اليوم الآخر
@الدرس العاشر:
قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من كل أمة في
آخر ذلك اليوم أن تتبع الإله الذي كانت تعبده،
الذي كان يعبد الشمس يتبع الشمس،
الذي كان يعبد القمر يتبع القمر،
والذي كان يعبد الأصنام تصور لهم آلهتهم ثم تسير أمامهم ويتبعونها،
والذين كانوا يعبدون فرعون يتبعونه،
ثم إن هذه الآلهة الباطلة تتساقط في النار، ويتساقط عبادها وراءها في السعير،
قال تعالى: في فرعون:
(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ )
ولا يبقى بعد ذلك إلا المؤمنين والمنافقين وبقايا أهل الكتاب .
فيدعى اليهود فيقال لهم:
ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم ما إتخذ الله
من ولد فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون
في النار ثم يدعى النصارى:
يقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح إبن الله فيقال لهم كذبتم
ما إتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم
بعضها بعضا فيتساقطون في النار .
حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر
وفي المؤمنين المنافقون الذين كانوا معهم في الدنيا، فيأتيهم ربهم،
فيقول لهم: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا، فيعرفونه بساقه
عندما يكشفها لهم، عند ذلك يخرون له سجوداً، إلا المنافقين فلا يستطيعون
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)
وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون وهم أصحاء الجسم معافون فيأبون.
لا يدعون إلى السجود تعبدا وتكليفا, ولكن توبيخا وتعنيفا على تركهم السجود
في الدنيا, ثم إنه تعالى يسلب عنهم القدرة على السجود
ويحول بينهم وبين الإستطاعة حتي تزداد حسرتهم وندامتهم على
مافرطوا فيه حين دعوا إلى السجود في الدنيا وهم سالموا الأطراف والمفاصل,
فعوقبوا بنقيض ماكانوا عليه وذلك بعدم قدرتهم على السجود في الآخرة .
حيث يعود ظهر أحدهم طبقا واحدا
كلما أراد أن يسجد خر لقفاه.
أين أنتم يامن ضيعتم الصلوات من هول هذا الموقف؟!!!
تأمل ياأخي وياأختي واحذروا فالأمر جد
فبادروا قبل أن لاينفع الأمر
ثم يتبع المؤمنون ربهم، وينصب الصراط على متن جهنم
|