تفسير سورة هود
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ
وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ
بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ
الآية 84
شعيب وقومه أهل مدين أصحاب الأيكة
* توجد مدين عند أطراف الشام ناحية الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط
* شعيب هو الحفيد الرابع لأحد أبناء إبراهيم عليه السلام
وقيل فى نسبه كثيرا وهو ممن آمن بإبراهيم مع لوط ،
* وهم ليسوا ببعيد عن قوم لوط من الناحية الزمنية
* سمى خطيب الأنبياء لفصاحته
* أهل مدين كانوا كفارا لهم شجرة من نبات الآيك ( نبات عشبى لا ثمر
له ) تلتف حولها نباتات كثيفة وكانوا يعبدونها ، وكانوا من أسوأ الناس فى المعاملات من بخس الميزان والتطفيف وقطع الطريق
* نهاهم نبيهم عن ذلك ولكن استهزؤا به
والأحداث تتكرر مع كل نبى من إيذاء وسخرية واصرار على المعصية والكفر والعناد وتضرب لهم الأمثال بمن سبقوهم ، ودون فائدة
• كان شعيبا ضعيفا بينهم بسبب ضعف بصره فقد كان ضريرا بسبب كثرة البكاء من شدة خوفه من الله وحبه له وخوفه من النار وشوقه إلى الجنة
• كانت له عشيرة وقبيلة تحميه
• وبعد الإصرار على المعصية يأت العذاب من السماء
• سلط الله عليهم زلزالا عنيفا زهقت أرواحهم معه
• أرسل عليهم صيحة من السماء أخمدت الأصوات
• سلط عليهم الحر الشديد ثم أرسل عليه ظلة تجمعوا تحتها فأسقطت عليه الشرر والنيران التى أبادتهم جميعا
قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره : أمرهم شعيبا بعبادة الله وحده
ولا تنقصوا المكيال والميزان ، إنى أراكم بخير وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط : وكانوا ينقصون المكيال ولا يقسطوا الميزان فقال لهم إنى أراكم بخير كثير من الأموال والنعم فلا حاجة لكم ببخس الميزان وأخاف عليكم عذاب يوم القيامة يوم يحيط بكم العذاب .
الآية 85 ، 86
ينهاهم عن نقص المكيال والميزان
ثم يأمرهم بوفاء الكيل والوزن بالقسط إذا أعطوا أو أخذوا
وينهى عن الفساد فى الأرض لأنهم كانوا يقطعون الطريق
بقيت الله خير لكم : رزق الله خير لكم وأفضل من الربح بعدم وفاء الكيل والميزان ، إن كنتم مؤمنين .
وما أنا عليكم بحفيظ : وأنا لست بحفيظ ورقيب عليكم فأطيعوا الله ليراكم الله وليس ليراكم الناس .
الآية 87
يتهكم ويسخر المشركون من شعيب ويقولون له : هل دينك وقراءتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا من أصنام وأوثان ، ولا نتصرف فى أموالنا كيف نشاء ويحلوا لنا من تطفيف ميزان أو غيره
يارجل أنت حليم عاقل رشيد ... وهذا على سبيل التهكم منه .
الآية 88
قال لهم شعيب : لو أننى على بصيرة مما أدعوكم إليه والله قد رزقنى النبوة والرزق الحلال
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه : وأنا لا أنهاكم عن شئ ثم أفعله سرا وأنتم لا تعلمون
ولكنى أريد الإصلاح واستعين بالله فى صلاح أمركم ، وأعود إلى الله فى جميع أمورى .
الآيات 89 ـ 90
ويا قوم لا يجرمنكم شقاقى : قال شعيب يا قومى لا تحملكم عداوتى وبغضى على أن تصروا على المعصية وعلى العناد
فيصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح وعاد وثمود ولوط وهو قريب منكم فى الزمان والمكان
استغفروا الله وتوبوا إليه تجدونه تواب رحيم ودود لمن تاب وعمل صالحا .
التعديل الأخير تم بواسطة مغربيه وافتخر ; 08-14-2012 الساعة 05:43 AM.
سبب آخر: تصحيح املاء الايات
|