|
رد: مسابقة العضوة المميزة للقسم الاسلامي
مسابقة العضوة المميزة للقسم الاسلامي
ال أبو جعفر: يقول تعالـى ذكره: يا أيها الناس احذروا عقاب ربكم بطاعته, فأطيعوه ولا تعصُوه, فإن عقابه لـمن عاقبه يوم القـيامة شديد. ثم وصف جلّ ثناؤه هول أشراط ذلك الـيوم وبدوّه, فقال: إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةٍ شَيْءٌ عَظِيـمٌ.
واختلف أهل العلـم فـي وقت كون الزلزلة التـي وصفها جلّ ثناؤه بـالشدّة, فقال بعضهم: هي كائنة فـي الدنـيا قبل يوم القـيامة. ذكر من قال ذلك:
18831ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا يحيى, قال: حدثنا سفـيان, عن الأعمش, عن إبراهيـم, عن علقمة, فـي قوله: إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ قال: قبل الساعة.
18832ـ حدثنـي سلـيـمان بن عبد الـجبـار, قال: حدثنا مـحمد بن الصلت, قال: حدثنا أبو كدنـية, عن عطاء, عن عامر: يا أيّها النّاسُ اتقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظيـمٌ قال: هذا فـي الدنـيا قبل يوم القـيامة.
18833ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جُرَيج فـي قوله: إنّ زَلْزَلَةَ السَاعَةِ فقال: زلزلتها: أشراطها... الاَيات يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَملَها وَتَرَى الناسَ سُكارَى وَما هُمْ بِسُكارَى.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن عطاء, عن عامر: يا أيّها النّاسُ اتّقُوا رَبكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ قال: هذا فـي الدنـيا من آيات الساعة.
وقد رُوي عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم بنـحو ما قال هؤلاء خبر, فـي إسناده نظر وذلك ما:
18834ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا عبد الرحمن بن مـحمد الـمـحاربـي, عن إسماعيـل بن رافع الـمدنـي, عن يزيد بن أبـي زياد, عن رجل من الأنصار, عن مـحمد بن كعب القُرَظيّ, عن رجل من الأنصار, عن أبـي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لـمَا فَرَغَ اللّهُ منْ خَـلْقِ السمَوَاتِ والأرْضِ, خَـلَقَ الصّوْرَ فأعْطاهُ إسْرَافِـيـلَ, فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلـى فـيهِ, شاخِصٌ بِبَصَرِهِ إلـى العَرْشِ, يَنْتَظِرُ مَتـى يُؤْمَرُ.» قال أبو هريرة: يا رسول الله, وما الصور؟ قال: «قَرْنٌ». قال: وكيف هو؟ قال: «قَرْنٌ عَظِيـمٌ يُنْفَخُ فـيهِ ثَلاثّ نَفَخاتٍ, الأُولـى: نَفْخَةُ الفَزَعِ, والثانـيَةُ: نَفْخَةُ الصّعْقِ, والثالِثَةُ: نَفْخَةُ القِـيامِ لِرَبّ العالَـمِينَ. يَأْمُرُ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إسْرافـيـلَ بـالنّفْخَةِ الأُولـى, فَـيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الفَزَعِ فَـيَفْزَعُ أهْلُ السّمَواتِ والأَرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ الله, ويَأْمُرُ اللّهُ فَـيُدِيـمُها وَيُطَوّلها, فَلا يَفْتُرُ, وَهِيَ التِـي يَقُولُ اللّهُ: ما يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً ما لَهَا مِنْ فَوَاقٍ فَـيُسَيّرُ اللّهُ الـجِبـالَ فَتَكُونُ سَرَابـا, وَتُرَجّ الأرْضُ بأهلها رَجّا, وَهِيَ الّتِـي يَقُولُ اللّهُ: يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ, فَتَكُونُ الأرْض كالسّفِـينَةِ الـموبَقَةِ فـي البَحْرِ تَضْرِبُها الأَمْوَاجُ تُكْفَأُ بأَهْلها, أوْ كالقِنْديـلِ الـمُعَلّقِ بـالعَرْشِ تُرَجّحُهُ الأَرْوَاحُ فَتَـمِيدُ الناسُ عَلـى ظَهْرِها فَتَذْهَلُ الـمَرَاضِعُ, وَتَضَعُ الـحَوَامِلُ, وَتَشِيبُ الولْدَانُ, وَتَطيرُ الشياطِينُ هارِبَةً حتـى تَأْتـي الأَقْطار فَتَلَقّاها الـمَلائِكَةُ فَتَضْرِبُ وُجُوهَها, فَترْجِعُ وَيُوَلّـي النّاس مُدْبِرِينَ يُنادِي بَعْضَهُمْ بَعْضَا, وَهُوَ الذِي يَقُولُ اللّهُ: يَوْمَ التنادِ يَوْمَ تُوَلّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هادٍ فَبَـيْنَـما هُمْ عَلـى ذلكَ, إذْ تَصَدّعَتِ الأرْضُ مِنْ قُطْرٍ إلـى قُطْرٍ, فَرَأوْا أمْرا عَظِيـما, وأَخَذَهُمْ لِذَلكَ مِن الكَرْبِ ما اللّهُ أعْلَـمُ بِهِ, ثُمّ نَظَرُوا إلـى السّماءِ فإذَا هِيَ كالـمُهْلِ, ثُم خُسِفَ شمْسُها وخُسِفَ قَمَرُها وَانْتَثرَتْ نُـجُومُها, ثُمّ كُشِطَتْ عَنْهُمْ» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والأمْوَاتُ لا يَعْلَـمُون بِشَيْءٍ مِنْ ذلكَ» فقال أبو هريرة: فمن استثنى لله حين يقول: فَفَزِعَ مَنْ فِـي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِـي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ؟ قال: «أُولَئِكَ الشّهَدَاءُ, وإنّـمَا يَصلُ الفَزَعُ إلـى الأحْياء, أُولَئِكَ أحْياءٌ عِنْدَ رَبّهمْ يُرْزَقُونَ, وَقاهُمُ اللّهُ فَزَعَ ذلكَ الـيَوْم وآمَنَهُمْ. وَهُوَ عَذَابُ اللّهِ يَبْعَثُهُ عَلـى شِرَارِ خَـلْقِهِ, وَهُوَ الّذِي يَقُولُ: يا أيها النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ... إلـى قوله: وَلَكِنّ عَذَابَ اللّهِ شَدِيدٌ».
وهذا القول الذي ذكرناه عن علقمة والشعبـيّ ومن ذكرنا ذلك عنه قولٌ, لولا مـجيء الصحاح من الأخبـار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلافه, ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلـم بـمعانـي وحي الله وتنزيـله. والصواب من القول فـي ذلك ما صحّ به الـخبر عنه. ذكر الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بـما ذكرنا:
18835ـ حدثنـي أحمد بن الـمقدام, قال: حدثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان, قال: سمعت أبـي يحدّث عن قتادة, عن صاحب له حدّثه, عن عمران بن حُصين, قال: بـينـما رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي بعض مغازيه وقد فـاوت السّير بأصحابه, إذ نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الاَية: «يا أيّها النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ». قال: فحَثّوا الـمطيّ, حتـى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هَلْ تَدْرُونَ أيّ يَوْمٍ ذَلكَ؟» قالوا: الله ورسوله أعلـم. قال: «ذلكَ يَوْمَ يُنادَى آدَمُ, يُنادِيهِ رَبّهُ: ابْعَثْ بَعْثَ النارِ, مِنْ كُلّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إلـى النّارِ» قال: فأبلس القوم, فما وضح منهم ضاحك, فقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم: «ألا احْمَلُوا وأبْشِرُوا, فإنّ مَعَكُمْ خَـلِـيقَتَـيْنِ ما كانَتا فِـي قَوْمٍ إلاّ كَثَرَتاهُ, فَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنـي آدَمَ, وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنـي إبْلِـيسَ وَيأْجُوجَ وَمأْجُوجَ». قال: «أبْشِرُوا, ما أنْتُـمْ فِـي النّاسِ إلاّ كالشّامَةِ فِـي جَنْبِ البَعِيرِ, أو كالرّقْمة فـي جَناحِ الدّابَة».
حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, قال: حدثنا هشام بن أبـي عبد الله, عن قتادة, عن الـحسن, عن عمران بن حصين, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم. وحدثنا ابن بشار, قال: حدثنا معاذ بن هشام, قال: حدثنا أبـي وحدثنا ابن أبـي عديّ, عن هشام جميعا, عن قَتادة, عن الـحسن, عن عمران بن حصين, عن البنـيّ صلى الله عليه وسلم بـمثله.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا مـحمد بن بشر, عن سعيد بن أبـي عروبة, عن قَتادة, عن العلاء بن زياد عن عمران, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, بنـحوه.
18836ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا مـحمد بن جعفر, قال: حدثنا عوف, عن الـحسن, قال: بلغنـي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لـما قـفل من غزوة العُسْرة, ومعه أصحابه, بعد ما شارف الـمدينة, قرأ: يا أيّها النّاسُ اتقُوا رَبكُمْ إنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيـمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها... الاَية, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتَدْرُونَ أيّ يوم ذَاكُمْ»؟ قـيـل: الله ورسوله أعلـم. فذكر نـحوه, إلا أنه زاد: «وإنّهُ لَـمْ يَكُنْ رَسُولانِ إلاّ كانَ بَـيْنَهُما فَتْرَةٌ مِنَ الـجاهِلِـيّةِ, فَهُمْ أهْلُ النّارِ وإنّكُمْ بـينَ ظَهْرَانْـي خَـلِـيقَتَـيْنِ لا يُعادّهما أحدٌ مِنْ أهْلِ الأرْضِ إلاّ كَثَرُوهُمْ, وَهُمْ يَأْجُوجُ وَمأجُوجُ, وَهُمْ أهْلُ النارِ, وَتَكْمُلُ العِدّةُ مِنَ الـمُنافِقِـينَ».
ما يجادل في ءايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد سورة غافر الاية 4
|