شتات هيا حياتي بدونكِ يا أمي
أميَ الحبيبة :
أعزفُ إليكِ هذهِ الحروف ، هديةً مِنيَ إليكِ ياغاليتي ، أميَ كلمةٌ عجِزَ لساني عن نطقهـا ، ولكنَ لم يعجز قلبي عن حفظها ، بقتْ ساكنة بهِ ومتربعه ، أن لم أقلها لكيَ يا أمي ، صداها يترددُ على مسامعي ، حبيبتي الغالية ، كم كُنتِ أمـاً قاسيةَ لأبنتكِ اليتيمة ، لم يعطيكِ الرب سواهـا ، لكنكِ لم تعرُفي قدري ، لم تعيريني الأهتمام ، كُنتِ دائماً توبخيني ، وتستهزأين بيَ ! إلا تذكرين يا أمي عِندما أصطحبتُ صديقاتي إلى قصرنا ؟ وبينما نحنُ مستغرقون بالضحك والسوالف الطريفة ، فتحتِ الباب بقوة وعيناكِ يتطاير منها الشرار ، كُنتِ كالأسدِ الكاسر أنقظ على رعيةٌ من المخلوقات البريئة ! دخلتي ياعزيزتي ووبختيني أمام صديقاتي ، وقلتي لهم عني أقولاً لم تكُن بيَّ ، ثم طردتيهُن من حيثُ ما أتوا ، إلا تعلمين كيف مضيتْ هذهِ الليلة عليَّ ؟! صرتُ إبكيَ وأبكيَّ ، ووسادتي هيّا اللتي تتحملني فقط ، هيَّا اللتي ترحبَ بأهآتي وحسرآتي ، بالحنآن اللذي فقدتهُ ، ترحب بدموعي ، وبأحضاني .. كنتُ إشتاقُ إليكِ ، إذا غبتي عنيَّ ، ووسادتي هيَّا الضحية ، أحضنها وأبكي ، وكأنني طفلٌ صغير يتوقَ مجيء أمه ! نعم ، انا طفلة صغيرة ، لأنني لم أسقىَ بالحنان ، ولم أترعرع عليه ، كالطفلة ، بل هيَّا أفضل مني بكثير ، تنامُ على لحنِ أمهـا ، وتصحوا على حنانها الدافق ، وحبها الامتناهيَّ ، كُنتِ يا أمي لا تهتمين بيَّ ، كُل همكِ هو أناقتُكِ أمام صديقاتكِ ، ولبس الماركات ، والسفر ، والجمال الحق ! أتذكرين عندمـا خطبتني صديقتكِ لأبنها المدلل الحقود ؟! كيف رفضت ؟ ولكنكِ لم يهمكِ رفضي بل أجبرتيني ، على خطوه ستغسلُ مابقيَّ من حياتي لأجلكِ ، ولأجلُ صديقتكِ ، حياتي ستنفُد والسبب أنتي ! ولكن الحمدُلله ليلة الملكة حدثَ ماحدثَ ، لم أعجبهَ فذهبَّ عنيَ ، هذهِ دعواي ومشتاكي إلى خالقي ، دعوتي ودعوة المظلوم مستاجبة ! وفي نفسِ الليلة بعدما ذهب إهل العريس ، أتذكرين كيف أنهرتي عليَّ بالسب والشتم واللعن والدعوات الا متناهيه ، لِما ؟! لأن الشاب لم أعجبه ؟! فكُنتي أمام صديقتُكِ مكسورة ! وذهبتي عنهـا ، وتعرفتي على الكثير ! لكن تذكريي يا أمي ، مهمـا فعلتِ ومهمـا حصدتي بيَّ ثماراً ذابلة وسوداء ، سأبقىَ لأبدي أحبكِ ، ! وتفضلي رسالتي اللتي ربما تكُون الأخيرة .. ذهبتُ نبأ أنا ووضعت الرسالة ودققت الباب قليلاً ، ثم رجعتُ إلى غرفتي .. لأجفف مابقي من دموعي ، بعدهـا كُنتْ سأنزلَ للمطبخ لأشرب قليلٍ من المـاء ، لكن أوقفني صوتَ بكائكِ ! أنبهرتُ حقاً أميَ تبكي ؟ أمي القوية الصامتة ، اللتي لا تنهالُ كرامتها تبكي ؟ أمي اللتي بها جبروتٍ يكسرُ مدينة تبكي ؟! أمي اللتي حتى بوفاةِ أبي حبيبها لم تبكي ، والآن تبكي ؟! يالله ، كم هذهِ الدُنيا أعطتها الكثير ، ولكن أخذتْ منها الأكثر ، أخذت منها زوجهـا ، وحُبِ إبنتها ، وأعطتهـا الصفات الذميمة ، والكبرياء ، حقاً الأنسانُ ضعيف ! مهمـا كان ، أيَ شيءٍ صغير يُمكن أن يهدمهُ ويجعلهُ كالفتات ، قبل أن كان كالصخرة الصامتة العالية ، أنهد وتحطم مابقيَّ منه ، لم يطل حديثي مع نفسي ، فتحتُ باب غرفةِ أمي بهدوء .. وسمعتْ صوت بكائها وشهقاتها تزيدُ وتعلو ، رباه ارحمنا برحمتكِ ، مابهِا أمي ؟ هل أصيبت بالجنون ، أقتربتُ منها أكثر وأفجعني ما رأيت ، رأيتها ولأول مرة مرتدية زي الصلاة ! وبيدها القرآن وورقتي ، يا الله هل قرأتهـا بهذهِ السرعة ؟ ولكن لا أعتقد أن حروفي أثرتْ بها كل هذا ، فهيا كالجبل لا يهزهُ ريح ، جلستُ بجانبها ورفعتُ رأسها بحنان ، لأرىَ كُتلاً من الدموع تسقط على وجنتيها ، ووجهـا مُحمر من كثرةِ البكي ، أخذتُ ورقتي والقرآن ووضعتهم على الطاولة ، ثم ذهبتُ إليها وحضنتها بقوتي ، وبادلتني الأحضان ، وهيا تبكي وتبكي ، صرتُ إبكي معها وأنا لا أعرف السبب ! - أمـاه مابكِ ؟! ماللذي ضايقكِ ياحبيبتي ؟! هل من أحدٍ حطم قلبكِ ؟! لكنها لم تردَ عليَّ .. - أمي من اللذي جعلكِ هكذا ؟ هل هيا ورقتي ، إذا كانت هيا واللهِ لو أعلم لما كتبتها أو فكرت حتى بكتابتها .. ناظرتني بحنان ، وطبعت قبلة دافئة على جبيني ثم قالت : - حبيبتي شروق ، أعذريني على كل شيءَ إعذريني على تِلك الأيام الخالية من قربي وحُبي إليكِ ، أعذريني على قسوتي وجبروتي ، فأنا من هذهِ اللحظة تبتُ إلى ربيَّ ، وسأنقلبُ إليهِ أن شاء الله عاجلاً ، وقلبي متعلقٍ بهِ ، - يا أمي انا أبنتكِ ، فعليَّ مسامحتكِ ، لا يا أمي لا تقولي هذا أن شاء الله يومي قبل يومكِ أبتسمت إليَّ بحنان ، ثم طاحتْ طريحة ، لم أقدر على التحمل صرتُ أبكي وأبكي وأناديها وأكبُ قليلاً من الماء عليها ! لكنها لم تفق ، ودقاتُ قلبها ساكنة ، أنهرتُ عليها وأنا أضربها وأحتظنها إلى صدري ! لكن لا فائدة ! صارتْ حياتي بعدهـا كالمرأة المكسورة ، المشتته ، اللتي لا يمكن أرجاعهـا ، كُنتَ يومياً أذهبُ إلى المقبرة ، وأضع الورود اللتي كانتْ تُحبها ، وأرشٌ على قبرها دموعٍ من عيني ، رحمكِ اللهُ يا أمي بقلمـي مواضيع ذات صلة |