تفسير سورة المائدة
الآيات 15 ، 16
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
)
ثم يحدث الله عز وجل أهل الكتاب من اليهود والنصارى ويقول لهم أنه أرسل لهم النبى محمد صلى الله عليه وسلم ليوضح لهم ما حرف آباءهم مما أنزل الله فى التوراة والإنجيل وبدلوا وكذبوا على الله وافتروا عليه ويسكت على كثير مما غيروا فلا فائدة فى بيانه
وأنه صلى الله عليه وسلم جاء بالقرآن الذى هو نور ورحمة لهم ويبين لهم ما يرحمهم من عذاب بأسهم فى الدنيا وعذاب النار فى الآخرة
فهو هدى ومنهج استقامة وطريق نجاة لمن اتبع رضا الله يرشدهم للحق ويبعدهم عن الضلال
الآيات 17 ـ 18
( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
)
قالت النصارى أن عيسى عليه السلام هو ابن الله ولقد كفروا بمثل هذا القول ولكنه عبد الله ورسوله
فلو أراد الله أن يهلك المسيح وأمه والخلق جميعا لفعل وما منعه شئ
والله يملك كل شئ وهو القادر على ما يشاء ويخلق ما يشاء
ادعى اليهود والنصارى أنهم أحباء الله وأبنائه وهو يحبهم لأنهم ينتسبون لأنبيائه
فيقول لهم الله لو كان ذلك حقا فلماذا يعذبكم بذنوبكم ، ولكنكم بشر ممن خلق ومثلكم كمثل جميع أبناء آدم والله الحاكم فى عباده كيف يشاء وإليه المرجع والمآب
الآية 19
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
يقول الله عز وجل لليهود والنصارى أنه قد أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم لهم بعد فترة زمنية ( حوالى 600 سنة من بعد عيسى ) حتى لا تقولوا لم يأتنا من رسول ينهانا عن الشر ويرشدنا إلى الحق
فقد جاءكم محمدا والله قادر على عقاب الظالم وثواب المطيع
الآيات 20 ـ 26
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ
قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
)
يخبر الله تعالى عن موسى وقومه بعد أن أخذهم هاربا من فرعون وبعد أن عبدوا العجل بعد ما رأوا الآيات ثم ساروا مع موسى
قال لهم موسى اذكروا نعم الله عليكم فقد جعل فيكم الأنبياء إبراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وجمع لكم خير الآخرة مع خير الدنيا إذ جعل منكم الملوك ( أى لكم المنزل والأموال والأولاد والزوجة ـ وكانوا من ملك ذلك يسمى ملكا )
وجعلكم علماء زمانكم وأشرف من القبط واليونان وسائر أصناف بنى آدم ( آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين )
وأمرهم بأن يدخلوا معه الأرض المقدسة المطهرة وهى جبل الطور وما حولهالتى وعدكم بها الله ولا تتراجعوا عن الجهاد وتخسروا الدنيا والآخرة
قالوا يا موسى لن نقدر على الدخول لأن بها قوما ذو قوة شديدة ولا نقدر على مقاومتهم ولن ندخل ما داموا فيها ، وإن خرجوا منها ندخلها نحن
وحاول رجلان من المؤمنين أن يحرضوهم على الجهاد وقالا لو دخلتم متوكلين على الله فهو ينصركم عليهم لأنه وعدكم بها
ولكن بلا فائدة ، بل أصروا على الرفض وقالوا اذهب يا موسى أنت وربك لتقاتلا ونحن هنا فى انتظارك
غضب موسى عليهم ودعا ربه أن لا حيلة له هو وأخوه فافصل بينى وبينهم يارب
فقضى الله عليهم بأن يتيهوا أربعين سنة لا يهتدون لطريق ولا يدخلوا الأرض المقدسة
وكان لهم فى التيه آيات عجيبة وخوارق عظيمة من مثل الغمام الذى يستظلون به والمن والسلوى والصخرة التى نبع منها الماء وعيون الماء ومعجزات عجيبة لموسى
ثم توفى هارون وبعده موسى بثلاث سنين وأقام بينهم يوشع بن نون خليفة لموسى ومات كثيرين من بنى اسرائيل فى هذا المكان
وبعد انتهاء الأربعين سنة خرج بهم يوشع من هذا التيه قاصدا الأرض المطهرة وحاصر من كانوا ببيت المقدس وطلب من الله أن يمسك الشمس حتى ينتصر ونصره الله وقال لهم ادخلوا من الباب خاشعين لنصر الله راكعين وقولوا حطة ( أى حط عنا خطايانا ) ولكنهم رفعوا رؤسهم وقالوا ( حنطة ) استهزاء بنبيهم
ويقول الله لنبيه محمد هذا كان سلوكهم من قبل فلا تحزن على القوم الفاسقين ولا تأسف عليهم
التعديل الأخير تم بواسطة مغربيه وافتخر ; 07-31-2012 الساعة 09:01 PM.
سبب آخر: تصحيح املاء الايات
|