|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
تمهيد في تاريخ اللسانيات
تمهيد في تاريخ اللسانيات شهدت علوم اللغة عندنا منذ أربعين عاما حركات نهوض وتجديد بعد عقود من بعث التراث وتحقيقه وتقديمه للناس. ولا شك في أ ّ ن للسانيات أو آثارا مهمة في تلك الحركات، مع ما رافق اقتباس (Linguistique) علم اللغة اللسانيات أو ترجمة موادها أو تطبيق مناهجها من خلط وتعميم وسوء تقدير. وكانت الدراسات اللسانية في الغرب عرفت توسعا ونضجا حتى صارت محط أنظار الدارسين في مجالات أخرى. ويمكن أن يفهم ذلك في ضوء اتصاف علوم اللغة قبل اللسانيات في أوربة بالذاتية والتخمين والمعيارية ولا سيما في النحو والبلاغة وسيطرة النزعة الدينية والتأمل العقلي البعيد عن الحقائق الموضوعية. وترجع بداية اللسانيات عامة إلى القرن الثامن عشر حين اكتشفت اللغة السنسكريتية عام 1786واتخذت أساسا للمقارنة العلمية واكتشاف شجرة اللغات الهندية الأوربية، وبروز المنهج المقارن على يد بوب وشليجل وغيرهما من علماء اللغة نحو 1816م. وكان من نتيجة ذلك تصنيف اللغات في العالم وكشف صلات التشابه والقربى بين لغة وأخرى، وتحديد الفروع التي تنحدر من الأسر اللغوية تحديدا علميا موثوًقا بعيدا عن التعصب أو الرجم بالغيب. ثم ظهر بعد ذلك المنهج التاريخي نحو 1876 م الذي اهتم ببناء تاريخ علمي مفصل لكل لغة، وبيان أثر الزمان في تطور اللغات وتغير أنظمتها الصوتية والدلالية والنحوية دون تفضيل للغة على لغة أيا كانت. لكن منهجا آخر سرعان ما ظهر نحو مطلع القرن العشرين هو المنهج الوصفي، الذي عنيمواضيع ذات صلة |