مع سورة النور
الآيات 36 ـ 38
( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ، يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ )
وهذه القلوب الصافية التى تضئ بنور الإيمان محلها المساجد التى أمر الله أن تطهر ويرفع شأنها وتحترم وتطهر من دنس الفعل والقول واللغو الذى لا يليق بها لأنها يذكر فيها اسم الله ويصلى بها توجها لله منذ الفجر حتى نهاية النهار ودخول الليل .
ويتلوا كتاب الله فى الصلوات رجال لهم همم عالية وعزائم لا يشغلهم عن ذكر الله تجارة أو عمل ولا بيع ولا شراء ولا ملاذ الدنيا ، يحبون الله ويدعونه خوفا من هول القيامة وطمعا فى مغفرة الله وجنته .
وسيجزيهم الله بأحسن أعمالهم ويجزل لهم العطاء والفضل والرزق الحسن فى الدنيا والآخرة بدون حساب ويتجاوز عن سيئاتهم .
الآيات 39 ـ 40
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )
ويضرب الله هنا مثلين لنوعين من الكفار :
الأول : مثل الكفار الدعاة إلى كفرهم
هم يحسبون أنهم على الحق وهم فى الحقيقة ليسوا على شئ ، فمثلهم كالسراب الذى يرى فى القيعان من الأرض على بعد كأنه ماء فى نصف النهار فإذا اقترب منه لم يجد الماء ويبعد السراب وكلما اقترب يجد أنه ليس بماء
وعندما يظن الكافر أنه فعل شئ يجد أن الله يوفيه حسابه ويعاقبه على سوء فعله .
الثانى : يضرب للكفار أصحاب الجهل المقلدون
مثلهم كمثل الظلام المركب فى بحر عميق لجى طبقاته أمواج فوق بعضها ، وفوقها سحب تزيد من طبقات الظلام وهى قلب الكافر الذى يغشاه ظلام الجهل والغشاوة على قلبه وسمعه وبصره وعمله ومصيره إلى النار .
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ : ومن لم يشأ الله له الهداية فلا هادى له وهو هالك بلا محالة .
|