عالية الشلهوب
كان عام 1970م وهو ميلاد أول خطة تنمية في المملكة والتي تزامنت تقريباً مع تولي المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز حقبة الأمن في البلاد، حققت المملكة استقرارا اقتصاديا وماليا حيث ثبت عالمياً أن رأس المال جبان يبحث عن الأمن والاستقرار تدفقت الاستثمارات الأجنبية ولعل أهمها استثمارات الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومشاريع "سابك"، بالإضافة إلى توطين الاستثمارات المحلية، وقد تحققت هذه القفزات نتيجة للاستقرار الأمني الذي كان للأمير نايف بعد الله الدور الأكبر والحاسم فيه، ولعل أهم الشواهد القريبة في ربط التنمية الاقتصادية مع توفر الأمن هو ذلك الانحسار الطفيف الذي شهده العالم نتيجة الاضطرابات الأمنية، وموجة قضايا الإرهاب الحديثة، إلا أن المملكة وبحمد الله، نتيجة الاستقرار الأمني الذي توفر في هذه البلاد الكريمة قد ساهم بوجود استقرار اقتصادي ومالي، مما دفع عجلة الاستثمار ليحقق معدلاته الطبيعية والمرتفعة ناهيك عن تجاوز المملكة للأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم عام 2008م، والتي كان للاستقرار الأمني والنظام المالي الدور الأكبر لتخطي آثار ومخاطر هذه الأزمة، إن رحيل الأمير نايف سيكون تأثيره واضحا على هذه البلاد، ولكن اعتدنا أن هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز أنها صامده لا تتأثر بكل الظروف والأزمنة، وبرغم حجم مسئولية الأمن التي تولاها فإنه كان أحد أشد المهتمين بقضايا توطين الوظائف والسعودة، حينما كان رئيساً لمجلس القوى العاملة آنذاك مدركاً أن هناك علاقة وثيقة بين الاستقرار الأمني المنشود وقضية البطالة من حيث ضرورة توفير فرص العمل للمواطنين والمواطنات، وهذا ما أكده حديثه رحمه الله الأخير في جنيف لبعض المسئولين للاهتمام بهذا الجانب.
رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز، وصادق العزاء لمليكنا وللشعب السعودي بفقيد الوطن، وأن يجبر كسر والدنا عبدالله بفقد أخيه وأن يمد في عمره ويلبسه ثوب الصحة والعافية ويحفظ هذا الوطن أمناً ومطمئناً.