ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●• يوجد هنا ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●• منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #1

نودى نينو

ادارية فى فترة اجازة

الملف الشخصي
رقم العضوية: 23780
تاريخ التسجيـل: Jul 2008
مجموع المشاركات: 7,522 
رصيد النقاط : 205

11633831441487246193 ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•


♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•

" النور "


ورد اسم الله " النور " في قوله تعالى : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35]

و " النور " من أسمائه الحسنى, وهو صفة للعظيم سبحانه, فهو نور السماوات والأرض, ونور قلوب المؤمنين
وفي الحديث : " حجابه النور, لو كَشَفَه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " _أخرجه مسلم


أما النور المخلوق, فهو على قسمين :
نور جسمي : كنور الشمس والقمر والكواكب
ونور معنوي : كنور المعرفة والطاعة؛ فإن لها نورا في القلب
وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعل في قلبي نورا, وفي بصري نوراً, وفي سمعي نوراً, وعن يميني نوراً, وعن يساري نوراً, وفوقي نوراً, وتحتي نوراً, وأمامي نوراً, وخلفي نوراً, وعَظِّم لي نوراً " _أخرجه البخاري ومسلم .


" الغني "


ورد اسم الله " الغني " ثماني عشرة مرة في الكتاب العزيز مقرونا و منفردا
ومن ذلك قوله تعالى : { وَرَبُّكَ الغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } [الأنعام:133]


الله " الغني " غنيٌّ عن المعرضين, حميد حامد للمقبلين الطائعين
فهو سبحانه غني عما سواه , وكل مخلوق مفتقر إليه فقراً اضطرارياً لا دافع له
وفقراً اختيارياً مبنيَّاً على معرفة النفس و العلم بالرب تعالى

فالله لا حاجة له إلى أحد أصلا, ولا إلى شيء من خلقه
ولذا وصف عباده بالفقر فقال : { يَا أيُّهَا النَّاسُ أنتُمُ الفُقَرَاءُ إلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ } [فاطر:15]


* غاية الغنى : الافتقار إلى الله والذُّلُّ بين يديه, والاعتراف بالعجز
فهو سبحانه يقول في الحديث القدسي : " إنكم لن تبلغوا ضَرِّي فتضُرُّوني, ولن تبلغوا نَفْعِي فَتَنفَعُوني " _أخرجه مسلم
"الغني"
ورد اسم الله "الغني" ثماني عشرة مرة في الكتاب العزيز و مقرونا منفردا
لى ذلك ومن قوله تعالى: {و ر ب ك الغ ن ي ذ و الر ح م ة} [الأنعام: 133]
الله "الغني" غني عن المعرضين, حامد حميد للمقبلين الطائعين
فهو سبحانه غني عما سواه, وكل مخلوق مفتقر إليه اضطراريا فقرا لا دافع له
اختياريا وفقرا مبني ا على معرفة النفس و تعالى بالرب العلم
فالله لا حاجة له الاستماع إ أحد أصلا, ولا شيء من خلقه الاستماع إ
وصف عباده ولذا بالفقر فقال: {ي ا أي ه ا الن اس أنت م الف ق ر اء إل ى الله و الله ه و الغ ن ي الح م يد} [فاطر: 15]
* غاية الغنى: الافتقار الاستماع إ الله والذ ل بين يديه, والاعتراف بالعجز
فهو سبحانه يقول في الحديث القدسي: "إنكم لن تبلغوا ض ر ي ر فتض ولن تبلغوا وني, ف ع ن ي ف ت ع نف وني" _ أخرجه مسلم


" ذو الجلال والإكرام "

جاء هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى : { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ } [الرحمن:78]
وقوله : { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } [الرحمن:27]
وهي صفة للذات, وصفة للوجه أيضاً؛ أي: المُستحِق لأن يُجَلَّ ويُكْرَمَ


ومن ذلك : تعظيم ذاته وصفاته وشرائعه ومقدساته, وكل ما يُنسب إليه سبحانه
فهو المُستحق لأن يُهاب لسلطانه, ويُثنى عليه؛ لعلوِّ شأنه


ومن ذلك : أنه ذو الإكرام لعباده المؤمنين, يكرمهم ويعطيهم من رحمته, ومغفرته وجنته ورضوانه
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ويقول :
" ألِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام " _أخرجه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم
أي : الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها


وقد جاء هذا الاسم ضمن اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى .


" الرؤوف "


جاء اسم الله " الرؤوف " في عشر آيات مقرونا و مفردا
كما قال تعالى : { إنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [البقرة:143]


وغالبا ما يقترن اسم الله " الرؤوف " بالرحمة؛ مما يدل على أن كلا منهما عند الاقتران محمول على معنى خاص
وقال أبو عبيدة : ( الرأفة أرق من الرحمة )


والرأفة: هي شدة الرحمة, فهي إشفاق من جميع الوجوه, وأما الرحمة فقد تكون بشدة ولكن عاقبتها خير
كما قال تعالى : { وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } [النور:2]
فلم يقل : ( لا تأخذكم بهما رحمة ) ؛ لأن العقاب هنا هو رحمة في مقصده و عاقبته
وكأن الرحمة تسبق الرأفة, فهذه منزلة, وتلك منزلة بعدها .


" العفو "


ورد هذا الاسم في الكتاب العزيز خمس مرات
كما قال سبحانه : { إنَّ اللهَ كَانَ عَفُوَّاً غَفُوراً } [النساء:43]


* يُذنِب العباد و يغفلون, و يبتعدون عن الله عز و جل, ويستطيبون المرعى الوبيء في أكلة حرام
أو خلوة حرام, أو كلمة حرام, وهكذا تستفزهم النفوس الأمارة بالسوء, والشهوة الغالبة, أو الجليس السوء
أو وسوسة الشيطان إلى ما لا يرضي الله تبارك و تعالى, ويعلم الإنسان أنه خطأ وشرود عن الطريق المستقيم


ولكن الله سبحانه و تعالى يرفع العقوبات عن العباد لأسباب عديدة :

اولا : رحمة أرحم الراحمين
التي وَسِعَت كل شيء, ومن أفلت منها فقد هوى وغوى, وذهب في تيه الظُلُمات
فبِرَحمَتِهِ سبحانه يُدخِل الجنة من يشاء, و برحمته يعفو عن السيئات, و يُقيل العثرات, و يجبر المنكسرين, و يؤمِّن الخائفين


فعلى العبد أن يحرص على ألا يفقد الثقة بعفو الله سبحانه و تعالى و رحمته؛ فإن اليأس و القنوط من رحمة الله عز وجل أعظم من كل الذنوب
فإذا استحكم اليأس و القنوط في قلب الانسان كان كفرا بالله العظيم
ولهذا قال سبحانه : { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } [يوسف:87]
فرحمته سبحانه و تعالى هي أرجى ما يكون من الأسباب, و على العبد أن تكون ثقته برحمة الله عز وجل أعظم من ثقته بعمله
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " لن يُدْخِلَ أحداً منكم عملُه الجنة " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال : " ولا أنا, إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة " _أخرجه البخاري ومسلم

ثانيا : الأعمال الصالحة
فإن العبد إذا أكثر من الأعمال الصالحة غلبت على كثير من ذنوبه و خطاياه
ولهذا قال الله جل و علا في صفة عباد الرحمن : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } [الفرقان:68-70]
فقيد المغفرة بالتوبة و العمل الصالح

* إن الأعمال الصالحة من الأسباب العظيمة التي تُرَجِّح كفة الطاعة على كفة المعصية
وهذا من أعظم أسباب العلاج لمن ابتُلي بذنب معين
لأن هذا قلما يسلم منه أحد
حتى جاء في بعض الآثار أن النبي صلى الله علي و سلم قال : " ما من عبدٍ مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفَينَةَ بعد الفَينَة,
أو ذنبٌ هو مقيم عليه, لا يفارقه حتى يفارق الدنيا, إن المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً تواباً نسَّاءً إذا ذُكِّرَ ذَكَرَ " _أخرجه الطبراني والبيهقي و صححه الألباني وغيره

ثالثا: الاستغفار
قال سبحانه و تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا } [نوح:10-12]
وقال صلى الله عليه وسلم : " من لَزِمَ الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً, ومن كل ضيق مخرجاً, و رَزَقه من حيث لا يحتسب " _أخرجه أبو داوود وابن ماجه و البيهقي

وقد جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله, فشكا إليه الفقر؛ فأمره بالاستغفار
وجاء آخر فشكا إليه عدم الولد؛ فأمره بالاستغفار
وجاء ثالث فشكا له قلة الأمطار, فأمره بالاستغفار
واحتج بهذه الآية على أن الاستغفار سبب من الأسباب الشرعية في تحصيل ما يريده الانسان في الدنيا ولآخرة

وقد سُئِل ابن الجوزي رحمه الله : أُسَبِّح أم أستغفر؟
فقال : الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور


رابعا: التوبة
وهي ندم و إقلاع عن الذنب؛ فإن الله سبحانه و تعالى يغفر لمن تاب و أناب, وصدق في توبته إليه, وهو التواب الرحيم


خامسا: دعاء المؤمنين
فدعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب مستجابة كما جاء في صحيح مسلم
وبذلك أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه و سلم, كما قال تعالى : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } [محمد:19],
واعلم أنك اذا استغفرت لهم, كان هذا سببا لأن يغفر الله تعالى لك, وأن يغفر لهم في الوقت ذاته
فأَشْرِك إخوانك المؤمنين, وأخواتك المؤمنات في دعائك, وفي استغفارك لله عز وجل


سادسا: المصائب المُكفِّرَة
سواء كانت في الأبدان من الأمراض وغيرها, أو كانت في الأموال أو الأولاد أو الأحباب
وقد قال صلى الله عليه و سلم : " ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" _متفق عليه


سابعا: سكرات الموت
وهي جزء من المصائب ولها حالها خاص
وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " لا إله إلا الله, إن للموت سكرات "_أخرجه البخاري
إن مثل هذه السكرات جعلها الله تعالى لحكمة, فهذه الحال هي ساعة الانتقال من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة
فيعرض للإنسان فيها من الشدة ما يجعله الله كفارة للمؤمن من ذنوبه و خطاياه
وكل ذلك من آثار عفو الله و مغفرته


ثامنا: أهوال القيامة
فإن فيها تطهيرا وتكفيرا وتمحيصا لذنب العبد أو تفريطه؛ لما يقع فيها من الرَّوْع و الذهول والمخاوف التي أشارت نصوص الكتاب والسنة إلى شيء منها


تاسعا: شفاعة الشافعين
فإن الله تعالى يأذن لمن يشاء من عباده في الشفاعة من الرسل والأنبياء و الشهداء و الصديقين و الصالحين
كما قال تعالى : { وَلا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } [الأنبياء:28]


" الرَّب "


ورد هذا الاسم الكريم في مواضع عديدة من كتاب الله
منها سورة الفاتحة : { الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ } [الفاتحة:2]


" الرَّب " هو الخالق, وهو المالك, وهو المدبِّر المُتصرِّف


" الرَّب " من التربية, ومنه قوله : { كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ } [آل عمران:79]


" الرَّب " هو الجامع الذي يجمع الناس, ولعلها من معنى { كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ }
فالعالم الحقُّ هو الذي يجمع الناس على الخير, ويؤلِّفهم على الدين والإيمان, ولا يستفزُّهم أو يستبعدهم


" الرَّب " هو المتكفل بالإصلاح والرعاية, ومنه: رَبُّ الأسرة, ورَبَّة المنزل


" الرَّب " هو العالي والسيد والمُنْقِذ
يقال: فلان رّبَّ قومه؛ أي: سَاسَهم فانقادوا له


* وفي الربوبية .. المعنى العام : لخلقه أجمعين, فهو خالق كل شيء, ومالك كل شيء, ومُدّبِّر كل شيء
وهو الذي يسأله من في السماوات ومن في الأرض كل يوم هو في شأن


ومنها المعنى الخاص لعباده الصالحين, فهو رب الطيبين, ورب المؤمنين بالعناية والرعاية والقبول والتسديد والمغفرة والنصرة والهداية


* إن اسم " الرَّب " من الأسماء الملائمة للدعاء؛ لما فيه من معنى القدرة والرحمة والاختصاص والقرب
فالمكروب والملهوف والمستغيث والمبتهل يناجي, وينادي ربه, ويسأله التضرع إليه
وكأنه حين يقول : ( يا رب .. يا رب ) كأنه يتوسل إليه تعالى بنعمه السابقة, وآلائه الماضية, وفضله حين بدأ بالنوال قبل السؤال .


" التوّاب "


* ذكر اسم التواب في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة
قال تعالى في دعاء ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام : { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:128]

* ذكر هذا الاسم مقرونا غالبا بالرحيم كما في قوله تعالى : { و أنا التوابُ الرحيمُ } [البقرة:160]
وذلك إشارة إلى أن توبته سبحانه و تعالى على عباده هي من رحمته؛ فإن التوبة من الرحمة, و الرحمة أوسع و التوبة أخصُّ.

و جاءت التوبة مقرونة بالتطهر, كما في قوله تعالى : { إنّ اللهَ يُحِبُّ التوابينَ و يُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ } [البقرة:222]
لأن التوبة تطهير للجنان والقلب من أوزار الذنوب بحيث يتحول القلب إلى الصفاء و النقاء و يتألق و يتطهر بنور الإيمان, فتذهب عنه أوزاره , و تظهر الحقائق عليه صافية ناصعة


" التواب " الذي شرّع التوبة لعباده, وجعلها محضَ تفضُّل منه وكرم وجود


" التواب " الذي يوفق عباده إلى التوبة, ويبعث في قلوبهم الرغبة فيها, فإن العبد لم يكن ليتوب لولا توفيق الله عز وجل له لذلك


" التواب " الذي يثبت العباد على التوبة فإن العبد ربما تاب اليوم و نكث غدا وهكذا حتى يصبح مضطربا, لا يستقر على حال من القلق


" التواب " الذي يقبل التوبة عن عباده , كما قال سبحانه : { وهُوَ الذي يَقْبَلُ التوبَةَ عَن عِبَادِهِ } [الشورى:25]
فيتقبلها منهم و يثيبهم عليها, و يمحو ذنوبهم, و يكتبهم في التوابين, بل ويرفع درجاتهم


* على العبد أن يختم عبادته بالاستغفار و التسبيح, فإن الله أمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يختم حياته بالاستغفار
مع أن حياته صلى الله عليه و سلم من بعد بعثته كانت كلها جهادا و كفاحا و عبادة و تعلقا بالله و دعوة إليه
ومع ذلك أمره تعالى أن يختمها بالتسبيح و الاستغفار : { فسبِّحْ بِحَمدِ ربِّكَ و استَغْفِرْهُ إنَّهُ كانَ توابا } [النصر:3]
فحريٌّ بنا أن نختم طاعاتنا و عباداتنا بالتسبيح و الاستغفار


جاء اسم الله " البَرُّ " في قوله تعالى : { إنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحِيمُ } [الطور:28]
والبِرُّ ( بكسر الباء ) : هو اسم جامع لكل معاني الصدقة والجود والخير
والبَرُّ ( بفتح الباء ) : هو اسمه سبحانه, فهو الذي شمل الكائنات ببِرِّه وجوده, وهِبَاته وكرمه
وهو الرفيق الرحيم بعباده, يجزي بالحسنة عشر أمثالها أو يزيد, ولا يعاقب على السيئة إلا بمثلها أو يغفر
يحب البِرَّ, ويحب الطاعة فهي بِرٌّ, ويحب الإيمان, ويحب بِرَّ الوالدين, وصلة الأرحام والإحسان

ومن آثار الإيمان باسم الله " البَرّ " : أنه سبحانه جعل الصدق يهدي إلى البِرِّ, فهو طريق وسبيل إليه, والبر يهدي إلى الجنة كما جاء في صحيح البخاري ومسلم
وجعل في قلوب الصادقين إحساسا ودليلا على البِرِّ وما يحب الله, ونهى عن ضده من الإثم وما يكرهه
كما قال صلى الله عليه وسلم : " البِرُّ ما اطمأنت إليه النفسُ, والإثم ما حاك في النفسِ, وتردَّد في الصدرِ, وإن أفتاك الناس وأفتوك " _أخرجه أحمد والدارمي وغيرهما


" الظاهر و الباطن "


من أسمائه سبحانه " الظاهر " و " الباطن " كما قال تعالى : { هُوَ الأوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ } [الحديد:3]

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبتهل ويتبتل إلى ربه تبارك وتعالى : " اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ،اقض عنا الدَّيْنَ وأغْنِنَا من الفقر " _أخرجه مسلم


" الظاهر " العليُّ الأعلى سبحانه, العلي فوق كل شيء
فهو عليٌّ بذاته, عليٌّ بصفاته, عليٌّ في قهره, وقدره, وعظمته, وسلطانه


" الظاهر " الذي ظهر للعقول وقهرها بحججه, وبراهين وجوده, وأدلة ربوبيته, ومظاهر وحدانيته سبحانه وتعالى


" الظاهر " القوي الغالب, المنتصر الذي ينصر أولياءه, وينصر دينه, وينصر الحق مهما تطاول ليل الظلم والبغي والعدوان
ولهذا قال سبحانه وتعالى : { فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } [الصف:14]

---

" الباطن " أي: الباطن عن إدراك الحواس { لَا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ } [الأنعام:103]
إنه جل وعلا الباطن عن بلوغ الخيال, فمهما أطلق الإنسان لخياله العنان, ومهما تخيل وخطر بباله من الصور والخيالات عن الله عز وجل, فإن الله تعالى بخلاف ذلك
فالله سبحانه وتعالى لا تدركه الأوهام, ولا تصل إليه العقول, ولا يمكن أن تتصوره النفوس
وهذه الصور التي ترتسم في الذهن إنما هي من وحي النفس, أو من وحي الشيطان, ولذلك لا عبرة بها, ولا قيمة لها, سواء حسنت أو قبحت


" الباطن " الذي يعلم كل شيء, فلا يخفى عليه شيء مهما لطُف وخفي ودقَّ
فمع علوه سبحانه وفوقيته, وكونه على العرش فوق السماوات, إلا أنه قريب من عباده
كما قال سبحانه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق:16]


" الباطن " الذي يملك كل شيء, فحيثما يمَّمْت وجهك رأيت مُلكاً كبيراُ كله لله تعالى الواحد القهار .


" المُقَدِّم و المُؤَخِّر "


كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بـ : " اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي, و إسرافي في أمري, وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي جِدِّي وهزلي, وخطئي وعمدي, وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ, وما أسررتُ وما أعلنتُ, وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم, وأنت المؤخر, وأنت على كل شئ قدير " _صحيح البخاري وصحيح مسلم


ومن معنى هذين الاسمين : أنه سبحانه يقدِّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء
ويدخل في ذلك التقديم والتأخير القَدَري في المقادير والوقائع, والتقديم والتأخير في الشرائع في مواقيتها وأحكامها ..
كتقديم الوضوء على الصلاة, والطواف على السعي, وبعض الأيام على بعضها, وفي الأشخاص أيضا, فيضعهم في منازلهم حيث شاء
ويقدِّم من شاء و يؤخِّر من شاء, لا رادَّ لحكمه, ولا مُعقِّب لقضائه :
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } [الزخرف:32]


ومن المعاني : أنه يقدِّم من شاء لطاعته ورضوانه, ويؤخِّر آخرين إلى معصيته وعقوبته, وهو أعلم
كما قال : { لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } [المدثر:37]
وهذ يدل على ضرورة مراعاة الأولى و الأفضل والأحق بالتقديم في الأفعال و الأقوال والشرائع والأشخاص

والإسمان متلازمان, فلا يُذْكَر أحدهما إلا مع الآخر, كما جاء في السنة النبوية


القَدْر والقُدرة والمِقْدَار : القوة والاقتدار على الشيء : القدرية عليه
وقَدَرْتُ الشيء : أقْدُرُه قَدْرَا, من التقدير
وفي الحديث : " فإن غُمَّ عليكم الهلال فاقدروا له " _أخرجه البخاري ومسلم
أي : أتموا الثلاثين

وفي قوله تعالى : { وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الزمر:67]
أي : ما عظموا الله حق تعظيمه

و " القدير " أبلغ في الوصف بالقدرة من " القادر "
و " المُقْتَدِر " : مِن اقتدر, وهو أبلغ

ورد اسم الله " القادر " سبحانه اثنتي عشرة مرة, خمسٌ منها بصيغة الجمع, كقوله تعالى :
{ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ } [المرسلات:23]


ورد اسم الله " القدير " خمسا وأربعين مرة, منها قوله تعالى : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:148]


ورد اسم الله " المُقْتَدِر " في أربع مواضع, منها قوله تعالى : { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } [القمر:42]


والله هو القادر على كل شيء, لا يعجزه شيء, ولا يفوته مطلوب, بخلاف خلقه
فهو سبحانه لا يتطرَّق إليه العجز, ولا يعترضه فتور

" القادر " هو المُقَدِّر, مِن قَدَرْتُ الشيء { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ }

و " القادر " هو من يتيسر له ما يريد على ما يريد؛ لظهور أفعاله
ولا يظهر الفعل اختيارا إلا من قادر غير عاجز


و "" القدير " هو " القادر " , كما أن " العليم " هو " العالم "

و " القدير " هو القوي الذي يقوى على الشيء ويقدر عليه
{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:106]

و " القدير " هو التام القدرة, الذي لا يُلابس قُدْرَته عجز بوجه من الوجوه
بقدرته أوجد الموجودات, وبقدرته دبَّرها, وبقدرته سواها وأحكمها
وبقدرته يحيي و يميت ويبعث العباد للجزاء
وبقدرته سبحانه يُقَلِّب القلوب على ما يشاء ويريد


" المُقْتَدِر " هو الله ذو القوة المتين, المقتدر على ما يشاء

و " المُقْتَدِر " مبالغة في الوصف بالقدرة.


" الصمد "


ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة الإخلاص : { اللهُ الصَّمَدُ }

كما ذكر في السنة النبوية في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم
منها حديث الاسم الأعظم, عندما سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يدعو وهو يقول : " اللهم إني أسألك بأني اشهد أنك أنت الله, لا إله إلا أنت, الأحد الصمد, الذي لم يلد و لم يولد, و لم يكن له كفوا أحد "
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : " والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم, الذي إذا دُعي به أجاب, و إذا سُئل به أعطى " _ أخرجه أحمد و أبو داوود و الترمذي و غيرهم


" الصمد " الرب, المالك, المُدبّر؛ فهو مالك الأشياء, ومُدَبِّرها و ربها


" الصمد " السيد الذي يتوجه إليه الناس بحاجاتهم, ويقصدونه في أمورهم, أي : يصمدون و يتوجهون إليه في أمورهم


" الصمد " الكامل. أي : أن لله سبحانه و تعالى من الأسماء و الصفات أكملها و أوفاها, فلا يعتري أسماءه و صفاته نقص بوجه من الوجوه
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير معناه : " السيد الذي قد كمُل في سؤدده, و الشريف الذي قد كمُل في شرفه, و العظيم الذي قد كمُل في عظمته, والحليم الذي قد كمُل في حلمه, والغني الذي قد كمُل في غناه, والجبار الذي قد كمُل في جبروته, و العالم الذي قد كمُل في علمه, و الحكيم الذي قد كمُل في حكمته, وهو الذي قد كمُل في أنواع الشرف و السؤدد, وهو الله سبحانه, هذه صفته, لا تنبغي إلا له "


" الصمد " الغني الذي لا يحتاج إلى أحد, و يحتاج إليه كل أحد


" الصمد " له من الكمال في صفاته و أسمائه و المجد و العظمه مالا تحدُّه اللغات ولا تحيط به العقول .

 
قديم   #2

♥ذات الرداء الاحمر♥


رد: ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•


♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•

موضوع غاية في الروعة بس ما اكملتو

 
قديم   #3

نودى نينو


رد: ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•


♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•

" الواحد - الأحد "


قال عز وجل : { وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } [البقرة:163]
وقال : { قُل هُوَ اللهُ أحَدٌ } [الإخلاص:1]

فهو " الواحد " وهو " الأحد "

و الفرق بينهما أن" الواحد " يدل على الوحدانية و التفرد, ويدل على الأوليّة, فهو الأول وليس قبله شيء
وهي أخص في الدلالة على وحدانية الذات, أي ليس معه شريك في خلقه, ولا في عبادته, فهو الواحد ليس له ثانٍ

أما " الأحد " ففيه خصوصية ليست في " الواحد " وهو أكثر تمكنا في الدلالة على وحدانية الذات ووحدانية الأسماء و الصفات و المعاني

" الواحد " لا ثاني له, فهو في الأعداد
و " الأحد " لا شبيه له, فهو في الصفات


* ورد اسم " الواحد " في اثنتين وعشرين آية من كتاب الله وورد اسم " الأحد " في سورة الإخلاص
وأصل اشتقاق الاسمين واحد, فكلاهما من جذر واحد, من كلمة ( و ح د ) وهي تدل على وحدانية الذات
فلا إله إلا الله


* تدل أيضا على انفراده من الأشياء, وانفراد الأشياء منه
قال الخطابي رحمه الله : " الواحد : الفرد الذي لم يزل وحده "
فالقرآن و السنة أوضحا غاية الإيضاح تفرد الخالق عن المخلوق .


إن مدار الأسماء الحسنى كلها على هذين الاسمين الشريفين العظيمين : " الحي " و " القَيُّوم "
فإن حياته سبحانه مستلزمة لجميع صفات الكمال, وقيُّوميَّته متضمِّنة لغناه وقدرته وربوبيته سبحانه
ولهذا قيل : إن " الحي القَيُّوم " هو الاسم الأعظم, أو هو من الاسم الأعظم
كما في حديث أنس رضي الله عنه, أن رجلا صلى وقال : " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد, لا إله إلا أنت المنان, بديع السماوات والأرض, يا ذا الجلال والإكرام, يا حي يا قيوم..."
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده, لقد دعا الله باسمه العظيم, الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى " _أخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي والترمذي


" القَيُّوم "


ورد اسم " القَيُّوم " في القرآن الكريم في قوله تعالى : { اللهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ } [آل عمران:2]
وقوله : { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } [طه:111]
وقوله عز وجل : { اللهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة:255]

ويُلاحظ أن اسم " القَيُّوم " مرتبط بـ " الحي ", فلم يأتِ اسم " القَيُّوم " في القرآن الكريم منفردا


" القَيُّوم " القائم على كل نفس بما كسبت, القائم على عباده, المحصي لأعمالهم وأقوالهم وأحوالهم وتصرفاتهم
وصواباتهم وحسناتهم, وأخطائهم وذنوبهم ومعاصيهم, فهو الذي يجازيهم عليها في الدار الآخرة


" القَيُّوم " القائم بنفسه, الغني عما سواه, بخلاف مخلوقاته, فإن قيامها بربها جل وتعالى, وهي خٌلِقت بإذنه وبأمره وبقدره
وهو ربها ومدَبِّرها ومتولي شؤونها, والمتصرف فيها, فهو القيوم القائم بنفسه جل وتعالى


" القَيُّوم " المتكفل بحياة كل شيء, وحفظه ورزقه وتصريفه, وهو أيضا القائم الباقي بلا زوال .


ورد اسم الله " الحي " في خمسة مواضع من كتاب الله تعالى
من ذلك قوله تعالى : { هُوَ الحَيُّ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [غافر:65]


" الحي " الذي له الحياة الدائمة التامة, التي لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه
ولهذا قال سبحانه في آية الكرسي : { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة:255]


" الحي " حياته صفة ذاتية, بخلاف المخلوقين, فإن حياتهم من فضل الله عز وجل عليهم, ومعيشتهم من عطائه و جوده وكرمه, فالله تعالى متصف بالحياة؛ وهي صفة لذاته عز وجل


" الحي " الذي يمنح الحياة للأحياء في الدنيا
ويمنح أهل الجنة حياتهم الأبدية الأزلية السرمدية التي لا زوال لها, بل هي خلود أبدي بلا موت ولا فناء


* إن ظهور الحياة في المادة الصماء آية من آيات الله عز وجل, بل هو من أعظم آياته ومعجزاته

تأمل الصخرة الصماء وقارن بينها وبين كائن حي يتحرك, ويتنفس, ويحس, ويشعر
فهذا الانسان يعقل ويتكلم وله إرادة وحسٌّ وفهم وتفكير وقدرة, فهو يتميز عن بقية ما خلق الله عز وجل

تأمل الفرق الشاسع والبون الهائل بين المادة الصماء وبين المخلوقات الحية المتحركة
وكيف أن الله تعالى تحدى الناس بذلك
وجعل هذا دليل على بعث الناس في الدار الآخرة, وعلى مردهم إليه عز وجل :
{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ } [يس:78-80]


" الحميد "


جاء هذا الاسم في القرآن الكريم, سبع عشرة مرة
كما في قوله تعالى : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [البقرة:267]

و قد ثبت في السنة النبوية في دعاء الصلاة الإبراهيمية : " إنك حميد مجيد "


" الحميد " بمعنى المحمود, الذي يحمده خلقه و أهل أرضه و سماواته, كما يقول المصلي في دعائه : "سمع الله لمن حمده"


" الحميد " المستحق للحمد بجميع صيَغهِ و صوَرِه ..
ولو لم يحمدوه, فهو أهل الحمد بفضله وجوده, وعطائه ورحمته
ولذا كان من أفضل الذكر الوارد : "سبحان الله و بحمده, عدد خلقه, ورضا نفسه, وزنة عرشه, ومداد كلماته " _ أخرجه مسلم


" الحميد " ذِكْر عظيم القدر, جليل الشأن, واسع التأثير على النفس و القلب و الفكر و السلوك, خاصه اذا تأمله الذاكر و استحضر معناه


* الحمد أول لفظ في القرآن في سورة الفاتحة : { الحَمْدُ لِلهِ ربِّ العالَمِينَ }
وهو كلام أهل الجنة : { الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِهَذا } [الأعراف:43] , { وَقِيلَ الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمينَ } [الزمر:75]


* في حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عند مسلم مرفوعا : " الطُّهُور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان "


وله سبحانه الولاية الخاصة المقتضية للمؤمنين بالنصرة و الحفظ, والرعاية و التسديد, و التوفيق و الهداية
كقوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ } [محمد:11]
وفي الحديث القدسي : " مَن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبُّ إليَّ مما افترضته عليه
وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كُنتُ سَمْعَهُ الذي يسمع به, وبَصَرَهُ الذي يُبصِر به
ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها " _أخرجه البخاري

فهذا يدل على توليه الخاص للمقربين من عباده, وعلى أن الربانية مصدر إلهام و توفيق و صواب و تسديد عند مَن تقربوا إليه سبحانه
يُسَدِّد عقولهم و أسماعهم و أبصارهم و ألسنتهم و حركات جوارحهم و ظواهرهم و بواطنهم إلى ما فيه رضاه سبحانه
فالقرب منه سبحانه سبب في تلقي الحكمة و الظَفر بها, و التأهل للصواب في القول والعمل والموقف
ولذا قال سبحانه : { اللهُ وَلِيُّ الذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ } [البقرة:257]
فهو سبحانه يحفظهم في المُلِمَّات ويقيهم العثرات .


" الولي - المولى "


ورد اسم " الولي " في آيات كثيرة في كتاب الله, كما في قوله تعالى : { وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ } [الشورى:28]
و " الولي " هو الرب و المالك, والسيد و المنعم و المُعتِق, والناصر و المُحِب


وورد اسم " المولى " في اثنى عشر موضعا من كتاب الله, كقوله تعالى : { أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:286]


و أصل الولاية: القرب. ومنه: الوالي, وهو السلطان

و الولي : القريب و ابن العم, و المسؤول و النصير, و المحب, و الصديق, و الجار, والمطيع, و التابع
سواءً كان القرب قرب مكان أو زمان, أو نسب أو ديانة, أو صداقة أو علاقة, أو مناصرة أو اعتقاد
فإنه يسمى (ولاء) وصاحبه (ولي) أو موالي)


ولله تعالى الولاية العامة على خلقه أجمعين, بمعنى أنه متولًّ لشؤونهم و مدبرها, وهو القائم على كل نفس بما كسبت
فهذه ولاية للبَرِّ و الفاجر, و المؤمن و الكافر, و الجن و الإنس, و الإنسان و الحيوان, وغير ذلك
وهو بهذا مولى الخلق كلهم أجمعين, كما قال : { ثُمَّ رُدُّوا إلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ } [الأنعام:62]


جاء اسم الله " المتين " في قوله سبحانه : { إنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ } [الذاريات:58]


" المتين " هو الشديد القوي التام القوة, فله العزة جميعا, وهو الغالب على أمره
وهو القادر الذي لا يَلحقه عجز جل وتعالى

ويدل أيضا على التناهي في القوة, فهو الشديد الذي لا تنقطع قوته, ولا يمسه لغوب, ولا يعتريه عجز, ولا يلحقه في أفعاله مشقة ولا كُلفة و لاتعب

 
قديم   #4

نودى نينو


رد: ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•


♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينة الدلوعة مشاهدة المشاركة
موضوع غاية في الروعة بس ما اكملتو
تسلميلى ياحبيبتى
تابعينى وانا بكمله دلوقتى
نورتينى

 
قديم   #5

نودى نينو


رد: ♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•


♥ ●• وقـفه مع أسمـاء الله الحسنى♥ ●•

" القوي "


ورد اسم الله " القوي " في تسعة مواضع من القرآن الكريم
كقوله سبحانه : { إنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ } [هود:66]

" القوي " هو الغالب القادر التام القوة, الذي لا يعتريه عجز ولا نقص, ولا يُغالبه أحد إلا غلبه
ولذا يقترن كثيرا باسم " العزيز ", و يأتي في سياق الإخبار عن تدمير الظالمين و المكذبين
أو في سياق النصر و التأييد و التفريج للمؤمنين و المستضعفين

فهو سبحانه قوي لا يمنعه مانع, وماله من دافع, لا يعتريه عجز ولا قصور, ولا يأتي عليه وهن الدهور
-

ومن أثر الإيمان بهذا الاسم :

أنه سبحانه يحب القوة والأقوياء المُقسطين, الأقوياء في إيمانهم وفي علمهم
وفي تعاطيهم و أخذهم وسائر أمورهم

كما قال صلى الله عليه و سلم " المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، واذا اصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان " _أخرجه مسلم

وهو سبحانه يكره القوة المبنية على العسف و الطغيان
كما قال صلى الله عليه و سلم : " لا قُدِّسَت أمةٌ لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير مُتَعْتَعٍ " _أخرجه ابن ماجه و أبو يعلى و غيرهما


* قال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ " فقلت : بلى يا رسول الله. قال : " قل: لا حول ولا قوة إلا بالله " _أخرجه البخاري و مسلم


جاء هذا اللفظ مضافًا , مثل قوله تعالى : " فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ "
وذلك في ستة مواضع من القرآن الكريم , وهو بمعنى خالق السماوات والأرض
ومُبدئُها ومبدعها من العدم .

ومنه قوله سبحانه : " الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ "
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: " كنت لا أدري مافاطر السماوات حتى أتاني
أعرابيان يختصمان في بئر , فقال أحدهما : أنا فطرتها , أنا ابتدأتها " , يعني : هو الذي استحدث حفرَها .

ومن معاني الفطْر : تشقٌّق السماء بالمطر , والأرض بالنبات , كما في قوله : " كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا "

ولعل الفَطْر يدل على لحظة انبثاق الخلق وتكونه بعد أن لم يكن , مما يُحَرك القلب ,
لاستشعار القدرة الربانية والحكمة الإلهية في الإيجاد أولًا , وفي التخصيص ثانيًا ,
فهو مُوجِدُ الأشياء بعد أن لم تكن موجودة , وهو الذي أراد تخصيصها , فخلق هذه سماءً , وهذه أرضًا , وهذا بَشَرًا , وهذا حجرًا , وهذا شجرًا , سبحانه وبحمده , لا اله إلا هو ولا رب سواه .


ورد اسم الله " الوكيل " في أربع عشرة موضعا من القرآن الكريم, كقوله تعالى : { وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } [القصص:28]


" الوكيل " هو المتولي تدبير خلقه بعلمه, و كمال قدرته, وشمول حكمته
وهذه هي الوكالة العامة للخلق كلهم, ناطقهم و صامتهم, إنسهم وجنهم, دانيهم و آخرهم

وللوكالة معنى خاص يتعلق بأوليائه سبحانه و أهل طاعته و محبته
فييسرهم لليسرى, و يجنبهم العسرى, ويكفل أمورهم .


" الوكيل " هو القيم و الكفيل, الذي تكفل بأرزاق العباد, ومصالحهم و تدبير شؤونهم
ولذا فإن من توكل على الله كفاه


فالله سبحانه وتعالى وكيل على عباده كلهم, آمنوا أم كفروا, أدركوا أم غفلوا, أقرُّوا أم جحدوا


* إن العبد حين يستشعر اسم الله " الوكيل " يفوض أمره إلى ربه, و يقنع بقضائه, و يلتمس فضله
وبفعل السبب مع التوكل على الله, يكون قد أدى عبادة من أعظم العبادات
كما قال سبحانه : { رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا } [المزمل:9]
وقد نهى الله سبحانه عن التوكل على غيره فقال : { أَلا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلا } [الإسراء:2]
فدل على أن التوكل عبادة و توحيد, لا يٌصْرَف إلا لله تعالى وحده .


" الْحَقِّ " في ذاته وصفاته، فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيء من الأشياء إلا به،
فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفاً، ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفاً .


جاء هذا الاسم في عشرة مواضع
منها قوله تعالى : { فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ } [طه:114]
وقوله : { فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ } [يونس:32]


وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل يتهجد قال :
" اللَّهُمَّ لك الحمد أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق و النبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة " _صحيح البخاري و مسلم


" الحق " هو الثابت اليقين الذي لا مرية فيه, ولا شك, فهو حق بذاته, باقٍ لا يحول ولا يزول
وسنته حق باقية بلا تبديل, وشرائعه حق لا يأتيها الباطل, و وعده الحق, ويأمر بالحق, ويهدي إلى الحق, وينصر الحق
وهو الحق لا إله إلا هو, ولا رب سواه .


" المُبين "


بيان الشيء : ظهوره ووضوحه
والتبيين : الإيضاح
والبيان : الفصاحة و اللُّسَن


و " المبين " اسم من أسماء الله الدالة على ذاته سبحانه و تعالى, وعلى صفة البيان و الإبانة المطلقة لكل معاني الحق
فـ " المبين " اسم فعل من أبان, فهو مبين إذا أظهر, أو بيَّن قولا و فعلا

وقد ورد هذا الاسم " المبين " في القرآن الكريم في قوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } [النور:25]


" المبين " الذي يُبيِّن لعباده سبيل الرشاد, والموضح لهم الأعمال الموجبة لعقابه, والمُبيِّن لهم ما يأتونه و يذرونه
وهو البيِّن أمره في الوحدانية, وأنه لا شريك له
وهو سبحانه البيِّن الربوبية و الملكوت, أبان للخلق ما احتاجوا إليه


و " المبين " سبحانه لا يخفى على خلقه بما نَصَب لهم من دلائل وجوده, وبيِّنات سلطانه


" المبين " الذي أبان لخلقه سُبُل النجاة من عذابه, و الفوز بجنته و مرضاته؛ بما فطرهم عليه من التوحيد
وبما أرسل لهم من الرسل : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } [الحديد:25]


وهو " المبين " الذي سمى نبيه بـ المبين كما قال سبحانه : { وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ } [الحجر:89]

وسمى كتابه " المبين " في غير ما آية, كما في قوله تعالى : { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ } [المائدة:15]


" الشهيد "


ورد هذا الاسم في الكتاب العزيز ثماني عشرة مرة, كما في قوله سبحانه و تعالى : { واللهُ على كُلِّ شيءٍ شَهِيدٌ } [المجادلة:6]

فهو الشاهد الذي لا يغيب عنه شيء, وهو الحفيظ على كل شيء, وهو يشهد بالحق وينصف المظلوم ويقتص من الظالم
وفي الاسم إشارة إلى أن ماهو غيب على الانسان فهو شهادة بالنسبة إلى الله تعالى, فكل شيء عنده مشهود

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى : ( " الرقيب " و " الشهيد " مترادفان، وكلاهما يدلُّ على إحاطة سمع الله بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان،
قال تعالى : { إن الله كان عليكم رقيباً } { والله على كل شيء شهيد} ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد ، فمتى علم العبد أنَّ حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها،
واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر وهاجس يبغضه الله ، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله ،
وتعبَّد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه ، فإن الله يراه )


" المجيد "


جاء اسم الله " المجيد " في الكتاب العزيز في قوله تعالى : { رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } [هود:73]
وفي قوله تعالى : { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } [البروج:14-15]
والمجيد هنا صفة لله , و يجوز أن تكون صفة للعرش, وكلاهما صحيح .


" المجيد " صاحب المجد, وأي مجد أعلى و أتم من مجده سبحانه ؟؟
و المجد : هو الغايه في أمر محمود
وهو أيضا الكمال في العلم و القدرة, و الحكمة و الرحمة, والغنى و السؤدد, والقدر و القهر
وكمال الكمال, و جمال الجمال, وجلال الجلال

وكلامه سبحانه أفضل الكلام و أعظمه , ولهذا قال : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ }


ورد اسم الله " الودود " في قوله تعالى : { وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } [هود:90]
وقوله : { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ } [البروج:14]

والود: هو الحب,
والمودة: هي العلاقة الجميلة التي حكاها الله عن الأزواج فقال : { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } [الروم:21]
وارتضاها لتكون نهاية للخصومة و البغضاء و العداوة مع الآخرين : { عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً } [الممتحنة:7]


فالله ودودٌ لعباده الصالحين, يحبهم, ويقربهم, ويرضى عنهم, و يَقْبَل أعمالهم : { يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة:54], وهذه مودة خاصة


ومن وُدِّه لهم : أن يرزقهم محبة الناس, ويحببهم إلى خلقه
أما المودة العامة لخلقه فهي الإحسان إليهم و الإنعام و الإكرام, والاستخلاف و الصبر


فالله هو الودود؛ أي : المُحِب
هكذا جاءت مُطلَقَة؛ إشارة إلى قُرْبه من عباده, ومحبته الخير لهم, كما قال تعالى : { إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر:7]


ومن معاني الودود: أنه مودود؛ أي: محبوب يحبه عباده و يشتاقون للقائه .


ورد اسم " الحكيم " أربع و تسعين مرة في القرآن الكريم
كما في قوله عز و جل : { العَلِيمُ الحَكِيمُ } [البقرة:32]

ويقول تعالى : { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا } [الأنعام:114]
فهذا دليل على أن اسمه أيضا : " الحكم "
و بمعناه : " الحاكم "
وقد جاء في خمسة مواضع بصيغة الجمع, منها قوله : { وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ } [الأعراف:87]

--

" الحكيم " هو الذي يُحْكِم الأشياء و يتقنها, ويضعها في موضعها, كما قال سبحانه : { صُنْعَ اللهِ الذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيءٍ } [النمل:88]
فهو الذي يضع الشيء في موضعه بقَدَرِه, فلا يتقدم ولا يتأخر, ولا يزيد ولا ينقص, مع ما له في ذلك من الحِكَم البالغة العظيمة, التي لا يأتي عليها الوصف ولا يدركها الوهم .

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 01:18 PM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0