رد: من أجمل مدن العالم لندن
من أجمل مدن العالم لندن
مسجد لندن.. سفارة إسلامية في أوروبا
جمع أبناء الجالية الإسلامية في الجزر البريطانية، وحقق التواصل مع المنظمات المحلية
والمؤسسات السياسية، وتحول إلى سفارة إسلامية بالقارة الأوروبية. أقام الشعائر والصلوات
ونظم الندوات والمحاضرات، والبرامج الدراسية والدورات، وعقد الزيجات، وحافظ على
زيارة المرضى بالمستشفيات. إنه مسجد لندن الذي جذب الأنظار بقبته النحاسية، ومئذنته
الاسطوانية، ومعالمه الهندسية والمعمارية.
يعتبر مسجد لندن من أكبر وأشهر مساجد القارة الأوروبية، وأعمقها أثراً في حياة المسلمين
وغير المسلمين. بدأت قصته سنة 1943 عندما قدم الملك جورج السادس ملك بريطانيا المبنى
الحالي وحديقته للحكومة المصرية لإقامة مسجد عليها، وقدمت الحكومة المصرية في المقابل
قطعة أرض بالقاهرة تطل على النيل (قرب ميدان التحرير) لإقامة كاتدرائية أنجليكانية عليها سنة
،1945 تم وضع حجر أساس المسجد والمركز الإسلامي في لندن سنة 1954 وتعثر المشروع
لأسباب عديدة من أهمها ارتفاع المئذنة.
بدأ العمل في بناء المسجد سنة ،1965 ويطل على حديقة ريجينسي بارك الشهيرة واكتمل
المسجد سنة 1974 وبلغت تكاليفه الإجمالية 5.6 مليون جنيه إسترليني قدمتها الدول العربية
والإسلامية.
يتكون مجلس إدارة المركز الإسلامي في لندن من سفراء الدول الإسلامية الممثلة في بريطانيا
بدأت بسفراء مصر والسعودية وتركيا وإيران والعراق، وازداد العدد تباعا ليشمل معظم الدول
الإسلامية، وهي تسهم جميعاً في دعم المركز ومساعدته في القيام بدوره ورسالته في خدمة
الإسلام والمسلمين في المملكة المتحدة وأوروبا بأسرها.
يتكون المسجد من أربع وحدات أساسية: المسجد، والمركز الإسلامي، المقر السكني، وحدة الخدمات.
يتكون المبنى الرئيسي من طابقين بكل منهما ساحة للصلاة، وقاعات تستخدم كمصلى للسيدات.
يشتمل المسجد على مكاتب إدارية، وحجرات للدراسة، وقاعات للندوات والمحاضرات.
وفي عيدي الفطر والأضحى يتم رفع الحواجز بين الحجرات والقاعات لأداء الصلاة والاحتفال
بالمناسبتين.
ينظم المسجد فصولا دراسية لأبناء الجالية الإسلامية في نهاية الأسبوع، لتعليمهم أصول دينهم
ومبادئ اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم.
يقوم المركز الإسلامي بتنظيم المحاضرات والندوات لكبار العلماء من دول العالم الإسلامي.
يشتمل المركز على مقر سكني يتكون من 3 طوابق، ويضم أربع وحدات بالإضافة إلى
موقف للسيارت يتسع ل60 سيارة، وفي المركز الإسلامي في لندن مكتبة إسلامية كبرى
تضم 20 ألف مجلد في الفقه والتفسير والحديث الشريف وسائر الفروع والعلوم الإسلامية.
الزيجات والمحلات
يتولى المركز الإسلامي عقد الزيجات بين المسلمين والاحتفاظ بالسجلات ويوفر فرص
التعارف بين أبناء الجالية الإسلامية في الأعياد والمناسبات وعطلات نهاية الأسبوع، وفيه
أيضا لجان لتسوية الخلافات بين الأسر والأفراد حتى تسود روح المودة والوئام بين الجميع
وفي المركز حجرات لتجهيز الموتى وإنهاء مراسم الدفن طبقا للشريعة الإسلامية.
وينظم المركز الإسلامي بلندن زيارات مستمرة للمرضى في المستشفيات، ونزلاء السجون
ويقدم إليهم المصاحف والهدايا الرمزية كصورة من صور التكافل الإسلامي. ويحتفظ المركز
بقوائم للمحلات التي تبيع اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية وأماكن المساجد بالمدن البريطانية.
قبة نحاسية تعلو الطابق الثاني من مسجد لندن قبة كبيرة، مغطاة بالنحاس الأصفر اللامع عليه
طبقة من البلاستيك الشفاف تحميها من مياه المطر والثلوج والرياح. وفوق القبة يرتكز الهلال على
عمودين من النحاس، ويبلغ ارتفاع مئذنة المسجد 50 مترا، وقرب نهايتها تقع شرفة المؤذن
وفوقها الهلال رمز الإسلام. وتخذ المئذنة شكلا أسطوانيا، وتقوم على 28 عمودا، وبداخلها
سلم حلزوني وفيها أيضا مصعد كهربائي. وتنتشر الزخارف الإسلامية الهندسية والنباتية واللوحات
الخطية على جميع أجزاء المسجد خاصة المنبر والمحراب. ثلاثة ملاين مسلم وصل عدد المسلمين
في الجزر البريطانية إلى ما يقرب من ثلاثة ملاين مسلم ومسلمة يقيم عدد كبير منهم في لندن
وضواحيها، وأيضا في برمنجهام ومانشستر وجلاسجو. وتقول السجلات البريطانية إن الإسلام دخل
إلى هناك من خلال رجل بريطاني أشهر إسلامه اسمه جون نيلسون من مواليد سنة 1583م، وازداد
عدد المسلمين في القرن التاسع عشر من خلال التجار والبعثات التعليمية، وبزيادة أعدادهم بدأ التفكير
في إنشاء المساجد.
تأس أول مسجد في لندن سنة 1886 بمدخل أحد القصور على الضفة الشرقية لنهر التايمز
خصصت سيدة إنجليزية (مسز استانهوب) مكاناً بمدخل قصرها كمسجد احتفاء بأحد ضيوفها من
بلاد الشام. كانت السيدة مهتمة بدراسة عقيدة الدروز، قامت بزيارة للشام وتعرفت إلى عدد من
الشخصيات الإسلامية، وسافر أحدهم إلى بلادها، ونزل ضيفا عليها، وخصصت له هذا المكان
لأداء الصلاة، وسمحت بإقامة صلاة العيدين في المكان نفسه. ازداد عدد المسلمين في بريطانيا
أواخر القرن 19 وأوائل القرن ال20 بانضمام عدد من جنود المستعمرات إلى الجيش البريطاني
وزيادة عدد الدارسين والمهاجرين من الدول الإسلامية مثل الهند وتركيا، وإيران وغيرها.
عدة أسماء يطلق على مسجد لندن عدة أسماء أخرى منها المركز الإسلامي في لندن، ومسجد
ريجنت بارك ومسجد لندن المركزي.
نجح مسجد لندن في تقديم صورة الإسلام الحقيقية لسكان الجزر البريطانية، وسائر الأمم الأوروبية
وحقق التواصل الحضاري مع المنظمات السياسية والمحلية. ويتولى المسجد مسؤولية مضاعفة في
خدمة المسلمين والحوار مع غير المسلمين، وخلاصة القول إن مسجد لندن أسهم بدور كبير في
عمارة الدين والدنيا سواء بسواء.
|