هموم التعليم العربي

بسم الله الرحمن الرحيم



أنا حقيقة وبدون مقدمات ممهدات أو توطئات مستهلات وباختصار أرى أن مستوى التعليم العربي - إلا من رحم ربي - في تدن وليس بواعد أو بمشرق أو في تحسن إلا أن يتدارك أهل الشأن مشكلاته ويدرك أسباب تدهوره وإلسعي الحثيث لإيجاد الحلول الناجعة له .. ولكم أن تروا أن منسوب الثقافة العامة ضحل بشكل عام ومقتصر عن البعض - القارئ منا - على قراءة توافه الأمور.. فالوضع غير مشجع البتة.. بل ولكم أن تروا أين موقع جامعاتنا في العالم العربي في العالم إذا ما قورنت بالجامعات العالمية ترتيبا ومنزلة ومكانة..! كم يقرأ الفرد العربي في اليوم أو الشهر.. بل ماهي معدلات النجاح والرسوب في مدارسنا هذا على افتراض نزاهة التجرية التعليمية حال تقييمها!


نسأل أنفسنا ..ما السبب في هذا التدهور الواضح يا ترى ؟


أحاول أن ألخص وباختصار أسباب التدهور في الآتي:


• اتباع أساليب بالية عفا عليها الزمن .. معتمدة على التلقين والحفظ والامتحان بعد ذلك.. وثم تهب بعد أو بعيد ذلك على المتلقي المتعلم رياح النسيان..فيضيع الهدف الرئيس من التعليم..!

• إثقال كاهل المعلم بحص كثيرة وفي كل حصة يتعامل مع ما يزيد عن 30 طالبا أو طالبة.. فأين للإبداع أن يلوح في هكذا أفق وللابتكار أن يسود في جو ملبد بسحب الاضطراب في الروية و غيوم شديد الكلاحة في النظرة والوجهة..

• المعاشات القليلة للمدرسين والمدرسات بل ولطاقم الهيئة التدريسية والإدارية..فأنّا(بتشديد النون) للحماسة والهمة أن تدب فيهم ليثمر نطاما تعليميا مشرفا ومضيئا !!

• لا يعد التعليم من أولويات الحكومات- والتي المفترض منها أن تظهر التزامها به ودعمها الكلي له - إلا فيما ندر!

• مناهج قديمة غير معتمدة على أساليب التعليم الحديثة واستخدام الحاسوب وتفتقر إلى لغة الحوار ويعوزها التفاهم والاحترام بين المدرس والتلميذ..

• الاعتماد على غير المؤهلين في المراحل الدراسية السنية وهي أخطر مرحلة في حال أن دولا متقدمة لتجلب أكثر الناس خبرة في هذه المرحلة التعليمية الحساسة..

• توفر بيئة فاسدة في المدرسة تخرب ما تبنيه الأسرة من خلق ومثل وآداب للطالب.فيتش الفكر ويضيع التركيز..!


وقد يطرح سؤال هنا وهو :وهل فعلا الاستاذ هو السبب ام انه عامل من العوامل فقط ...؟


الذي أراه هنا هو المدرس هو أساس النجاح وأسه فبنجاحه تنجح العملية التعليمية وبفشله تفشل.. ويجب أن تهيئ له الأجواء ... كتركيز الكيف على الكم.. وتحسين الأوضاع المالية لهم.. وأن يعاد للأستاذ هيبته ..أن أردنا حقا وصدقا إصلاح الأمر.. ويبقى المدرس جزءا من منظومة أكبر ونظام أشمل..إن صلحت صلح وإن فسدت وبالتالي فسد كل شيء..


التعليم أمر هام وشائك ولو علم المسؤولون عليه أهميته وخطورة تدهوره وسعوا إلى إصلاح فاسده وتقويم اعوجاجه لقّوم حاله ..هنا فقط سينصلح الأمر ويرتقي التعليم مراقي العز وأسباب المجد ..

نحن نحاول أن نطرق جانبا من جوانب قضايانا الثقافية والاجتماعية علنا نسهم ولو بجزء بسيط في حلحلتها أو زيادة منسوب الوعي للقارئ بأوضارها وعرض جزء من حلولها..


شكرا لكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..