ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > خيمة شهر رمضان
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
خيمة شهر رمضان بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2 يوجد هنا بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2 رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير

فساتين العيد


 
قديم   #1

مهجة الفؤاد

عضوة شرفية

الملف الشخصي
رقم العضوية: 7303
تاريخ التسجيـل: Jan 2008
مجموع المشاركات: 33,292 
رصيد النقاط : 177

بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2


بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2

أخي الكريم أختي الفاضلة حتى تكتمل لنا درة هذا الشهر العظيم ونفوز فيه بعظيم الأجر, وجزيل الثواب هناك بعض الأخطاء تقع من بعض إخواننا الصائمين وأخواتنا الصائمات – هدانا الله وإياهم إلى سواء السبيل – أردت أن ألفت النظر إليها حتى نعمل على تجنبها, ونحذر من الوقوع فيها.
والله أسأل أن تكون هذه الكلمات ذخراً يوم القيامة لمن كتبها وجمعها ومن ساهم في نشرها, ولمن قرأها تكون له عوناً على صحة صيامه. آمين.
أخطاء بعض الصائمين والصائمات في رمضان
1. من الأخطاء: يستقبل بعض المسلمين – ولأسف – شهر رمضان بالضجر والتبرم والاستياء وهمهم الوحيد متى ينتهي هذا الشهر الثقيل على أنفسهم الخبيثة؛ لأنه يحول بينهم وبين ما يشتهون من الملذات والشهوات والمحرمات, وارتكاب الفواحش والموبقات. بل ربما يلجأ أحدهم إلى إنشاء سفر للخارج بلا حاجة, ولا ضرورة, وكل ذلك من أجل أن يتحايل ويفطر, وهذا خطأ عظيم, وهذا السفر لا يجوز ولا يحل الفطر فيه.
2. ومن الأخطاء: العظيمة كذلك يستقبل بعض المسلمين -ولأسف الشديد –شهر رمضان باللهو والطرب والرقص والغناء وآلات الطرب والمجون بدلاً من ذكر الله وشكره أن بلغهم هذا الشهر المبارك, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل هلال شهر رمضان بقوله: ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله, هلال رشد وخير ).([1]).
3. ومن الأخطاء: جهل بعض العامة – إلا من رحم الله تعالى-بفضل شهر رمضان فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة, وهذا خطأ فقد صح عنه أنه قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة, وغلقت أبواب النار, وصفدت الشياطين"([2]) وفي رواية أخرى "وسلست الشياطين "([3]). والأحاديث في فضل رمضان كثيرة فارجع إليها إن شئت في مظانها.
فيا عباد الله! شهر هذا فضله فاستقبلوه بما هو أهله, ويكون لسان حالنا ومقالنا:
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ياحبيبنا زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهم منا ذنباً ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلام
4. ومن الأخطاء: عدم المبالاة – من البعض – في إحصاء عدة شهر شعبان, وإقامة بعضهم صلاة التراويح ليلة الثلاثين من شعبان, وذلك قبل ثبوت دخول رمضان, وهذا خطأ فادح فعلى المسلم أن يحصي عدة شعبان, ويتحرى دخول رمضان, وذلك إما برؤية الهلال, أو إحصاء عدة شعبان ثلاثين يوماً؛ وذلك لأن الشهر إما أن يكون تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين يوماً, لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الشهر تسع وعشرين ليلة, فلا تصوموا حتى تروه, فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ".([4]).
5. ومن الأخطاء: العجيبة والمخالفات الغريبة أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه اليلة هي أول ليالي رمضان, لا يصلي صلاة التراويح! ما السبب؟! الله أعلم. وكأن القوم قد جبلوا على المخالفة والعصيان والإتيان بالغرائب والمعضلات!
6. ومن الأخطاء: صيام بعضهم يوماً أو يومين قبل دخول شهر رمضان احتياطاً, وهذا ما يسمى عند أهل العلم ( بصيام يوم الشك ) وهذا خطأ, ومنهي عنه, لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه"([5]). وصح عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه قال: "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم "([6]).
ولكن من كان عليه عليه قضاء من رمضان الفائت فلا حرج عليه من أن يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين أو أكثر بل يجب عليه صيامه قبل أن يحل رمضان جديد. والله أعلم.
7. ومن الأخطاء: التي يقع فيها بعض المسلمين الاعتماد في رؤية الهلال على ما يقوله الفلكيون, وهذا خطأ, فالواجب الاعتماد على الرؤية المجردة, وذلك بأن يشهد شاهدان مسلمان, ذوا عدل في ثبوت تلك الرؤية أو شاهد واحداً مسلماً عدلاً لقوله تعالى:{... فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...}(البقرة من الآية (185)).
والشهادة هنا معناها رؤية الهلال وقد تقدم بيان ذلك, ولما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته, وأنسكوا لها, فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين, فإن شهد شاهدان, فصوموا وأفطروا "([7]).
8. ومن الأخطاء: كذلك اعتماد أهل بلد ما على رؤية البلاد الأخرى, وهذا خطأ, والصواب أن لكل بلد رؤيتهم, وذلك لاختلاف المطالع والمسافات التي بين البلاد, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد على الرؤية وفي ذلك أحاديث كثيرة.
9. ومن الأخطاء: غفلة بعض الناس – إلا من رحم الله تعالى – عن الدعاء عندما يعلن عن دخول شهر رمضان أو عند رؤية الهلال, وهذا خطأ فمن السُنة إذا أُعلن عن ثبوت دخول هذا الشهر أو عند رؤية الهلال أن يقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رؤية الهلال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله, هلال رشد وخير "([8]).
وليس كما يقول بعض الجهلة من العامة عندما يرون الهلال يرفعون أيديهم ويقولن : ( هَلَّ هلالك, جل جلالك شهر مبارك ).
10. ومن الأخطاء: كذلك أن هناك بعض الناس يستقبل شهر رمضان بفتور واضح, وإذا علم به لا يبشر من يعرف بقدوم هذا الشهر المبارك, وهذا خطأ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُبشر أصحابه رضي الله عنهم جميعاً بقدوم شهر رمضان, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم شهر رمضان, شهر مبارك, فرض الله عز وجل عليكم صيامه, تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم, وتغل فيه مردة الشياطين, لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ".([9]).
11. ومن الأخطاء: أن بعض الناس لا يبيت النية مع علمه بدخول الشهر, وهذا خطأ فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبيت النية بالصيام لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قوله: "من لم يبيت الصيام من اليل فلا صيام له".([10]).
وقوله: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له"([11]).
وفي رواية: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له "([12]).
12. ومن الأخطاء: أن بعضهم يتلفظ بالنية كأن يقول مثلاً: نويت صيام غد من رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى "أو يقول "اللهم إني نويت أن أصوم الشهر كله أو غير ذلك من الأقوال التي لم يأتي بها دليلاً معتبراً من الشرع أو ضعيفاً أو موضوعاً! وهذا خطأ من وجهين:
أحدهما: أنه لا يجوز التلفظ بالنية, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
( والتكلم بالنية ليس واجباً بإجماع المسلمين, فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح ). أ. ه
الثاني: إن الكلمات التي قالها وتلفظ بها لم يرد بها دليل من الشرع يستند إليه, فإن كان المتلفظ بها جاهلاً فهو مخطئ معذور, وإن كان عالماً حال تلفظه بها فهو مبتدع, وهذا أدهى وأمر. والله أعلم.
13. ومن الأخطاء: ( أن من الناس من قطع صومه لحاجة داعية لذلك من سفر أو مرض أو غيرها, ثم استأنف صومه بعد ذلك في نفس الشهر فإنه يصوم بدون أن يبيت نية جديدة للأيام المقبلة من الشهر, وهذا خطأ, والصحيح – والله أعلم – أنه يحتاج إلى تجديد النية ليتميز يوم صومه من يوم فطره)([13]).
14. ومن الأخطاء: أن هناك من يوجب القضاء على من نسي أن يبيت النية من اليل, وهذا خطأ, فإذا نسي ذلك من اليل فلا إثم عليه لقوله تعالى:{... رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}(البقرة من الآية (286)).
15. ومن الأخطاء: عدم إمساك بعض الناس من لم يعلم بدخول شهر رمضان كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر, وهذا خطأ منه, فينبغي على المسلم متى علم بدخول شهر رمضان أن يمسك بقية يومه وإن كان مفطراً, لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه, قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم [ أي فيتم صومه ذاك اليوم ] أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل"([14]).
قلت: فإن كان هذا الأمر في صيام يوم مندوب في رمضان أولى وأوجب والله أعلم.
16. ومن الأخطاء: اجتهاد بعض الصائمين -عفا الله عنهم – في الإكثار من أنواع العبادات مع بداية شهر رمضان, وهذا حسن ومحمود منهم, فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات, وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور([15]). لكن الخطأ أن هؤلاء يصابوا بالفتور في آخر رمضان يوماً بعد يوم, وذلك لأنهم شدوا على أنفسهم في أول الشهر وهو لم يعتادوا على ذلك, فالاعتدال والتوسط أولى وأفضل وخير العمل أدومه وإن قل كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم (782).
17. ومن الأخطاء: العظيمة أن بعض الناس – هدانا الله وإياهم – لا يصلون إلا في رمضان, أو ربما في الجمع والمناسبات, وهذا خطأ فادح؛ لأن من هذا شأنه على خطر عظيم, ويخشى عليه سوء العاقبة, فينبغي عليه أن لا يترك الصلاة في أي وقت من أوقات السنة لأن رب رمضان هو رب جميع الشهور.
وأقول لهذا: إن من ترك الصلاة جاحداً لها فهو محكوم بكفره وردته. بإجماع المسلمين, ومن تركها تهاوناً وتكاسلاً عالماً بحكم تاركها متمادياً في غيه فهذا أيضاً كافر كفر ردة في أظهر قولي العلماء.
والأحاديث الواردة في حكم تارك الصلاة معلومة وكثيرة فليرجع إليها من أراد الحق والنجاة غداً بين يدي الله سبحانه وتعالى.
18. ومن الأخطاء: كذلك جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصيام, مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان, وهذا خطأ عظيم, فمن الائق بالصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات الصيام ومفسداته, حتى يتحرز من الوقوع فيها.
19. ومن الأخطاء: العظيمة بل ومن الأخطاء الجسيمة ترك بعض الناس – هداهم الله – صيام رمضان أو يوماً من أيامه مع القدرة, متعمداً ذلك وبدون عذر شرعي, وهذا خطأ عظيم, وخطر جسيم, وفعل قبيح, وعاقبته وخيمة, فهو بذلك قد ترك ركناً من أركان الإسلام, وارتكب كبيرة من الكبائر, قال الإمام الذهبي
– رحمه الله – ( وعند المؤمنين مقر أن من ترك صوم رمضان بلا عذر أنه شر من الزاني ومدمن الخمر, بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال )أ.ه.([16]).
فليحذر الذين يغلقون عليهم الأبواب ويسترون عن أعين الناس لفعل المعاصي والإفطار في رمضان, فليعلموا أن الله يراهم, ويعلم سرهم ونجواهم, وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية, قال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}(الزخرف الآية (80)).
20. ومن الأخطاء: غفلة البعض – إلا من رحم الله – عن حكم الصيام وأسراره, وهذا خطا عظيم, فلصوم معان متعددة كريمة, ومقاصد كثيرة, وغايات نبيلة, وأهداف سامية يأتي في مقدمتها إعداد النفس للتقوى, والمجاهدة, والصبر, والعبودية لله تعالى, والاستسلام والخشية له سبحانه, ومن أسرار الصوم غرس روح المراقبة لله في نفس الصائم في السر والعلن, وتقوية روح العاطفة, والرحمة, والبر, والأخوة الإيمانية, والمواساة, والشعور بالآخرين, والإحساس بهم, ومد يد العون لهم, وبالجملة نقول: إن رمضان مدرسة للتربية الحقيقة للنفس البشرية فمن غفل عن ذلك فقد خسر خسراناً مبيناً وأخطأ خطأً عظيماً.
21. ومن الأخطاء: تجد بعض الناس – عفا الله عنا وعنهم – لا يصون صومه فتجده مرتكب للمعاصي والسيئات, واقع في المحرمات, من بذاءة السان, والظلم, والعدوان, والحقد, والحسد, والبغضاء, بل ربما خَّيل إليه الشيطان أن صومه يدفع الإثم عنه, فتراه يصوم ولا يبالي, ولا يتحاشى في صومه غيبة, أو نميمة, ولا قذف ولانظرة, ولا زور ولا بهتان, ولا فضول كلمة, ولا غير ذلك من المحرمات, وهذا كله من جهله وسفهه وتلبيس إبليس عليه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". ([17]).
22. ومن الأخطاء: تجد من يفتي الناس بغير علم , ولا هدى, ولا بصيرة, فهو لا يدري عن شيء من أحكام الصيام, أو شروطه, أو مفسداته, أو غير ذلك مما يتعلق بالصيام, ومع ذلك تجده يُخطئ هذا, ويُصَوب ذاك, ويستنكر على هذا, وهو بذلك قد ضل وأضل وضر وأضر وهذا خطأ عظيم.
فالواجب على المسلم أن يتقي الله ولا يفتي بغير علم؛ لأنه بذلك بعرض نفسه بأن يتحمل أوزار من أفتاهم بجهله وبغير علم, وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتيا فقال "أسرعكم إلى النار أجرأكم على الفتيا "([18]).
ولله در من قال:
ومن غدا بغير علم يعمل أعماله مردودة لا تُقبلُ
23. ومن الأخطاء أيضاً: اعتقاد بعض الناس بأن نهار رمضان فرصة للنوم والراحة والاسترخاء والدعة, وهذا خطأ, فشهر رمضان دافع للنشاط والقوة والحيوية فهو شهر الانتصارات والجهاد والفتوحات, فلقد انتصر المسلمون على مر العصور بفضل الله في نهار رمضان في مواقع كثيرة منها: غزوة بدر الكبرى, والخندق, وفتح مكة, واليرموك, والقادسية وفتح الأندلس, وفتح البوسنة والهرسك, وعين جالوت, والنصر على اليهود في العاشر من رمضان, إلى غير ذلك من المواطن والمواقع التي أعز الله فيها الحق وأهله, وأذل فيها الشرك والكفر والإلحاد وأهله.
24. ومن الأخطاء: تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتهما لغلبة النوم, وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ , الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}( الماعون 4-5)).
قال بعض السلف: هم الذين يؤخرونها عن وقتها.
ورد عن ابن مسعود في الصحيحين أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الإسلام خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم الصلاة على وقتها أو في وقتها – وفي رواية – على أول وقتها.([19]).
25. ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين – هدانا الله وإياهم – يرد بألفاظ نابية بذيئة غاية في الفحش وذلك إذا سبه أحد أو جهل عليه, وهذا خطأ. فالواجب على الصائم أن بحفظ لسانه أولاً فلا يسب أحد ويجهل عليه, وإن حدث وأن أحداً سابه أو شاتمه أو جهل عليه فعليه أن يحفظ لسانه ويملك نفسه ويتأدب بآداب الإسلام, ولا يجهل على من جهل عليه, بل يقول له: إني صائم إني صائم؛ لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام جنة فإن كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل, وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل:
"إني صائم إني صائم "([20]). وفي رواية الحاكم في المستدرك (1570): ( فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم إني صائم ).
26. ومن الأخطاء: قضاء بعض الصائمين جزء كبير من نهار رمضان في القيل والقال, وإطلاق الألسنة بالغيبة, والنميمة, ولغو الحديث, وإذا تقدم إليهم أحد بالنصيحة, فأقل ما يقولون , وأهذب ما يتلفظون به لهذا الناصح: "نحن لا نفعل شيء نحن نسلي صيامنا "وهذا خطأ فالواجب على الصائم أن يحفظ صومه؛ وذلك بحفظ جوارحه, ولا سيما السان, فلا يتحدث إلا بخير وإلا فليصمت فقد ثبت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "([21]).
27. ومن الأخطاء: تجد بعض الصائمين ضيق الصدر, سيء الخلق, كثير العن لأتفه الأسباب, وهذا خطأ, فعلى الصائم أن لا يكون لعاناً ولا فحاشاً لا في رمضان ولا في غيره, فلا يلعن أخاه المسلم, ولا أولاده, ولا أهله, حتى إن بدر منهم ما يثيره فعليه أن يضبط نفسه, ولا يلعن بحال من الأحوال, لما ورد عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لعن مؤمناً فهو كقتله "([22]).
28. ومن الأخطاء كذلك: تجد بعض الصائمين عنده عصبية زائدة أثناء قيادته للسيارة, علاوة على السرعة الجنونية, وذلك قبيل موعد الإفطار وهذا خطأ, فلا ينبغي من الصائم مثل هذه الأمور.
29. ومن الأخطاء: غفلة الصائمين عن الدعاء والذكر قبيل آذان المغرب, وهذا خطأ, فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: "إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك كل ليلة "([23]).
30. ومن الأخطاء: عدم المبالاة من بعض الصائمين بدخول وقت الإفطار فما أن يسمع أي مؤذن ولو لم يدخل الوقت يبدأ في تناول الإفطار وهذا خطأ.
فعلى الصائم أن يتحرى وقت الإفطار وهو بعد غروب الشمس واختفاء قرصها, ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق, فمتى غابت الشمس أفطر الصائم لقوله تعالى: {... ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ...}(البقرة من الآية (187)).
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "إذا أقبل اليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس أفطر الصائم "([24]).
31. ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من آذانه احتياطاً, وهذا خطأ, فمتى سمع المؤذن وهو ممن يُعْرف بأمانته وحرصه على الآذان في وقته, فعلى الصائم أن يفطر بمجرد ما يسمع الآذان, ومن تأخر حتى نهاية الآذان, فقد تنطع وتقعر وتعمق وتكلف بما ليس مطالب به, وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنطع في الدين فقال "هلك المتنطعون, هلك المتنطعون, هلك المتنطعون "([25]).
ومنهم من لا يُفطر إلا بعد أن يصل المؤذن إلى الشهادتين وينتهي منهما, وهذا للجهل, والتقليد الأعمى, أو للإبتداع الضال, حيث لم يرد شيئاً من السنة في ذلك.
32. ومن الأخطاء كذلك: انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة آذان المغرب, وهذا خطأ, فإنه يُسن للصائم وغيره أن يُتابع المؤذن ويقول مثل ما يقول حتى ولو كان يتناول الإفطار فالنص عام في جميع الحالات , فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن "([26]).
قلت: ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار, وعدم الانقطاع, وذلك لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن في ترديد الآذان والله أعلم.
33. ومن الأخطاء: أن بعض الناس – هداهم الله وإياهم – ولا يبالي أأفطر على حلال أم حرام, وهذا خطأ عظيم, فقد ورد الوعيد الشديد لمن أكل الحرام سواء في رمضان أو غيره, قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت"([27]).
أي نبت من حرام, فعلى من ابتلي بالمال الحرام سواء بالسرقة أو الربا أو أخذ مال وهو ظالم فيه أو غير ذلك من صور المال الحرام. أن يتقي الله ويتحلل من هذا المال, وليعلم بأنه لا يقوى على حر جهنم, فجهنم حرها شديد, وقعرها بعيد, ولها مقامع من حديد نسأل الله العافية.
34. ومن الأخطاء: أن بعض المدخنين من الصائمين ما إن يسمع الآذان حتى يأكل شيئاً يسيراً ثم يسرع إلى سيجارته ويشعلها, بل هناك من يُفْطر على هذه السيجارة الخبيثة قبل أي شيء, ولربما دخل المسجد وألقى السيجارة عند الباب وريحته الخبيثة تعصف وتفوح, وفي هذا العمل أربع أخطاء مجتمعة وهي:
1. أنه خالف سُنة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بتركه الفطر على التمر أو رطب أو الماء أو أي شيء لم تصبه النهار, قال صلى الله عليه وسلم "من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور "([28]).
2. أنه أفطر على شيء محَّرم وهو شرب الدخان, والتحريم قال به العلماء قديماً وحديثاً([29]).
3. أن شرب الدخان والمعدة خالية من الطعام والشراب يضر بالجسم ضراً عظيماً.
4. أنه شرب الدخان وذهابه للمسجد فقد آذى المسلمين, وقد ورد النهي عن ذلك, ويا ويل من يصلي بجانبه – أعانه الله على تحمل هذه الرائحة -.
ونصيحتي إلى كل مدخن: بأن يستغل شهر رمضان فهو فرصة عظيمة لترك التدخين حيث أنه معظم اليوم لا يدخن؛ وذلك لأنه صائم.
35. ومن الأخطاء: تأخير الإفطار وهذا إما أن يكون الصائم نائماً فيؤخر إفطاره احتياطاً وغالباً هذا يكون عند البادية وهذا خطأ.
فمن السنة أن يُعَجل الصائم إفطاره حين غروب قرص الشمس بالعين المجردة, أو عند سماعه مؤذن الحي الموثوق فيه, عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"([30]).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بكروا بالإفطار وأخروا السحور"([31]).
36. ومن الأخطاء: إسراف بعض الصائمين واهتمامهم الزائد في إعداد الفطور وتنوع أصنافه, مما يؤدي ذلك إلى رمي كميات كبيرة من الطعام فائضة عن حاجة الصائم, وذلك بوضعها في سلات النفايا, في حين أن هناك من المسلمين لا يجد ما يسد رمقه, وربما كان هذا جار لك أو قريب, وهذا خطأ لما فيه من الإسراف والتبذير المنهي عنه, وإضاعة المال في غير موضعه, وسوف تُسأل عنه, وكذلك فيه عدم شكر النعمة كما ينبغي.
ناهيك عن الأضرار الصحية التي تصيب الصائم نفسه من جراء هذا الطعام وصدق الله حيث يقول: {... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ...}(الأعراف من الآية (31)).
وصدق الرسول الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين حيث يقول: "ما ملأ آدمي وعاءاً شراً من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه, فإذا غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس "([32]).
37. ومن الأخطاء: غفلة البعض عن الدعاء عند الإفطار, وبعد الإفطار, وإذا أفطر الصائم عند قوم, وهذا خطأ فإنه من السُنة الدعاء في هذه الحالات الثلاث وقد ثبت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
38. ومن الأخطاء: أن هناك بعض الصائمين من لا يفطر إلا بعد صلاة المغرب, وهذا خطأ لمخالفة سُنة النبي صلى الله عليه وسلم, فكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يفطر قبل صلاة المغرب ولو على ماء فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفطر قبل أن يصلي"([33]).
أحبتي في الله ما زال الحديث له بقية نتناولها في مقال قادم بأن الله تعالى فإلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
للمزيد ارجع إلى كتابي واحات الإيمان في ظلال شهر رمضان (2/78-101).



--------------------------------------------------------------------------------

[1]. أخرجه الطبراني في الكبير (13149) وابن حبان في صحيحه (888) والدارمي في سنه( 1687) وغيرهم من حديث ابن عمر والحاكم في مستدركه (7767) وغيره من حديث طلحة بن عبيد الله . قلت -خالد - والحديث له طرق كثيرة يتقوى بها إلى الحسن لغيره.
.[2] متفق عليه أخرجه البخاري (3277) (1079) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
.[3] أخرجه أحمد في مسنده (7781) والبيهقي في شعب الإيمان (3597) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
.[4] أخرجه البخاري (1907).
[5]. أخرجه مسلم (1082).
.[6] أخرجه البخاري في صحيحه (3/34) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا.
.[7] أخرجه النسائي (2116) وأحمد (18895) عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[8] . تقدم تخريجه في الخطأ الثاني.
[9] . أخرجه النسائي (2106) وأحمد في مسنده (7148) وابن أبي شيبة في المصنف (8867) والبيهقي في شعب الإيمان (3328) وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح رجاله رجال الشيخين.
.[10] أخرجه النسائي (2334) والبيهقي في السن الكبرى (7698) وغيرهما من حديث حفصة رضي الله عنها.
[11] . أخرجه النسائي (2331) والدارمي في سنه (1698) من حديث حفصة رضي الله عنها والبيهقي في السن الكبرى (7701) من حديث عائشة رضي الله عنها.
.[12] أخرجه أبو داود (2456) والترمذي (730) والنسائي (2333) من حديث حفصة رضي الله عنها.
.[13] فتاوى الشيخ ابن عثيمين كتاب الدعوة (1/144-145).
.[14] أخرجه البخاري (1924).
.[15] زاد المعاد.
.[16] انظر كتاب الكبائر للإما الذهبي الكبيرة العاشرة.
[17]. أخرجه البخاري (1903) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[18] . أخرجه الدارمي في مسنده (157) من حديث عبيد الله بن أبي جعفر, قلت – خالد – وهذا إسناد معضل, وعبيد الله بن أبي جعفر لم يُعرف له رواية عن أحد من الصحابة فالحديث ضعيف لكن معناه صحيح.
.[19] متفق عليه أخرجه البخاري (527) ومسلم (85).
[20] أخرجه البخاري (1893).
[21] . متفق عليه أخرجه البخاري (6018) ومسلم (47) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[22] . أخرجه البخاري (6047).
[23] . أخرجه ابن ماجه (1643) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
[24]. أخرجه البخاري (1954).
.[25] أخرجه مسلم (6955) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[26] . متفق عليه أخرجه البخاري (611) ومسلم (383).
.[27] أخرجه الطبراني في الكبير (11379) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما والحديث روي بألفاظ مقاربة عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم.
.[28] أخرجه الترمذي (694) والحاكم على شرط الشيخان (1574) وصحه من حديث أنس رضي الله عنه وعند أحمد (16242) من حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه.
[29] . انظر كتاب (من أخطاء المدخنين ) لمحمد الغفيلي.
. [30] متفق عليه أخرجه البخاري (957) ومسلم (1098).
.[31] أخرجه ابن عدي في الكامل (6/322) والديلمي في الفردوس (2084).
[32]. أخرجه الحاكم (7945) والفظ له وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وافقه الذهبي, ولبيهقي في شعب الإيمان (5261) والنسائي (6768) وغيرهم من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه.
[33] . أخرجه الترمذي (696) وابن أبي شيبة في المصنف (120) والبيهقي في السن (1082) وفي شعب الإيمان (3617) وغيرهم.

 
قديم   #2

مهجة الفؤاد


رد: بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2


بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2

بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان (2-2)

الحمد لله الذي وفق من اصطفى من عباده للطاعة, ويسر لهم طرق الخير والمسارعة إليه, وجنبهم الخطأ والزل, فله الحمد أولاً و آخراً, وظاهراً وباطناً والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الطائعين, وقدوة الناس أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين, وصحابته الغر الميامين, والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أحبتي في الله ما زلنا نسير بكم في مضمار بيان بعض الأخطاء التي تقع من بعض إخواننا المسلمين من الصائمين والصائمات رجاء الحذر منها وعدم الوقوع فيها؛ حتى يسلم لنا شهرنا الكريم, ونصومه على الوجه الأكمل, والصورة الأفضل, كما يحب ربنا ويرضى, ويكون على وفق منهج النبوة الخالد, عسى الله أن يرزقنا عظيم الأجر والثواب في هذا الشهر الكريم.
فهيا بنا أحبتي الله نكمل جولتنا في بيان بعض هذه الأخطاء والمخالفات سائلين المولى جلا وعلا أن يُجنبنا الخطأ والزل في أمورنا كلها, ويرزقنا صدق الإخلاص, وجميل الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
39. ومن الأخطاء: تأخير صلاة المغرب من قبل البعض نتيجة للإسراف في تناول الإفطار من مأكولات ومشروبات مختلفة, وهذا الأمر فيه ثلاثة أخطاء:
أ‌-ترك صلاة المغرب مع الجماعة بدون عذر شرعي وهذا لا يجوز .
ب‌-خلو المعدة من الطعام طوال النهار ثم مفاجأتها بتلك الأصناف المتنوعة من الطعام مما يحدث أضراراً بالغة بالصحة وهذا منهي عنه.
ت‌-ترك سُنة النبي صلى الله عليه وسلم في الإفطار على التمر, أو الرطب, أو الماء, وهذا له من الفوائد الشرعية والصحية الكثير.
قال ابن العربي -رحمه الله تعالى-(كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على شيء يسير لا يشغله عن الصلاة, وفيه ثلاث فوائد: تعجيل الإفطار, وتفريغ البال للصلاة, وفصل ما بين زمن العبادة والعبادة)([1]).
40. ومن الأخطاء: كذلك ترى من يضيع ليالي رمضان بالجلوس أمام التلفاز أو الدش -وما أدراك ما الدش؟! الساعات الطوال, أو يقضي اليل في اللهو والنوادر والألغاز ولعب الورق (البالوت) والسمر والزمر والطبل, والطرب والمجون, والدخان, والشيشة, والتسكع في الطرقات, إلى غير ذلك من الموبقات التي تفوت عليه الخير الكثير, وهذا كله منكر عظيم وفعل قبيح فعلى المسلم أن يحافظ على أوقاته لأنه مسؤول عنها, في النهار ينبغي أن يكون له ورد من القرآن؛ لأننا في شهر القرآن, وفي اليل ينبغي أن يكون له قسط من القيام؛ لأننا في شهر القيام, ولله در من قال:
لا تجلعن رمضان شهر فكاهة
تلهيك فيه من القبيح فنونه

واعلم بأنك لا تنال قبوله
حتى تصوم نهاره وليله تصونه([2])


41. ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين يفوت صلاة العشاء نتيجة للتخمة التي قد أُصيب بها من جراء إسرافه في الإفطار, وهذا خطأ عظيم فعلى الصائم أن لا يترك لنفسه العنان حتى لا يفوته الخير الكثير في هذا الشهر الكريم, فإن شهر رمضان شهر عبادة وتبتل وخشوع, لا شهر تسمين وبلادة وفتور. قال بعض السلف ( من أكل كثيراً نام كثيراً ومن نام كثيراً فاته خيراً كثيراً).
42. ومن الأخطاء: كذلك تجد بعض الناس يفوت صلاة العشاء مع الجماعة الأولى من أجل إدراك إمام معين اعتاد أن يصلي معه التراويح كل ليلة من ليالي رمضان وذلك لحسن تلاوته وعذوبة صوته.
وهذا من تلبيس إبليس العين على المسلم, ومن مداخله عليه, حيث أن الشيطان صرفه عن المحافظة على أداء الواجب إلى المحافظة على أداء النفل.
أقول: ولا يُنكر على من ترك مسجداً قريباً وذهب إلى مسجد آخر بعيداً طلباً لحسن الصوت, وحسن التلاوة والأداء من الإمام, إذا كان ذلك يعينه على الخشوع في صلاته, ويطمئن قلبه, ويجمع عليه عقله, فلا بأس في ذلك بل يُشْكر على هذا, ولكن شريطة ألا يقع في الخطأ الذي أسلفنا ذكره.
43. ومن الأخطاء: ظاهرة وجود جماعتين في مسجد واحد, الأولى تصلي التراويح والثانية تصلي الفريضة وهذا خطأ فلا يُشْرع وجود جماعتين في مسجد واحد, بل على الجماعة المتخلفة (التي تصلي الفريضة) تدخل مع الإمام الراتب (الذي يصلي التراويح) وبعد انتهاء الإمام تقوم وتنهض وتكمل صلاتها فهي لهم فريضة ولإمام تراويح, في أصح قولي العلماء([3]). والله أعلم.
44. ومن الأخطاء: تجد بعض أئمة المساجد -هدانا الله وإياهم -يؤدون صلاة التراويح بعجلة وسرعة مفرطة, لا تمكن من الإتيان بعض الواجبات والأركان, والصلاة على هذه الحالة باطلة وصاحبها آثم, وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء صلاته المشهور, لما شاهد من سرعته وعدم اطمئنانه في الصلاة: "ارجع فصلِّ فإنك لم تُصلِّ"([4]). أي أن صلاتك باطلة غير مجزئة لك وذلك لعدم الاطمئنان فيها و عدم الإتيان بأركانها.
والأدهى والأمر ما تجده من بعض المصلين من عدم الصبر مع الإمام الذي يخشع في صلاته, وصلاتهم خلف الأئمة المتعجلين في الصلاة المستخفين فيها والسكوت عنهم وعدم مناصحتهم والرفع عنهم إذا لم ينزجروا؛ لأن الصلاة خلفهم إقرار لهم على منكرهم وباطلهم.
45. ومن الأخطاء: تفريط البعض في صلاة التراويح جماعة, وبعض الناس يكتفي بعض الركعات ثم ينصرف من قبل أن ينتهي الإمام, وهذا خطأ فهو بذلك قد فاته الخير الكثير, والفضل العظيم, فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ".[5]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ".[6] وصلاة التراويح ليست سُنة فحسب بل هي سُنة مؤكدة لهذا الحديث وغيره من الأدلة التي تُبين ذلك, وقد كان صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه عدة ليال ثم خاف أن تُفرْض عليهم فتركها, ولكن رغبهم في صلاتها, فكان الرجل يصليها وحده ويصلي الاثنان جمعاً ويصلي الثلاثة جماعة([7]).
46. ومن الأخطاء: توهم بعض العامة أن القيام يقتضي إحياء كل اليل بالعبادة وهذا توهم خاطئ غير صحيح, ولا سند له من كتاب ولا سُنة, وإنما يكون قيام اليل في رمضان بصلاة التراويح من أول اليل, ويكون بصلاة ركعات من جوف اليل تهجداً, أو بصلاة ركعات من آخر اليل عند السحر تهجداً, فمن فعل ذلك في كل ليلة من ليالي رمضان فقد قام رمضان, واستحق أن يغفر له الله ما تقدم من ذنبه, إذا كان ممن قام ذلك إيماناً واحتساباً, وقت الصلاة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. والله أعلم.
47. ومن الأخطاء: توهم بعض الناس أن القيام لا يكون إلا في رمضان فقط, وهذا خطأ فقيام اليل بالصلاة والتهجد سُنة وفضيلة وليس خاصاً في رمضان بل في جميع أيام السنة, ولكن يزاد فضله في رمضان لشرف الزمان.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بفعل ثلاثة أشياء لا يدعهم فذكر منهم (الوتر) أي قيام اليل, وهذا في رمضان وغيره والله أعلم.([8]).
48. ومن الأخطاء: اعتقاد بعض الناس أن صلاة التراويح عدداً معيناً وأن الزيادة عليه أو النقص منه لا يجوز بل بدعة وهذا خطأ, فالأمر واسع ولله الحمد فيجوز أي عدد(31.23.13.11...) وهذا كله وارد عن السلف([9]). ولكن الأفضل والأكمل (11), (13) مع إطالة الركوع والسجود والقراءة بما لا يشق على من وراءه لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله ([10]).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد على في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة: يصلي أربعة فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً"([11]).
وعنها أيضاً رضي الله عنها قالت: " كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشرة ركعة, يعني اليل.. "([12]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(.. فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام أو قصره ) وقال: ( الأفضل يختلف باختلاف المصلين, فإن كان فيهم احتمال لطول القيام بعشر ركعات وثلاث بعدها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره فهو الأفضل, وإن كانوا لا يتحملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل, وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين )([13]).
49. ومن الأخطاء: جهل بعض الناس بفضل صلاة التراويح فتجده غير منتظم في أدائها وهذا خطأ, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ([14]).
50. ومن الأخطاء: فهم بعض الناس أن صلاة التراويح لا تشرع للنساء, وهذا خطأ, بل يُشْرع للنساء حضورها في جماعة المسجد كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: "... فلما كانت اليلة الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح, قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور " ([15]).
ولكن لا بد لنا هنا من كلمة للنساء:
لا بأس بحضور النساء صلاة التراويح في المسجد بشرط أمن الفتنة, وأن يخرجن لها متسترات متحجبات غير متبرجات متزينات ولا متطيبات, يؤدين الصلاة بخشوع وخضوع مبتعدات عن فضول الكلام, والغيبة, والنميمة, والحديث في أمور بيوتهن, مما ينبغي أن تنزه عنه بيوت الله غير مصطحبات للصغار من الأولاد حتى لا يفسدن على باقي النساء صلاتهن, والله يوفق الجميع.
51. ومن الأخطاء: متابعة بعض المصلين قراءة الإمام حال صلاته عن طريق حمل المصحف وهذا خطأ حيث لا يوجد دليل على ذلك, والأصل في المأموم أن يكون خاشعاً في صلاته لقوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) }(المؤمنون (1-2)). وكذلك فإن المأموم مأمور بالإنصات والتدبر عند سماع القرآن لقوله تعالى:{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(الأعراف الآية (204)).
هذا فضلاً لما في هذا العمل من الأخطاء في الصلاة منها:
1. كثرة الحركة في الصلاة, وهذا ينافي الخشوع والطمأنينة في الصلاة.
2. عدم رفع اليدين في التكبير وهذا مخالف للسُنة.
3. انشغال اليدين بحمل المصحف, والسُنة وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر.
4. النظر في المصحف, ينافي ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم في الصلاة, كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى بصره نحو الأرض صلى الله عليه وسلم.
ولكن هناك حالة يمكن فيها للمأو أن يحمل فيها المصحف وذلك إذا كلف الإمام أحد المأمومين بأن يحمل معه المصحف ليتابعه إذا أخطأ إذا كان الإمام لا يضبط القراءة ([16]).
52. ومن الأخطاء: السهر باليل طوال أيام شهر رمضان, وهذا خطأ لأنه مخالف لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاسًا (10)}( النبأ (9-10)). وهذا السهر قد يؤدي بالبعض إلى أن يفوت صلاة الفجر وهذا خطأ عظيم.
و ياليت شعري بأن يكون هذا السهر في عبادة الله كأن يكون هناك قيام ليل أو تلاوة القرآن, أو صلة الأرحام, أو عيادة لمريض, أو أي أمر من أمور الخير, لكن الأمر على خلاف ذلك تماماً والله المستعان.
53. ومن الأخطاء: تجد بعض الناس يتفنون في إضاعة وقت ليل رمضان بصور شتى منها:
1. اجتماع البعض على ما ينافي الشرع كلعب البلوت, والميسر, والقمار, والنرد وشرب الدخان, وغيره من المخدرات, والمسكرات, وهذا خطأ واضح, وجرم فادح.
2. التجمعات الشبابية على الأرصفة في الشوارع حتى قُبيل السحور.
3. الدوران في الشوراع بالسيارات.
4. التجمعات حول التلفاز أو الفضائيات وما أدراك ما الفضائيات وإن شئت قل الإباحيات والفضاحيات إنه الشر المستطير, والعدو الئيم.
5. كثرة الخروج إلى الأسواق لحاجة وبدون حاجة, وخصوصاً من النساء - هداهن الله -مما يحدث من جراء ذلك المفاسد العظيمة والأضرار الجسيمة, مما تُغضب الرب جلا وعلا, وتُوجب نقمته وعذابه, قال صلى الله عليه وسلم: " أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها"([17]).
54. ومن الأخطاء العظيمة والأضرار القاتلة: جلوس كثير من الناس -إلا من رحم الله -في أغلب اليالي في رمضان -إن لم يكن كلها -عند ما يسمونه ب( الفوازير ) أو المسابقات ذاك الشر المستطير, وهذه متنوعة, فهناك فوازير ومسابقات بالصحف والمجلات أو الإذاعة أو التلفاز أو الفضائيات (الفضاحيات ) والأخيرة من أخطرها, وهذا خطأ عظيم لما تحمله في طياتها من المعاصي والذنوب منها:
1. الغناء والطرب والموسيقى والمجون, وهذا محرَّم.
2. الاختلاط بين النساء والرجال اختلاط سافر يخدش الحياء ويجرح المشاعر, ويحث على الرذيلة, ويبغض إلى النفس الفضيلة وهذا محرَّم.
3. الاستهزاء بدين الله تعالى وجرح مشاعر المسلمين وهذا محرًّم.
4. التبرج والسفور, وهذا محرًّم.
5. سماع الألفاظ القبيحة, ومشاهدة المناظر الخليعة التي تثير الشهوات الكامنة, وتزيد من ثورتها وفورانها وشدة تهيجها, وهذا محرَّم.
وقل ذلك على الأفلام والمسلسلات والتي يسمونها بالدينية, والدين من فعلهم وقولهم برئ, والله المستعان.
55. ومن الأخطاء: يمر على بعض الناس -ولأسف -شهر رمضان كله ولم يقرأ آية واحدة من كتاب الله ! أو إذا قرأ قرآن قرأ جزء يسير جداً, وإذا قرأ قرأه على عجل من غير ترتيل وتدبر لآياته وهذا كله خطأ, فعلى الصائم أن يقرأ القرآن بترتيل وتدبر لآياته ويختمه في هذا الشهر مرة أو مرتين أو ثلاث على حسب حاله, واجتهاده ونشاطه.
قال تعالى:{... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(المزمل من الآية (4)).
وقال تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}(ص الآية (29)).
وقال صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ([18]).
فالواجب على المسلم عدم هجر القرآن بالكلية, خصوصاً في هذا الشهر كيف لا, وهذا هو شهر القرآن قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...} (البقرة من الآية (185)). وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم توصي بكتاب الله عز وجل, ولقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إذا دخل رمضان تركوا مجالس العلم وأقبلوا على تلاوة القرآن الكريم.
56. ومن الأخطاء: ما يصيب البعض بالفتور في قراءة القرآن عند قرب انتهاء شهر رمضان فنجد بعض الصائمين يتلو الآيات في أول الشهر في كل وقت ثم يفتر في وسطه ثم يكاد يتركه في آخره. وهذا خطأ فعلى المسلم أن تكون همته في آخر الشهر كما كانت أول الشهر, لأن تعطير الأفواه بذكر الله وقراءة القرآن نعمة عظيمة ومنحة من الرحمن جليلة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا حسد إلا في اثنتين, رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه أناء اليل وأناء النهار, فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان, فعلمت مثل ما عمل.. "([19]).
57. ومن الأخطاء: تعجيل السحور وتأخير الإفطار أو عدم السحور البتة أو الاكتفاء بأكلة في منتصف اليل, وهذا كله مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم, فمن المستحب أن يتسحر الصائم قبل طلوع الفجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ثلاث من أخلاق النبوة, تعجيل الفطر, وتأخير السحور, وضع اليمنى على الشمال في الصلاة " ([20]).
ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً.
وكذلك السحور فيه مخالفة لأهل الكتاب الذين أمرنا بمخالفتهم في كل شيء, فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور "([21]).
تنبيه: وليس معنى هذا أن الذي وليس معنى هذا أن الذي لا يتسحر صيامه غير صحيح, بل صيامه صحيح إن شاء الله لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصوم, والله أعلم.
58. ومن الأخطاء:اعتقاد بعض الصائمين أن من تسحر ونوى الصيام ثم عرض له أن يأكل أو يشرب أو يتناول دواء أو غير ذلك مما يحل له, فيظن أن ليس له فعل شيء من ذلك, وهذا خطأ, بل له ذلك ما لم يطلع الفجر, لأن الصوم الشرعي لا يحسب إلا من طلوع الفجر الصادق, قال تعالى:{... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...}(البقرة من الآية (187)).
وليس نية ترك الطعام وغيره وعقد الصوم قبل الفجر يحرم الأكل والشرب لمن أراد ذلك ما لم يطلع الفجر, والله أعلم.
59. ومن الأخطاء: التوسع في الأكل والشرب ولو بعد الآذان الثاني (الفجر الصادق ) ولربما قالوا, كل واشرب ما لم يقل المؤذن (حي على الصلاة) بعضهم يتوسع فيقول: كل واشرب ما لم يخرجوا من المسجد, وبعضهم يتسحر ثم إذا سمع المؤذن لصلاة الفجر قام فشرب الماء, وهذا كله خطأ فادح, فلا يجوز الأكل والشرب بعد التأكد من دخول الوقت (أي وقت الفجر ) بل يجب الإمساك على الفور, فكما أن الصائم يفطر بمجرد غروب الشمس فإنه يمسك بمجرد طلوع الفجر, ومن فعل ذلك فصومه باطل وعليه القضاء. والله أعلم.
60. ومن الأخطاء: إنكار بعض العوام على الصائم حين يسمع النداء والإناء في يده يأكل منه أو يشرب, وحجتهم أن المؤذن ينادي وهذا خطأ, وذلك لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " ([22]).
61. ومن الأخطاء: الإسراف في أكلة السحور فيملأ الصائم بطنه بالطعام وهذا خطأ بل يأكل بمقدار " فإن ما ملأ آدمي وعاء شر من بطنه.."([23]). ومتى شبع الصائم وقت السحور اعتراه الكسل والفتور, وربما نام عن صلاة الفجر, وهنا تكون قاصمة الظهر, فعليه أن لا يكثر من السحور, وأفضل السحور التمر أو يجعل في سحوره تمراً, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم سحور المؤمن التمر"([24]).
62. ومن الأخطاء: ما يفعله بعض المؤذنين في تقديم وقت آذان الفجر احتياطاً للعبادة بزعمهم, وهذا خطأ فادح, فلربما سمعت امرأة أو مريض الآذان فصلى الفجر قبل دخول الوقت -سبحان الله –يحتاطون للصيام بزعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد, ولا يحتاطون للصلاة التي لو كبَّر الإنسان تكبيرة الإحرام قبل دخول الوقت لبطلت.
وهذا الحديث وغيره يرد على أمثال هؤلاء: "... وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر... "([25]). , أي إذا دخل الفجر, وحديث: " .. وكان ابن أم مكتوم رجل أعمى لا ينادي حتى يُقال أصبحت أصبحت "([26]). أي أدخلت في وقت الصبح.
وكذلك التبكير في آذان الفجر قبل دخول وقته يُوقع الصائمين في حرج فمجرد سماع الآذان يُمْسك الصائم, ولا يدري أنه ما زال هناك وقت.
فعلى المؤذن أن يتقي الله تعالى حتى لا يعرض غيره للحرج ونفسه للإثم, قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ...}(النحل من الآية (25)).
وعلى المؤذن كذلك أن يجتهد في تحري دخول الوقت حتى لا يقع في الخطأ, ويُوقع غيره, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن, اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذني " ([27]).
63. ومن الأخطاء: أن بعض الناس يفطرون في رمضان لعذر شرعي, وهذا بدايةً ليس خطأ, لكن الخطأ أنهم لا يسترون عن أعين الناس عند تعاطيهم شيئاً من تلك المفطرات, والمطلوب إخفاء ذلك حتى لا يتهموا ويُساء الظن بهم من قبل من يراهم ولا يعرف عذرهم.
64. ومن الأخطاء: عدم تعويد الصبيان والفتيان صغيري السن على الصيام والمستحب تعويدهم على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه خاصة إذا أطاقوه, لما ورد عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنهما, قالت: "كنا نُصوم صبياننا ونجعل لهم العبة من العهن, فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"([28]).
65. ومن الأخطاء: كذلك إصرار بعض المرضى على الصيام مع وجود المشقة, وهذا خطأ, فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس ورُخص للمريض أن يُفْطر ويقضي بعد ذلك, قال تعالى:{... فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...}(البقرة من الآية (185)).
ولا شك أن هذا الذي يصر على الصيام مع المشقة للمرض الذي أصابه أنه يريد الخير ويحرص عليه, ولكن قد جعل له من أمره متسعاً ورخص له فليقبل رخصة الله التي جعلها له, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته "([29]). وفي رواية " كما يحب أن تؤتى عزائمه "([30]).
66. ومن الأخطاء: تحرج من أكل أو شرب ناسياً, فتجد هنا من يلزمه القضاء وهذا خطأ, قال تعالى:{... رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا...}( البقرة من الآية (286)). وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه "
إذاً فصومه صحيح لما تقدم وليس عليه قضاء والله أعلم.
67. ومن الأخطاء: تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان ظناً منه أن ذلك يفطره ويبطل صومه, وهذا خطأ, قال صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ". قال الإمام البخاري رحمه الله ( ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره ). وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى -( لا يفطر الصائم بالسواك بل هو سنة له ولغيره في كل وقت, في أول النهار وآخره ) أ. ه. قلت -خالد- وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل السواك في رمضان فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أُحصي يتسوك وهو صائم " ([31]).
68. ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس عندما يُصْبح جنباً سواء من جماع أو احتلام فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء, وربما أفتاه أحد الجهلة بذلك, وهذا خطأ, والصحيح أن صومه صحيح, ولا قضاء عليه, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم انظر ذلك في البخاري (1926) من حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما.
ويقول سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله -( الاحتلام لا يبطل الصوم لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء ).([32]).
69. ومن الأخطاء: اعتقاد البعض أن وضع الحناء أثناء الصوم يبطل الصوم ويفطر من فعل ذلك, هذا خطأ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (هذا أيضاً لا صحة له, فإن وضع الحناء أثناء الصيام لا يُفطر ولا يُؤثر على الصائم شيئاً كالكحل وكقطرة الأذن, وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضير الصائم ولا يفطره )([33]).
70. ومن الأخطاء: اعتقاد البعض وتحرجهم -وخصوصاً النساء -أن تذوق الطعام يفسد الصوم, وهذا خطأ, قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( لا بأس أن يذوق الخل والشيء ما لم يدخل حلقه وهو صائم ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في الاختيارات الفقهية (ص 108) ( وأما إذا ذاق طعاماً ولفظه, أو وضع في فيه عسلاً ومجه فلا بأس به للحاجة كالمضمضة والاستنشاق ).
وقال العلاّمة ابن جبرين -رحمه الله تعالى -( لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته, وضدها ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجه, أو يخرجه من فيه, ولا يفسد بذلك صومه إن شاء الله )([34]).
71. ومن الأخطاء: أن هناك من يعيب على المسافر الفطر في رمضان, وهذا خطأ, فإن للمسافر في رمضان الفطر أو الصوم وهذا على حسب حالته. وقد بسطنا القول في هذه المسألة في أكثر من موضع ومن ثم فلا فائدة من الإعادة هنا والتكرار فارجع إليه إن شئت غير مأمور.
ولكن زيادة على ما تقدم نقول: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أعلم الأمة بعد رسولها صلى الله عليه وسلم بمقصود الشرع, وفهم معانيه, وعي نصوصه, وما المراد من تلك النصوص.
فإن تقر ذلك فاعلم -وفقني الله وإياك إلى كل خير-أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يعب بعضهم على بعض الفطر في السفر حال الصيام وإليك بيان ذلك.
· عن أنس بن مالك -رضي الله عنه -قال: " كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر, ولا المفطر على الصائم " ([35]).
· وعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله -رضي الله عنهم –قالا: " سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر, ولا يعيب بعضهم على بعض " ([36]).
· وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -أيضاً قال: " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر, فلا يجد الصائم على المفطر, ولا المفطر على الصائم, يرون أن من وجد قوة صام فإن ذلك حسن, ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن "([37]).
هذا ما تيسر جمعه في هذا الباب بفضل الله و عونه ومده ولطفه, فأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجنبنا الخطأ والزل, وأن يرزقنا الفقه في الدين, وأن يجعلنا من الذين صاموا رمضان إيماناً وقاموا احتساباً, وأن يتقبل ذلك منا, وأن يغفر لنا خطأنا وعمدنا, وجدنا وهزلنا وسرنا وجهرنا وكل ذلك عندنا, إنه ولي ذلك والقادر عليه ومولاه وهو أهل التقوى وأهل المغفرة.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العلمين.
ولمزيد ارجع إلى كتابي واحات الإيمان في ظلال شهر رمضان (2/103-204).



--------------------------------------------------------------------------------

.[1] انظر تحفة الأحوذي (3/215. 216).
[2]. قلت: لفظة (وليله) زيادة من عندي ليست من أصل البيت.
[3] . انظر كتاب ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة التراويح ) للإما الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
[4] . جزء من حديث متفق عليه. أخرجه البخاري (757) ومسلم (397) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] . أخرجه أبو داود (1377) والنسائي (1364) وابن خزيمة في صحيحه (2210) وغيرهم بإسناد صحيح.
[6] . متفق عليه أخرجه البخاري (37) ومسلم (759).
[7]. فتاوى الصيام للعلامة ابن جبرين رحمه الله تعالى (ص 135).
[8] . انظر الحديث في البخاري (1178) ومسلم (721).
[9]. انظر فتح الباري(4/254.253).
[10] . قلت: ولشيخنا مصطفى العدوي حفظه الله بحث غاية في الحسن في بيان عدد ركعات قيام اليل وقد أحسن فيه شيخنا وأجاد وأفاد فجزاه الله خيراً فعليك به يا طالب الحق. فإن فيه بُغْيتك.
[11] . متفق عليه أخرجه البخاري (1147) ومسلم (738).
[12] . أخرجه البخاري (1089).
[13]. مجموع الفتاوى (23/113).
[14]. متفق عليه أخرجه البخاري (37) ومسلم (759).
[15]. أخرجه أبو داود (1377) والنسائي (1364) وابن ماجة (1327) وغيرهم بإسناد صحيح كما قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى.
.[16] فقه العبادات للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى (207).
[17] . أخرجه مسلم (671) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ومسابقات.
[18] . أخرجه البخاري (5027) من حديث عثمان بن عفان.
. [19] أخرجه البخاري (5026).
[20] . أخرجه الطبراني من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وصحه الألباني في صحيح الجامع (3038) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/105) رواه الطبراني في الكبير مرفوعاً وموقوفاً على أبي الدرداء والموقوف صحيح والمرفوع في رجاله من لم أجد في ترجمته.
[21] . أخرجه النسائي (2166) وابن حبان في صحيحه (3477) وابن خزيمة في صحيحه (1940) وغيرهم بإسناد صحيح على شرط مسلم.
[22] . أخرجه أبو داود (2352) وأحمد (10629) والحاكم (729) وغيرهم وقال صحيح على شرط مسلم وافقه الذهبي قلت: -خالد- والحديث إسناده حسن لأن فيه محمد بن عمرو وهو ابن علقمة اليثي وباقي رجاله رجال الصحيح والله أعلم.
[23] . جزء من حديث أخرجه أحمد في المسند (17186) والحاكم في المستدرك (7139) وقال الذهبي صحيح والطبراني في الكبير (17036) وغيرهم من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه.
[24] . أخرجه أبو داود (2437) والبيهقي في السن (2506) وابن حبان في صحيحه (3475) وغيرهم من حديث أنس رضي الله عنه بإسناد صحيح.
[25]. أخرجه أحمد في المسند (10630) والبيهقي في السن (4/218) والطبري في تفسيره (2/175) وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[26] . أخرجه البخاري (617) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[27] . أخرجه أبو داود (517) والترمذي (207) وابن ماجة (981) وأحمد (7169) وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[28] . متفق عليه أخرجه البخاري (1960) ومسلم (1136).
[29] . أخرجه أحمد في المسند (5866) وابن حبان في صحيحه (2742) وابن خزيمة في صحيحه (2027) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد قوي.
[30] . أخرجه ابن أبي شيبة (26472) وابن حبان في صحيحه (354) من حديث ابن عباس والطبراني في الأوسط (8032) من حديث عائشة رضي الله عنها.
[31] . أخرجه الترمذي (725) وقال حديث حسن وأحمد في مسنده (15678) وابن خزيمة (2007) وغيرهم.
.[32] فتاوى مهمة تتعلق بالصيام للعلامة ابن باز.
[33] . فتاوى ابن عثيمين (1/503).
[34] . فتاوى الصيام لابن جبرين .
[35] . متفق عليه أخرجه البخاري (1947) ومسلم (1118).
[36] . أخرجه مسلم (1117).
[37] . أخرجه مسلم (1116).

 
قديم   #3

*ربروبة*


رد: بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2


بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2



سلمت يداكي يا قمر


 
قديم   #4

مهجة الفؤاد


رد: بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2


بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2

شكرلكم

 
قديم   #5

ووااوو


رد: بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2


بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2

مشكوره

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 03:35 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0